العابرون جنسياً: “لم أكن أعرف ماذا تعني ثنائية الجنس”
[ad_1]
- عمار ابراهيم وبن هانت
- بي بي سي نيوز
غالبا ما يواجه العابرون جنسياً وثنائيو الجنس الذين يعانون من صعوبات في التعلم قيوداً فيما يتعلق بهويتهم. لكن البعض من هؤلاء يستثمر التجارب السلبية التي مر بها لإحداث تغيير في مجتمع المثليين.
“اعتقدت أنني مصاب بالجنون وأن ثمة مشكلة ما في شخصيتي”، هذا ما انتاب شون ويستر، عندما أكتشف لأول مرة أنه ينجذب إلى كل من الرجال والنساء على حد سواء.
يبلغ شون الآن من العمر 48 عاماً، لكن الأمر استغرق منه أكثر من عشر سنوات ليكتشف أنه ثنائي الجنس، ولو بشكل محدود كما يقول، وذلك بسبب العوائق التي يواجهها هو وأمثاله ممن يعانون من صعوبة التعلم.
يعاني شون من مشاكل في الذاكرة وصعوبة في التعلم. التحق بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة عندما كان صغيراً.
ويقول إنه “لم يتلقَ تربية جنسية صحيحة ومناسبة، ولم يكن يعرف ماذا تعني ثنائية الجنس”. مضيفاً أن “مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة لم تقدم التربية الجنسية المناسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التعلم… يعتقدون أننا لا نمارس الجنس”.
في عام 2019 أصبح تعليم الطلاب حول العلاقات والجنس والصحة إلزامياً في جميع المدارس في إنجلترا. وقبل ذلك، لم تمتلك مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة الأذن بتدريس مادة عن التربية الجنسية، لذلك كان هناك التباس في هذا الجانب.
وبالنسبة للبعض فإن الافتقار إلى التثقيف الجنسي في مرحلة الشباب أدى إلى مواجهتهم مصاعب في الظهور علناً كمثليين في وقت لاحق من حياتهم.
“كيف يتم الحمل والإنجاب”
يقول شون إن التربية الجنسية المحدودة التي حصل عليها تتعلق بشكل أساسي بـ “كيفية إنجاب الأطفال بدلاً من شرح مصطلحات مثل المثليين وثنائيي الجنس والعابرين وغير الثنائيين”.
لم يظهر شون كشخص لديه ميول جنسية ثنائية حتى بلغ من العمر 38 عاماً، لكنه يتمنى لو تمكن من ذلك مبكراً كما يقول.
“الخروج إلى العلن بهذه الهوية في عمر 38 عاماً ليس بالأمر السهل بتاتاً، إنه تحول كبير في حياة المرء”.
وعندما أعلن عن هويته الجنسية، شعر وكأن عبئاً ثقيلاً أزيح عن كاهله” حسب قوله، وهو الآن فخور بهويته كرجل ثنائي الميول الجنسية.
يعمل شون الآن مع مؤسسة خيرية معنية بذوي الاحتياجات الخاصة ممن يعانون من صعوبة في التعلم، ومن بين المهام التي يؤديها في هذا الإطار إعطاء دروس في التربية الجنسية.
ويقول شون، إن بعض الجلسات التي يديرها تركز على الجنس والعلاقات، وأخرى على تثقيف مجتمع المثليين وعابري الجنس وثنائيي الجنس حيث يتحدثون خلال تلك الجلسات عن كل شي؛ العلاقات الجنسية والرضا بين الطرفين والفرق بين الصداقات والعلاقات الغرامية.
والافتقار إلى التثقيف الجنسي ليس العائق الوحيد الذي يواجهه الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم.
راي إيفرال شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وعابر جنسيا، من مدينة برايتون في إنجلترا، يبلغ من العمر 21 عاماً، ويعاني من صعوبات في التواصلمن الناحية السمعية والبصرية إضافة إلى صعوبة التعلم وفرط الحركة وقلة التركيز وعسر القراءة وصعوبة الفهم.
بالنسبة له الصعوبة الرئيسية هي الحصول على الخدمات الصحية الخاصة بالعابرين جنسياً.
بدأ راي في تناول هرمون التستوستيرون في عام 2018 وسيخضع لعملية جراحية كبيرة، إزالة أنسجة الثدي، الشهر المقبل.
ويقول: “تكمن الصعوبة الرئيسية في كيفية الاستفادة من المعلومات وخاصة المتعلقة بعيادات تحديد الهوية الجنسية، وهي أشبه عندي بحقل ألغام تماماً”.
“لديهم قائمة طويلة بالأسئلة الدقيقة والمحرجة عن حياتك الجنيسة ولا أشعر بالراحة لدى طرحها علي. حينها أجد صعوبة حتى في التعبير عن نفسي بشكل صحيح”.
“غالباً ما يتحدث العابرون جنسياً عن مواجهتهم لحواجز في النظام الصحي، ولكن معاناتي من صعوبة التعلم يمثل عائقاً إضافياً أمامي”.
“غالباً ما يتم النظر إلى العابرين جنسياً باستخفاف وكـأنهم أطفال، وكذلك لمن يعاني من صعوبات التعلم، نحن نواجه وضعاً صعباً حقاً “.
راي هو عضو في منتدى الشباب التابع لهيئة الرعاية الصحية في بريطانيا، ويعمل الآن على تحسين وسائل وطرق حصول العابرين كما الأسوياء على الرعاية الصحية.
وأحد الأشياء التي يقوم بها هو المساهمة في إعداد منشورات تحتوي على نصائح لهذه الفئة ومن بينها المشورة حول تغيير الإسم واللقب بشكل قانوني.
إن صعوبة التعلم التي يعاني منها راي، تضعه في وضع لا يحسد عليه أبداً، وخاصة عند مراسلته لبعض الأشخاص اللطيفين الذين تعرف عليهم عبر تطبيقات المواعدة، إذ يقول: “أعاني كثيراً في فهم نبرة الرسائل التي أتلقاها، ففي أحد الأيام راسلتني فتاة تقول لي (تبدو شخصاً فقاعياً جداً)، لكنني لم أفهم ماذا يعني ذلك؟”.
ويضيف: “أحياناً يستغرق الأمر مني شهراً تقريباً لكي أرد على الرسالة وقد يُخيل للشخص الذي أرسل لي الرسالة بأنني لا أهتم مره، لكن الحقيقة ليست كذلك، فأنا أهتم جداً، إلا أنني أنسى الأمر كلياً بسبب صعوبة التعلم التي أعاني منها”.
كانت آخر علاقة لراي هي مع شخص يعاني من نفس المشكلة.
“أحب أن أبني صداقات مع أمثالي ممن يعانون من صعوبة التعلم، لأنه من الجيد أن تكون مع شخص يمكنه التعاطف مع تجربتك، حتى لو لم يكن لديه نفس القدر أو المستوى من صعوبة التعلم، فهو قادر على فهمي أكثر”.
“أنا أحدث فرقاً”
تدير الدكتورة كلير بيتس شبكة وطنية داعمة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة التعلم وتساعدهم في العثور على الحب وإقامة علاقات عاطفية. كما أن بيتس باحثة فخرية أيضاً في مركز تيزارد المتخصص في رعاية الأشخاص الذين يعانون من صعوبة التعلم والتوحد.
تقول بيتس إن المثليين أو ثنائيي الجنس أو مغايري الهوية الجنسانية ممن يعانون من صعوبة في التعلم، يواجهون حقاً مصاعب في إيجاد شريك حياة أو إقامة علاقة عاطفية.
وتضيف أن الوضع يكون أكثر صعوبة بالنسبة للنساء إذا كنّ في نفس الوقت مثليات ويعانين من صعوبة التعلم.
“أعمل مع وكالات تقديم خدمات المواعدة للأشخاص المثليين الذين يعانون من صعوبات التعلم وبعض هذه الوكالات لا توجد في سجلاتها أي امرأة”.
“لا نعرف بالضبط السبب، لكننا نعلم أنه عند تعليم التربية الجنسية والعلاقات الغرامية، لا توجد معلومات إلا ما ندر عن نساء مثليات، و تاريخياً عندما يتعلق الأمر بالتثقيف الجنسي المخصص للمثليين، ثنائيي الجنس ومغايري الهوية الجنسانية ممن يعانون من صعوبة في التعلم، يتركز الأمر على الرجال المثليين أكثر من النساء المثليات وحسب علمي لا توجد أي مواد تثقيفية مكرسة للنساء المثليات أو العابرات للجنس واللواتي يعانين من مصاعب في التعلم”.
وتضيف: “نحن بالتأكيد لا نتحدث عن العلاقات بين الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه الفئة الذين غالبا ما يكونون نزلاء دور الرعاية الاجتماعية، فهناك بعض دور الرعاية الاجتماعية تقوم بعمل رائع في هذا المجال، وبعضها لا تقوم بما فيه الكفاية”.
وتنص إرشادات لجنة جودة الرعاية، التي تنظم الرعاية الاجتماعية في إنجلترا، على ضرورة توفير دور الرعاية الاجتماعية المساعدة الضرورية للمرضى لتلبية احتياجاتهم الجنسية وإقامة العلاقات، لكنها غير مدرجة كبند رئيسي للنظر فيه عند تقييم جودة الخدمات التي تقدمها هذه الدور للنزلاء، مما يعني أنه لا يتم الحكم عليها من ناحية مستوى تقديم خدمات تتعلق بالجنس أو دعم العلاقة أثناء القيام بعمليات الرقابة والتفتيش على هذه الدور.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التعلم ممن يتلقون المساعدات الاجتماعية سواء كانوا في دور الرعاية أو في منازلهم، لا يوجد تدريب كافٍ للموظفين حول كيفية فتح باب النقاش مع المرضى حول الجنس وإقامة العلاقات. تعتقد بيتس أنه على المشرعين اعتبار الجنس “جزءاً أساسياً من شخصية الإنسان”.
وتقول: “أثناء عملية التفتيش، يجب أن ندقق في خدمة دعم الصداقة والعلاقات العاطفية، ويجب أن يشمل ذلك كل أشكال العلاقات الجنسية”.
شون متزوج الآن ويعيش مع زوجته وأولاده، وحصل على وسام ملكي عن عمله في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلم في المملكة المتحدة وخارجها.
ويقول: “أشعر أن عملي يحقق نتيجة ملموسة، أشعر بالفخر لكوني نموذجاً يحتذى به من قبل الذين يعانون من صعوبة التعلم ومساعدتهم في فهم حياتهم الجنسية”.
[ad_2]
Source link