العنف الجنسي: ما سبب حرق صور ابنة أخت نائبة الرئيس الأمريكي في الهند؟
[ad_1]
في وقت سابق من هذا الشهر دعت مينا هاريس، ابنة أخت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إلى إطلاق سراح الناشطة والمدافعة عن حقوق العمال نوديب كور البالغة من العمر 25 عاماً المسجونة منذ أكثر من شهر.
وقد تسبب اعتقالها بموجة غضب حول العالم.
وكتبت هاريس على تويتر مستخدمة هاشتاغ #ReleaseNodeepKaur أن الناشطة “اعتقلت وتتعرض للتعذيب والاعتداءات الجنسية في مركز احتجازها لدى الشرطة”.
على إثرها أقدم عدد من المتطرفين الهندوس بحرق صور مينا هاريس خلال تظاهرة لهم.
وبعدها بأيام قليلة أثار النائب العمالي في البرلمان البريطاني تانمانجيت سينغ ديسي مسألة اعتقال نوديب داخل قبة البرلمان.
وغرد آلاف آخرون حول قضيتها وعبر قادة الفلاحين والطلاب النشطاء في ولاية البنجاب شمال الهند عن تضامنهم معها.
ومن المتوقع أن تستمع المحكمة العليا في البنجاب وهاريانا إلى طلب الإفراج عنها بكفالة.
من جهة أخرى تنظر المحكمة في قضية أخرى، حيث طلبت المحكمة من الشرطة في ولاية هاريانا شرح سبب “حبسها غير القانوني” للناشطة بعد أن تلقى رئيس المحكمة رسائل بريد إلكتروني حول تعذيبها خلال الحجز.
وألقي القبض على نوديب في 12 يناير/ كانون الثاني أثناء مشاركتها في احتجاج خارج مصنع في منطقة كوندلي الصناعية في ضواحي العاصمة الهندية دلهي.
وكان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع عاصفة على موقع تويتر إثر إعتقالها هي الظروف التي تم فيها إلقاء القبض عليها والأنباء عن “تعرضها للاعتداء الجنسي والتعذيب” وهو ما تنفيه الشرطة تماماً.
وقالت لي شقيقتها الكبرى راجفير كور: “تعرضت للضرب على أيدي رجال شرطة علناً وجروها من شعرها إلى شاحنة الشرطة”. وأضافت: “في اليوم التالي عندما قابلتها في السجن، أخبرتني أنها تعرضت للضرب داخل الشاحنة وفي مركز الشرطة. تعرضت للصفع واللكم والضرب بالأحذية والعصي، بما في ذلك على أعضائها التناسلية، مما أدى إلى نزيف حاد لديها لعدة أيام”.
ولم تطلع عائلتها على التقرير الطبي الخاص بها. لكن المسؤول الذي اطلع على التقرير قال لي إن “إصاباتها تشير إلى أنها تعرضت للتعذيب والضرب على عورتها”.
لكن من هي نوديب كور ولماذا تم القبض عليها؟
إنها قصة معقدة ومتشعبة محورها التقسيم الطبقي في الهند والفقر إضافة إلى السياسة والاحتجاج والتنافس بين ولايتين تحكمهما أحزاب مختلفة وحقوق العمال والمزارعين.
نوديب التي تنحدر من عائلة داليت فقيرة (المنبوذين الذين يقبعون في أسفل التسلسل الطبقي في الهند) في ريف ولاية البنجاب اضطرت إلى التوقف عن دراستها بعد المرحلة الثانوية بسبب صعوبة أوضاع أسرتها المالية.
ورغم من أن ديانة السيخ تدعو إلى المساواة إلا أن التمييز الطبقي لا يزال راسخاً في البنجاب. ويشكل الداليت ثلث سكان الولاية وأكثر من نصفهم من السيخ.
تقول أختها الصغرى هارفير: “بسبب انتمائنا لطبقة الداليت فقد واجهنا دائماً التمييز الطبقي ولأننا نساء، فقد واجهنا مشكلة إضافية. وكوننا من الفقراء فإن هذه القضية مسألة محورية لدى نوديب”.
وتقول هارفير إنه في خريف العام الماضي، انتقلت أختها إلى كوندلي للعمل في مصنع زجاج كي تتمكن لاحقاً من العودة إلى الكلية.
وهناك انضمت إلى نقابة العمال في المصنع والتي كانت تقود الاحتجاجات للضغط على المصنع لدفع الأجور المستحقة للعمال.
وشاركت نوديب في الاحتجاجات مراراً. في ديسمبر/ كانون الأول الماضي وقعت مناوشات بين العمال ورجال أمن عينتهم الإدارة واتهمت النقابة الشرطة “بالعمل مع الصناعيين ضد العمال والعمل النقابي”.
ماذا حدث يوم 12 يناير؟
هناك روايتان مختلفتان لكيفية إندلاع العنف عندما شاركت نوديب وعشرات من أعضاء النقابة في احتجاج خارج مصنع.
تقول الشرطة إنها أرسلت فريقاً إلى المصنع بعد تلقي معلومات تفيد بأن العمال يتعاركون مع الإدارة والموظفين ويحاولون الحصول على أموال بالقوة.
بينما يقول أعضاء النقابة إنهم تعرضوا للهجوم من قبل حراس المصنع والشرطة لكن الشرطة تقول إن ما وقع العكس تماماً ويتهمون نوديب على وجه الخصوص “بمهاجمة الشرطة”.
وعرض مسؤول بارز في الشرطة مقطعي فيديو على زميلي في بي بي سي نيوز شالو ياداف ادعى أنه تم إطلاق النار عليه في موقع الاحتجاج في ذلك اليوم.
ويُظهر واحد من المقطعين امرأة ضمن مجموعة يبدو أنها تضرب رجال الشرطة بالعصي أما الثاني فتظهر فيه وهي تلقي خطاباً تقول فيه “لقد ضربناهم، وطردناهم بعيداً، وسنفعل ذلك مرة أخرى”.
ويدعي المسؤول أن المرأة التي تظهر في مقاطع الفيديو هي نوديب وأن كلمة “هم” تدل على رجال الشرطة.
وقال لشالو: “كانت تحرض الناس على مهاجمة الشرطة” مضيفا أن “سبعة من رجال الشرطة أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم. وفي وقت لاحق تم اعتقالها في موقع الحادث”.
ولم تنكر راجفير، شقيقة نوديب الفيديو لكنها قالت إن “نوديب كانت في الواقع تحاول منع المتظاهرين من مهاجمة الشرطة”.
ما علاقة نوديب باحتجاجات المزارعين؟
عملت نوديب بضعة أشهر فقط في كوندلي قبل أن يبدأ آلاف المزارعين بالتجمع في نهاية نوفمبر / تشرين الثاني في ضواحي دلهي بالقرب من مكان عملها.
في غضون أيام ، بدأت نوديب والعديد من زملائها بالمشاركة في احتجاجات المزارعين ضد القوانين الجديدة التي من شأنها تخفيف القواعد المتعلقة ببيع وتسعير وتخزين المنتجات الزراعية.
ودخلت احتجاجات المزارعين شهرها الثالث وأصبحت واحدة من أكبر التحديات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، زعيم حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف. وقد عرضت السلطات تعليق القوانين لمدة 18 شهراً لكن المزارعين يقولون إنه يجب إلغاؤها تماماً.
وتعتقد نوديب وزملاؤها أن القوانين الجديدة لن تلحق الضرر بالمزارعين فحسب بل ستلحق الضرر أيضاً بالطبقة العاملة وأن خصخصة الزراعة ستؤدي إلى أرتفاع أسعار المواد الغذائية وتزيد من معاناتهم.
في أوائل ديسمبر/ كانون الأول فقدت وظيفتها في مصنع الزجاج لمشاركتها في احتجاجات المزارعين.
كما أدى اعتقالها إلى تبادل الاتهامات بين حكومة حزب المؤتمر التي تحكم ولاية البنجاب وحكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الحاكم في ولاية هاريانا.
وفي الأسبوع الماضي اتهمت وزيرة تنمية المرأة والطفل في ولاية البنجاب أرونا تشودري حكومة ولاية هاريانا “المناهضة للمزارعين” من حزب بهاراتيا جاناتا “باعتقال نوديب بأمر من الحكومة الفيدرالية” وقالت إن الولاية ستقدم لها المساعدة القانونية.
أين هي نوديب الآن؟
منذ اعتقالها كانت نوديب محتجزة في سجن في ولاية هاريانا واتهمتها الشرطة بارتكاب جرائم متعددة مثل “محاولة القتل والابتزاز ومحاولة انتزاع وثائق رسمية وسلاح رجل شرطة”.
وقال عضو فريق الدفاع عنها هاريندر سينغ باينز لبي بي سي: “بعض هذه التهم خطيرة للغاية بطبيعتها ويعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين 10 و 14 عاماً”.
وقال إن الشرطة رفعت ثلاث قضايا جنائية ضدها وقد تم الإفراج عنها بكفالة في قضيتين. ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا في القضية الثالثة والإفراج عنها بكفالة.
تقول أختها الصغرى هارفير: “كنا نعلم أنه ستكون هناك عواقب للوقوف في وجه السلطة، لكننا لم نعتقد أبداً أنه سيتم اتهامها في دعاوى وهمية أو الاعتداء عليها”.
وأضافت “كل ما كانت تفعله هو محاولة مساعدة العمال في الحصول على مستحقاتهم لكن تم اتهامها بمحاولة القتل والابتزاز. هذا ظلم”.
وأوضحت أنها التقت بشقيقتها نوديب قبل أيام قليلة في السجن وأنها بدأت تتعافى من إصاباتها ومعنوياتها عالية.
وقالت: “هي كريمة للغاية ودائماً تضع احتياجات الآخرين قبل نفسها. في السجن كانت قلقة على زملائها السجناء. طلبت مني إحضار ملابس دافئة وأحذية وأكواباً لبعض السجناء”.
وقالت: “عندما التقيتها يوم الجمعة الماضي طلبت مني أن أرتب محامين للدفاع عن السجناء الفقراء الذين لا موكليهن لديهم. وقلت لها دعنا نخرجك أولاً”.
[ad_2]
Source link