سد النهضة: هل تلجأ مصر والسودان إلى “الخيار العسكري” لحل الأزمة؟ – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
ناقشت صحف ومواقع عربية استمرار تعثر الوصول لحل بشأن سد النهضة الإثيوبي، والذي تصر مصر وإثيوبيا على أنه يشكل خطرا حقيقيا على حياة الملايين من مواطني البلدين.
وقالت الحكومة السودانية في وقت سابق إن قرار إثيوبيا الفردي بملء خزان سد النهضة على نهر النيل يعد “تهديدا للأمن القومي”.
وطالبت القاهرة والخرطوم أديس أبابا “بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعّالة من أجل التوصل إلى اتفاق” بشأن ملء وتشغيل السد.
ويقول فريق من كتّاب الرأي إن مصر بدأت “التعبئة الشعبية والعسكرية” بعد مماطلة إثيوبيا.
بينما عرض فريق آخر من الكتّاب استخدام “أوراق” ضغط آخرى لا تزال في جعبة مصر والسودان قبل خوض حرب مع إثيوبيا.
“أجواء حرب”
تقول جريدة “رأي اليوم” اللندنية في افتتاحيتها إن “الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم السبت الماضي واستغرقت عدة ساعات فقط، يحلو للبعض وصفها بأنها ‘زيارة حرب’ ورسالة قوية موجهة إلى إثيوبيا”.
وتركز الافتتاحية على المشهد السياسي الداخلي المصري، قائلة: “من تابع فعاليات إحياء ‘يوم الشهيد’ التي حضرها الرئيس السيسي [في] التاسع من آذار/مارس، وشاهد حالة الحماس، والبرامج الوثائقية عن بطولات الجيش المصري في جبهات القتال ضد إسرائيل… يدرك جيدًا أن القيادة المصرية ربما حسمت أمرها باللجوء إلى الخيار العسكري للتعاطي مع أزمة سد النهضة… وأن هذه الاحتفالات هي بداية التعبئة الشعبية والعسكرية تحضيرا لهذا الخيار”.
وتتابع: “مصر والسودان لا تريدان الحرب… ولكن عندما تتعرض حياة هؤلاء الملايين من المزارعين الأبرياء الذين سيموتون جوعا نتيجة هذه الخطوة الإثيوبية فمن يلوم حكومتي البلدين إذا أقدمتا عليها، فهذا السد بات يشكل تهديدًا وجوديا لهما ولشعبيهما معًا… مصر تعيش أجواء حرب، وقيادتها إذا قالت فعلت”.
وفي سياق متصل، يقول ماجد حبته في “الدستور” المصرية تحت عنوان “الدبور الإثيوبي يواصل الزن” إن “وزيرة الخارجية السودانية أكدت، في تصريحاتها لوكالة الأنباء الألمانية، أنه سيكون هناك تحرك مصري سوداني مع المجتمع الدولي، لنزع فتيل أزمة السد الإثيوبي، ولوحت بأن ‘لدى البلدين خيارات أخرى’، إذا أصرت إثيوبيا على الملء الأحادي”.
ويتابع: “ومع أن الوزيرة السودانية لم تعلن عن تلك الخيارات، إلا أن رعونة وغباء وعدوانية من يحكمون إثيوبيا تؤكد أنهم لن يتوقفوا عن الزن حتى يخرب عشهم وتسود عيشتهم”.
ويختلف إبراهيم نوار مع هذا الرأي، قائلا في “القدس” اللندنية إنه “لا يبدو العالم في الوقت الحالي مؤهلا للتساهل مع نشوب صراع مسلح في منطقة القرن الأفريقي، فهي منطقة فيها ما يكفيها من الصراعات، كما أن العالم لديه ما يكفيه من عوامل القلق والتوتر”.
ويرى الكاتب أنه “إذا كانت مصر تدعو الآن إلى مشاركة أكثر فاعلية من المجتمع الدولي، قبل بدء المرحلة الثانية لملء خزان سد النهضة، فإن نجاح هذه الدعوة يتطلب أن تراجع مصر موقفها التفاوضي، وكذلك السودان”.
ويستطرد الكاتب قائلا إن هذا الموقف يجب أن يصبح “متوافقا مع القانون الدولي، والحرص على عدم الانجراف في تيار تبادل الاتهامات والتهديدات، والحملات الإعلامية الحمقاء التي قد تشتعل إلى درجة خطيرة هذه المرة، خصوصا مع توقيع اتفاق التعاون العسكري المصري – السوداني، وقرب إجراء الانتخابات العامة في إثيوبيا”.
“أوراق أخرى”
ويتساءل جمال الكشكي في “الشرق الأوسط” اللندنية قائلا: “هل أديس أبابا ترى أن القاهرة والخرطوم ليست لديهما أوراق أخرى للحصول على حقوقهما المشروعة؟”
ويقول الكشكي إن “أوراق دولتي المصب كثيرة ومتنوعة، تجمع بين السياسي والاقتصادي والإقليمي والدولي، من بين هذه الأوراق ما طرحته مصر والسودان بشأن آلية الوساطة الرباعية الدولية التي تضم ‘الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، الاتحاد الأوروبي'”.
ويكشف الكاتب أن “من الأوراق التي لم تستخدمها القاهرة والخرطوم حتى هذه اللحظة، هي الورقة الاقتصادية، فمن المعروف أن السدود التي عليها خلافات، لا يجوز تمويلها من الدول أو من المؤسسات المالية الدولية، وهنا يمكن للقاهرة والخرطوم في ظل هذا التعنت الإثيوبي أن تفعلا هذه الورقة أمام المجتمع الدولي لتطبق القوانين والمواثيق الدولية”.
“معادلة كسبية”
أما خالد التيجاني النور، فيرى في جريدة “السوداني” أن “الكرة الآن في ملعب أديس أبابا، فليس مطلوبا منها أكثر من العودة إلى مسار التعاون الإقليمي”.
ويقول الكاتب إن هذا المسار “هو ما يعني بالضرورة أن الحرص السوداني المصري يقتضي بالضرورة أن يقابله حرص إثيوبيا المماثل، (الذي) يضع في اعتباره أنها معنية بالقدر نفسه، ويتجاوز إظهار حسن النية والعمل على عدم الإضرار بمصالح الشعبين في أدنى النهر”. ويضيف الكاتب أنه على إثيوبيا أيضا التأكيد على أن “المصالح المشتركة الحقيقية لشعوب هذه المنطقة لن تحقق إلا معادلة كسبية يفوز فيها الجميع”.
[ad_2]
Source link