بالفيديو د مها السجاري لـالأنباء من | جريدة الأنباء
[ad_1]
- قدمت أبحاثاً خاصة بالتكميم والسرطان عند الرجال والتبرع بالأعضاء وعن سن اليأس عند الرجل
- الشائعة سريعة الوصول والانتشار وعلى الفرد أن يحصل على المعلومات من مصادرها الرئيسية
- علم الأنثروبولوجيا له علاقة بالبيئة والثقافة والسياسة والتعليم وغيرها من العلوم والتكنولوجيا سلاح ذو حدين لها إيجابيات وسلبيات
- الديوانية لها تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية على صحة الرجل
- لابد للباحث العلمي أن يكون مطلعاً على أبرز الدراسات العلمية المنشورة في المجلات العلمية العالمية
- جامعة الكويت تقدم الدعم اللازم للباحثين وتسخّر الإمكانيات لإنجاح جهودهم
أجرت الحوار: آلاء خليفة
حازت جائرة أفضل باحث متميز في جامعة الكويت في مجال الآداب والعلوم الإنسانية بفضل أبحاثها المتميزة التي قدمتها فاستحقت وعن جدارة الجائزة.
التقت «الأنباء» أستاذة الانثروبولوجيا الطبية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.مها السجاري التي حدثتنا عن الأبحاث التي شاركت بها مؤخرا وحازت جوائز لأهمية تلك الأبحاث بالنسبة للمجتمع.
وتحدثت د.السجاري عن علم «الانثروبولوجيا» وأهميته، لافتة الى التأثيرات الاجتماعية والنفسية التي خلفتها أزمة فيروس «كورونا» على أفراد المجتمع سواء الأصحاء أو الذين أصيبوا بالفيروس، وعرجت السجاري للحديث عن العمل التطوعي الذي جبل عليه الشعب الكويتي والذي تجسد أثناء جائحة كورونا، موضحة أسباب تركيزها على الصحة المجتمعية.
وأشارت د.السجاري الى ان الأبحاث جزء مهم في حياة الأستاذ الجامعي وعليه تطوير نفسه دائما لمواكبة المتغيرات الحديثة في مجال البحث العلمي، كما تحدثت عن الشائعات وتأثيرها على المجتمع، وعن التكنولوجيا وآثارها الإيجابية والسلبية على المجتمع مقدمة نصائحها لفئة الباحثين من الشباب.
وإليكم تفاصيل الحوار:
دكتورة سنبدأ اللقاء من الجائزة التي حصلت عليها كأفضل باحث متميز في الجامعة بمجال الآداب والعلوم الإنسانية، ما الأبحاث التي شاركت بها وما أهميتها بالنسبة للمجتمع؟
٭ بداية أودّ ان أوجه الشكر لجامعة الكويت ممثلة بقطاع الأبحاث لحصولي على جائرة أفضل باحث متميز، وللحصول على هذه الجائزة لابد ان يقدم الباحث 10 أبحاث في مجال تخصصه و4 منها تكون بدعم من قطاع الأبحاث في جامعة الكويت، و5 أبحاث لابد ان تقدم من الباحث الرئيسي الفائز بتلك الجائزة شرط ان تكون هناك 7 أبحاث منها منشورة و3 مقبولة للنشر.
وتتميز تلك الجائزة بمعايير عدة وتخضع للتحكيم من قبل لجنتين، الأولى على مستوى الكلية والأخرى لاختيار الفائز على مستوى الجامعة، وتقام سنويا للكليات الإنسانية والعلمية، وقد قدمت 10 أبحاث 4 منها منشورة في مجلات محكمة عالميا (Q1) والمواضيع التي قدمتها في الأبحاث تخص المجتمع الكويتي فيما يخص الجانب الثقافي والطبي ومنها على سبيل المثال السرطان عند الرجال، التبرع بالأعضاء، النشاط الرياضي والتغذية السليمة الصحية عند طلبة جامعة الكويت، التكميم وآثاره والتأثير الثقافي على عملية التكميم في المجتمع الكويتي، بالإضافة الى موضوع الفحص الذاتي للثدي، لاسيما ان أكبر نسبة للإصابة بالسرطانات كانت من نصيب سرطان الثدي، وكذلك تناولت موضوع سن اليأس عند الرجل بالإضافة الى موضوع تأثير الديوانية على صحة الرجل.
الأنثروبولوجيا والكويت
الأنثربولوجيا مجال علمك، فماذا تخبرينا عن هذا العلم وأهميته للمجتمع؟
٭ الأنثروبولوجيا هو علم الإنسان، وهذا العلم موجود منذ مئات السنين وبدأ بوصف الشعوب وسماتها الشكلية والتوزيع الاجتماعي بين الرجل والمرأة، وقد بدأ هذا العلم كعلم وصفي وتطور في عام 1800، وأصبح علما ذا منهجية علمية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وانقسم الى الانثربولوجيا الثقافية والطبية وعلم الآثار وعلم اللغات، وهذا التخصص مهم جدا للمجتمعات ومنها المجتمع الكويتي كون لدينا مواقع أثرية في الكويت، وعلم الأنثربولوجيا يدرس البقايا المادية وغير المادية التي خلفها الشعب الكويتي من الأقوام السابقة، كما يحاكي ثقافتنا وتراثنا، وعلم الأنثروبولوجيا له علاقة بالبيئة والثقافة والسياسة والتعليم وغيرها من العلوم المختلفة.
ونحن نعيش في أزمة فيروس «كورونا» وبجانب آثارها الصحية، فما تأثيراتها الاجتماعية والنفسية من وجهة نظرك على أفراد المجتمع؟
٭ لقد قمت بعمل أبحاثي مع زملائي أ.د.يعقوب الكندري وأ.د.هند المعصب ود.لبنى القاضي، وتم قياس ظاهرة الانتحار، حيث زاد شعور الناس مؤخرا في الرغبة بالانتحار، كما درسنا حالات الغضب والتوتر والكآبة.
وقمنا كذلك بعمل دراسة مقارنة بين المجتمع الكويتي والمجتمع السعودي فيما يخص الأعمال المنزلية التي كان يقوم بها الرجل والمرأة خلال فترة الحظر الكلي وظهرت النتائج الأولية بأن الدور الاجتماعي الذي كان يقوم به الرجل اكثر في أيام الحظر عن الدور الاجتماعي الذي كان يقوم به قبل فترة الحظر، وبالتالي فإن تلك الفترة كان لها تأثير إيجابي على الأسرة وشغل وقت الفراغ بأمور مفيدة لأفراد العائلة.
خوف وقلق من كورونا
وهل الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا أكثر عرضة للأمراض النفسية والاجتماعية، مثل الميل نحو العزلة او الشعور بالتوتر او القلق او الوسواس؟
٭ مازال لدينا قصور في الدراسات الخاصة بالعينة التي أصيبت بالفعل بفيروس «كورونا المستجد – كوفيد 19»، ولكن بملاحظة بعض الأشخاص الذين أصيبوا من حولنا من الأصدقاء والمعارف وجدنا ان الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا أصبح لديهم خوف من ان يصاب به مرة أخرى، خاصة الذين عانوا من أعراض قوية خلال الإصابة، أما القلق والتوتر فيكون أكثر عند الأهالي.
الصحة المجتمعية
لماذا تركزين تحديدا في أبحاثك على الصحة المجتمعية، وما أبرز الأمراض المنتشرة في المجتمع الكويتي من خلال الدراسات التي قمت بها؟
٭ بحكم تخصصي في «الانثروبولوجيا الطبية» والتي تختص بأثر المعتقدات الثقافية وأسلوب حياة الفرد على الناحية البيولوجية، والأمراض التي يصاب بها أفراد المجتمع، فإن المجتمع الكويتي قبل اكتشاف النفط لم يكن يعاني من الأمراض المزمنة وكانت الأمراض المعدية الوبائية هي المنتشرة حينذاك، وبعد اكتشاف النفط تغير نظام الحياة واكتسب أفراد المجتمع عادات غذائية سيئة، فضلا عن عدم ممارسة الرياضة وأصبح الاعتماد بشكل اكبر على الوجبات السريعة والتي تحتوي على دهون وسكريات وأملاح بنسب أكبر، وأصبح الأكل جزءا أساسيا من ثقافتنا فهو موجود في جميع المناسبات الاجتماعية.
لكن لك أبحاث حول نمط الحياة في المجتمع وآثاره؟
٭ نعم من الأبحاث التي قمت بها بحث خاص بأسباب اللجوء الى عملية التكميم، والغريب ان معظم الذين التقيت بهم خلال الدراسة هم من فئة الشباب، و20% منهم فقط لديهم أمراض مزمنة وذكروا انهم لجأوا الى إجراء عملية التكميم كأسهل طريقة يستطيعون من خلاله خفض أوزانهم من دون تعب او جهد، ووجدنا ان هناك آثارا جانبية عديدة لعملية التكميم منها فقر الدم وتساقط الشعر والوهن والخمول والكسل ونقص فيتامين د.
كما قمت بعمل بحث خاص بتأثير الديوانية على صحة الرجل، فالديوانية موجودة منذ نشأة الكويت وكانت تلعب دورا أساسيا في الجانب السياسي والإعلامي، ولاحظنا ان هناك تأثيرا سلبيا على صحة الرجل الذي كان يرتاد الديوانية عقب صلاة العصر والمغرب وكان هناك من يرتادها 5 مرات في الأسبوع، ويمكث فيها لمدة 4 ساعات، كما ان ذهابهم للديوانية أكسبهم عادة التدخين والوزن الزائد والمشاكل مع الزوجة، وعدم تنظيم الوقت، في حين كان تأثير الديوانية إيجابيا على الأشخاص الذين يذهبون للديوانية أقل من 3 مرات أسبوعيا، ويمكثون ساعات أقل ومن يرتادون الديوانية بعد صلاة الفجر وهم أغلبهم من فئة كبار السن.
دعم وجوائز
الأبحاث جزء مهم جدا في حياة الأستاذ الجامعي، فهل ترين ان جامعة الكويت تشجع على البحث العلمي وتوفر الدعم للباحثين؟
٭ بالتأكيد، جامعة الكويت تقدم الدعم للباحث منذ تخرجه من الماجستير والدكتوراه وتدعم البحث العلمي وتخصص سنويا جوائز تشجيعية لأفضل باحث في أطروحة الماجستير وكذلك في أطروحة الدكتوراه، وأفضل باحث في الكليات الإنسانية والكليات العلمية، وقطاع الأبحاث في جامعة الكويت يوفر الدعم المادي، فمن المعروف ان الباحث يواجه عقبات عدة منها المادية وجامعة الكويت تقدم الدعم للباحثين لمساعدتهم على إنجاز أبحاثهم.
من خلال خبرتك العلمية والبحثية، كيف يمكن للباحث ان يطور من نفسه ليواكب التطورات الحديثة في البحث العلمي؟
٭ أولا من خلال القراءة والمتابعة، فلابد للباحث ان يكون مطلعا على ابرز الدراسات العلمية المنشورة في المجلات العلمية العالمية في حقل الباحث، والتركيز على أصالة البحث بأن يكون أصيلا وغير مكرر، بالإضافة الى منهجية البحث سواء بالكم او الكيف، ولابد ان يكتسب الباحث أيضا عدة مناهج خلال إجراء أبحاثه وعدم الاعتماد على منهج واحد فقط في طريقة جمع البيانات وتحليلها.
استطلاعات الرأي
وما تقييمك لتفاعل أفراد المجتمع في المشاركة باستطلاعات الرأي التي تقومون بها خلال البحث العلمي؟
٭ بحكم عملي في جامعة الكويت يأتينا الدعم الأساسي من الطلبة وأسرهم، ومن زملائنا أعضاء هيئة التدريس، فضلا عن ان وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا لعبت دورا أساسيا في عملية توزيع الاستبيانات، وتفاعل الناس لا يكون فقط أثناء إجراء البحث بل أيضا نرى أنهم يحرصون على متابعة ومعرفة نتائج البحث العلمي بعد الانتهاء منه، والشعب الكويتي شعب مثقف وواع.
الشائعات وآثارها
كيف تفسرين انتشار الشائعات ومدى تأثيرها على أفراد المجتمع، خاصة خلال الأزمات مثل «كورونا» وخلال الانتخابات على سبيل المثال؟
٭ الشائعة سريعة الوصول والانتشار لاسيما بعد وجود وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعتبر سلاحا ذا حدين لها إيجابيات وسلبيات، ومن سلبياتها ان الحساب الذي يقوم ببث الشائعة يكون حسابا غير معلوم ومجهول المصدر، وبالتالي يصعب الوصول إليه وتنتشر الشائعة بشكل سريع، ونؤكد دوما لأفراد المجتمع ان يحصلوا على المعلومة من مصدرها الرئيسي، ولكن أحيانا يكون المصدر الرئيسي متأخرا خطوة عن الشائعة مما يجعلها تنتشر بشكل أسرع.
وخلال أزمة «كورونا» انتشرت الشائعات بشكل كبير نظرا لأن الموضوع جديد على المجتمع الكويتي، ولم تكن هناك حقائق ثابتة ليتم البناء عليها وبالتالي فإن الناس أصبحوا يصدقون كل ما يقال عن فيروس «كورونا» رغم ان معظم المعلومات المقدمة إليهم تكون عبارة عن شائعات مجهولة المصدر، ووزارة الإعلام ممثلة بتلفزيون الكويت لعبت دورا أساسيا خلال أزمة «كورونا» من خلال بث التقرير اليومي عن آخر المستجدات، مما لم يجعل مجالا للشائعات وانتشارها، ولكن حاليا كثر الحديث عن تطعيم «كورونا» بما فتح المجال للشائعات فهناك من يؤيد التطعيم وهناك من يعارضه ولكل مبرراته وحججه، وبالنهاية فإن وعي الفرد يلعب دورا رئيسيا في تصديق المعلومة التي تصله وعليه دوما أن يستقيها من مصادرها الموثوقة والمتخصصة، فالأطباء والكوادر الصحية هم الأدرى بفاعلية اللقاح وسلامته، وعلينا الابتعاد عن كل ما يثار بشكل سلبي في أي موضوع خصوصا إذا كان مجهول المصدر أو من أشخاص غير متخصصين.
التكنولوجيا.. سلباً وإيجاباً
ضمن اهتمامك بالتكنولوجيا، كيف أثرت التكنولوجيا على حياتنا الاجتماعية من حيث الإيجابيات والسلبيات؟
٭ التكنولوجيا لها إيجابيات عديدة وساهمت في تسهيل أمور الحياة علينا وفي سرعة إنجاز المعاملات وتوفير الوقت وعلى سبيل المثال خلال أزمة «كورونا» ساهمت التكنولوجيا باستمرارية عملية التعليم من خلال «التعليم عن بعد» الذي أقرته وزارة التربية والتعليم العالي للمدارس والجامعات، وبالتالي لم ينقطع الطلبة عن الدراسة والتحصيل العلمي، وكذلك حجز المواعيد وإنجاز الكثير من المعاملات في الجهات الحكومية، وبالتالي فإن للتكنولوجيا إيجابيات كثيرة إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح.
ومن ناحية أخرى، فمن سلبيات التكنولوجيا انها ساهمت بخلق حالة من العزلة الاجتماعية لدى الكثيرين، وقد قمت بعمل دراسة مع زميلي د.يعقوب الكندري حول اثر وسائل التواصل الاجتماعي وسوء استخدامها على العزلة الاجتماعية والأمراض النفسية والأعراض البيولوجية، وقد لاحظنا ان فئة الشباب هم الأكثر تضررا بذلك، مما أثر على صحة النظر ومفاصل اليد وعزلة الأفراد، ولم يكن هناك تفاعل اجتماعي بل حدث اغتراب اجتماعي لديهم.
ختاما، بماذا تنصحين الباحثين، لاسيما فئة الشباب؟
٭ أنصحهم منذ تعيينهم كأعضاء هيئة تدريس في اي مؤسسة تعليمية ان يبدأوا فورا بإجراء أبحاثهم العلمية، لاسيما ان الأبحاث العلمية في تجدد مستمر ولابد ان يستغلوا مهاراتهم في إجراء أبحاثهم، وأن يستفيدوا من معلوماتهم التي حصلوا عليها من جامعاتهم ويستثمروا الدعم الذي يقدمه قطاع الأبحاث ومن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للوصول إلى نتائج مفيدة من هذه الدراسات والأبحاث.
أبناء الكويت محبون للتطوع ومساعدة المحتاجين
أكدت أستاذة الأنثروبولوجيا الطبية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.مها السجاري خلال لقائها مع «الأنباء» أن الشعب الكويتي جبل على العمل التطوعي منذ القدم، ويتضح ذلك جليا أثناء الأزمات، وهذا ما شاهدناه من أعمال تطوعية خيرية خلال فترة كورونا، فالعمل التطوعي ليس بغريب على أبناء المجتمع الكويتي ومنذ بداية نشأة الكويت، وجبل شعبنا على العطاء والتماسك والوحدة الوطنية منذ القدم، لاسيما أثناء الأزمات والنكبات على اختلافها.
وأضافت د.السجاري ان أبناء الكويت يقدمون كل أنواع الدعم المادي والمعنوي، وهذا ظهر جليا أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وكذلك خلال أزمة كورونا الحالية، حيث شاهدنا انتفاضة في فعل الخير وتسابقا بتقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين في جميع الأوقات والأماكن، كما أن أيادي الخير الكويتية تمتد إلى معظم بقاع العالم والأماكن التي تتعرض للكوارث الطبيعية والأزمات.
[ad_2]
Source link