أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

يا سمو الرئيس …. “الجيد عدو العظيم” … مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: يا سمو الرئيس …. الجيد عدو العظيم” … مقال بقلم الدكتور أحمد الحسيني

بمناسبة التشكيل الحكومي واختيار الوزراء لتولي الحقائب الوزارية.. والمهام التي تنتظرهم بعد أداء اليمين الدستورية وخاصة في هذه المرحلة المهمة على المستويين المحلي والدولي …. وأثناء تفكيري بالمهمة الصعبة التي تنتظر سمو الرئيس لإختيار الوزراء ومنحهم الثقة، كنت أتجول في هذه الأثناء في مكتبتي المنزلية إذ وقعت عيني على كتاب من الجيد للعظيمللكاتب الإنجليزي “جيم كولينز والذي يُبين كيف تحولت كثير من الشركات المؤسسات من جيد إلى عظيم موضحا الأسباب التي أدت إلى تطورها بهذا الشكل.

فقد أشار الكاتب في هذا الكتاب للعديد من المواضيع التي تعد خارطة طريق للانتقال من المستوى الأدنى للمستوى الأقصى من التطور مبينا بذلك ثلاثة محاور رئيسية المحور الأول كيفية التحول من جيد إلى عظيم ، أما المحور الثاني بأن الجيد عدو العظيم، و الموضوع الثالث والذي بينه الكاتب بالأرقام كيف نجحت الشركات الكبرى وماهي الأسباب التي حدت بتلك الشركات لتصبح شركات عظيمة مشيرا إلى أن 10 مؤسسات وشركات من بين  11 شركة ومؤسسة تحولت من جيد إلى عظيم بفضل تولي منسوبيها لقيادتها ، وفي الوهلة الأولى اعتقدت بأن ما يتطرق له الكاتب فلسفة كأي فلسفة في كتبنا المعاصرة ، ولكن عندما قرأت الكتاب وجدت بان ما أشار إليه الكاتب واقع يحاكي حالنا اليوم، فالتحول من الجديد إلى العظيم يحتاج إلى بذل جهد مضاعف وأن السعي للتطوير الكيان المؤسسي سواء كان على المستوى الحكومي أو القطاع الخاص لا يتحقق إلا من خلال كوادر بشرية تولي انتماء للمؤسسة أو الكيان التجاري وتتمتع بروح القيادة  ، وهذا ليس ببيت القصيد الذي اريد الإشارة إليه .

فبيت القصيد الذي ننشدة هنا لا يكمن حول آلية اختيار الوزراء أو من سيتولى الحائب الوزارة بل يتمحور بيت القصيد كم مؤسسة وكيان حكومي لدينا تحول خلال السنوات الماضية من جيد إلى عظيم؟  وكم قيادي (وكيل وزارة وما دون) من داخل المؤسسة تولى سدة قيادتها للارتقاء بها نحو العظمة؟

فمن الواضح بأن حالنا يجيب على سؤالنا السابق فوقعنا جيد أو أقل من جيد أن صح القول والقاعدة تقول بان الجيد عدو العظيم، فكثير من المستشارين الذين وضعوا لدى المسؤولين بالوزارات لا يملكون الجودة المرجوة فوضعهم الجيد الغير قابل للتطوير دفع بهم لمحاربة الرقي نحو العظمة وذلك بهدف الحفاظ على مواقعهم ومناصبهم في المؤسسات الحكومية التي تعاني ضعف شديد في أدائها وتطورها ورقي بخدماتها.

فكثير من المؤسسات الحكومية ووزارات الدولة خلال الأعوام السابقة لم نرى منها تحول نحو العظمة ولا نحو الجيد بلس (+)، بفضل هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير جيد، فلا يخفى على أحد بأن وسائل التطوير الذاتي للقيادات في المؤسسات أصبحت عملة نادرة أو بالأحرى بأنها موجودة ولكن عدم رغبة البعض للاستفادة منها يهدد وجودهم في البقاء على الكرسي، فالصعود إلى العظمة يحتاج منا أن نضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ومن ثم الاستفادة من التقنيات ووضع الخطط التي مفادها الارتقاء بآلية العمل وتحويل الكيان المؤسسي الحكومي إلى نظم متطورة تحاكي الواقع العالمي.

نقطة أخر السطر:

إن أردنا الابحار في سفينة التنمية والتطور التي ننشدها أسوة بباقي دول العالم المتطورة يتوجب علينا وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب ، وان نرمي بكل ما هو غير قادر على قيادة المركبة التي تبحر نحو جزر التنمية خارج السفينة واستبداله بقائد لديه الخبرة الكافة التي تساعده على الاعتماد على الذات لا الاعتماد على المستشارين والوقوع في فخ التنظير البعيد عن العمل والإنجاز.

فالرسالة التي أريد أن أشير إليها يا سمو رئيس مجلس الوزراء بأن الخطوة التي اتخذتها الحكومة في إحالة العديد من المستشارين للتقاعد خطوة إيجابية تحسب لسموكم، ولكن علينا أن لا تقف عند هذا الحد فمؤسسات الدولة تعاني الكثير من وجود بعض القياديين الذين عينوا في من خارج وزاراتهم ولا يملكون الخبرة الكافية لقيادة تلك الوزارات مما حدى بهم بتعيين مستشارين من الخارج أيضا فباتت قراراتهم تسير عكس المألوف ولا تصب في المصلحة العامة للدولة مما أدى إلى عرقلة الكثير من المشاريع التنموية، وبالتالي من الطبيعي يصبح نهج هؤلاء البشر تطبيق قاعدة الجيد عدو العظيم و محاربة الكوادر الوطنية التي تتمتع بالخبرة وتسعى للنهوض بالمؤسسات الحكومية، فمسؤولية الوزارة القادمة تقييم وضع المسؤولين من خلال مدى تنفيذهم لخطة التنمية والإنجازات التي قدموها لتحقيق رؤية الكويت 2035.

د . أحمد الحسيني

Dr-alhussini@hotmail.com

alhussinidr @

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى