أخبار عاجلة

التجريح بالكلام مرفوض



أتحدث هنا عن التجريح بالكلام المرفوض في مجتمعنا الكويتي المسالم المتواضع من الكثيرين الذين يرفضون الذي يتحدث بالكلام الجارح والذي يجب وضع الأمور في ميزانها في كل كلمة قبل أن يتفوه ويقولها بعيداً عن التجريح في حق أياً كان من يتحدث إليه ويخاطبه بالأسلوب الراقي المقبول لا بأسلوب الكلمات الجارحة.
كأنه يخاطب طفل في شهوره الأولى ليسكته عن البكاء والطفل يواصل البكاء ببراءة الأطفال ولا يعرف طبعاً أن الكلام الذي يوجهه كلام تجريح بالصراخ عليه ليسكته سواء من الأم أو الأب أو المربية.
وهذا على سبيل المثال سواء للكبير أو الصغير.
إن الكلام بالتجريح يمس كرامة الشخص الموجه إليه الكلام إذا كان الكلام بين طرفين منفردين فكيف إذا كان بين حشد من الناس مثل الأهل والأقارب والأصدقاء المقربين وهم يسمعون هذا الكلام الجارح.
إننا مع الأسف الشديد نرى الكلام بالتجريح المتداول في مجتمعنا الطيب بين البعض من أفراده خاصة في بعض المجالس بالنقاش والقنوات الفضائية بالاستهزاء بالكلام الجارح لعباد الله وفي الاجتماعات واللقاءات والندوات والمحاضرات والمقابلات وبالتخاصم بين الأفراد وحتى أحياناً مع بعض الأصدقاء يختلفون على أي شيء لا يستحق تبادل الكلام بالتجريح والصراخ ليسمعه الآخرين بجانبهم.
وهذا ليس بين الرجال ولكن أيضاً بين النساء من البعض من الرجال والنساء بإطالة اللسان والصراخ ويصل الأمر أحياناً إلى الاعتداء المرفوض حتى بالأيدي مع التجريح بالكلام ويقول المثل لسانه أو لسانها طويل ومعنى ذلك التلاسن بالكلام والألفاظ التي تجرح المتخاصمين.
وحتى في وسائل الإعلام يتسيد الكلام بالتجريح المرفوض فيما ينشر ويذاع ويكتب ولو أنه في كلمات مختصرة خجولة بين السطور وأحياناً بين مربعات صغيرة في وسائل الإعلام المقروءة.
إن الأمثلة كثيرة على الكلام بالتجريح نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.
عندما يلتقي صديقان يتحدث أحدهما عن شخص يعرفه ويكيل المديح له بالأمانة والصدق وبأخلاقه الحميدة يرد الصديق الآخر بالكلام بالتجريح بكلام ما أنزل الله به من سلطان بالانتقاد السيئ وأن فلان الذي ذكرته ليس عنده أخلاق وكذاب ونمام والصديق الآخر يستمع مثل هذا الكلام الذي يقال عن صديقه وعلى الأقل احترم صديقك حتى لو كنت تكره الذي تتحدث عنه ولك علاقات سيئة معه يجب عليك ألا تتكلم بالكلام الجارح أمام صديقك وأين احترام الذات.
إن التجريح بالكلام لا يقتصر على اللقاء المباشر بين الأفراد ولكن حتى بالاتصالات التليفونية ولتأتي التكنولوجيا الحديثة باليوتيوب والفيسبوك والإنستجرام وبالواتسبات وكلام أخجل من ذكره بما يدور في هذه التكنولوجيا الحديثة.
التي لو عرف مخترعوها أن مستخدميها يسيئون استخدامها بالكلام الذي يجرح الآخرين لتوقفوا عن اختراعها حتى لا يتيحوا الفرصة لمن لا يثمنون الكلام الذي يقولونه بأن يقولوا ما يقولونه بالافتخار والشو الإعلامي في محاربة الآخرين وبث الشائعات بالكلام الجارح بالأسماء التي تسيء إلى من يوجه إليهم الكلام الجارح.
قبل الختام :
إن الكلام بالتجريح يضر صاحبه ويجعله يندم أحياناً ليخاطب نفسه لماذا قلت هذا الكلام الجارح ويضطر البعض بالاعتذار والأسف وإنني لم أقصد بالكلام الجارح بحق فلان وعلان ولكنني تسرعت وأنا نادم على ما قلته بالكلام الجارح.
إن الذي نقوله هل يرضى الذي يقول عن الغير بالكلام الجارح أن يقال عنه بمثل ما قاله عن الآخرين؟ أكيد لن يرضى ويزعل لذلك يجب أن يراجع نفسه قبل التفوه بالكلام الجارح للآخرين.
لأنه على سبيل المثال الكرة المدورة إذا ضربتها بالحائط الذي أمامك وليس بالهواء ترد عليك وربما تؤلمك وتجرحك وقد تسبب بك عاهة طوال حياتك مثل ما نرى في الألعاب الجماعية في كرة القدم وكرة اليد بالملاعب على سبيل المثال.
ولو أن هذا يحدث في عالم الرياضة وله خطورته ولكنه ليس بخطورة المجتمعات بين أفرادها بالكلام الجارح بهم.
إن الكلام الجارح مع الأسف الشديد يسبب مشاكل كبيرة لا حصر لها خاصة في الأعمال اليومية بين المراجعين والموظفين في قطاعات الدولة بأن يتم تبادل الكلام الجارح في إجراء المعاملات.
وحتى بين سائقي المركبات لأبسط الأمور بأي خطأ غير مقصود بين مركبتين بتبادل الكلام الجارح بين السائقين تؤدي إلى التصادم بالأيدي والذهاب إلى المخافر وسببه الكلام الجارح.
ولذلك نقول خلوا التسامح والهدوء والاعتذار بالكلام أمام ناظريكم وابتعدوا عن الكلام الجارح وخلوا ديدنكم في الحياة الاعتذار إذا كنتم مخطئين فالاعتذار بالحق فضيلة والتسامح مطلوب والتفكير العقلاني قبل النطق بالكلام الجارح المرفوض في مجتمع التسامح والطيبة مجتمع بلدنا الكويت الذي تعودنا عليه من ماضينا الجميل باحترام الصغير للكبير حتى لو قسى عليه بالكلام ويجب أن يعتبره بمثابة الأب.
واعملوا حساب أية كلمة تقولونها بالكلام الجارح سيكون مردودها يسيء إليكم والله يحفظكم.
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى