أخبار عاجلة

موقوف مدى الحياة قصص خفية في حياة | جريدة الأنباء

[ad_1]

«موقوف مدى الحياة».. كتاب جديد أبصر النور مؤخرا للرائعين مهند يوسف وفراس أسعيد تناولا فيه العديد من القصص حول الشخصية الرياضية الاكثر جدلا في ايطاليا، وهو لوتشيانو موجي الذي يقف العديدون ازاءه على طرفي نقيض في الحكم على اثره وتأثيره في قضايا ألهبت الشارع الرياضي في ايطاليا ولم تزل.

وربما ما يجعل هذا الكتاب قيما على المستوى الادبي هو ان المؤلفين تبنيا زاوية نظر شخصية ثانوية، حيث جلسا عند الخطوط الجانبية ليسردا مجموعة من القصص والتفاصيل المعززة بالمصداقية والنسج المحبوك للاحداث تاركين مساحة فراغ ليملأها القارئ بقناعاته وآرائه في سيرة بطل هذا الكتاب الذي يرقى لأن يكون رواية ادبية تميزت بالذكاء من خلال تخطيها السرد القصصي الى التنوع في وصف اماكن ارتبطت بأحداث محددة تستوضح من خلالها العلاقة بين كل قصة من القصص التي مر بها المؤلفان لتضمين آراء خاصة احيانا بشكل غير معلن، فاتحين بذلك المجال امامك لتفك شفرات المعنى وتبحر في استنتاجك وصولا لحقيقة شخصية وجي كما يحلو لك.

تتفق مع موجي او تختلف فإن «موقوف مدى الحياة» اصدار مميز سيكون له مردود ايجابي وسط المصنفات الرياضية وذلك لما يتضمنه من بحث ومعلومات واحداث ربما تخفى عن الكثيرين وهو ما يجعله يرقى لأن يكون مرجعا مهما لكل باحث ومهتم في كرة القدم الايطالية.

اخيرا، نقول ان مهند وفراس عملا على تأريخ مرحلة مهمة بشكل غير تقليدي للكتب العربية التي تعنى بالمجال الرياضي ولا غرو ان نظن تفاؤلا انه سيظل مرجعا «منشور مدى الحياة».

الإصدار الذي جاء في 262 صفحة وتناول العديد من القصص الشيقة حول حياة لوتشيانو موجي الثرية بالمواقف تضمن تفاصيل من خلال محتوى ادبي وفير يسبر اغوار مرحلة مهمة في تاريخ كرة القدم بشكل عام وليس في ايطاليا فقط من خلال اسلوب قصصي لشخصية بطل هذه الرواية الذي يقف العديدون ازاءه على طرفي نقيض.

باختصار، هذا الكتاب ليس من الكتب الاعتيادية في المصنفات الرياضية.. فهو اقرب لأن يكون رواية ادبية بحبكة محكمة.

مدينة تورينو الجميلة التي تحمل بين ضلوعها قصصا جميلة لتاريخ وعراقة اكبر.. وقفت شاهدة على تفاصيل في حياة موجي، مما استوجب التوقف امام دهاليز هذا الرجل والبحث اكثر عن جوهر عمله الذي قادنا للوقوف بعد هذه السنوات امام شخصية جدلية شكلت جزءا مهما من ارث هذا البلد المجنون بكرة القدم.

لا شك ان قصة موجي مع يوفنتوس كانت فريدة منذ القدوم في العام 1994 وحتى الخروج اثر واقعة الكالشيوبولي عام 2006، فهذا الرجل كان الشغل الشاغل لأهل الكرة.. وكان المادة الدسمة للاعلام.. وقد يكون الوحيد الذي نافس اللاعبين في شهرتهم وصخب معيشتهم.

ولكن حادثة 26 ابريل 1998 التي كانت في مباراة يوفنتوس وانتر ميلان وقصة المطالبات بركلة جزاء لرونالدو البرازيلي كانت وراء اشتعال شرارة وجود شيء غير طبيعي، لدرجة ان البعض وصفها بالفضيحة، وايضا ما دفع الصحف لتقول «دوري مزيف»، لأن الجميع كان يتحرك لأن يكون الدوري لصالح اليوفي بأي ثمن.

وبشكل عام، فالمنتمون للانتر من دون الشعور بالعار استمروا في الشكوى لأشهر، بل لسنوات، من اجل ركلة الجزاء التي لم تحتسب.

رونالدو قال انه يشعر بأنه سرق في تورينو، وما حدث عار، وهنا رد عليه موجي قائلا: الأبطال العظماء يجب عليهم ان يتحدثوا على الملعب.. نحن في قمة الترتيب بجدارة.

عرف عن موجي دهاؤه في السوق الكروي ويعد من نخبة المديرين الرياضيين والذي نجح في جلب اسماء كبيرة لليوفنتوس مثل ديفيد تريزيغيه ونيدفيد وتورام وابراهيموفيتش وبوفون وزين الدين زيدان، كما حاز اليوفي عدة ألقاب.

وما اثير حول قضية الكالتشيوبولي التي عوقب بها اليوفي بهبوطه للدرجة الثانية عام 2006 وسحب لقبي بطولة الدوري منه وتم ايقاف موجي عن اي نشاط رياضي مدى الحياة، الا ان ذلك لا يقلل من شأنه كإداري بارع وحذق، حيث انه يعتبر رمزا من رموز كرة القدم، وقيل فيه انه «افضل اداري ايطالي عرفه التاريخ».

تناول الكتاب ايضا قصة موجي عندما كان في نابولي وكيف تعامل مع الاسطورة مارادونا الذي قال عنه «لو عاش مارادونا حياة طبيعية، لاستمر حتى الـ 50 في الملاعب». لا شك ان هذا الفصل من الكتاب الذي تناول الصدام بين موجي ومارادونا يستحق الكثير من الاهتمام.

ويتناول الكتاب ايضا «قصة الملك» وعلاقة موجي مع الموهبة الايطالية ديل پييرو الذي يعتبر الرقم الاصعب في تاريخ يوفنتوس.

كما يبرز الكتاب جانبا خفيا عن سعي موجي لاستقدام كريستيانو رونالدو، حيث كان هدفا له قبل ان يعرفه العالم كنجم كروي لا يشق له غبار.

قصص موجي لا تتوقف، فهناك مواقفه مع المدرب الكبير كابيللو التي تستحق القراءة بشيء من التفصيل، وكذلك استقدام العملاق السويدي ابراهيموفيتش الذي كان في انطلاقته الحقيقية في عالم كرة القدم.

ولكل نجم جاء الى اليوفي، كان موجي له قصة رائعة معه، فهناك قصة حول جلب نيدفيد لليوفي هي قمة الابداع التي ربما سمعنا عنها في الادارة الكروية وتحديدا في 2001.

وللنجم زيدان قصة جميلة مع موجي والتي تتعلق بطلب بيريز لاستخدام اسم زيدان في حملته الانتخابية، وهو ما دفعه ليطلب من موجي مساعدته في هذا الامر، لاسيما ان اليوفي كان يخطط لاستغلال عدم حب زوجة زيزو لمدينة تورينو، وبالطبع مع نجاح بيريز كان رقم بيع زيزو يرتفع في كل مرة يجلس فيها موجي للتفاوض حول بيع النجم الكبير.

الكتاب شيق للغاية ويستعرض العديد من القصص التي تحتاج لصفحات عديدة لتناولها.. ومن هنا ندعو محبي الرياضة الى قراءة هذا الكتاب والاستمتاع به ما استمتع به الكثيرون.

حوار من نوع خاص

في الصباح الباكر كان يقف فراس ومهند عند بوابة الفندق.

الحقائب وضعت في السيارة، الطريق للمطار سيستغرق بعض الوقت.

صعبة هي الكلمات التي لها ان تصف ما كان..

تتوه مفردات اللغة..

تضيع الأحرف وتصبح مجرد سراب..

هكذا كان وداع تورينو في اليوم الأخير.

شريط ممتد من الحكايات والروايات والمباريات تمر في المخيلة..

مارتشيلو ليبي وكتيبة الرعب التي امتلكها..

الكالشيوبولي.. العودة.. البطولات.. الانتصارات.. وكتابة تاريخ نحمل في الذاكرة كل جزئياته.

وأسماء أساطير لا يمكن حصرها، كلهم مروا بهذه الشوارع، كلهم سكنوا في هذه المدينة.. وكلهم سار ومشى بين هذه الأزقة والممرات وصنعوا تاريخهم وتركوا الأثر المضيء اللافت.

وهنا تواجد لوتشيانو موجي..

الرجل الذي كتب فوق صفحات هذه المدينة تاريخاً كبيراً..

وسيبقى أبدا محط جدال لكل من عرفه او عاش فترته او حتى قرأ عنه..

قد يكون موقوفا مدى الحياة..

ولكن أمثال هذا يبقون عند الجلوس حول طاولة الكرة الايطالية ممن يجلسون على رأسها.

العبقرية التي مارسها خلال عمله وتحديدا في فترة تواجده مع كبير ايطاليا يوفنتوس ستبقى مرجعا لكل باحث عن فن ادارة الصفقات في دنيا كرة القدم.

الفرق والاسماء التي قدمها ليوفنتوس تكفي للرد على كل من قال بالكالشيوبولي وصدق لعبتها.

الأقوى فوق الميدان هو الذي استحق الألقاب..

ونظرة لتشكيلة اليوفي موسم 2006 كافية لمعرفة من كان الأقوى! بل نقفز على تشكيلة نهائي كأس العالم 2006 وكم اللاعبين في المنتخبين توحي لك بعمق النظرة وكأنه من رسم لهذا النهائي ألوانه.. ومن أهدى الآزوري أفراحه.

مهند: صديقي، لو كان موجي يوما مغادرا تورينو للأبد، ماذا عساه سيقول؟

فراس: أعتقد أنه سيلتف برأسه ناظرا، يلوّح مودعا.

ستتبعثر الكلمات هاربة منه، ستلمع العينان..

والأمل كل الأمل أن يتجدد اللقاء مرة أخرى ولو بعد حين مع سيدة عجوز.. ما عرفت سوى المجد لها عنواناً.

اتخذها له حبيبة..

واتخذت هي لها في ذلك الجزء من العالم ملاذا ومسكنا..

تماما كما اتخذت الألقاب والإنجازات والبطولات من حضنها ملجأ..

ليبقى في عقله وقلبه ذكرها الكروي خالدا.. خلود اسمها يوفنتوس في تاريخ كرة القدم.

فهذا النادي.. ناد أرستقراطي كبير مهيب.. وجد لكي يكون كبيرا.. وبين الكبار فقط.

عند باب المطار يتعانق الصديقان مهند وفراس وكل منهما يودع الآخر ليعود إلى بلده عبر بوابتين إحداهما الى الكويت والأخرى الى الأردن، انتهت الرحلة والحمد لله على السلامة.

 

وصف الصورة
وصف الصورة
وصف الصورة



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى