فيروس كورونا: هل يحمينا فيتامين د منه؟
[ad_1]
- إميلي توماس وسايمون توليت
- برنامج سلسلة الغذاء – بي بي سي
يُعرف فيتامين د بتقويته لصحة وقوة العظام والأسنان والعضلات، لكن العلماء يرجحون مؤخرا أن له دور في دعم الجهاز المناعي كذلك، ويمكن استخدامه للوقاية من الأمراض التي تسببها الفيروسات، مثل كوفيد-19.
ما هو فيتامين د؟
يُعرف فيتامين د بأنه “فيتامين شعاع الشمس” لأنه المادة الوحيدة التي يفرزها الجسم عند تعرض الجلد للشمس.
ويساعد فيتامين د على امتصاص الجسم عناصر مثل الكالسيوم والفوسفور بمجرد دخوله في عمليات التمثيل الغذائي للجسم. وهي عناصر هامة لصحة الأسنان والعضلات والعظم.
وتشير الدراسات إلى أن أمراض مثل الكساح، وضعف وهشاشة العظام هي نتيجة مباشرة لنقص كبير في فيتامين د.
لكن البروفيسور كيفن كاشمان، المتخصص في دراسة فيتامين د والتغذية وصحة العظام في جامعة كلية كورك في أيرلندا، يقول إن الفيتامين مرتبط بالمزيد من المشاكل الصحية. ويقول إن من يعانون من نقص هذا الفيتامين “أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى أو احتقان، وهي أشياء واردة بشدة هذا العام”.
ويقول: “خلال العقدين الماضيين، ظهرت رؤية جديدة لفيتامين د، أثبتت أهميته الصحية في نواحٍ أخرى لا تقتصر على الهيكل العظمي. فهو يساعد على تنظيم الجهاز المناعي”.
هل يقاوم فيتامين د فيروسات مثل كورونا؟
يقول البروفيسور كاشمان إن العلماء يرون أن أي نقص في فيتامين د، مهما كان بسيطاً، يرتبط بـ “زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية، والسكري، وأنواع من السرطان، والأمراض المعدية، وبعض أمراض الاحتقان”.
لكن هل توجد صلة مباشرة بين فيتامين د وكوفيد؟
يقول كاشمان إن الدراسات العلمية الأولية “تؤكد وجود روابط بين نقص فيتامين د وتأثيرات كوفيد-19 على الصحة”، لكنها ليست قوية بما يكفي للتوصية بفيتامين د “كطريقة للوقاية أو العلاج” بعد.
لكنه يرى أن البحث يسير على الطريق الصحيح، وأن الوباء “دفع بمشاكل نقص فيتامين د إلى بؤرة الضوء”.
ويتفق العلماء على أن الدليل العلمي ليس قويا حتى الآن، لكن التجارب مستمرة، “وهناك أدلة جديدة في طريقها للظهور. كوفيد-19 عمره عام واحد، وتحتاج البيانات إلى بعض الوقت”. وهذا أمر مثير للدهشة إذا ثبت أن نقص فيتامين د يرتبط بمشاكل التنفس والبرد والإنفلوانزا وغيرها.
“نعلم أننا بحاجة لفيتامين د من أجل العظام بشكل أساسي. وإذا ثبت تأثيره الإيجابي، أو حتى الوقائي، ضد أمراض الجهاز التنفسي، فهي فائدة إضافية”.
من أين نحصل على فيتامين د؟
المصدر الأساسي لفيتامين د هو غالبا أشعة الشمس، على حد قول كاشمان، لكن الكمية التي نحصل عليها تعتمد على تركيزه في الجلد، وهو أمر يتغير وفق موقعنا على كوكب الأرض والوقت من العام.
والقاعدة العامة هي أنه كلما اقتربنا من خط الاستواء، كلما أصبحت أشعة الشمس أقوى وزادت كمية فيتامين د التي نحصل عليها. لكن بعض المناطق، مثل الهند والكثير من البلدان الأفريقية، تصنف ضمن الأكثر عرضة لنقص فيتامين د. فكيف ذلك؟
يقول كاشمان إن هناك عوامل عدة، مثل التلوث الذي يحجب أشعة الشمس أو الحياة في الحضر، “بجانب الكثير من الأسباب الثقافية كالملابس المرتبطة بالدين أو هروب الناس من حرارة الشمس في منتصف اليوم”.
لكنهناك سبب آخر له علاقة بلون الجلد. وتشير البيانات التي نشرتها المجلة الأوروبية للتغذية الطبية إلى أن 12 في المئة من المواطنين الأوروبيين يعانون من نقص فيتامين د، “لكن هذا الرقم يزيد إلى الضعف وأحيانا ثلاثة أضعاف بين المجموعات العرقية التي تعيش في الدول الأوروبية”، لأن مادة الميلانين الموجودة في البشرة الداكنة تشكل واقيا طبيعيا ضد الشمس.
كيف نحصل على فيتامين د في طعامنا؟
ولحسن الحظ، يوفر الطعام مصدرا بديلا لفيتامين د، إذ يوجد في الأسماك الزيتية، واللحوم الحمراء، وصفار البيض، ومنتجات الألبان. لكن بالنسبة لغالبية الناس، يصعب الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين عن طريق النظام الغذائي وحده.
وأغلب الأطعمة الغنية بفيتامين د مستمدة من مصادر حيوانية، في حين يغيب هذا العنصر عن النباتات، “ما يعني أن اتباع حمية نباتية أو عدم القدرة على شراء أطعمة بعينها يزيد من خطر نقص فيتامين د” على حد قول كاشمان.
وهذا هو الحال في بلدة مثل منغوليا، حيث كشفت دراسة أجراها برنامج “سلسلة الغذاء” الذي تنتجه بي بي سي أن حوالي 70-80 في المئة من البالغين، و90 في المئة من الأطفال يعانون من نقص فيتامين د.
“والطعام الغني بفيتامين د غالي الثمن بالنسبة لمن يعيشون في مجتمعات فقيرة” على حد قول أمارة بور، رئيسة العمليات في مؤسسة كرستينا نوبل للأطفال في منغوليا.
وأضافت أن الحكومة أعلنت خططا لإضافة الفيتامين لدقيق القمح، وهو من أكثر المنتجات المستهلكة في البلاد، وطريقة سهلة لضمان وصول الفيتامين لكل الأفراد.
هل يمكن أن تحصل على فيتامين د أكثر من اللازم؟
توصي أغلب المنظمات الصحية بجرعة يومية من فيتامين د بمقدار 10 ميكرو غرام على الأقل، لكن أكثر من مئة ميكروغرام قد تكون مضرة. وقد تؤدي الجرعات الكبيرة على فترات طويلة إلى تراكم الكالسيوم الزائد في الجسم، ما يؤدي إلى إضعاف العظام ومشاكل في الكلى والقلب.
ويقول كاشمان إنه “يمكن أن يرتفع استهلاك الفيتامين بدون قصد، عن طريق شراء مكملات غذائية بها نسبة عالية من فيتامين د أو تناول أكثر من حبة”.
وأضاف: “لكن من الصعب أن يزيد الاستهلاك عن الحل المطلوب عن طريق الأطعمة الغنية بالفيتامين، لأنها تُضاف بشكل أكثر اعتدالا”.
ما الطرق الأخرى للحصول على فيتامين د؟
أحد الطرق هي تناول الأقراص أو المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د، لكنها قد تكون مكلفة للملايين حول العالم.
لذا، فالطريق البديل هو إضافة المزيد من فيتامين د إلى نظامنا الغذائي، عن طريق إضافته “للأغذية الأساسية التي يتم تناولها على نطاق واسع” على حد قول كاشمان.
وتُعرف هذه العملية بالتحصين الغذائي، وهي طريقة متبعة في الدول الصناعية منذ 80 عاما، ويزيد استخدامها الآن في الدول النامية. وبالنسبة للكثير من خبراء التغذية، هذه هي الطريقة الأفضل للتغلب على نقص فيتامين د حول العالم.
وتختلف أنواع الطعام التي يمكن إضافة العناصر الغذائية إليها وفقا للموقع الجغرافي، لكنها تشمل اللبن وبدائله النباتية (مثل الصويا والشوفان واللوز والأرز)، والعصائر، والزبادي، والقشدة، والسمن النباتي، ودقيق القمح، وزيوت الطبخ، ورقائق الإفطار وحتى البيض.
ويمكن للحكومات فرض إضافة هذه العناصر أو جعلها اختيارا لمصنعي الأغذية حسب مستويات نقص فيتامين د في البلاد. وحاليا، تفرض دول قليلة برامج التحصين بفيتامين د، مثل كندا وفنلندا التي تغيب عنها أشعة الشمس أغلب أيام العام.
وتقول البروفيسورة كريستل لامبيرغ-ألارديت، أستاذ الطعام والتغذية في جامعة هلسنكي في فنلندا، إن “الفكرة تكمن في العثور على مصادر غذائية تصل إلى أغلب الناس بحيث يحصلون على حاجتهم منه” وهي تتحدث من واقع خبرتها في العمل مع الحكومة على سياسات التحصين بفيتامين د.
ويقول كاشمان إن جائحة كورونا ستشجع دولا أخرى على النظر في استراتيجيات كالتي تتبعها فنلندا، ويرى أن الاستثمار في برامج التحصين هذه أمر منطقي لعدة أسباب.
أحد هذه الأسباب هو أن عملية التحصين غير مكلفة، فإضافة فيتامين د لطن من دقيق القمح يتكلف “عدة قروش”، هذا بالإضافة إلى الفوائد بعيدة المدى النابعة من تحسن صحة السكان.
وكانت دراسة أجرتها السلطات الصحية في ألمانيا عام 2015 قد قدرت أن تحصين الخبز يقلل من الكسور بين النساء فوق سن 65 عاما بأكثر من عشرة في المئة، ما يعني توفير 380 مليون دولار سنويا من نفقات العلاج.
ويقول كاشمان إن “مثل هذا التوفير في النفقات أمر مدهش”.
[ad_2]
Source link