بابلو هاسل: المغني الذي أثار اعتقاله مظاهرات عارمة في إسبانيا
[ad_1]
خرج الناس في عدة مدن إسبانية في مظاهرات تحولت إلى أعمال عنف بعد أن ألقت الشرطة القبض على بابلو هاسل، الناشط السياسي، ومغني الراب الكتالوني المعروف في البلاد، بتهمة “إهانة مؤسسات الدولة والنظام الملكي الإسباني” فمن هو هذا المغني الذي يلقب بالقائد من قبل أنصاره؟
وينتقد هاسل في أغانيه وكتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي، الفساد والنظام الملكي وأداء الشرطة و أوضاع حقوق العمال في إقليم كتالونيا، واتهم مراراً الشرطة بتعذيب وقتل المتظاهرين السلميين.
كما انتقد في تغريداته، الملك فيليب السادس ووالده الملك السابق خوان كارلوس بعد فضيحته الأخير بعد أن تبين أنه تلقى هدية من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله عام 2008 بقيمة 100 مليون دولار لدوره في إبرام عقد بقيمة 6.7 مليار يورو لإنشاء خط قطار فائق السرعة بين المدينة ومكة من قبل تحالف من شركات إسبانية، عدا عن تعاملاته المالية الخاصة التي تخضع لتحقيقين قضائيين منفصلين في كل في سويسرا وإسبانيا معه.
وكتب في آخر منشور له على تويتر “هذا آخر تواصل لي معكم قبل سجني. اليوم أنا، وغداً قد تكون أنت، إن لم تشجبوا المذنبين فستغدو حرياتنا على المحك، وسنخسر الكثير من الأرواح، الأمر ليس سهلاً، لكن النصر ممكن”.
وأدين هاسيل من قبل محكمة تنظر في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة، بتهم “تمجيد الإرهاب وإهانة الملكية وتحقير مؤسسات الدولة”.
وأصدرت الشرطة مذكرة اعتقال بحقه لتنفيذ حكم المحكمة وهو السجن لمدة تسعة أشهر ، وأمهلته المحكمة ليسلم نفسه بحلول نهاية يوم 12 من فبراير/شباط الحالي.
وتحصن هاسل وعشرون من أنصاره داخل مبنى جامعة ليدا، القريبة من برشلونة ، عاصمة كتالونيا، لعدة أيام مقاومين أمر الإعتقال، إلى أن اقتحمت الشرطة المبنى واعتقلته في 17 من الشهر الحالي، الأمر الذي أدى إلى خروج العديد من أنصاره في عدة مدن في مظاهرات احتجاجاً على اعتقاله.
ووقع أكثر من 200 فنانا خطابا يندد فيه بسجن هاسل، وخرجت المظاهرات في عدة مدن، وتفاعل معه الكثيرون ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعي بل نزلوا إلى الشوارع احتجاجاً على اعتقاله، فوجدت شرطة مكافحة الشغب نفسها في مواجهة آلاف المحتجين في مدريد وبرشلونة. وحاولت الشرطة تفريق المظاهرات مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع، واعتقلت 14 متظاهراً في العاصمة الإسبانية مدريد و29 في برشلونة.
ولا تزال القضية مثار جدل واسع بين الكتالونيين والإسبان حول حق حرية التعبير في البلاد.
قضية الكتالونيين
هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها إقليم كتالونيا مظاهرات واحتجاجات على نطاق واسع ضد الحكومة المركزية الإسبانية، فقد شهد الإقليم في عام 2017، أكبر أزمة سياسية بسبب محاولته الانفصال عن إسبانيا بعد أن أجرت استفتاء بخصوص ذلك.
والغالبية العظمى في هذا الإقليم هم من الكتالونيين، الذين يختلفون عن الإسبان لغة وشعباً وقومية.
وظهرت المنطقة أول مرة كهوية متميزة مع صعود مقاطعة برشلونة في القرنين الـ 11 و12 م لتصبح تحت نفس الحكم الملكي لمملكة أراغون المجاورة وأصبحت قوة بحرية كبرى فى العصور الوسطى.
وأصبحت كتالونيا جزءا من اسبانيا منذ نشأتها فى القرن 15 عندما تزوج فرديناند ملك أراغون وإيزابيلا ملكة قشتالة ليوحدا مملكتيهما.
وفي القرن التاسع عشر ظهرت الرغبة لدى أبناء الإقليم في الانفصال عن اسبانيا وتحولت إلى حملة من أجل الاستقلال السياسي وحتى الانفصال.
وعندما أصبحت اسبانيا جمهورية في عام 1931 ، منحت كتالونيا حكما ذاتيا خلال الحرب الأهلية الإسبانية وكانت حينها معقلا رئيسيا للجمهوريين.
وكان سقوط برشلونة في يد الجنرال فرانكو في عام 1939 بداية نهاية المقاومة الإسبانية. وتحت الحكم المتشدد لفرانكو ألغى الحكم الذاتي، وتعرضت القومية الكتالونية للقمع، وأصبح استخدام اللغة الكتالونية مقيداً مما زاد شعور الانتماء للقومية الكتالونية.
لماذا يطالب الكتالونيون بالانفصال؟
ويعتقد كثيرون من أهالي الإقليم أنهم أمة مستقلة عن بقية اسبانيا. ويعزز هذه المشاعر الذكريات المرتبطة بفترة حكم الديكتاتور الراحل فرانكو الذي حاول القضاء على الهوية الكتالونية،
ومع التحول الديمقراطي بعد وفاة فرانكو، أصبح لإقليم كتالونيا برلمان خاص به وحكم ذاتي واسع الصلاحيات.
وأدى تراجع الاقتصاد الإسباني في السنوات الأخيرة إلى تأجيج النزعة الانفصالية في الإقليم، حيث يعتقد الكثيرون أن الإقليم يدفع أكثر مما ينبغي للحكومة المركزية في مدريد.
وأجرت حكومة الإقليم التي تتولى السلطة في كتالونيا منذ عام 2012 ، استفتاءاً غير ملزم على الاستقلال في عام 2014 ، حيث صوت 80 بالمئة بنعم، لكن الحكومة الاسبانية ترى أنه ليس من حق كتالونيا الانفصال عن إسبانيا بموجب دستور البلاد.
[ad_2]
Source link