تعرف على جميع أنواع سلالات كورونا الجديدة ومخاطرها
[ad_1]
في شهر ديسمبر الماضي، أعلنت المملكة المتحدة أن ثمّة سلالة متحورة من فيروس كورونا المستجد تنتشر بوتائر متسارعة في العاصمة لندن وجنوبي شرقي أنجلترا، التي باتت تشهد حالة إغلاق مشدد، تزامناً مع دخولإجراءات إغلاق عام حيز التنفيذ في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية.
وبُعيد الإعلان البريطاني عن اكتشاف السلالة الجديدة لـ”كوفيد-19″، أكدت منظمة الصحة العالمية أن هذه السلالة قد تمّ رصدها في أستراليا والدنمارك وهولندا، كما ظهرت في سلطة عمان والأردن ولبنان.
وتُعرّف منظمة الصحة العالمية السلالة لـ”كوفيد-19″ بأنها “طفرة جديدة”، علماً أن كل الفيروسات تتطور بشكل طبيعي وتحدث تغيرات على تركيبها الجيني، ما يؤدي بالتالي إلى تغيرات في سلوك الفيروس، حسب ما يوضح العلماء.
وقد سُجل العديد من الطفرات على فيروس “سارس-كوف-2” منذ ظهوره، من دون أن يكون لغالبيتها العظمى أي أثر، ولكن بعضها قد تمنح الفيروس ميزة للبقاء بما في ذلك زيادة قابلية الانتقال.
وتشترك النسختان المتحورتان اللتان ظهرتا في بريطانيا وجنوب إفريقيا في طفرة تسمى (N501Y) توجد على شوكة الفيروس ويُشتبه بأنها تجعل هذه المتغيرات أكثر عدوى، وتحيط شكوك ذات طبيعة مختلفة بطفرة (E484K) التي ظهرت في جنوب أفريقيا، إذ أظهرت الاختبارات أنها ربما تكون قادرة على خفض قدرة الأجسام المضادة على التعرف على الفيروس وتحييده.
ونستعرض فيما يلي المعلومات المتوفرة لدينا عن فيروس كورونا المتحوّر في بريطانيا وجنوب أفريقيا وكذلك في البرازيل وكاليفورنيا.
سلالة فيروس كورونا البريطانية
في الرابع عشر من شهر ديسمبر الماضي، أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أمام مجلس العموم إنه تم رصد سلالة جديدة من فيروس “كوفيد-19” سريعة قد تكون مرتبطة بارتفاع معدّلات الإصابة المسجلة في جنوب إنجلترا
وتابع هانكوك في إفادته أمام المشرّعين البريطانيين أن الاختبارات الأولية تدلّ على أن هذه السلالة تنتشر بشكل أسرع من السلالات السابقة، وقال: “لقد حددنا حاليًا أكثر من ألف حالة إصابة بهذه السلالة معظمها في جنوب إنجلترا على الرغم من تحديد الحالات في ما يقرب من ستين منطقة” ، وأكد حينها على أن أعداد المصابين بالفيروس المتحوّر “تتزايد بسرعة”.
وعلى إثر اكتشاف السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد، فرضت الحكومة البريطانية قيودا مشدّدة في مناطق متفرقة من البلاد للحدّ من انتشار الوباء، كما تمّ فرض قيود على الحركة في جميع أنحاء البلاد، لكن لم يصار إلى حظر السفر إلى خارج المملكة المتحدة على اعتبار أن الفيروس كان تجاوز حدود المملكة المتحدة.ّ
وفي تصريح لـ”يورونيوز”، قال الأستاذ في كلية الطب بلندن، مارتن ماكي، “يمكن ملاحظة أنه في بلدان مثل الدنمارك، قد تمّ رصد انخفاض في عدد المصابين بفيروس كورونا (في نسخته السابقة)، إلا أن الفيروس المتحوّر (الجديد) آخذ في الانتشار”، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحدث في بلدان أخرى أيضاً.
وعلى الرغم من أنه قد تمّ رصد طفرات مشابهة لفيروس كورونا في السابق لكنها لم تكن بهذه الكثافة التركيبية، وقد كانت إحدى الطفرات التي جعلت هذا الفيروس متميزاً في صيغته البريطانية هي التغيرات في بروتين مستقبلات الخلايا (N501Y).
سلالة فيروس كورونا في جنوب أفريقيا
في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، رصدت السلطات في جنوب أفريقيا تسارعاً في معدّلات الإصابة بفيروس كورونا في ثلاث مقاطعات بالبلاد، وكان ذلك بفعل نسخة متحوّرة من الفيروس (501Y.V2).
وحسب العلماء فإن هذا السلالة يمكن لها الالتصاق بالخلايا البشرية بصورة أكثر قوةعن سابقاتها من السلالات، وهذا ما يفسرّ التسارع المضطرد لانتشار الفيروس الجديد بنسبة تصل إلى خمسين بالمائة.
وتبيّن الخارطة الجينية للسلالة المكتشفة في جنوب أفريقيا، أن التغيرات الحاصلة للفيروس لديها، تختلف عن نظيره البريطاني، لكن كلا المتغيرين يشتركان في طفرة مستقبلات الخلايا (N501Y)، وهذا ما أثار قلقاً لدى بعض الخبراء من إمكانية أن لا تكون اللقاحات فعالة ضد النسخة المتحورة لفيروس كورونا.
وذكرت مؤسساتٌ أمريكية تعنى بمكافحة الأمراض والوقاية منها أن ثمةّ “أدلة تشير إلى أن إحدى طفرات البروتين الشائك (لسلالة كورونا الجنوب أفريقية) E484K، قد تؤثر على تحييد بعض الأجسام المضادة متعددة النسيلة ووحيدة النسيلة”، الأمر الذي يثير مخاوف من إمكانية أن لا تكون اللقاحات التي تم التوصل إليها حتى الآن فعالة تجاه السلالة المذكورة.
وكان علماء من شركة “موديرنا” الأمريكية لصناعة الأدوية قالوا يوم أمس الإثنين: إن اللقاح المضاد لفيروس كورونا، الذي تنتجه الشركة، يبدو أنه فعّال في مكافحة السلالات الجديدة الأشد عدوى في بريطانيا وجنوب أفريقيا.
سلالة فيروس كورونا البرازيلية
في العاشر من شهر يناير الجاري، أعلنت وزارة الصحة اليابانية اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا في 4 مسافرين قادمين من البرازيل، وأوضح، حينها رئيس المعهد الوطني للأمراض المعدية تاكاجي واكيتا، أن هذه السلالة تختلف عن السلالتين اللتين اكتشفتا لأول مرة في بريطانيا وجنوب أفريقيا.
ويحتوي الفيروس المتحوّر المكتشف في البرازيل والذي بات يُعرف باسم (P1) يحتوي على طفرات في أجزاء من الشفرة الجينية المسؤولة عن بناء البروتينات الشوكية، والتي تعمل مثل أدوات إمساك للوصول إلى الخلايا البشرية.
ووفقاً للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن ثمة 17 تغيراً فريداً طرأ على الأحماض الأمينية لفيروس كورونا حتى أنتج النسخة البرازيلية منه، الأمر الذي أثار مخاوف من أن لا تكون اللقاحات المكتشفة كفيلة بالقضاء على هذه النسخة المتحورة لفيروس كورونا.
سلالة فيروس كورونا في كاليفورنيا
حين اكتشف البريطانيون السلالة الجديدة لفيروس كورونا المتغير في بلادهم، أخذ العلماء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية في البحث عنه بين عينات كورونا الخاصة بهم، وفي خضمّ البحث تبيّن لهم وجود العديد من المتغيرات على الفيروس في كاليفورنيا نفسها.
السلالة الجديدة في كاليفورنيا التي تُعرف باسم CAL.20C تمثل أكثر من نصف العينيات الجينية للفيروس والتي تمّ جمعها في مختبرات لوس أنجلس في يوم واحد منتصف الشهر الماضي، وفقاً لصحيفة نيوريورك تايمز.
لكن العلماء أكدوا للصحيفة الأمريكية أنه، على عكس بريطانيا، لا يوجد دليل حتى الآن على أن هذا المتحوّر هو أشدّ فتكًا أو أكثر عدوى من النسخ الأخرى لفيروس كورونا.
هل يمكن التصدّي لسلالات كورونا الجديدة؟
وضعت العديد من الحكومات حول العالم ثقتها في برامج التلقيح، وقد فرضت قيودًا شاملة على الحركة وعلى التجمعات الجماهيرية عندما شرعت بتنفيذ عمليات التلقيح.
ويقول البروفيسور ماكي: “اللقاحات المتوفرة لدينا في الوقت الحالي فعالة ضد هذا البديل [البريطاني] ولكن ثمة متغيرات أخرى موجودة في شتى أنحاء العالم حيث لا تزال هناك بعض الأسئلة بحاجة إلى إجابة (بشأن السلالات الجديدة للفيروس”.
ويضيف: “تكمن المشكلة في أن العديد من البلدان التي أعتقد أنها لم تدرك بعد ضرورة الحصول على نظام متكامل لمكافحة الفيروس، فالأمر هنا لا يتعلق فقط بشراء اللقاح وإدخاله إلى البلاد”، مشيراً في هذا السياق إلى آليات تنفيذ برامج التطعيم والمتابعة.
الاتحاد الأوروبي، من ناحيته، يدعو الدول الأعضاء إلى اعتماد المزيد الإجراءات لتحديد متغيرات الفيروس، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الدول الأعضاء بحاجة إلى تكثيف الاختبارات وتسلسل الخارطة الجينية للفيروس.
أما الدكتورة كاثرين سمولوود، من برنامج الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية، فقد قالت: إنه مع التغيرات التي تطرأ على الفيروس، يجب تشديد القيود، مشددة على أن دول العالم بحاجة إلى التركيز على خفض انتقال العدوى بين السكّان.
[ad_2]
Source link