لقاح كورونا: هل هناك خطر جلطات دماغية بعد تلقي لقاح استرازينيكا؟
[ad_1]
- جيمس غالاغر
- مراسل الشؤون العلمية والطبية – بي بي سي
تم الكشف مؤخراً عن حدوث جلطات دماغية غير عادية لدى مجموعة من الأشخاص بعد تلقيهم جرعة من لقاح أكسفورد/أسترازينيكا.
ونتيجة ظهور “جلطات الجيوب الأنفية الوريدية الدماغية” لدى بعض من تلقوا اللقاح قررت بعض الدول من بينها ألمانيا وفرنسا وكندا حصر الفئات العمرية التي ستتلقى هذا اللقاح.
وتقول منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية إن فوائد اللقاح تفوق أضراره ومخاطره.
ويحاول العلماء والمسؤولون عن تنظيم سلامة الأدوية في جميع أنحاء العالم، معرفة ما إذا كان اللقاح بالفعل يسبب هذه الجلطات الدماغية، وما حجم هذا الخطر وما تداعيات ذلك على برامج التطعيم.
هل اللقاح يسبب جلطات؟
حتى هذه اللحظة لا يوجد جواب قطعي لذلك. تقول وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) التي كانت تقوم بمراجعة بيانات السلامة، إنه “لم يُثبت ذلك بعد لكنه وارد”.
يتوجب على المنظمة معرفة ما إذا كانت الجلطات المبلغ عنها هي أحد الآثار الجانبية للقاح أم أنها كانت صدفة وأنها كانت ستحدث بشكل طبيعي.
يشكل التعامل مع الأحداث النادرة تحدياً كبيراً للغاية. ومن ناحية أخرى، إذا أصيب واحد منكل 10 آلاف شخص بجلطة دماغية خطيرة، فالإجابة واضحة تماماً.
لقد تحدثتُ إلى عدد من العلماء من أصحاب الخبرة، كان البعض منهم متشككاً، لكن القناعة لدى البعض الآخر تتزايد.
ويشير البعض إلى الطبيعة غير المعتادة للجلطات كدليل على حدوث شيء ما. وغالباً ما تظهر هذه الجلطات في نفس الوقت الذي تتراجع فيه مستويات صفائح الدم والتي تعد أحد أبرز معالم الجلطة، والأجسام المضادة المرتبطة باضطرابات التخثر الأخرى التي تظهر في الدم.
ويقول آخرون إنه لا يوجد دليل كافٍ، ويمكن أن تعود الحالات المبلغ عنها إلى مرض كوفيد 19 نفسه لأنه يتسبب بخثرات دم غير طبيعية.
ما حجم الخطر المحتمل؟
من الممكن جداً أن لا تكون هناك أي مخاطر لذلك حيث لم يثبت أن اللقاحات تسبب جلطات دماغية.
وأبلغ معهد “بول إيرليتش” الألماني عن حدوث 31 حالة جلطة في الجيوب الوريدية الدماغية وتسع وفيات من أصل 2.7 مليون شخص تم تطعيمهم بهذه اللقاح في البلاد.
ولكن أحدث البيانات في المملكة المتحدة تشير إلى أن عدد حالات الإصابة بالجلطة وهي خمسة فقط، على الرغم من تلقيح عدد أكبر بكثير من الناس، حوالي عددهم 11 مليون شخص.
وتقدر وكالة الأدوية الأوروبية التي قامت بتقييم البيانات من جميع أنحاء العالم، أن خطر الإصابة بالجلطة الدماغية لدى الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا ممن تقل أعمارهم عن 60 عاماً، هو واحد من أصل كل 100 ألف شخص.
وقال بيتر أرليت، رئيس مراقبة السلامة في المنظمة، إن “هذا العدد أكبر من المتوقع”، ولكن، من غير المؤكد ما هي النسبة الحقيقية لحالات الإصابة بالجلطات الدماغية.
وتتراوح التقديرات بين حوالي حالتين لكل مليون شخص سنوياً إلى ما يقرب من 16 حالة في كل مليون في الأوقات العادية، وقد يتسبب فيروس كورونا نفسه بهذه الجلطات أيضاً.
ما الفرق بين المملكة المتحدة وألمانيا؟
إذا كان السبب الحقيقي الذي يؤدي إلى حدوث الجلطات الدماغية هو اللقاح، عندها يجب أن تكون نسبة المصابين في بلدان مختلفة مماثلة، لكن لدى كل من المملكة المتحدة وألمانيا أرقام متباينة بشكل كبير.
وثمة اختلاف واحد وهو الفئة العمرية للأشخاص الذين يتم تطعيمهم في كلا البلدين.
بدأت المملكة المتحدة بحملة التطعيم في الفئة العمرية الأكبر سناً، بينما كانت ألمانيا واحدة من الدول التي رفضت في البداية استخدام اللقاح لمن هم أكبر من 65 عاماً بسبب نقص البيانات التجريبية، وبدلاً من ذلك، يُعتقد أن ما يقرب من 90٪ من الألمان الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا تقل أعمارهم عن 60 عاماً.
وتميل الآثار الجانبية بشكل عام إلى أن تكون أكثر حدة لدى الأشخاص الأصغر سناً لأنهم يملكون استجابة مناعية أقوى، وهو أحد التفسيرات المرجحة لقلة عدد الحالات في المملكة المتحدة.
ولكن الجلطة الدماغية بطبيعتها أكثر شيوعاً عند النساء الأصغر سناً، وتناول حبوب منع الحمل يزيد منهذه المخاطر. لذا فإن مستويات المخاطر الطبيعية، سواء تم تطعيم الناس أم لا قد يلعب دوراً أيضاً.
إنتشريح كل هذه العوامل يمثل تحدياً حقيقياً، لكن وكالة الأدوية الأوروبية قالت إنها لم تجد أن لعوامل العمر أو الجنس أو التاريخ الصحي للشخص أي دور في حدوث الجلطات عند تلقي اللقاح.
هل لقاح أسترازينيكا آمن؟
لا يوجد أي شيء في عالم الطب آمن بشكل كامل، وحتى العلاجات التي تدخل في تركيبتها سموم، تُستخدم لحالات وظروف صحية معينة. فمثلاً، أدوية علاج السرطان الكيميائية لها آثار جانبية خطيرة ومؤلمة جداً، لكنها مفيدة للغاية. وحتى المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل حبوب الباراسيتامول والأيبوبروفين لها آثار جانبية شديدة رغم ندرة حدوثها.
ويتوقف القرار النهائي دائماَ على ما إذا كانت المنافع تفوق المضار، وهذا أمر صعب للغاية في ظروف تفشي وباء ما.
يعتمد الطب عادة مبدأ “إلتزام الحذر” للتأكد من سلامة أي دواء جديد قبل إعطائه لأعداد كبيرة من الناس. ولكن في حالة ظهور الوباء، فإن أي تأخير في تطعيم الناس سيكلف أرواحاً أكثر.
واستناداً إلى بيانات ألمانيا وحدها، إذا قمنا بتطعيم مليون شخص، فمن المتوقع أن يعاني 12 شخصاً من جلطات ويموت أربعة منهم.
ولكن إذا أصيب مليون شخص بفيروس كورونا ممن تبلغ أعمارهم 60 عاماً، فسيموت ما يقرب من 20 ألف شخص جراء الإصابة بكوفيد 19.
وإذا أصيب مليون شخص بالمرض ممن هم في الأربعينات من أعمارهم، فسيموت حوالي 1000 شخص منهم. وسينخفض هذا الرقم إلى بضع مئات، إذا كان المصابون في الثلاثينات من أعمارهم.
وتزداد فوائد التطعيم بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، وقد سمحت دول مثل ألمانيا وكندا باستخدام لقاح أسترازينيكا في الفئات العمرية الأكبر سناً. وتتوقف هذه القرارات على مدى توفر لقاحات بديلة ومن هم بحاجة إلى التطعيم.
ويراقب العالم البيانات ويدققها بشكل مكثف، لكن لن تتضح النتائج تماماً قبل مرور بعض الوقت.
[ad_2]
Source link