قاعدة عين الأسد: هل الهجوم الصاروخي على القاعدة العسكرية “رسالة” إلى واشنطن؟
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
ناقشت صحف عربية وعراقية الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم قوات أمريكية في العراق.
ويأتي الهجوم قبل أيام من زيارة تاريخية يقوم بها البابا فرنسيس للعراق، وبعد أيام من ضربة جوية أمريكية قالت واشنطن إنها استهدفت مليشيات عراقية مدعومة من إيران في سوريا ردًا على هجوم صاروخي على قاعدة أمريكية في أربيل.
ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها، لكنّ مليشيات عراقية مرتبطة بإيران كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن هجمات صاروخية مشابهة في السابق.
ورأى عدد من الكتاب أن الهجوم الصاروخي يشير إلى تخلي إيران عن سياسة “الصبر الاستراتيجي”، وتحوّلها إلى الهجوم وفاءً بوعدها في إخراج القوات الأمريكية من المنطقة ردا على مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
واعتبر فريق آخر هذا الهجوم “رسائل” و”برقيات” متبادلة بين واشنطن وطهران على أرض عربية، وأن العرب هم الطرف الخاسر في كل الأحوال.
“رسالة إيرانية مضادة”
ترى صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن الصواريخ “إيرانية الصنع” التي استهدفت قاعدة عين الأسد “خطوة بدت بمثابة امتحان للوجود العسكري الأمريكي في القاعدة”.
ويقول جورج عيسى في صحيفة النهار اللبنانية: “مع افتراض أن ميليشيات عراقية مدعومة من إيران تقف خلف هجوم اليوم ردّا على غارات واشنطن ضدها الأسبوع الماضي وفقا لما تقوله وكالات أنباء عالمية، فقد يكون الهجوم رسالة إيرانية مضادة إلى الأمريكيين”.
وبالمثل، يقول ماهر أبو طير في صحيفة الغد الأردنية: “تبرق إيران برقياتها، الواحدة تلو الثانية إلى واشنطن، وهي لا تتوقف، وقد لا تتوقف، إذا لم تخضع واشنطن لما يريده الإيرانيون، خصوصا، مع احتمال حدوث اختراق سياسي قريب”.
ويضيف: “القوات الأمريكية تتلقى ضربة في مدينة أربيل وضواحيها شمالي العراق، بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد، عبر هجوم صاروخي… فترد الولايات المتحدة بتوجيه ضربة إلى مليشيات إيرانية على الحدود العراقية السورية، ثم تنهمر أمس عشرة صواريخ على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تستضيف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وهكذا يتبادل الطرفان الضربات، لكنهما يلعبان في بلد عربي”.
ويؤكد الكاتب أن “هذا يعني أن العرب سيخسرون في كل الأحوال، في حال تواصلت الحروب في الدول العربية، التي تحولت إلى ساحات لهذا الصراع، أو في حال الوصول إلى صفقات وتسويات”.
ويتساءل أبو طير: “ماذا لو قرر الطرفان التفاهم، مع بعض تنازلات لكل طرف، تجنبا لكلفة أكبر، إذ علينا لحظتها أن نسأل عن شكل الخرائط، وترسيمها، وأنماط النفوذ فيها، ومن الخاسر والرابح؟”
ويقول فاتح عبد السلام رئيس تحرير صحيفة الزمان العراقية إن “السلطات العراقية تكرّر كل يوم المحفوظات المعروفة في أن البلد لن يكون ساحة للصراع الإقليمي أو الدولي، وبرغم ذلك يتحوّل العراق ،كما نشهد، إلى ميدان رمي صاروخي حر، بما يجعل الأفق مفتوحا على جميع الاحتمالات، إلا احتمال الحفاظ على السيادة العراقية”.
ويرى الكاتب أن “العملية السياسية التي يقوم عليها الحكم في العراق هي أصلا نتاج تحويل البلد إلى ساحة حرب، لا أحد لديه ضمانات متى ستنتهي وإلى أين ستمتد؟”
ويتساءل عبد السلام مستنكرا: “أتريدون الآن جعل’العراق أولا’ شعارا قابلا للتطبيق، بعد أن أصبح منذ زمن بعيد أمرًا مستحيلا؟”
“الصمت الاستراتيجي”
وتصف صحيفة رأي اليوم الإلكترونية اللندنية في افتتاحيتها الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد بـ “الغامض”.
وترى الصحيفة أن الهجوم “يجسد… كسرا لسياسة ‘ الصمت الاستراتيجي’ التي التزمت بها السلطات الإيرانية طوال السنوات الماضية، وخطوة مهمة على طريق الإيفاء بوعودها بإخراج جميع القواعد والقوات الأمريكية من العراق والمنطقة انتقاما لمقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.
وتؤكد رأي اليوم أنه “عندما نقول إن السلطات الإيرانية بدأت تتخلى تدريجيا عن سياسة ‘الصبر الاستراتيجي’، وعبر حلفائها في العراق، وربما لاحقا في سوريا واليمن وجنوب لبنان في المرحلة الأولى، فإننا نقصد أنها بهذا القصف الصاروخي، ولقاعدة أمريكية، انتقلت إلى مرحلة الرد”.
وتقول إن “الهجوم الأخير على السفينة الإسرائيلية في خليج عمان، والهجمات بالمسيرات الملغمة على قصر اليمامة السعودي في الرياض، وبالصواريخ على مطار أبها وقاعدة خميس مشيط السعودية، كلها تأتي في إطار التوجه الإيراني الجديد المباشر وغير المباشر”.
وتؤكد الصحيفة أن “التصعيد الإيراني الذي يبدو أنه مرشح للتوسع في الأسابيع المقبلة ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية، يتزامن مع تصعيد آخر يتمثل في رفض القيادة الإيرانية دعوة أوروبية لمفاوضات غير رسمية مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبحث كيفية إحياء الاتفاق النووي”.
وترى أن “القيادة الإيرانية التي تشاهد كيف تنهار العملات السورية واللبنانية والسودانية وبدرجة أقل التركية والعراقية، بسب العقوبات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة، قررت فيما يبدو الانتقال إلى مرحلة الهجوم لرفع العقوبات المفروضة عليها، والهجوم على قاعدة عين الأسد قد يكون البداية.. والمخفي أعظم”.
[ad_2]
Source link