أخبار عربية

القصة المأساوية لوفاة زوجين وهما يحاولان الهرب من نيران الأمازون


الزوجان المزارعان إيدي وروميلدو في صورة عائلية

مصدر الصورة
Family handout

Image caption

لقي الزوجان المزارعان إيدي وروميلدو حتفهما وهما يحاولان إنقاذ منزلهما

كان منزل إيدي رودريغيز وزوجها روميلدو كوخا خشبيا يظلله سقف من القش، إلا أنه تحول الآن إلى أنقاض.

وكان ذلك الكوخ مصدر فخر لهما، فقد عاش فيه الزوجان معا في قرية ماشادينو دو ويست الريفية، على بعد 350 كيلو مترا جنوبي بورتو فيليو عاصمة ولاية هوندونيا في الجزء من غابات الأمازون الواقع في البرازيل.

ويعرف عن تلك المنطقة أنها تشهد نزاعات على الأرض بين أوساط مجتمعات محلية في ماشادينو دو ويست، ومن المعتاد أنها تشهد عمليات تطهير للأرض من أجل المراعي والمحاصيل الزراعية.

أسوأ المخاوف

كانت الحرائق مصدر قلق مستمر للزوجين، وكانا يخشيان من أن تصل النيران التي تشتعل في منازل جيرانهم إلى ساحة منزلهما الخلفية، خاصة في فترات الجفاف.

وفي 13 من أغسطس آب، تحول ما كان إيدي وروميلدو يخشيانه إلى حقيقة. ولقي الزوجان حتفهما وهما يحاولان حماية منزلهما، ولم يتمكنا من الفرار بعد أن خرجت النيران عن السيطرة.

جيغيسلين كارفاليو، إحدى بنات إيدي، قالت لبي بي سي: “يستخدم الناس النار لتطهير الأراضي بهذه المنطقة، إلا أنه وفي ذلك اليوم كانت الرياح شديدة، وسرعان ما انتشرت النيران ولم تمنحهما الفرصة للفرار.”

مصدر الصورة
Family album

Image caption

كان الكوخ الخشبي أول منزل يمتلكه الزوجان

وسجلت البرازيل في هذا العام أعلى معدل للحرائق في غابات الأمازون منذ عام 2012.

فطبقا لبيانات نشرها المعهد البرازيلي للبحث الفضائي، وقع ما يربو على 82 ألف حادث حريق في الفترة ما بين يناير كانون الثاني وأغسطس آب، بزيادة قدرها 80 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وشهدت ولاية هوندونيا وحدها أكثر من ستة آلاف

و400 حريق حتى الآن.

عمل دؤوب

كان إيدي وروميلدو يعملان على ادخار الأموال لأكثر من 10 سنوات لشراء قطعة الأرض التي بنيا عليها منزلهما. وأخبر السكان الشرطة أن الزوجين لم يكونا يتركان منزلهما حتى في أشد الأوقات التي تضطرم فيها ألسنة اللهب لمراقبتها والسيطرة عليها.

وكما هو حال غيرهما من الفلاحين في المنطقة، كان الزوجان يعتمدان على ما يعرف بالحواجز النارية، وهي مناطق فارغة في الحقول تعمل على حجز حرائق الغابات لمنعها من الانتشار أو لإبطاء سرعة انتشارها.

وقال المحقق سيلسو كونداجيسكي: “يبذل الناس كل ما في وسعهم حتى لا يخسروا أشياء صغيرة يمتلكونها.”

مصدر الصورة
João Messias Monteiro

Image caption

عادة ما يستخدم المزارعون في قرية ماشادينو دو ويست النار لتطهير أراضيهم

وتقع القرية الريفية التي كان روميلدو وإيدي يعيشان فيها في جزء من الغابة شهد عمليات قطع للأشجار، ما جعل انتشار الحرائق فيها أسرع من غيرها.

وفي 13 من أغسطس آب، تناقل السكان المحليون مقاطع فيديو تصور ألسنة لهب ضخمة تلتهم المنطقة. وقالت جيغيسلين، ابنة إيدي، إن أمها وزوج أمها حاولا حماية مواد التسقيف التي اشترياها مؤخرا للقيام ببعض أعمال التجديد في المنزل.

حصار

وأضافت جيغيسلين: “أخبرني الناس أنهما كانا ينقلان تلك المواد إلى منطقة بعيدة عن النيران حتى لا تحترق.”

وقال شهود عيان للشرطة إن النيران كانت تقترب من الجزء الخلفي لمنزلهما، ما منح الزوجين طريقا للفرار من باب واجهة المنزل.

مصدر الصورة
João Messias Monteiro

Image caption

التهمت ألسنة اللهب المنزل بعد أن حاصرته من جهات عدة

إلا أن الاثنين وجدا نفسيهما محاصرَيْن بنيران أخرى تأتي من ناحية واجهة المنزل.

وبحسب تقارير محلية، أتت النيران في قرية ماشادينو دو ويست على مساحة تبلغ 160 فدانا. ولحق الدمار بمنزل إيدي ورونيلدو إلى جانب منزلين آخرين.

وقال شاهد عيان لبي بي سي إن خوف البعض من أن تفرض عليهم غرامات بسبب قطعهم الأشجار هو ما جعلهم يترددون في استدعاء الحماية المدنية عندما بدأت النيران في الخروج عن السيطرة.

مصدر الصورة
João Messias Monteiro

Image caption

أتت النيران التي اشتعلت في 13 من أغسطس آب على مساحة 160 فدانا من الأراضي

وأضاف الشاهد الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: “لم تتوقف النيران قبل أن تدمر جميع النباتات في المنطقة. كانت قوية، وأعتقد أن رجال الإطفاء كانوا يواجهون صعوبات في السيطرة عليها وإخمادها.”

وحضرت خدمة مكافحة الحرائق بعد ذلك بيوم في 14 من أغسطس آب، ليجدوا جثتي إيدي وروميلدو المتفحمتين على بعد 100 متر من المكان الذي كان يوما يضم منزلهما.

تسمم

وتعتقد الشرطة أن إيدي وروميلدو توفيا بفعل التسمم من استنشاق غاز الكربون، وكانا الوحيدين اللذين لقيا حتفهما في تلك الحرائق.

مصدر الصورة
Family album

Image caption

كان الزوجان يربيان الدجاج والخنازير في منزلهما

أما بقية سكان المنطقة من جيرانهما فتمكنوا في الفرار، في حين أتت النيران على منزل آخر كان خاليا من الناس في ذلك اليوم.

وتعمل الشرطة حاليا على تحديد السبب وراء اشتعال النيران.

تحقيق

وقال المحقق سيلسو كونداجيسكي: “التسبب في اشتعال الحرائق جريمة بيئية، والمسؤولون عن ذلك قد يواجهون إدانة بالقتل غير العمد.”

وأضاف: “يجب على من يبدأ بإشعال نار في منطقة كهذه أن يكون مدركا أنها يمكن أن تتسبب في هلاك الناس.”

أما ابنة إيدي فتسعى لتحقيق العدالة، وقالت: “إنه تصرف غير مسؤول تسبب في إزهاق روحين. وأيا من كان المتسبب في ذلك، يجب أن يدفع الثمن.”



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى