الأبحاث يتسلم المستكشف أحدث سفينة | جريدة الأنباء
[ad_1]
- د.محسن الحسيني لـ«الأنباء»: البيئة البحرية في الكويت تتأثر سلباً بانخفاض تدفقات المياه العذبة من شط العرب وعمليات الصيد الجائر وأنشطة ردم السواحل
- ازدياد حالات نفوق الأسماك والمحار والدلافين والحيتان واستمرار البناء للتطوير الساحلي يسهم في تدمير الموائل الساحلية
- المشروع يسهم بالإدارة المتكاملة للبيئة البحرية والساحلية ورصد متغيراتها والتنبؤ بتأثيراتها والاستغلال الأمثل لمواردها
دارين العلي
تشير الدراسات التي ينفذها معهد الكويت للأبحاث العلمية إلى حدوث متغيرات في البيئة البحرية نتيجة النقص في تدفق المياه العذبة من شط العرب والأنهار الأخرى في المنطقة الشمالية من الخليج العربي مما أدى إلى انخفاض الإنتاج السمكي بشكل كبير إلى أقل من نصف الكميات في السنوات الأخيرة حيث أن الإنتاج الحالي يلبي فقط 15% من طلب السوق للأسماك الطازجة بينما يتم استيراد الباقي.
وهذه النتائج تحتم اتخاذ تدابير للتعامل مع هذه المتغيرات وتقليل تأثيراتها السلبية على المخزون السمكي في البلاد إذ يقوم معهد «الأبحاث» ببناء وإنشاء وحدة وطنية بحثية لعلوم البحار وإدارة مواردها تحت مظلة الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية كأحد مشاريع المبادرات الحكومية والخطة الحكومية نحو «كويت جديدة 2035».
وفي هذا السياق، تحدث مدير برنامج إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي في المعهد د.محسن الحسيني في تقرير مفصل لـ«الأنباء» عن أهمية هذه المبادرة والعمل الذي يقوم به المعهد في هذا الشأن، لافتا إلى أنه رغم أن طول الشريط الساحلي للكويت لا يتعدى 195 كيلومترا إلا أن منطقة شمال غرب الخليج تشكل بيئة بحرية عالية الإنتاج وتدعم الإنتاج الوفير لمخزون الأسماك.
وذكر أن العوامل والمتغيرات الديناميكية في هذه البيئة تغيرت نتيجة النقص في تدفق المياه العذبة من شط العرب والأنهار الأخرى في المنطقة الشمالية من الخليج العربي مما أدى إلى انخفاض الإنتاج السمكي بشكل كبير إلى أقل من نصف الكميات في السنوات الأخيرة، حيث إن الإنتاج الحالي يلبي 15% فقط من طلب السوق للأسماك الطازجة والباقي يستورد.
التأثيرات السلبية وحالات النفوق
وأوضح ان النظام البيئي البحري في الكويت تأثر سلبا بعدة عوامل مثل الانخفاض في تدفق المياه العذبة من شط العرب والصيد الجائر وردم السواحل وتدهور نوعية الموائل الطبيعية، ما أدى إلى التغير في العوامل والمتغيرات الكيميائية والفيزيائية لمياه البحر مثل ازدياد درجة ملوحة المياه والمغذيات مما أدى ذلك إلى التغير في التنوع البيولوجي وانخفاض إنتاج المخزون السمكي.
ولفت الحسيني إلى ازدياد حالات نفوق الأسماك والمحار والدلافين والحيتان، مشيرا إلى أن استمرار البناء للتطوير الساحلي يسهم في تدمير الموائل الساحلية والتي تعتبر مهمة كمناطق حضانة للأسماك اليافعة والصغيرة.
إدارة الموارد البحرية
وأكد أن المعهد هو المؤسسة البحثية الوحيدة التي تقوم بالأبحاث المختصة بالثروة السمكية وعلوم البحار وتقترح التوصيات للحكومة بشأن المحافظة على البيئة البحرية والثروة السمكية، مشيرا إلى إنشاء برنامج إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي حسب الخطة الاستراتيجية البحثية السابعة للمعهد (2010-2015) وكان من مكونات هذه الخطة بناء القدرات البحثية في البرنامج بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية والخطط البحثية المستقبلية للبرنامج ولمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية.
وأوضح ان هذا المشروع تم تنفيذه كمبادرة حكومية لبناء وتطوير القدرات البحثية وتطوير التقنيات وطرق البحث العلمي لدى البرنامج، وتشمل خطة عمل المشروع بناء مبنى بمساحة 3.000 متر مربع لوحدة أبحاث علوم البحار وإدارة مواردها وبناء سفينتين للأبحاث إحداهما بطول حوالي 55 مترا والثانية 16 مترا، وتوسعة حوض القوارب البحثية التابع للمعهد في مباني أبحاث العلوم البحرية في السالمية وإنشاء وتطوير التقنيات وبناء القدرات البحثية لدى المعهد في مجال علوم البحار والثروة السمكية.
وذكر د.محسن الحسيني أن هذه المهام ستلبي الأهداف النوعية للمشروع والخاصة بالإدارة المتكاملة للبيئة البحرية والساحلية والاستغلال الأمثل لمواردها، ورصد المتغيرات للبيئة البحرية والساحلية والتنبؤ بتأثيراتها ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها وتعزيز المردود الاقتصادي لموارد الثروة السمكية والمحافظة على التنوع الأحيائي وبيئة بحرية صحية وسليمة.
وأوضح ان الأبحاث التي سيتم إنجازها عبر هذا المشروع تشمل علوم البحار الفيزيائية والكيميائية والحيوية وتقييم تأثير ديناميكية المتغيرات البيئية، وتأثير التغير المناخي، واستخدام تقنيات الأقمار الاصطناعية في علوم البحار، وتنفيذ الدراسات لتقييم المخزون السمكي وتأثير الصيد وإدارة المخزون السمكي ووضع الخطط الإدارية، ودراسة التنوع الحيوي البحري والمناطق المحمية.
الإنجازات
ولفت الحسيني إلى إنجاز عدد من مراحل المشروع وأبرزها التصاميم التفصيلية الفنية للمختبرات والمكاتب والمكونات الخدمية للمبنى بالتعاون مع مكتب مستشار عالمي، وعمل المخططات التفصيلية الإنشائية للمبنى مع مكتب استشاري محلي بحيث يتكون المبنى من 3 طوابق ويشمل 26 مختبرا تخصصيا ومكاتب وغرف خدمية ومخازن، وكذلك تم الانتهاء من جميع المواصفات الفنية والتصاميم الفنية والإنشائية لتوسعة حوض القوارب البحثية التابع للمعهد بواسطة مكتب استشاري عالمي.
وأعلن الحسيني عن الانتهاء من صناعة سفينة الأبحاث «المستكشف»، حيث تسلم المعهد السفينة في يوليو 2019 بالإضافة إلى سفينة «باحث 1» الموجودة لدى المعهد منذ 2015 والتي تساهم بإجراء المسوحات البحرية وتحليل النتائج بوجود مختبرات متعددة عليها.
الصناعات الدوائية
ولفت إلى أن المعهد قام أيضا بإنشاء وتطوير التقنيات وبناء القدرات البحثية وذلك عبر شراء أجهزة علمية عالية الدقة والتقنية، لإنشاء مختبر للتنقيب واستخلاص المركبات والمواد الحيوية من الأحياء البحرية وذلك للاستفادة منها في الصناعات الدوائية (مضادة للأكسدة والبكتيريا ومحاربة السرطان وارتفاع ضغط الدم) والتجميلية والمكملات الغذائية ويمكن إنتاجه على المستوى التجاري، كما تم نشر النتائج من المشاريع البحثية التي تم تنفيذها من خلال أوراق علمية دولية محكمة او المشاركة في مؤتمرات عالمية.
تقنيات جمع العينات
وأضاف مدير برنامج إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي في معهد الأبحاث د.محسن الحسيني أنه تم عبر المبادرة تطوير تقنيات وطرق جمع العينات والمسوحات للمتغيرات الفيزيائية والكيميائية والحيوية وللهائمات النباتية وتطوير الطرق البحثية ذات حساسية عالية ومحكمة لقياس المعادن النزرة المذابة بدقة عالية وهي مهمة في دراسات البيئة البحرية لتغذية الأحياء البحرية وتأثير الغبار على البيئة البحرية.
وتحدث عن إنشاء مختبر لتطوير واستخدام التسلسل الجزيئي لـ DNA لتصنيف الطحالب الدقيقة والحيوانات البحرية وهذه طريقة دقيقة وحديثة للتصنيف عوضا عن الطرق القديمة التي كانت تستخدم في التنوع الحيوي، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات علوم البحار والتي تساعد في توفير المعلومات عن الحالة البيئية البحرية وتساعد في تكوين وصياغة سياسات للمحافظة على البيئة البحرية.
شكر وتقدير
وتقدم الحسيني بالشكر للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط لتمويل مشروع المبادرة ولمن ساهم في إنجاز خطة المشروع إلى واقع وهم أعضاء فريق المشروع ومكتب المبادرات الحكومية في المعهد والمدير العام والمدير التنفيذي السابق والحالي لمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية ودائرة المشتريات والمخازن والإدارة المالية ودائرة الخدمات الفنية والعامة والمشاريع في المعهد.
سفينة «المستكشف».. مختبر عائم وثورة علمية
يبلغ طول سفينة المستكشف 55.6 مترا وعرض 12.0 مترا وغاطس 4.3 مترا، وتم تصنيعها في مصنع فريري للسفن في مدينة فيغو بمملكة إسبانيا، وتم اختيار هذا المصنع نظرا لخبرته الطويلة والمتميزة في صناعة سفن الأبحاث.
وقد تمت صناعة السفينة تحت إشراف مكتب التصنيف العالمي (DNV) ومكتب استشاري كممثل للمعهد لمتابعة جميع الخطوات والمراحل لصناعة السفينة.
صنعت «المستكشف» على احدث تصميم وبأجهزة ومعدات حديثة من المواصفات العامة للسفينة إنها قادرة أن تبحر لمدة 19 يوما متواصلا وتستوعب 14 فردا من الطاقم التشغيلي و14 باحثا علميا، ولها القدرة على إجراء جميع المسوحات المختلفة لعلوم البحار والثروة السمكية وتلوث البحار ودراسات التنوع البحري وتأثير التغير المناخي، وفي السفينة 7 مختبرات متخصصة وهو مختبر الكيمياء ومختبر الأحياء ومختبر الصوتيات (السونار) ومختبر رطب لدراسات علوم البحار الفيزيائية والكيميائية ومختبر تشريح الأسماك ومختبر الثروة السمكية ومختبر الحاوية للدراسات الخاصة لكيمياء مياه البحر.
كما تحتوي السفينة على المعدات المختلفة من رافعات ومعدات علمية لجمع عينات مياه البحر للتحاليل الكيميائية والفيزيائية، وشباك لإجراء مسوحات علوم البحار الحيوية للهائمات ويرقات الأسماك والأحياء البحرية، وشباك لمسوحات المخزون السمكي، والمعدات المختلفة لجمع عينات ترسبات قاع البحر.
وتحتوي المختبرات على الأجهزة العلمية والمجسات لجمع البيانات المختلفة مثل الحرارة والملوحة والأس الهيدروجيني والتيارات البحرية والخ.. وفحص وإجراء التحاليل الأولية للعينات، كما توجد في السفينة أجهزة الصوتيات لمسح المخزون السمكي والمسح الطبوغرافي لقاع البحر ومسح الطحالب البحرية الصغيرة والكبيرة، وتوجد في السفينة مركبة للتحكم عن بعد لاستكشاف القيعان وأجهزة لتسجيل الخواص البصرية للمياه والبيانات المناخية، وأجهزة تسجل باستمرار المتغيرات والخواص الفيزيائية والكيميائية لمياه البحر في حالة الإبحار، وفي السفينة مختبر لفرز وتصنيف وقياس الأسماك بعد جمعها من الشباك.
وكذلك تحتوي السفينة على غرف الإعاشة وغرفتي طعام وغرفة اجتماعات لخدمة راحة الباحثين لأداء مهامهم البحثية على أكمل وجه خلال الرحلة العلمية والتي يمكن أن تستغرق 19 يوما، علما أن جميع هذه الغرف والمختبرات مكيفة ما عدا غرفة المحركات.
مواصفات سفينة «باحث 1»
تسلم المعهد سفينة الأبحاث «باحث 1» في أبريل 2015، وطولها 16 مترا وعرضها 6.1 مترا وغاطسها 1.3 مترا، وهذه السفينة صممت للرحلات البحثية الساحلية والقصيرة لعلوم البحار ومدة إبحارها يومان في البحر وتستوعب عدد 3 من الطاقم التشغيلي و14 باحثا، وتشتمل على مختبر صغير بمساحة 5 أمتار مربعة ورافعات إضافة إلى أجهزة الصوتيات المتنقلة وأجهزة لجمع عينات علوم البحار والتنوع الإحيائي، وفيها غرفة إعاشة لـ 4 أشخاص.
[ad_2]
Source link