بعد تبرئة ترامب، بايدن يحذر: الديمقراطية هشة وبحاجة لمن يدافع عنها
[ad_1]
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد تبرئة سلفه دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ أن ما جري “يذكرنا بأن الديمقراطية هشة”.
ويأتي ذلك بعدما انضم سبعة أعضاء فقط من نواب الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه ترامب، في مجلس الشيوخ إلى نواب الحزب الديمقراطي في إدانة ترامب بتهمة إثارة الجماهير الغاضبة التي اقتحمت مبنى الكونغرش في السادس من يناير/تشرين الثاني الماضي.
ولم يكن عدد أعضاء مجلس الشيوخ خصوم ترامب كافيا لإدانته في المرحلة النهائية لمحاكمته برلمانيا والتي كانت تتطلب تأييد ثلثي الأعضاء.
وقال بايدن إن إدانة ترامب “لم تكن محل نزاع” لكنه أوضح أن من الأفضل الآن الاهتمام بأمور أخرى.
ورحب ترامب بقرار تبرئته أمام مجلس الشيوخ، معتبرا أن محاكمته كانت بالأساس مدفوعة بالأحقاد السياسية والشخصية.
وانتهت المحاكمة البرلمانية لترامب بتبرئته بعدما أدانه 57 نائبا مقابل 43 نائبا أصروا على تبرئته.
وعكست عملية التصويت في مجلس الشيوخ انقساما بين الأعضاء حيث انضم 7 أعضاء جمهوريين إلى الديمقراطيين.
وواجه ترامب المحاكمة باتهام واحد وهو حض المتظاهرين على العصيان بعدما اقتحم أنصاره مقر الكونغرس في السادس من الشهر الماضي أثناء التصويت على نتائج الانتخابات الرئاسية، ما أدى إلى مصادمات أسفرت عن مقتل 5 أشخاص.
وقال نواب الادعاء من الحزب الديمقراطي إن ترامب شجع حشودا موالية له على اقتحام الكونغرس باستخدام ادعاءات زائفة بسرقة الانتخابات لكنْ محامو الدفاع أنكروا ذلك ودفعوا بعدم دستورية سلطة الكونغرس في محاكمة رئيس سابق.
ولم يتعرض أي رئيس أمريكي لمحاكمة برلمانية في تاريخ البلاد سوى أندرو جونسون وبيل كلينتون قبل أن ينضم إليهم ترامب كثالث رئيس يتعرض للمحاكمة بغرض عزله عن منصبه.
وأصبح ترامب أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتعرض للمحاكمة البرلمانية مرتين وذلك خلال فترة رئاسية واحدة.
حقبة حزينة
وعقب انتهاء المحاكمة قال بايدن “بينما انتهى التصويت دون التوصل لإدانة، لم يكن الاتهام أبدا محل نزاع”.
وأضاف “إنها حقبة حزينة في تاريخنا تذكرنا دوما بأن الديمقراطية هشة، ويجب دوما أن تجد من يدافع عنها كما ينبغي علينا أن نبقى متيقظين بشكل دائم، فالعنف والتطرف لايمكن أن يكون لهما مكان في أمريكا كما أنه على كل منا واجب ومسؤولية يتحملها كمواطن أمريكي خاصة من في موقع القيادة للدفاع عن الحقيقة وقهر الأكاذيب”.
وكان بايدن حريصا على أن ينأى بنفسه بعيدا عن عملية المحاكمة البرلمانية لسلفه ترامب كما أنه لم يكن يتابع وقائعها بشكل مباشر على التلفاز لأن مساعديه أعربوا عن خشيتهم من أن يعوقه ذلك عن أداء خططه في المنصب خلال الأسابيع الأولى من ولايته.
أما ترامب، فقال إن محاكمته “هي جولة أخرى من مطاردة الساحرات في تاريخ أمتنا”. ويستخدم مصطلح “اصطياد الساحرات” في الغرب للتعبير عن الاضطهاد والمغالاة في العداء بسبب الصورة الذهنية ودون أسباب منطقية.
وكانت إدانة ترامب كافية لمنعه من الترشح مرة أخرى لأي منصب سياسي في الولايات المتحدة، لكن بيانه الأخير بعد تبرئته ألمح إلى أنه سيواصل لعب دور في الحياة السياسية في بلاده.
وقال ترامب في بيانه “حملتنا التاريخية والوطنية لجعل بلادنا الجميلة عظيمة مرة أخرى بدأت للتو”.
ماكونيل يلوم ترامب
وبعد التصويت زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل اللوم لترامب واعتبره “مسؤولا” عن الهجوم على مقر الكونغرس.
وجاء ذلك رغم أن ماكونيل صوت برفض إدانة ترامب في مجلس الشيوخ الذي كان بحاجة لعشر أصوات إضافية لإدانة ترامب.
واحتج ماكونيل بأن محاكمة ترامب بعد خروجه من المنصب ليست دستورية رغم أنه لعب دورا كبيرا في تعطيل إجراءات المحاكمة حتى حل العشرين من الشهر الماضي والذي كان آخر يوم لترامب في المنصب.
وكانت سوزان كولينز من بين سبع نواب جمهوريين صوتوا لإدانة ترامب واتهمته “بتغليب مصالحه الشخصية على مصلحة الوطن، وبلعب دور رئيسي في اقتحام مقر الكونغرس”.
واعتبرت كولينز أيضا أن “إساءة استخدام السلطة وخيانة القسم من جانب الرئيس تنطبق عليها شروط الجرائم العظمى ولذلك صوت لإدانة ترامب”.
ورغم ذلك صوت أغلب النواب الجمهوريين بتبرئة ترامب والتزموا بالولاء الحزبي وعلى رأسهم السيناتور تيد كروز الذي قال إن “الجمهوريين بالكاد أرضوا رغبتهم في التنفيس عن كراهيتهم لترامب مرة أخرى والتعبير عن ازدرائهم لملايين الناخبين الذين صوتوا له”.
ويقول أنتوني زيرتشر، مراسل بي بي سي في أمريكا الشمالية، إنه لا شك أن هذه النتيجة هي بمثابة فوز للرئيس السابق دونالد ترامب المؤهل لخوض الانتخابات مرة أخرى عام 2024 في حال اختار ذلك.
ويضيف أنه رغم ذلك لم يخرج ترامب من المحاكمة دون خسائر، ولعل أبرزها ما علق بالذاكرة من مقاطع أنصاره الذين يرتدون قبعات تحمل عبارة “اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى” وهو شعار حملته الانتخابية وكذلك من يرتدون الأقنعة ويحملون أعلام حملة ترامب، وهم يقتحمون مقر الكونغرس.
هذه الصور والمقاطع المصورة ستبقى للأبد مرتبطة بترامب وكل حملة ينظمها أو مسيرة يدعوا لها ستثير هذه المشاهد في الذاكرة، وهو الأثر الذي يمكن أن يتراجع في أذهان الناخبين الجمهوريين المتشددين، أما الناخبون المعتدلون أو المترددون، فلن ينسوا ذلك بسهولة، حسب مراسلنا.
[ad_2]
Source link