أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

استراتيجيات إدارة الخطأ … مقال بقلم الأستاذة خديجة داود آغا

إيسايكو: استراتيجيات إدارة الخطأ … مقال بقلم الأستاذة خديجة داود آغا

لماذا نخطئ ؟ هل أخطاؤنا تتعدانا ؟ كيف لنا أن نتعامل مع الخطأ باختلاف تصنيفاته ؟

لو طفنا في حرم اللغة لوجدنا أن الخطأ هو العدول عن الجهة ، وفي الاصطلاح منافاة الفعل للقصد .

أما في حرم الدين نتذكر سريعا قول الله تعالى في سورة البقرة الآية 286 : “ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ” وقوله تعالى في سورة يوسف الآية 97 : ” قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين” التفكر في الآيات يعطيك بعدا أن الخطأ علاقة لك أو علاقة تتعداك . الخطأ يزعزع علاقة ، أو يخفض أداءً ، أو يقلل نشاطا ، وإذا تمدد وهي من سماته فسيكون لدينا قائمة من الأخطاء التي لا تنتهي .

لم ينس علم النفس أن يعرج على مفهوم الخطأ وقد حصر ناتجه من عنصرين يؤثران على صدق النتائج ، فأرسطو يرى أن الخطأ ناتج عن اللبس الحاصل بين االأشياء ومفاهيمها ، بين ما هو موجود فعلا وما يقال عنه .

في حين أن أفلاطون حصر الخطأ بين إحساسين مختلفين إحساس الماضي وإحساس الحاضر وبناء الأحكام وتصديرها قائم على هذين الإحساسين .

أما ديكارت فقد قال أن الخطأ ناتج من عنصرين هما الإرادة والإدراك وتغليب واحد على الآخر يؤثر على حجم الخطأ ويترك فارقا فيه .

هل تصنيف الخطأ يغير من طريقة علاجه وطريقة التعامل معه ؟

الجواب هو نعم وبالتأكيد ، ولو فتشنا لوجدنا أن الخطأ ممكن أن يكون قائما على المهارات ، أو على المعرفة ، أو على القواعد والإجراءات ، فكلها من شأنها أن تؤثر على سير الحدث في الخطأ .

تعدي الخطأ على صاحبه عمدا أو بغير عمد يمثل شكلا من أشكال الخطأ .

ماذا عن حجم الضرر وكفاءة الشخص المخطئ ؟ بالتأكيد هو دلالة على مستوى الخطأ من حيث أنه جسيم أو يسير أو تافه .

ضرر الخطأ  وارد  وواقعي ، كبر أم صغر  ، وسواء كان هذا الضرر نفسيا أم جسديا أم هو هدر للمشاعر أو الوقت أو الجهد أو النفس ، فإحصاء الأثر يساعدنا على التقليل من حجم هذا الضرر .

إشارات الإنذار كثيرة في حياتنا تعطينا مؤشرا أن الخطأ أو الخطر قد اقترب ، وهذا من جهته أمر جيد يساعدنا في تجنب الخطأ وعدم وقوعه . فجسدك يرسل لك إشارات إنذار ، سيارتك وأنت تنسى حزام الأمان تعطيك إنذار ، تغير ملامح وردات فعل شخص ما في حياتك يعطيك إنذار …

تذكر أن التشخيص المبكر للخطأ يحد منه ومن ضرره والآثار التي يتركها خلفه ، فحل المشكلات بطرق إبداعية ، وتناول تقنية الأسئلة كنوع استكشافي ، وحيادك وموضوعيتك تجاه أمر ما هو إلا تحييد لرأيك الذاتي والنظر إلى الأمر من زاوية منصفة وواعية ، كلها تعتبر آليات ناجحة في التعامل مع الخطأ .

في النهاية .. هل نستطيع تقليل الأخطاء أو محوها أو حتى القضاء عليها ؟

ماذا لو تكررت أخطاؤنا هل تصبح قرارا أم تصبح عادة ؟

الأستاذة خديجة داود آغا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى