الانتخابات الإسرائيلية: هل ينجح نتنياهو في رابع اختبار يخوضه خلال عامين؟
[ad_1]
- مهند توتنجي
- بي بي بي – القدس
يتوجه الناخبون الإسرائيليون يوم الثلاثاء إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة خلال عامين، فقد حالت نتائج الانتخابات المتقاربة والخلافات بين الأحزاب دون تشكيل حكومة مستقرة.
وتشهد إسرائيل المعركة الانتخابية الجديدة في ظل ظروف صحية واقتصادية طارئة نتيجة تفشي فيروس كورونا.
حيث خصصت لجنة الانتخابات المركزية ميزانية إضافية وصلت إلى زيادة بنسبة 30 في المئة لإجراء الاقتراع في ظل الظروف غير الطبيعية.
وأعدت لجنة الانتخابات أكثر من 15 ألف مركز اقتراع مقابل 11 ألفا كانت تجرى من خلالها عملية الاقتراع في السنوات الماضية.
وسيُسمح للمصابين بالوباء والخاضعين لإجراءات الحجر الصحي بالتصويت في مراكز خاصة حيث يمكنهم الإدلاء بأصواتهم دون مغادرة سياراتهم.
ووفرت اللجان الانتخابية عددا كبيرا من الحافلات المتنقلة للتصويت في حال ارتفعت أعداد الإصابات.
فيروس كورونا
وتعتبر الأزمة الصحية والاقتصادية من أبرز الملفات التي قد تستحوذ على اهتمام الناخب الإسرائيلي في تصويته هذا العام.
فبعد أن كانت القضايا السياسية والأمنية محورية لحملات الأحزاب الإسرائيلية، باتت تداعيات وباء كورونا هي الأهم.
فهناك مئات آلاف العاطلين عن العمل بجانب المصالح التجارية المغلقة والأزمة الاقتصادية الخانقة.
وشهدت إسرائيل أيضا وفاة أكثر من ستة آلاف من مرضى كورونا، كما تكدس المصابون بالفيروس في جميع مشافي البلاد.
ويتهم زعيم المعارضة، يائير لابيد الذي يتزعم حزب ” يش عتيد “، رئيس الوزراء نتنياهو بالفشل في التعامل مع الوباء.
كذلك تطرح باقي الأحزاب المنافسة كحزب ” يمينا ” برئاسة وزير الأمن الأسبق نفتالي بينت خططا اقتصادية بديلة.
أما رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو فيتباهى بحملة التطعيمات الواسعة التي وفرها للإسرائيليين، فرئيس الوزراء كثيرا ما يتحدث عن علاقاته الشخصية مع رئيس شركة فايزر للقاحات والتي مكنته من جلب ملايين الجرعات.
وأسفرت حملة التطعيمات عن ضخ الدماء في الاقتصاد بشكل كامل وبداية عودة الحياة لطبيعتها مع افتتاح كافة مرافق الحياة.
تشير أغلب استطلاعات الرأي التي أجريت في إسرائيل إلى أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو سيحصد أكبر عدد للمقاعد في الكنيست، على أن يليه حزب ” يش عتيد ” برئاسة لابيد ثم حزب ” يمينا ” اليميني برئاسة بينت وحزب ” الأمل الجديد ” بقيادة المنشق عن الليكود جدعون ساعر.
أما عن الأحزاب الأقل حظا بحسب استطلاعات الرأي فهي الأحزاب الدينية الموالية لنتنياهو و”القائمة العربية المشتركة” وباقي أحزاب الوسط واليسار.
نسبة الحسم
نسبة التصويت في الانتخابات القادمة ستؤثر على دخول بعض الأحزاب الكنيست، فلا يمكن لأي حزب أي يكون ممثلا في الكنيست إن لم تتجاوز حصة الحزب من إجمالي الأصوات نسبة 3.25 في المئة
وهذا يعني أن على أي حزب يسعى لتحقيق نسبة الحسم حصد ما لا يقل عن 150 ألف صوت وهو ما يمثل أربعة مقاعد برلمانية.
ويعد حزب “الصهيونية الدينية” برئاسة المتطرف بتسلئيل سموترش من الأحزاب المتنافسة على تحقيق نسبة الحسم لكي تكون ممثلة في الكنيست.
كذلك تضم قائمة الكيانات السياسية التي تتصارع على تحقيق الحد الأدنى من الأصوات المؤهل لدخول الكنيست “القائمة العربية الموحدة” وهي أحد الأحزاب العربية التي انشقت عن القائمة العربية الأم.
ويُعتقد أن انسحاب القائمة العربية الموحدة من القائمة المشتركة يهدد التمثيل العربي في الكنيست.
فبعد أن كانت القائمة العربية ثالث الأحزاب قوة بحصولها على 15 مقعدا في الانتخابات الماضية أصبحت اليوم من بين الأحزاب الصغيرة التي تنافس على تسعة أو عشرة مقاعد بحسب الاستطلاعات.
وجاء الانشقاق في الأحزاب العربية ليدفع نتنياهو لتكثيف حملاته الانتخابية في المدن والقرى العربية، وهي الحملات التي شهدت احتساءه للقهوة العربية في تجمعات بدوية.
طرح زعيم الليكود، الذي يُتهم من قبل عدد من معارضيه بالعنصرية ضد العرب، خطة لمكافحة الجريمة المتفشية في المجتمع العربي في مسعى للحصول على أصوات عربية قد تمنحه مزيدا من المقاعد.
وتعود عناوين الإطاحة بنتنياهو إلى الساحة الانتخابية الإسرائيلية، حيث تنقسم المعسكرات بين معسكر نتنياهو والمعسكر الساعي للإطاحة به.
يواجه نتنياهو هذه المرة انقساما في معسكر اليمين الذي اعتاد أن يكون في صفه في جميع المعارك الانتخابية.
فالقيادي المنشق عن الليكود جدعون ساعر أعلن عن حزب جديد ينافس به ليكون بديلا عن نتنياهو.
ولا تقتصر قائمة منافسي نتنياهو على ساعر فقط، فقد أعلن رئيس حزب ” يمينا “، نفتالي بينت، نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة.
بينت الذي كان وزيرا للأمن سابقا في حكومة نتنياهو وكان ضمن معسكره الخاص بدأ يغرد خارج سرب رئيس الوزراء.
الانشقاق في معسكر اليمين توازيه خلافات وحروب على الأصوات في معسكر الوسط واليسار.
حيث يسعى حزب يائير لابيد للحصول على عدد من المقاعد يزيد عن تلك التي حصدها حزب أزرق أبيض برئاسة بيني غانتس في الانتخابات الماضية.
تنافس هذا الحزب أيضا أحزاب يسارية مثل حزب العمل وميرتس اللذان ينافسان بشق الأنفس على البقاء كمعسكر يساري اختفى في السنوات الماضية.
وقد تحول هذه الانشقاقات والخلافات السياسية والأيدولوجية بين الأحزاب دون تفوق أي من المعسكرين على الأخر.
فتشكيل الحكومة بحاجة لحصول أي من مرشحي المعسكرين على 61 مقعدا من أصل 120، وهو العدد الذي تقول استطلاعات الرأي أن المعسكرات المتنافسة لا تستطيع تحقيقه.
بين التطبيع والمستوطنات
وعلى الرغم من أن القضايا السياسية والأمنية غير حاضرة بقوة في هذه الجولة الانتخابية، إلا أن السلطة الفلسطينية تنظر بعين القلق والترقب للأحزاب التي تميل في غالبيتها لليمين.
فالأحزاب الأربعة الأولى لا مانع لديها في ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، كما لا تدعو لإقامة دولة فلسطينية ولا لتقسيم مدينة القدس لشطر إسرائيلي وفلسطيني.
لذلك تخشى القيادة الفلسطينية من تشكيل حكومة يمينية ضيقة تكون حقائبها الوزارية موزعة على شخصيات يمينية متطرفة.
ويُعتقد أن حملة ضم مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، التي أجلها نتنياهو بسبب التطبيع مع الإمارات، قد تؤثر على أصوات المستوطنين.
حيث ينافس حزب يمينا وحزب الصهيونية الدينية بحملاتهم الداعمة للاستيطان على أصوات جميع المستوطنين.
الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن نأت بنفسها عن التدخل في الانتخابات وتقديم دعم لنتنياهو أو أي من المرشحين.
فالرئيس الأمريكي أجل مكالمته الهاتفية الأولى مع نتنياهو بشكل غير معهود حتى لا يدعم نتنياهو كما يقول بعض المحللين.
صديق نتنياهو في البيت الأبيض دونالد ترامب والذي قدم له دعما في الحملات الانتخابية السابقة لم يعد موجودا بعد خسارته الانتخابات الرئاسية، وعلى الرغم من ذلك لا زال نتنياهو يفخر بتوقيعه اتفاقات تطبيع مع دول عربية وخليجية.
ويتعهد نتنياهو في حال انتخابه رئيسا للوزراء بإبرام أربع اتفاقات تطبيع جديدة مع دول عربية.
لكن المراقبين الإسرائيليين يستبعدون أن تكون ملفات التطبيع والعلاقات الخارجية على رأس أولويات الناخب الإسرائيلي، فجل اهتمام الإسرائيليين ينصب حاليا على القضايا الداخلية ومحاكمة نتنياهو بملفات فساد والتي ستستأنف جلساتها بعد الانتخابات.
تساؤلات كثيرة حول نسب التصويت ونتائج انتخابات تميل فيها الأمور بحسب الاستطلاعات إلى جولة انتخابية خامسة.
فهل سيتمكن نتنياهو من تشكيل حكومة ضيقة؟ أم أن منافسيه سيستطيعون الإطاحة به في حال توافقهم على وضع الخلافات جانبا.
[ad_2]
Source link