أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعةمقالات

عصبية الزوج وتأثيرها على استقرار الأسرة … مقال بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيسايكو: عصبية الزوج وتاثيرها على استقرار الاسرة … مقال بقلم الدكتورة هلا السعيد

في البدايه ماهو اساس الزواج السعيد؟
جميعنا يعلم ان البيت السعيد الناجح هو الذي سوف يبني المجتمع الصحيح، الذي يتكون من اسر سعيدة تتمتع بجميع عوامل النجاج والسعادة يتمتعون باستقرار وتوازن نفسي فيحققون الصحة النفسية لجميع اعضاء اسرتهم فينشئ جيل يحمل بداخله حب للحياة وحب الذات وحب الاخرين ، وحين تتمتع الاسرة بالحكمة والذكاء سيكونون سبب في نشر جميع المعاني الجميلة التي تقوم على الحب والمودة والالفة والتفاهم والتعاون والتضحية والتسامح.
فالترابط الزوجي يبدأ مع بداية خوض الزوج والزوجة معارك الحياة معًا، فإما أن يقسما الأدوار فيما بينهم ويبدأ كل منهما في القيام بمهامه التي وكلت له موحدين الهدف نحو النجاة والأمان وانشاء اسرة سعيدة ، وإما أن يدع كل منهما وظيفته ويتفرغ للآخر يبحث عن عيوب الطرف الاخر من عصبية وغيرها من السلوكيات والتصرفات ، وهنا تكون بداية لحدوث المشاكل المتنوعة والمختلفة التي تكون نتائجها سلبية على الاسرة ومن ثم على المجتمع
ويجب ان يعلم الجميع ان الصراحة هي اساس للحياة الزوجية السعيدة.
أسباب عصبية الرجل بشكل عام . ؟
في البدايه ساتحدث من منظور تخصصي النفسي في السلوك البشري وعلم النفس والصحة العقلية، فمن المعروف عن العاطفة البشرية انها تشمل أربع فئات، هي الغضب، الحزن، السعادة،الخوف. ومن بين الأربع يعد الغضب العاطفة الأكثر اعتيادا وراحة بالنسبة للرجال. فالرجال يستهويهم الغضب لأنه مسموح لهم أن يكونوا غاضبين وغير مسموح لهم أن يكونوا ضعفاء .
وايضا الرجال يلجؤون إلى الغضب ليختبئوا مما يشعرون به، وغالبا ما يكون الخوف سبب غضبهم.
ولو تحدثنا عن مكونات الانسان سنجدها تتحدد في ثلاث مكونات اولا المكون الانفعالي للإنسان سنجده يتكون من ( الفرح أو الحزن) وثانيا المكون الجسمي والثالث المكون العقلي، وتحتاج الحالة الانفعالية إلى رعاية واهتمام مثلها مثل بقية المكونات
فهناك ثلاثة امور أساسية للغضب عندما يتم المساس بها تعرض الإنسان للغضب، وهي:
1- المعتقدات 2- القيم 3-الاحتياجات
ونحن كمجتمع عربي غالباً ما ينشأ الغضب من معتقدات وقيم مغلوطة تم تلقيها من بيئة غير جيدة او نقص في تلبية احدى احتياجات الزوج الاساسية
العصبية الزائدة وسرعة الانفعال قد ترجعان إلى العوامل مختلفه:
اولا: عوامل الوراثية
ومنها أن يكون أحد الوالدين لديه عصبية بالوراثة وهذا يؤثر على الأبناء.
ثانيا: عوامل نفسيه:
التعرض للمشكلات النفسية ومنها الأرق والقلق والاكتئاب والضغوط الحياتية.
ثالثا : عوامل بيئيه اجتماعيه:
1. مشكلات العمل والروتين اليومي والضغوط بسبب مشكلات اجتماعية مختلفة.
2. التنشئة الاجتماعية يمكن أن تؤثر على كيفية تعامل الرجال والنساء مع غضبهم فمثلا: -تم تقديم مفاهيم خاطئة لكل من الرجال والنساء من خلال التنشئة الاجتماعية التي تلقوها،فقد تم حث الرجال على أن يكونوا أكثر علانية مع غضبهم. أما الفتيات فقد تم حثهم على إبقاء غضبهم محدودا ومنخفضا .
– غالبا ما ينظر إلى الغضب عند الرجال على أنه “رجولي” ، بالنسبة للفتيات، لا يتم التشجيع على التصرف بهذه الطريقة لأنهن عادة ما تصلهن رسالة معناها أن الغضب مزعج وغير أنثوي.
3- نشأ الزوج باسرة متسلط الاب وبتصرفه فهو يقلد ما راها في اسرته
4- وربما يكون تصرفه رد فعل عكسية لما تربى عليه من تسلط الام وعصبيتها ويصبح يتعامل بعصبية مع كل امراة يعتقدها بمخيلته انها امه.
5- ايضا ممكن تكون العصبية بسبب طريقة معاملة الزوجه القاسية مما تجعل الرجل يرد لها ما تقوم به اتجاه الزوج او الابناء
6- وممكن عصبية الزوج سببها اهمال الزوجة لبيتها وزوجها واولادها تجعل الزوج يكون عصبي.
7- وممكن ان تكون العصبية بسبب رئيس او مديره بالعمل يستخدم اسلوب يضايق الزوج ولا يستطيع التعبير عن غضبه خوف من خسران وظيفته وبتالي يعود للبيت فيتصرف بعصبية مع زوجته.
نتائج عصبية الزوج اي ماهي آثار عصبية الرجل على الزوجة ؟ على الأولاد ؟ وعلى البيت والأسرة عموما ؟
عصبية الزوج هي قنبلة موقوتة مزروعة داخل المنزل، فهي سر تدمير الكثير من الأسروتفككها وإنشاء الصراعات النفسية الداخلية للزوجة والأبناء، التوتر الدائم لبيئة الأسرة، مما ينعكس سلباً على نفسية الزوجة والأولاد، وهذا له عواقب وخيمة على المستوى النفسي للزوجة، كذلك له أثر سلبي على صحة الأطفال النفسية، فعندما ينشأ الطفل في بيئة غاضبة يصبح أقل ثقة بنفسه،ويكون أكثر عرضة للعزلة والانطواء، وربما قاده ذلك للاكتئاب ولسلوكيات غير سوية من الابناء
وتكثر عصبية الزوج بسبب كثرة ضغوطات الحياة اليومية سواء في العمل أو المنزل، أو لأنه بكل بساطة رجل عصبي ولا يستطيع التحكم في انفعالاته، ويجد المنزل المتنفس له لإطلاق جميع الشحنات الغاضبة التي بداخله، فالزوج العصبي دائماً مستنفر وردود فعله حادة ويتسرع في ردود أفعاله دون تمهل أو تفكر، مما يجعله لا يحسن الاستماع إلى زوجته، فيخلق جواً من التوتر العصبي الذي من الممكن أن يؤثر على الأبناء ويسبب لهم الحالات النفسية والخوف والرهاب من الأب العصبي الذي قد يدمر العلاقة الزوجية،
وبذلك عصبية الزوج ممكن ان تدمر الاسرة باكملها ويجعل الاسرة مشحونة طوال اليوم خوف وقلق ينعدم الحب والاستقرار ، الاسرة تفتقد للحوار البناء ، يظهر تفكك الاسرة وممكن الوصول لطريق مسدود يكون عواقبه وخيمة تتمثل بالطلاق ويتشتت الاولاد .
ايضا ظهور مشاكل نفسية عند الابناء ، تخوف من المستقبل والخوف من الارتباط الزواج – ويفتقدون لشعور بالامان.
هل ممكن ان نعد العصبيه نوع من انواع التنمر
التنمرهو شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة الجسدية او اللفظية او العاطفية التي تكون موجهة من فرد أو مجموعة من الأفراد إلى فرد أو مجموعة من الأفراد حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين وبذلك يشعر الرجل هو الجهة الاقوة على الزوجه والاولاد فيمارس العصبية المستبدة على افراد اسرته ويكون نوع من التنمر اللفظي وممكن ان يتحول لتنمر جسدي وعاطفي
وبذلك العصبية مرض نفسي وهي نوع من انواع التنمر وهو ممارسة السلطة اللفظية على الزوجه والابناء
غالبية الأزواج يحبون بيوتهم يحبون زوجاتهم وعيالهم ..يعني لما يعصبون يكون غصب عنهم ,وهذا ليس دفاع عنهم بل توصيف للحالة .. والسؤال.. كيف تتفادى المرأة تأجيج عصبية الرجل ؟ شنو تعمل كي لاتزيد الطين بلة كما يقال ؟
كوني ذكية وافهمي لغة الحوار معه واعرفي متى تبدأ نوبات القلق والغضب لديه، وساعديه على تجاوز هذه المراحل يجب ان تكوني على يقين فهى حالة مرضية في بيتك، ولا تثوري مع ثوراته فالحكيم هو من يمتلك نفسه عند الغضب، بعض الزوجات يفضلون الانفصال على التحمل اقول لهم لا تفكري في الانفصال وتذكري ما كان بينكما من حب ورحمة فلا بد أن بينكما الكثير من المواقف الجيدة.
وبذلك يقع على عاتق الزوجة مهارة امتصاص غضب الزوج، وقبل ذلك تلبية كل احتياجاته بقدر المستطاع، وبما أن الحياة هي بيئة مشاركة لا منافسة فيجب على الطرفين أن يتعلما مهارات إدارة الغضب لينعما بحياة هادئة مطمئنة.
ويجب ان تدرك الزوجة بان التعامل مع الزوج العصبي يمر على ثلاث مراحل:
المرحلة الاولى : التي تكتشفين فيها بداية نوبات الغضب للتعامل معها بطريقة سليمة
بداية نوبات الغضب راعي حالته النفسية جيدًا، والتي يمكنك الشعور بها وستظهر بوضوح كذلك من خلال تعابير وجهه، فإذا شعرتِ بأن ملامحه تبدو غاضبة أو أنه يتنفس بسرعة أو ينظر بحدة أو يتلفت بقوة، فاعلمي أنه على وشك الانفجار في لحظة غضب في أثناء حوارك معه. كوني لبقة واحتويه ولا تستفزيه بالإصرار على رأي ما، ولا تعارضيه بحدة أو تستهزي به أو بكلامه. اطرحي رأيك بلباقة واسأليه عن رأيه باحترام لأن الإنسان العصبي في حاجة إلى التقدير والاحترام، فإذا أظهرتِ له التقديراللازم لن يثور عليكِ
المرحلة الثانية : طريقة التعامل معه على مدار اليوم حتى تقل نوبات غضبه
يجب التعامل مع الزوج العصبي بحذر شديد، فعندما تبدأ نوبات غضب الزوج لا بد أن تكوني هادئة ومتماسكة ومنتبهة لتصرفاتك جيدًا، استمعي له جيدًا وأشعريه بالاهتمام بعبارات، مثل: “لماذا أنت غاضب؟” أو “هذا لا يستحق الغضب”. ولا تقولي له كلمات، مثل: “اهدأ”، أو “لا أرى أن الأمر في حاجة لكل هذه العصبية”، أو “هذا خطر على أعصابك، بالتأكيد هو يعلم كل ذلك ولكن هذه الكلمات ستزيد غضبه. يمكنك استبدالها بتلك العبارات: “أنت على حق”،أو “لنفكر معًا في حل كي لا يتكرر الأمر ثانية”، “أعدك بأني سأعمل جاهدة على تحقيق ما تريد”، واجعلى حرصك ليس على النقاش إنما لتهدئته فقط.
المرحلة الثالثة :التعامل معه بعد نوبات الغضب واحتوائه.
وهنا تاتي المرحلة الثالثة بعملية ترويض الزوج العصبي بعد نوبات الغضب بعد الانتهاء من نوبات الغضب ناقشيه بهدوء، فبعض الزوجات يقمن بمقاطعة أزواجهن تعبيرًا عن غضبهن وإصرارًاعلى آرائهن، فاحذري هذه الطريقة واجعلي التفاهم وسيلتك للتعبير عن رأيك. وإن لم يكن هناك مجال للتفاهم لحل المشكلة، ناقشيه في التأثير السيئ لغضبه عليكِ ونتيجة هذاالغضب على البيت والأطفال، وأشعريه بحرصك عليه وأنك تودين لو أن حياتكما كانت أسعد، ساعديه ليكون هادئًا، وإذا لم يجد الأمر نفعًا اعرض عليه الذهاب إلى طبيب نفسي.
طيب دكتورة لما التعصيب تكون عادة عند الرجل ..هل من أمل يغيرها ؟ وماذا يمكن أن تفعل الزوجة لتغيير هذه العادة في زوجها خاصة عندما تكون متأكدة من محبة زوجها لها ولعيالهم وبيتهم ؟
اولا الانسان يخلق ويكتسب جميع سلوكياته من البيئة ومثل ما اكتسب السوك الجيد يكتسب السلوك الغير جيد ومن السهل ان يعدل من سلوكياته الغير مرغوبه مدام يوجد حب بالاسرة فممكن التغير والتعديل
واذا اقتنع الزوج بانه يقوم بسلوك العصبية وهو سلوك غير سوي وسوف تكون نتائجة سيئة على اسرة كاملة فسوف يدمر اسرته يصبح الامر سهل وهذا يعرف بعلم النفس العلاج المعرفي واذا حاول الزوج وحاولت الزوجة وايضا فشلت فيكون الوقت قد حان لزيارة الطبيب النفسي.
طبعا نحن ندعو لروح التسامح بين الزوجين .التسامح وإعطاء الفرص هو اللي يثبت العلاقة الزوجية .. في نهاية حديثنا دكتورة هلا ماهي أهم النصائح والارشادات التي يمكن أن توجهيها لمن يسمعنا في موضوع عصبية الزوج ؟
1- تذكري دائمًا أن زوجك من اختيارك أنتِ، وما يتصف به زوجك من صفات سيئة كسرعة الغضب والعصبية وغيرهما يمكنك ترويضها بتفهمك واحتوائك له، فما يفعله ليس لعيب فيكِ أو تعمدًا لجرح مشاعرك، ولكنها قد تنتج من سوء الفهم وافتقاد الحوار بينكما.
2- لا تفكري في الخلاص من زوجك لعصبيته، فهو حين يثور لا يقصد بذلك إهانتك أو جرح مشاعرك، صحيح أنك تحملين على عاتقك مسؤوليات لا تقل عن مسؤولياته، ولكن تذكري دائمًا أن الاستقرار والثبات هو هدف الحياة الزوجية دائمًا، وأن الطلاق ليس الحل أبدًا.
3- تذكري أن زوجك عصبي سريع الغضب وحاد المزاج وشديد الانفعال، ولكنه طيب القلب، حاولي ألا تظهري غضبك منه كي لا يأخذ الخلاف منعطفًا آخر، فالحكمة دائمًا الوسيلة الأفضل في حل الخلافات.
4- كوني ذكية في تعاملك مع زوجك العصبي فمعرفة ما يقال ومالا يقال والوقت المناسب لذلك من الأمور التي يجب أن تجيدها الزوجة، لذلك لا تشغلي نفسك بامور قد تزيد غضبه وتضغط على أعصابه.
5- التغافل يفيد أحيانًا كي تسير الأمور،ولا تنسي أن الزواج يقوم في الأساس على الحب والرحمة وليس التحدي والجدل. الحنان والاحتواء وتهيئة الأجواء بعيدًا عن التوتر والعصبية، يسهم كثيرًا في نجاح الحياة الزوجية.
6- التعامل مع الأسباب الحقيقية لغضب الزوج والتعرف عليها يخفف كثيراً من غضبه ،وتقبل فكرة أنه لا توجد حياة كاملة خالية من المشاكل والهموم، ولا أسرة تعيش بدون منغصات.
7- على الزوجة أن تكون أكثر فطنة أثناء غضب الزوج حتى لو كان غضبه غير مبرر فعليها بعدم مجاراته في انفعاله وإعطائه الفرصة فيما يريد قوله، وأن تكون لغة الاعتذار واضحة وصريحة مع إعطائه قيمته وأنه محل تقديرها ومكانته عالية عندها.
8- الاتفاق المسبق أنه في حالة الغضب وخروج النقاش عن السيطرة أن يتم إيقاف النقاش حتى تهدأ النفوس، وعليها أن توقف الحوار بطريقة ذكية كأن تقول: “أنت الآن غاضب ومنفعل، وأنا أقدر غضبك، ولكن سأبرر لك موقفي عندما تهدأ، لأني أحبك وغضبك يؤلمني قبل أن يؤلمك.
9- عدم دخول أطراف أخرى إلا في حالات ضيقة جداً، فكلما كان الغضب داخل أسوارالمنزل سهلت السيطرة عليه.
10- تغير المكان سواء داخل المنزل أو خارجه أمر في غاية الأهمية حتى تهدأ النفوس وتعود الحالة الانفعالية إلى وضعها الطبيعي، ثم يتم النقاش بهدوء وطمأنينة.
11- اخيرا…..فكلما تمتعتِ بالإيجابية والقدرة على التأثير والإقناع، واتسمتِ بالهدوء والاتزان والثقة والطمأنينة نجحتِ في احتواء زوجك وترويضه.

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى