أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

اليوم العالمي للمياه … مقال بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: اليوم العالمي للمياه … مقال بقلم الدكتورة هلا السعيد

نظراً للأهمية القصوى التي يحظى بها قطاع المياه خاصة مياه الشرب في حياة الأمم والشعوب في حاضرها ومستقبلها ، يحتفل العالم في الثاني والعشرين من مارس كل عام باليوم العالمي للمياه بوصفها وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة. اليوم العالمي للمياه هو فرصة لرفع الوعي بالأمور المتصلة بالمياه، ولإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق.
المياه هي لبنة أساسية للحياة. هي أكثر من مجرد ضرورة لإرواء العطش أو حماية الصحة؛ المياه أمر حيوي. فهي تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإنسانية. فوفقاً لتقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية، 3,6 مليار نسمة في العالم، اي ما يقارب نصف سكان العالم، يعيشون في مناطق قد تشح فيها المياه لمدة شهر واحد على الأقل سنويّاً. وقد اقتربت فعلاً معدّلات الاستهلاك العالمي اليوممن بلوغ الحد الأقصى للقدرة على التحمّل، ويخفي هذا التوازن الهش في الحقيقة أوجه تفاوت كبيرة على الصعيدين المحلي والإقليمي.
يصدر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية سنوياً بمناسبة اليوم العالمي للمياه. ويهدف هذا التقرير في نسخه السنوية إلى تزويد صانعي القرار بالأدوات اللازمة لصياغة وتنفيذ سياسات تُعنى بالحفاظ على استدامة المياه. ويضطلع برنامج اليونسكو العالمي لتقييم الموارد المائية بمهمة تنسيق هذا التقرير نيابة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية.و يتماشى الموضوع السنوي لليوم العالمي للمياه مع محور اهتمام التقرير .
وتُشارك اليونسكو أيضاً في إحياء اليوم العالمي للمياه من خلال برنامجها الهيدرولوجي الدولي ، الذي يحرص من خلال النشاطات التي ينظمها على مدار السنة على إنشاء قاعدة معارف علمية لمساعدة البلدان على إدارة مواردها المائية إدارة مستدامة.

فوائد المياه :
وَجَعَلْنَا مِنَ الْماء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنونَ”. فالماء هو أساس الحياة على الأرض، وهو عصب الحياة لجميع الكائنات الحية بلا استثناء، ومن دونه لا تكون هناك حياة، كما أن سبعين بالمئة من وزن الإنسان يتكون من الماء، وهذا دليلٌ آخر على أهميّته للحياة.
وللمياه فوائد كثيرةٌ ومختلفة بالنسبة لجميع الكائنات الحية بشكلٍ عام، ومن أهمّ هذه الفوائد:
استخدامها للشرب ،ومن المهم أن تكون هذه المياه عذبة ، ويعد توفير المياه الصالحة للشرب أحد أكبر المشاكل التي يواجهها العالم حالياً ، وهناك العديد من الاستخدامات الأخرى للمياه والتي لا يمكن حصرها ، وتشمل استخداماتٍ بشرية وأخرى في الزراعة والصناعة أيضاً، كما يتم استخدام الماء حالياً كمصدرٍ لتوليد الطاقة الكهربائية ، حيث تعدُ المياه أحد الحلول الواعدة لحلّ مشاكل الطاقة في العالم، أما في عملية الريّ فيؤدي نقص المياه إلى جفاف الأرض في كثيرٍ من الأماكن في العالم وبالتالي نقص سلة الغذاء العالمي وهو ما يتسبب في المجاعات في أماكن عدة في العالم من ضمنها أو في مقدمتها بعض مناطق أفريقيا.
أما استخدام الإنسان الجائر للمياه فقد أدى إلى تقليل حصة الفرد من المياه بشكلٍ كبيرٍ، وتسبب أيضاً بالعديد من الكوارث في العالم ، غير أنه من الممكن المحافظة على المياه ،عن طريق عدم تلويثها بالنفايات المنزلية أو نفايات المصانع، ومن المهم والضروري إعادة تدوير تلك النفايات أو التخلص منها بطرقٍ غير طرحها في مياه الأنهار والبحار، و كذلك إعادة تدوير المياه الملوثة لإعادة استخدامها في عملياتٍ أخرى غير الشرب، كريّ المزروعات وغيرها .
وقضية المياه بمختلف مصادرها هي قضية تهم مختلف دول العالم شرقا وغربا ، ولذلك أعلنت الأمم المتحدة أنه يجب على العالم أن يتجه إلى الطبيعة، بحثاً عن سبل أفضل للحفاظ على إمدادات المياه ونظافتها وحماية البشر من الجفاف والفيضانات.
وحذر تقرير الأمم المتحدة العالمي المتعلق بتنمية الموارد المائية للعام الجاري، من أن الطلب على المياه يزداد مع زيادة عدد السكان في العالم ،وارتفاع درجة حرارة الكوكب ، ومن بين الحلول التي طرحها التقرير زيادة الاستثمارات في حماية الأنظمة البيئية التي تعيد تدوير المياه، كالمستنقعات والغطاء النباتي والحد من الإنفاق على السدود لحجز مياه السيول أو محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
وأدرجت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو)، موضوع المياه ضمن أولويات عملها في القطاع العلمي، وأجرت العديد من البحوث وذلك إدراكا منها لأهمية موارد المياه الحيوية، حيث نفذت برنامجا دائما لعدد من السنوات، يعنى بتنمية الموارد المائية، وإيجاد الحلول ومواجهة الشح المائي، ومحاولة إيجاد الحلول لتقليص العجز المائي في البلاد العربية.. فالأرقام الإحصائية تشير إلى أن نصيب كل فرد عربي من الماء في تناقص مستمر، وأن هذا التناقص آخذ بالاستمرار، ويعود ذلك لعدة أسباب منها :
تحكم عدد من الدول غير العربية في منابع المياه المتدفقة للبلاد العربية.
ولا بد من الحلول الجديدة لمواجهة تحديات الأمن المائي التي تطرأ بسبب النمو السكاني وتغير المناخ .. واذا لم يفعل العالم شيئا في هذا المجال، فسوف يواجه ملايين البشر صعوبات بالغة في المناطق التي تتسم بضعف الموارد المائية بحلول عام 2050.
إن المياه العذبة تديم حياة الإنسان وهي حيوية لصحته، وهناك ما يكفي كل شخص على الأرض من هذه المياه ، ولكن بالنظر إلى الاقتصاديات السيئة أو ضعف البنية التحتية، فإن الملايين من الناس يموتون بسبب الأمراض المرتبطة بعدم كفاية إمدادات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وتؤثر ندرة المياه على أكثر من 40 في المائة من سكان العالم، ووفق دراسات وإحصاءات دولية يفتقد 2.1 مليار فرد إلى خدمات مياه الشرب المأمونة، ويعاني واحد من كل عشرة أشخاص في العالم من شح المياه. و90% من الكوارث الطبيعية متصلة بالمياه ولا يوجد إطار إداري تعاوني لثلثي أنهار العالم العابرة للحدود السياسية. في حين تستهلك الزراعة 70% من المخزون العالمي للمياه.
وإيجاد الحلول المستندة إلى الطبيعة لتلبية تزايد الحاجة للمياه من شأنه إيجاد اقتصاديات متكاملة ، فضلا عن حماية البيئة الطبيعية والحد من التلوث، وكلاهما هدف رئيسي من أهداف التنمية المستدامة التي تلزم العالم بضمان توافر المياه والمرافق الصحية للجميع بحلول عام 2030.
وتعتبر عملية إدارة الموارد المائية مهمة جدا في التنمية، ومن هنا يجب وضع قضية المياه من ضمن الأولويات الاستراتيجية في الدول العربية، والسعي في وضع الدراسات العلمية لإدارة تطوير مصادرها ، بالإضافة الى مواكبة التطورات العلمية في طرق ترشيدها واستهلاكها والتعامل معها، ومن المهم أيضا رعاية وتمويل البحوث في طرق التعامل مع مشكلة المياه بشكل أمثل في الوطن العربي، وذلك للوصول إلى توصيف دقيق للعقبات والمشاكل التي تتعلق بالمياه، واقتراح الحلول الملائمة لحلها، وإيجاد بدائل مبتكرة للتعامل معها.
فالماء في كوكبنا ليس حكرا على أحد، والاهتمام به أمر دعت إليه جميع الدول ، ومن واجب الكل العمل لحمايته والحفاظ عليه من الهدر والتلوث ، وتوجد الآن آلاف الجمعيات والمؤسسات العامة والخاصة في مختلف مناطق العالم التي تم تأسيسها للحفاظ على الثروة المائية ، وذلك للحفاظ عليه للأجيال القادمة كي نحيا في بيئة آمنة ومتوازنة.

ترشيد استهلاك الماء:
يُعد ترشيد استهلاك الماء من أهم الخطوات التي يمكن أن يتبعها الجميع خصوصاً في المنزل، فالتقليل من استخدام المياه يساعد في تقليل خطر المنزل بيئياً، كما يساعد أيضاً في التقليل من مياه الصرف الصحي والتي تعد أهم العوامل الملوّثة للموارد المائية، وفيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي يمكن أن يتبعها أي شخص في المنزل والتي تساعد وبقية في الحفاظ على الموارد المائية:
ترشيد استهلاك الماء داخل المنزل عن طريق تركيب معدات موفرة أثناء استخدامها.
استخدام طرق الري المناسبة واستخدام أنواع النباتات الصحيحة في الأماكن الصحيحة. محاولة الاستفادة من المياه المستعملة بغسيل السيارات للري.
إعادة استخدام المياه قدر الأمكان لتقليل استخدام مياه الشرب في حين لا يجب استخدامها.
مسح الأرضيات والمركبات أحياناً بدلاً من غسلها.
أهمية المحافظة على الثروة المائية: يرتبط وجود المياه بوجود الحياة بشكل عام، فهي عصب الحياة وأحد أهم العناصر وجوداً على الإطلاق،
وتتمحور أهمية المحافظة على الماء حول ما يلي:
الحفاظ على التوازن البيئي. الحفاظ على الزراعة.
الحفاظ على الماء يؤدي إلى تقليل فاتورة الاستهلاك.
الحفاظ على مصادر الطاقة المستخدمة بعملية استخراج الماء وتوصيله.

الدكتورة هلا السعيد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى