أخبار عاجلةأخبار عربيةأخبار متنوعة

من أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ بقلم الدكتور أحمد الحسيني

إيسايكو: من أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ بقلم الدكتور أحمد الحسيني.

يبدوا أن التطاول على الرسول صلى الله علية وسلم والإساءة إلى مقامة الكريم أصبح مسلسلا سياسيا يقدم تارة بشكل رسوم كاريكاتيرية وتارة أخرى بأفلام كرتونه وغيرها من صور الاستهزاء والسخرية التي باتت واضحة مع بداية الألفية الثالثة حيث قامت صحيفة “يولاندس بوستن” الدنماركية في عام 2005 بنشر رسوم كاريكاتورية تسيئ للنبي صلى الله علية وسلم ، وبعد ذلك عقِبتها صحيفة نرويجية في في عام 2006 وتتالت بعد ذلك بعض الصحف الأوروبية بإعادة نشر تلك الصور الكاريكاتيرية منها ألمانية وأخرى فرنسية ، فلم يتوقف الزمن في هذا الموضوع عند هذا الحد بل تطورت مستوى المسيئين ولم يقف عند حدود ريشة رسام كاريكاتير أو صورة منشورة في مجلة، بل تكمن المعضلة عندما يتطور هذا الموضوع ليتبنى رئيس دولة لهذه الجريمة ويأمر بإعادة نشرها في ميادين العاصمة الفرنسية باريس، فهذا أن دل يدل على أن هؤلاء السفلة يحملون في أعماقهم حقدا على الإسلام والمسلمين فالتطاول على النبي الكريم ماهو إلا أشارة إلى الحقد الدفين على الدين الإسلام وعندما يصدر هذا الفعل من رمز دولة فأن هذا إشارة إلى تحريض الشعوب على معادات المسلمين وازدراء دينهم.
وعلى الرغم من التاريخ الحافل لبعض الأفراد وبعض الساسة في التطاول والإساءة للنبي صلى الله علية وسلم إلا أننا لم نرى ردود أفعال ذات طابع رسمي من الدول العربية الإسلامية تعمل على الحد من هذه التصرفات وردع كل من تسول له نفسة بالتطاول على سيدنا محمد علية الصلاة والسلام، بل كل ما تم القيام به تحركات خجولة غير فاعلة اقتصرت على بيانات شجب واستنكار وادانة، أي أنها لم تقدم أي شيء واقعي يجبر الدول التي تسمح بهذا الفعل بمحاسبة كل من يتطاول على نبينا محمد علية الصلاة والسلام ، ولا يأمل منها المسلمون أي نتائج ولا يعلقون عليها أية آمال. فهي لن تزيد إلا “حبراً على الورق”.
والسؤال المهم هنا من هم المسيئين للنبي صلى الله علية وسلم؟ وهل الديمقراطية والحرية التي يتحدثون عنها أعطتهم الحق بالتعبير عن رأيهم بهذه الطريقة؟ أم أن الإساءة للإسلام ورموزه أصبحت التذكرة الرابحة للوصول إلى كرسي الرئاسة؟
في حال افترضنا بأن الديمقراطية أعطت لهم الحق بالتعبير عن الرأي فأن القانون في الاتحاد الأوروبي جرم هذه الأفعال وذلك ما أكدت عليه المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حيث فصلت بهذا الموضوع و بيّنت بأن الإساءة للنبي علية أفضل الصلاة والسلام لا تعد حرية رأي ولا تدخل في اطر الديمقراطية، وهذا ما خالفة الرئيس الفرنسي عندما تبنى إعادة نشر الصور في ميادين العاصمة الفرنسية، فالعدالة التي يتشدقون بها هي مجرد فقاعات لا تغني ولا تسمن من جوع، بل هذه الأفعال المسئية تدعوا المتطرفين في تلك الدول بمحاربة الإسلام والمسلمين تحت مظلة التعبير عن الرأي والديمقراطية، فمن الواضح أن الديمقراطية لديهم ذات مفهوم خاطئ قائم على العنصرية والكراهيية للإسلام والمسلمين .
بالإضافة إلى ذلك أعتقد بأن التطاول على الإسلام والمسلمين أصبح محطة سياسية ينتهجها المتطرفين للوصول إلى السلطة، ويغرد هؤلاء الناس لإرضاء ناخبيهم وهذا أن دل يدل على أن هذه المجتمعات لن ترضى عن الإسلام والمسلمين حتى تقوم الساعة.
تغريدة
وعودة إلى السؤال الأول والإجابة علية أعتقد بأن من أساء إلى النبي صلى الله علية وسلم ليس المجتمع الغربي ولا الرئيس الفرنسي بل بيّن لنا التاريخ في الألفية الثالثة بأن من أساء لنبي صلى الله علية وسلم هو ضعفنا كمسلمين فعدم قدرتنا على وضع حد لهذه الإساءات أعطى فرصة لرسام الكاركاتير وللمصور وللرئيس وغيرة من العنصريين التطاول على صفوة الخلق ، للأسف فنحن كمسلمين لم نستطيع توحيد خطبة الجمعة لاستنكار هذا الفعل، بالإضافة إلى ذلك الضعف نجد بأن لدينا بعض المتصهينين الذين يبررون لذلك بأن ما حدث هو الرد على التطرف من المسلمين وأن ردت الفعل التي تبنها ماكيرون هي ردت فعل سياسية يقصد بها الإسلام السياسي فكيف بنا نستطيع أن ننصر نبي الله صلى الله علية وسلم ونحن بهذا الحال من الضعف، وختما قال الله وقوله الحق (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)

د. احمد الحسيني
DR-ALHUSSINI@HOTMAIL.COM
alhssinidr @

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى