بالفيديو هدى الماجد لـ الأنباء | جريدة الأنباء
[ad_1]
- حزم الوالدين مطلوب منذ «الطفولة المبكرة» لحماية أطفالنا من مخاطر التعلق بالأجهزة والألعاب الإلكترونية
- «لا تبكي أنت رجل».. و«لا تخاف».. أقوال خاطئة تؤثر على صحة الطفل النفسية
- فقدان الشهية والعزلة والنوم لساعات طويلة مؤشرات تحتاج إلى وقفة مع الطفل
- كبت المشاعر يؤثر على صحة الطفل الجسدية ويغير من سلوكياته الاجتماعية
- «كورونا» وضعت الأمور في نصابها الصحيح فيما يتعلق بعلاقة الأسرة والوالدين بالطفل
كريم طارق
أكدت الاختصاصية الاجتماعية والمرشدة التربوية هدى الماجد أهمية التعرف على مشاعر الأطفال وطريقة استيعابهم للأحداث التي تدور حولنا جراء جائحة «كورونا»، لافتة إلى أهمية إدراك وتقدير ذكاء الطفل في فهم ما يدور من حوله باعتباره أحد أفراد الأسرة ومن أكثر المتأثرين بمثل هذه الظروف الاستثنائية.
وأضافت الماجد، في لقاء خاص مع «الأنباء»، أنه على الرغم من السلبيات والتأثيرات الاجتماعية المختلفة للجائحة على الطفل، إلا أنها جاءت لتضع الأمور في نصابها الصحيح، خاصة فيما يتعلق بجودة ونوعية الوقت الذي يقضيه الوالدان مع أطفالهما، مما سمح للكثيرين بالتعرف
عن قرب على سلوكيات ونمط تفكير أطفالهم بعيدا عن ضغوطات العمل اليومية والروتينية قبل الجائحة.
كما تطرقت الماجد إلى أبرز المؤشرات التي من خلالها يمكن للأسرة تحديد التغيرات النفسية والاجتماعية التي قد تطرأ على الطفل، وتقدير مدى حاجته إلى استشاري نفسي، وللمزيد من التفاصيل:
في البداية، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العالم نتيجة «كورونا» والتي أثرت بشكل كبير على الصحة النفسية لملايين من البشر، ما مدى تأثير الجائحة على الصحة النفسية للطفل؟
٭ علينا في البداية أن نشير إلى أن كورونا وضعت الأمور في نصابها الصحيح فيما يتعلق بعلاقة الأسرة والوالدين بالطفل، فكثير منا قد وجد الفرصة المناسبة للجلوس وقتا أكبر مع أطفاله، بعيدا عن ضغوطات العمل وعدم وجود الوقت الكافي لممارسة حياتنا الطبيعية معهم لكثرة أعباء الحياة والمسؤوليات الخارجية، وفي هذه النقطة بالتحديد يمكننا القول بأن كورونا منحتنا الفرصة «لنلتفت أكثر إلى عيالنا ونقضي معهم أوقاتا ممتعة وثرية».
وماذا عن سلبيات هذه المرحلة وتأثيرها على الطفل؟
٭ فيما يتعلق بالسلبيات، فإن من أبرز السلبيات وأكثرها تأثيرا على الطفل هو فقدانهم للتعليم في المدارس، خاصة أن فقدانهم للذهاب إلى المدرسة يعني افتقادهم النشاط والطاقة الحركية والحياة الاجتماعية المتمثلة في الاحتكاك بالأصدقاء من أعمارهم ومعلميهم أيضا، وقد تزداد تلك التأثيرات السلبية لدى الأسر التي لم تجد أنشطة بديلة يمارس من خلالها الطفل النشاط الحركي والفكري ويعبر عن مشاعره المكبوتة، مما ينتج عنه زيادة في حالات العزلة لدى الأطفال نتيجة لجوئهم إلى الأجهزة والألعاب الإلكترونية ذات التأثير السلبي في معظم الأحيان. وهنا تبدأ ظهور مخاوفنا كاختصاصيين من مشاعر الطفل غير المتوازنة المتعلقة بالوحدة والانطواء، لذلك على الأسرة الاهتمام بالطفل باعتباره جزءا من المجتمع، فهو أيضا يشعر بالأحداث التي تدور حوله وتظهر لديه ذات المخاوف التي لدينا تجاه الوباء ولكن بإدراك مختلف.
إذن، فما الحلول التي من خلالها نستطيع أن نعبر بأطفالنا إلى بر الأمان النفسي في ظل هذه الجائحة؟
٭ من الضروري في البداية أن نتعرف على مشاعر الأطفال وطريقة استيعابهم لمثل هذه الأحداث التي تدور حولنا، سواء كانت المتعلقة بجائحة كورونا أو في الحياة الطبيعية والتي عادة ما تكون مليئة أيضا بالأحداث وحالات الفقدان والمرض، فالطفل في مثل هذه المواقف تتكون لديه ما يعرف بالمخاوف، وهنا يأتي دور الوالدين في إتاحة الفرصة له للتعبير عن هذه المخاوف والعمل على احتوائها بالطريقة الصحيحة، وذلك منعا من أن يرتبط أثرها بأفكار ومعتقدات راسخة في عقله الباطن والتي قد يترجمها إلى سلوكيات سلبية وغير مناسبة قد تعيش مع الطفل لمدة طويلة.
فعلى سبيل المثال، كلمة «لا تخاف» فقط دون إتاحة الفرصة للطفل في التعبير عن مشاعره ومناقشته بشأن هذه المخاوف بشكل واضح قد تولد لديه حالة من الكبت، فعلينا دائما أن نشجع الطفل على التعبير عن هذه المخاوف ونبدي تعاطفنا معه، حتى لا يشعر بأنه غير مقدر، ومن ثم يؤدي هذا الشعور إلى مشاكل نفسية أكبر بكثير تتعلق بتوكيد الذات وتسبب له مشاكل اجتماعية كبيرة.
مشاعر الأطفال واحدة من العوامل المؤثرة في تكوين شخصيتهم، فكيف نتعامل معها؟
٭ من المهم جدا أن نعلم أطفالنا ونساعدهم على إيجاد الوسيلة الصحيحة للتعبير عن مشاعرهم، فدائما ونحن صغار كانت الأهالي توصي أطفالهم وخاصة الأولاد بمقولة «لا تبكي أنت رجل»، وهو أمر في غاية الخطورة، فالله سبحانه وتعالى أعطانا كبشر منظومة مشاعر وانفعالات يجب أن نعبر عنها.
وبالتالي، فإذا نجح الطفل في التعبير عن هذه المشاعر، أصبح بمقدوره في المستقبل أن يعبر عن احتياجاته بأسلوب مقبول، من ثم يصبح بمقدوره أن يحسن التصرف في المواقف المختلفة بسلوك واستجابات مناسبة.
وما خطورة كبت هذه المشاعر من المنظور السلوكي والنفسي؟
٭ كبت المشاعر من الأمور التي قد يعاني منها الأطفال، وقد تسبب لهم الكثير من الأضرار النفسية والتغيرات البيولوجية التي قد تصل إلى حد التأثير على صحتهم الجسدية بشكل كبير، فمع هذا الكبت تحدث تغيرات في طبيعة الجسم مثل مستوى ضغط الدم والسكر ونبض القلب، أما على الصعيد السلوكي فقد يعاني الطفل في هذه الحالات من تغيرات سلوكية مؤثرة، مثل البكاء في المواقف التي لا تطلب ذلك، كما قد تجد استجاباته السلوكية لا تتناسب مع المواقف وبالتالي يبدأ بالشعور بالإحباط والغضب والاندفاعية والتهور في التصرف.
كيف يدرك الوالدان حاجة طفلهما إلى استشاري نفسي؟
٭ هنا تكمن أهمية قضاء الوقت مع الأطفال، بحيث تكون تلك الأوقات ممتعة ودون تعليمات أو أوامر، أي أوقات حوارية سلسة دون ضغوط، فعلى الوالدين الاهتمام بجودة الوقت وليس عدد الساعات التي يجلسانها مع أطفالهما، فنحن لا نحتاج إلى 10 ساعات مع الأطفال بقدر حاجتنا إلى التركيز معهم والتعرف على اهتماماتهم وملاحظة التغيرات في سلوكياتهم، إلى جانب تتبع وسائل التواصل التي يستخدمونها ونوعية الشخصيات التي تجذب انتباههم في هذه المنصات، ومن خلال هذه الأمور يصبح من السهل رصد سلوك الطفل وأفكاره وملاحظة طريقة تعامله مع أفراد أسرته أو المواقف المختلفة والتعرف على ما إذا كان في حاجة إلى استشاري نفسي أم لا.
وهل هناك مؤشرات واضحة يمكن من خلالها التعرف على تغير سلوكيات الطفل؟
٭ بالتأكيد، هناك الكثير من المؤشرات المرصودة مثل فقدان الشهية المستمر خلال حالات الحزن أو الخوف، بالإضافة إلى اللجوء إلى العزلة والنوم ساعات أطول من المعتاد، بالإضافة إلى طاقة الطفل أثناء لعبه مع أقرانه المحيطين به وتغيرها، فمن الضروري ملاحظة تلك السلوكيات وعدم المرور عليها مرور الكرام، فأحيانا التغافل عن هذه السلوكيات والمشاعر يدخل الطفل في مستنقع شعوري عميق يصعب الخروج منه.
ماذا عن الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها على الصحة النفسية للطفل، خاصة في ظل الحظر وجلوس الأطفال في البيت لمدة طويلة؟
٭ الجميع يدرك خطورة مثل هذه الألعاب على صحة أطفالنا، ولكن علينا أيضا أن ندرك مدى ذكاء الأطفال وقدرتهم على قياس حزم الوالدين في التعامل معهم، وهنا لا نقصد الشدة أو الإساءة للطفل، ولكن الحزم مطلوب لتقنين وضبط الاستخدام، كما أن التعاطف في العلاقة الوالدية مطلوب أيضا.
وهنا علينا أن نضع القوانين التي من خلالها نستطيع أن نتعامل مع أطفالنا منذ مرحلة الطفولة المبكرة، فأنا لا أستطيع أن أطلب من الطفل أن يقنن استخدام هاتفه الذكي أو الألعاب وهو في عمر الـ 10 سنوات مثلا، ونحن نشكل نموذجا واضحا للسلوك الذي نطلب منه استبداله او التخلي عنه، ومن المفترض أن نطلع على خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها أطفالنا حتى نستطيع التعامل معهم بشكل ذكي وفعال.
[ad_2]
Source link