أطباء لـ الأنباء الأونلاين يهدد صحة | جريدة الأنباء
[ad_1]
- الصراف: الأطفال مع التعليم عبر الأونلاين يفتقدون الاستفادة من التواصل المباشر والتعلم من خبرات زملائهم
- العازمي: تأثير التعليم عن بُعد سيظهر خلال أشهر.. وأكاديمية أميركية توصي بوقت قليل للصغار أمام الحاسوب
- المزيدي: الطلبة مع «التعليم عن بُعد» يلتزمون بأماكنهم لفترات طويلة دون حركة ما يؤدي لارتفاع معدل السمنة
- بدر: التركيز لفترة طويلة على الشاشة يسبب إجهاداً كبيراً على العيون ويصيب الشخص بالمشاكل النفسية
حنان عبدالمعبود
مع مرور فترة على انتظام الدراسة عن بعد عبر «الأونلاين» أصبح هناك تخوف لدى كثير من الأهل والأطباء أيضا على الأبناء من استخدام الحاسوب لفترات طويلة خلال اليوم، خاصة أن بعض المدارس خصصت ساعات تقريبية لليوم الدراسي العادي لتمتد الدراسة من 5 إلى 6 ساعات مع أوقات الراحة إضافة إلى الوقت الذي يحتاجه الطالب لإنجاز الواجبات والتكليفات اليومية، وكذلك الحال بالنسبة للأطفال صغار السن من مرحلة رياض الأطفال الذين تمتد الدراسة إلى 3 ساعات مع أوقات الراحة.
عدد من الاطباء عددوا لـ«الأنباء» التأثيرات السلبية التي قد يسببها التعليم بنظام «الأونلاين» على صحة الأبناء من مختلف الأعمار، واستعرضوا السبل التي يجب على الأهل اتباعها لتقليل هذه المخاطر فإلى التفاصيل:
في البداية، أعرب أخصائي طب نفسي، وعضو لجنة الدعم النفسي بوزارة الصحة د.حسين الصراف عن رفضه لتعليم الأبناء «عن بعد» بشكل كامل، مشددا على أن هذا الوضع غير ملائم للجميع من أهالي وطلبة، وقال «من أصعب الأمور أن الأهل يظلون مع الأطفال لحظة بلحظة حتى لا يتشتتوا وللتأكد من متابعتهم للمعلمين».
كذلك الأمر بالنسبة لطرق التدريس عبر الأونلاين كتطبيق نجد أن هناك الكثير من المشاكل، ومنها أن الأطفال يتواجدون لفترة طويلة أمام الحاسوب، وهو أمر صعب جدا عليهم، خاصة أنهم في حاجة الى التعامل مع أطفال آخرين، وهذا الأمر يكسبهم العديد من الخبرات والتعلم عن طريق التعامل مع أطفال غيرهم، وهذا أمر مفقود تماما مع التعلم عن بعد، وهنا يفتقدون خبرة التواصل.
وتابع «لهذا فإن أغلب المتخصصين ضد عدم عودة الأطفال إلى المدارس، وخاصة أن هناك الكثير من الدول قامت باتباع العديد من الطرق لعودة الأطفال للمدارس، ومن المفترض أن نرصد هذه التجارب ونختار المناسب لنا منها، فليس من الضرورة تقليد ما يقومون به، ولكن يمكننا انتقاء الأفضل والأنسب، فإن كنا نخاف من العدوى يجب أن نتخذ الاحتياطات اللازمة، والعديد من الإجراءات والخطط، والتي قد تكون بتقسيم أيام معينة للدوام وأيام أخرى أونلاين مع توفير أدوات الوقاية ما يقلل الخطورة.
وأشار إلى أن مسألة الأونلاين، يواجه الأهل معها العديد من المشكلات ومنها عدم القدرة على استيعاب المعلومات التي يجب أن يكتسبها الأبناء من الأونلاين، ولهذا فإن البعض يلجأ إلى تدريس خاص، مبينا أن الآراء قد تتناقض وتنقسم بين الآباء في مسألة عودة الأبناء إلى المدارس من عدمها ولهذا يجب أن نكون حذرين جدا وأي خطوة نقوم بها يجب أن نشرحها بالتفصيل ونطمئن الأهل أن هذه الخطوة في مصلحة الأهل والأبناء، لأنه مع استمرار هذا الوضع وبالنهاية سيكون هناك احتراق من الأهل وعدم استطاعتهم استكمال الأمر.
مسح لطلبة المدارس
وأضاف د.الصراف «أن الموضوع شائك ويحتاج إلى وقت ومجهود وتعاون بين وزارتي الصحة والتربية، لكن للأسف نجد أن كل واحد يعمل منفردا وليس هناك أي تعاون بين الإدارات، فكلما سألنا أو حاولنا الوصول إلى إدارة أخرى نجد مطالبات بكتب رسمية قد يحتاج إعدادها وإرسالها إلى فترة من أسبوعين إلى ثلاثة، وقد يكون بها نقص ووقت طويل حتى نحصل على رد، كما أننا أيضا نعاني من نقص بالكادر حيث أنني كطبيب نفسي حينما أريد عقد اجتماع يكون أطرافه أخصائي تعليم ووزارة الصحة ووزارة التربية وغيرهم، للأسف نجد انه ليس لدينا أطباء بشكل كاف للاهتمام بهذه الأمور، فنحن كأطباء نقوم بأعمالنا ونريد تحقيق هذه الأمور، ولهذا فقد جهزنا تصورا حيث وضعنا خططا كبيرة ولكن ينقصها التطبيق والذي يعد مستحيلا بسبب عدم وجود موارد بشرية».
عيادة المدرسة
وعن الحاجة إلى تفعيل تواجد متخصص نفسي في الصحة المدرسية، ذكر د. الصراف أن هذا أمر ضروري لكنه غير موجود، وقال «هناك عيادتان بالفعل أسبوعيا بوزارة التربية من الطب النفسي حيث يتواجد طبيب للحالات التي تحتاج إلى علاج، ولكن المشكلة الفعلية تكمن في انتقاء الحالات التي تحتاج إلى علاج، حيث تحتاج إلى مسح ميداني وهذا المسح لكي يطبق يحتاج إلى تعاون على صعيد أكبر من مجهود طبيب أو اثنين أو اكثر على إدارات وهذا ما نعانيه وتحاول فيه.
وأكد أن الجهود ما زالت تبذل من أجل تحقيق المسح، مبينا أنه تمت مخاطبة التربية، وننتظر الجدية لتنفيذ خطوات التعاون، فنحن نجتهد ونسعى حتى خارج أوقات الدوام ونتمنى أن نصل إلى نتيجة «أننا نؤيد عودة المدارس ونحاول العمل على هذا بالتعاون مع وزارة التربية».
مراعاة الفئات العمرية
وأيده استشاري طب الأطفال، وطب طوارئ الأطفال د. مرزوق العازمي، مبينا ان الاطفال لابد لهم من التعلم ومواصلة العلم على كافة الأصعدة رغم كل الظروف، مضيفا أنه يجب مراعاة الفئات العمرية ووضع برنامج تدريسي على حسب هذه الشرائح وعمل فترات راحة على حسب هذه الفئات.
وأضاف «هناك، ولابد من عمل فترات استراحة ملائمة خاصة الأطفال برياض الأطفال وصفوف الابتدائي الأولى، فالأطفال في هذه الشرائح العمرية يفتقدون الكثير من العناصر الهامة والتي يحتاجون إليها لبناء شخصياتهم والتعلم المباشر وهو عنصر التواصل الذي يكون صعب حين تكون الدراسة فقط عبر الحاسوب او الأجهزة الذكية».
وأشار العازمي إلى أن تأثير التعليم عن بعد سيظهر خلال الأشهر المقبلة، حيث كل هذه الأمور من مستجدات للحياة ناتجة عن انتشار فيروس كورونا، ولا يمكن إدراك هذه النتائج والإلمام بها جيدا إلا بعد وقت من ممارستها، وبالنهاية الأطفال لابد أن يتلقوا التعليم المناسب. وأوضح أن هناك توصيات سابقة تناولت الوقت المناسب للأطفال أمام الشاشات سواء حاسوب أو تلفاز حيث لابد من توقيت محدد لهذا الاستخدام، خاصة أن هذا وضع جديد أول مرة نمر به كبشر، لافتا إلى أن بعض الدول اتبعت نظام الدوام الجزئي بالمدارس إلى جانب الأونلاين، حيث عملت خليطا بينهما وقامت بتوزيع الوقت بالتبادل بين الطلاب، وهذا بالفعل يعد افضل صحيا، ورأيي كمتخصص أطفال أشجع على عودة المدارس ولكن وسط إجراءات احترازية مشددة وبرنامج مدروس باستفاضة.
إجراءات احترازية
أما استشاري غدد صماء الأطفال بمستشفى الصباح د.زيدان المزيدي فقد أيد التعليم عن بعد للأطفال ولكن مع بعض الإجراءات الاحترازية أيضا، وذلك لتقليل الآثار السلبية التي قد تنتج عن هذا النظام على صحة الأبناء.
وقال المزيدي إن التعلم عن طريق الشبكة الإلكترونية من المستجدات الهامة في حياة أبنائنا الطلبة والطالبات، ولهذا لابد من ذكر الجوانب السلبية والإيجابية لهذه الطريقة في التعليم خلال جائحة كورونا، حيث حلول هذا الوباء أثر على الكثير من الأنشطة بالعالم، وغير الكثير من الخطط العملية والعلمية، فإن تناولنا الناحية الإيجابية لوجدنا الكثير من الإيجابيات، حيث تم دفع العالم دفعا لاستعمال الشبكة الإلكترونية في الكثير من الأعمال، ومنها الدراسة خلال أزمة الجائحة ما يؤدي إلى زيادة المهارات للطلبة فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومجال كسب العلم، وهذه الطريقة تؤدي لإكسابهم علوم جديدة، كما انهم يمكنهم التحصيل العلمي بطريقة سهلة منزليا دون عناء بواسطة الأجهزة الذكية. وأضاف «كما أنها مناسبة من جانب الوقت حيث يمكن تحصيل الدروس بشكل تسجيلي والتي تكون متاحة لأوقات أخرى حسب الرغبة سواء صباحية أو مسائية، كما انه لا توجد شروط لدخول الطلبة إلا التسجيل بالمدارس ولهذا وبشكل عام فإن الشروط أقل كثيرا من الخروج إلى المدارس».
وفي المقابل، ذكر المزيدي أن هناك جوانب سلبية لنظام التعليم عبر الأونلاين، ويمكن التقليل منها بواسطة الوالدين، ومن أهمها فقدان النشاط البدني والحركة، وفي هذا الجانب لابد من إشراك الطلبة في أنشطة رياضية وترفيهية بما يناسب الأخذ بأسباب التباعد ومنع العدوى، لان الطلبة يكونون ملزمين بمكانهم لفترات طويلة دون حركة أمام الشاشة ما يؤدي لارتفاع معدل السمنة، بينما في حال مشاركة الأهل معهم بالأنشطة الرياضية والترفيهية في أوقات أخرى، فإن الأمر سيختلف بالإضافة إلى ضرورة تعرض الأبناء للشمس لاكتساب فيتامين «د» حيث دقائق معدودة في الشمس تمنع هذه المشكلة، وكذلك هناك أمر سلبي آخر وهو عدم اختلاط الطلبة معا ومع مدرسيهم قد يكون له اثر على شخصيتهم وهو عامل مهم، حيث العمل الجماعي له جانب إيجابي، ولهذا يجب على الأهل العمل على تعويض هذا الجانب.
أونلاين بالعيادة
وذكر د. المزيدي أن أحد الأطفال حضر إلى العيادة، حيث لديه موعد للمراجعة بالمستشفى، والطريف في الأمر ان الطفل حضر ومعه جهاز من الأجهزة الذكية المحمولة وظل يشارك في دروسه حتى خضوعه للفحص. وحول حالات الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مستمرة قال «الأطفال المرضى بأمراض الغدد يجب مراعاة حالتهم الصحية، حيث من يعاني نقصا في الغدة الدرقية حينما يتناول أدويته فإنه يكون طبيعيا وكذلك من يعاني نقصا في هرمون النمو وغيره».
أما الطفل المريض بالسكر فيجب متابعة حالته وعمل الفحوصات بشكل مستمر للاطمئنان أن الوضع طبيعي حتى يكون الأطفال المرضى في وضع مستقر، حيث الالتزام بالعلاج الهرموني يجعل الطفل طبيعيا، بينما شدد على أنه إذا كان الطفل يعاني من أمراض أخرى مثل مشاكل الصرع فإن الأمر يختلف حيث إضاءة الحاسوب تؤثر على الأطفال المرضى وهنا لابد على أصحاب مشاكل الجهاز العصبي وغيره مراجعة الطبيب ومعرفة مدى تأثرهم بالعمل على الأجهزة الذكية والحاسوب لفترة من الوقت.
بدوره أوضح استشاري طب وجراحة العيون د.محمد بدر أن الفترة الحالية أصبحت مسألة التعلم عن بعد من ضمن الظواهر الجديدة التي صاحبت جائحة كورونا وفرضت نفسها كواقع للحياة يجب التواؤم معه، حيث التعليم عن بعد جعل الكثير جدا من الأشخاص سواء أطفالا صغارا او أشخاصا كبارا يجلسون أمام الشاشات لساعات طويلة لمحاولة الاستيعاب والتركيز في تحصيل العلم، وهنا اصبح موضوع النظر وأن يكون مرتكزا فقط على الأشياء القريبة أمر ملزم، بينما قبل ذلك سواء للأطفال داخل الصفوف كانوا يركزون أبصارهم لمسافات كما يتم نقل النظر من وقت لآخر من مكان لآخر، وكذلك الكبار يواجهون نفس المشكلة بشكل اكبر ولهذا اصبح بنظام التعلم عن بعد هناك معاناة للإصابة بالإجهاد النظري بسبب أن نسبة يراه قريبا أعلى بكثير وكذلك الإضاءة، والتركيز حيث ينصب التركيز كاملا على العين وليس السمع بشكل أكبر.
وعما إذا كان هذا الأمر يسبب مشاكل بالعيون قال د. بدر: بالفعل، هذا الأمر يخلق مشاكل كثيرة حيث يحدث إجهادا كبيرا على العيون ويكون شديدا على حسب طول الوقت الذي يقضيه الشخص أمام الشاشات والتي تؤثر على العين بالإجهاد مما ينتج عنه الإصابة بصداع شديد وقد يصيب النظر نفسه بمشاكل أخرى.
وعن كيفية تفادي الوصول للإجهاد أكد ضرورة إجراء فحص للعين من أجل الوقوف على حالة العين بشكل عام، وان كان الشخص يعاني من عيوب إبصار من عدمه مثل قصر أو طول النظر أو انحراف وكذلك ان كانت هناك التهابات بالعين او جفاف حيث يعد الأخير من الأمور لان التركيز أمام شاشة الحاسوب لوقت طويل يجعل معدل رمش العين اقل، حيث معدل رمش العين هو المسؤول عن ترطيبها بتوزيع دموع العين على مستوى سطحها والذي حينما يقل يحدث الجفاف.
حالات بسبب الأونلاين
وأوضح د. بدر أنه قام بفحص بعض الحالات التي عانت من بعض المضاعفات بسبب كثرة استخدام الحاسوب. وقال«لقد رصدنا بالفعل خلال الفترة الأخيرة الكثير من حالات الصداع الشديد والإجهاد في العين، ولهذا لابد من عمل الفحص ورصد أي عيوب إبصار ومعالجتها بسرعة حتى لا تتفاقم الحالة.
توصيات مهمة لتقليل مخاطر «الأونلاين» على الأبناء
قدم الخبراء والمختصون عددا من النصائح للأطفال للحفاظ على صحتهم بعد استخدام الأجهزة الذكية، وجاءت كالتالي: بعد انتهاء الأطفال من تشغيل الأجهزة الجوالة أو أجهزة الحواسيب ينصح الطفل بالنظر من خلال النافذة لمدة 20 ثانية كاستراحة لكل 20 دقيقة يمضيها في استخدام الأجهزة الرقمية. وتشجيع الأطفال على قراءة الكتب الورقية ويبدل بينها وبين الكتب الإلكترونية، وكذلك تشجيعهم على ممارسة الرياضات والأنشطة المتنوعة في الهواء الطلق كالسباحة وكرة القدم، فالتعرض لأشعة الشمس يعمل على الوقاية من قصر النظر.
ضبط إضاءة ودرجة سطوع وتباين الهواتف الجوالة أو أي من الأجهزة الإلكترونية التي يستخدمها الطفل.
تجنب استخدام الأجهزة الرقمية في الخارج مع الضوء الساطع، لأنه قد يعمل على زيادة إجهاد العين، وتذكير الأطفال برمش العين أثناء استخدام الأجهزة الرقمية، مع ترك مسافة 18-24 بوصة بين الجهاز والعين.
«تيبس وتكلس العظام» أهم المخاطر المحتملة
أثبتت دراسات أجراها بعض الأطباء أن الجلوس طويلا أمام شاشة الحاسوب يتسبب في إحداث مشكلة تيبس وتكلس العظام لدى الشخص مما يهدد بالإصابة بالكثير من الأمراض مستقبلا. وأوضح الأطباء أن عظام جسم الإنسان تحتاج إلى نوع كبير من الحركة والحيوية والنشاط لأن ذلك يساعد على تدفق الدم بشكل سليم في الأوعية الدموية ويزيد من صلابة العظام وتماسكها ويمنع إصابة العظام بالهشاشة. كما بين الأطباء أن الجلوس لأكثر من ساعة على وضعية معينة دون إعطاء الجسم قسطا من الراحة أو تغيير الوضعية أو القيام ببعض الحركات سواء بالتمارين الرياضية أو الركض أو المشي يؤدي إلى التهاب المفاصل خاصة التهاب الكتفين والتسبب في ظهور الآلام. وأظهرت دراسات طبية أخرى أن من يعمل أمام شاشة الحاسوب لفترات طويلة أكثر عرضة للإصابة بالأرق والإرهاق ويزيد من نسبة الإصابة بأمراض عدة كضعف النظر والتشنجات.
[ad_2]
Source link