لماذا اثار دوري السوبر الأوروبي عاصفة من الاحتجاجات؟
[ad_1]
بمجرد أن أعلن فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الشهير، يوم الاحد 18 إبريل/نيسان عن إنشاء مسابقة أوروبية جديدة لكرة القدم تضم اثني عشر ناديا من صفوة الإندية الأوروبية، وتحمل اسم “دوري السوبر الأوروبي”، ، أنطلقت عاصفة من الاحتجاجات من جانب قادة سياسيين، ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، وروابط مشجعي اللعبة.
ويبدو أن موجة الاحتجاجات كانت قوية إلى درجة أنها دفعت نادي مانشستر سيتي الإنجليزي إلى أن يعلن في بيان رسمي أنه اتخذ إجراءات رسمية للانسحاب من المجموعة المؤسسة لدوري السوبر الأوروبي، كما أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي أنه يتجه إلى خطوة مشابهة، وسوف ينسحب بدوره من المسابقة الأوروبية الجديدة، وذلك بعد أن تم الإعلان أن الناديين سوف يشاركان بها.
بدوره سارع جوردان هندرسون، قائد فريق ليفربول، إلى التغريد على حسابه على تويتر، لكي يؤكد أن الموقف الجماعي للاعبي الفريق الإنجليزي الشهير هو رفض دوري السوبر الأوروبي، وقال “أن التزامنا تجاه هذا النادي وتجاه مشجعيه هو إلتزام مطلق وبلا قيود”.
وعلى الفور رحب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بهذا التوجه من قبل كل من مانشستر سيتي وتشيلسي، وقال أن قرار الناديين هو القرار الصائب، وسوف تتبعه خطوات أخرى في ذات الإتجاه.
وسبق أن قال جونسون إن هذا الدوري المزمع “سيضرب قلب اللعبة المحلية، وسيثير قلق الجماهير في جميع أنحاء البلاد”.
من جانبه توعد كل من الاتحاد الأوربي لكرة القدم (يويفا)، والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وإتحادات وطنية أخرى للعبة، بالوقوف بكل ما أوتيت من قوة، في وجه إتمام هذا المشروع، وهدد الاتحاد الأوربي لكرة القدم، بعقوبات ضد كل الأندية واللاعبين، الذين سيشاركون في بطولة دوري السوبر الأوروبي المقترح.
ويعني هذا أن أندية كبيرة تراجعت عن المشاركة في بطولة السوبر الأوروبية، هذا عل الرغم من أن بيريز، رئيس ريال مدريد، قال أن البطولة الجديدة هي “إنقاذ لكرة القدم”، وأن الأندية تخسر أموالا في الوقت الحالي.
وجاء المشروع الذي طرحته، مجموعة النوادي الأوربية الكبرى لكرة القدم، وسط أزمة تعاني منها كرة القدم، خاصة في الجانب المالي بفعل تأثرها بشدة من تفشي وباء كورونا، كما أنه جاء قبيل إعلان مزمع للاتحاد الأوربي لكرة القدم،عن خططه الإصلاحية لدوري أبطال أوروبا، الذي يضم 36 فريقا، والذي كان يأمل في أن يتم قبل الإعلان عن دوري السوبر الجديد.
ويرى ملاك النوادي الأوربية الكبرى لكرة القدم، والمشاركون في المشروع المزمع، أن الإصلاحات التي سيعلن عنها الاتحاد الأوربي لكرة القدم ليست كافية، كما قالوا أيضا إن جائحة كورونا، التي ضربت عدة مناحي اقتصادية “سرعت من حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها النموذج الاقتصادي الحالي للكرة الأوروبية”.
وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت حوارا مكثفا، بين الأطراف المسؤولة عن كرة القدم، بشأن مستقبل البطولات الأوربية، لكن الأندية المؤسسة لدوري السوبر الجديد اعتبرت أن ” الحلول المقترحة بعد هذه المحادثات لا تطال المشاكل الأساسية، مثل الحاجة لتوفير مباريات بجودة أعلى، وكذلك موارد مالية إضافية لهرم كرة القدم بشكل عام”.
غير أن معظم الهجوم، الذي تعرض له مشروع دوري السوبر الأوربي المقترح لكرة القدم، ارتكز إلى أنه يمثل انشقاقا عن كرة القدم الدولية، وأنه يؤسس لفكرة نخبة ضيقة لنوادي بعينها، ويحرم مشجعي الأندية الصغيرة من متعة وشغف كرة القدم، التي تعد الرياضة الشعبية الأولى في العالم، إضافة إلى أن الفكرة وراءه، تجسد جانبا واحدا وهو سعي ملاك النوادي إلى جني مزيد من الأرباح فقط.
المشجعون هم الخاسر الأكبر
ويبدو مشجعو اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وكأنهم خارج المعادلة في الجدل الدائر حاليا، بين ملاك الأندية أصحاب المشروع، والاتحادات الرياضية المعارضة له، فمن جانبها تسعى الأندية صاحبة المشروع، إلى الخروج من أزماتها المالية، وتراجع إيراداتها بفعل الأزمة التي فرضتها الجائحة، وعلى الجانب الآخر، لا تضع الاتحادات الرافضة للمشروع هي الأخرى، وفقا لمحللين رياضيين الجماهير ضمن أولوياتها، إنما هي من وجهة نظرهم تحرص على الإبقاء على سيطرتها المحكمة على كرة القدم، واستمرار استفادتها المالية الضخمة من عوائد البطولات.
أما مشجعو اللعبة، فيبدون في موقع المتضرر الأكبر من المشروع ، الذي يرسخ لواقع جديد يقف فيه الأغنياء والفقراء، على طرفي النقيض، إذ الأندية الغنية تقف بمشجعيها الأغنياء في جانب، بينما تقف الأندية الفقيرة بمشجعيها الفقراء في جانب آخر، في وقت سيجد فيه مشجعو الفرق الصغيرة أنديتهم، وفقا للواقع الجديد، تلعب مباريات أقل خلال الموسم الواحد، وربما يحتاج الواحد منهم إلى صرف مبالغ ضخمة لمشاهدة لقاءات فريقه.
وبدت المعارضة شبه جماعية للمشروع الجديد، في أوساط مجموعات مشجعي الفرق الانجليزية التي أعلنت في البداية عن مشاركتها في البطولة الجديدة، ونشروا بيانات على وسائل التواصل الاجتماعي تعبر عن غضبهم الشديد تجاه المشروع الجديد، وقالوا إنه لايمثل سوى جشع أصحابه، لكنه لايمثل قيم كرة القدم التي يعشقونها.
ووفقا لما أعلن، فإن منافسات دوري السوبر المقترح، ستقام في شكل دوري بمشاركة 20 فريقا، بينها 15 بتصنيف “المؤسس”، و 5 فرق أخرى متغيرة كل موسم تشارك بالدعوة، وسيتم دعوة الأندية بناء على الأداء الموسمي لها في بطولاتها المحلية.
وسيجري تقسيم الأندية المشاركة إلى مجموعتين، المجموعة الواحدة تضم 10، مع تأهل الفرق الأربعة الأوائل في كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، على أن يكون هو ونصف النهائي بنظام الذهاب والإياب، مع مباراة نهائية واحدة، ووفقا لما أعلن أيضا فإن المنافسات ستقام وسط الأسبوع بداية من شهر آب/أغسطس من كل عام.
كيف تقيمون مايقوله ملاك الأندية صاحبة المشروع من أنهم يحتاجون لإصلاح يعوض خسائرهم؟
لماذا تعرضت البطولة المقترحة لانتقادات حادة من قادة سياسيين ومن مسؤولين في اتحادات كرة القدم؟
إذا كنتم مشجعين للفرق الأوربية كيف سيؤثر ذلك عليكم؟
وهل ترون أن الجدل الدائر بشأن المشروع أغفل حقوق المشجعين؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 21 نيسان/إبريل .
خطوط الإتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانهاhttps://www.facebook.com/hewarbbc
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link