تطوير لقاح ضد كوفيد ـ 19 هل يجري | جريدة الأنباء
[ad_1]
إنها منافسة عالمية لا مثيل لها: في السباق إلى توفير لقاح ضد «كوفيد ـ 19»، لا يتعلق الأمر الرئيسي بالمشاركة بل بالفوز لأن الرهانات المالية هائلة. لكن هناك حاجة للاحتراس من الدعاية وخيبة الأمل ومشكلات السلامة.
ما عدد اللقاحات؟
في إحاطة لها بتاريخ 2 الجاري، حددت منظمة الصحة العالمية 42 «لقاحا مرشحا» دخلت في تجارب سريرية على البشر حول العالم (مقابل 11 في منتصف يونيو).
وبلغت عشرة من هذه اللقاحات التجريبية المرحلة الأكثر تقدما وهي المرحلة 3، التي تقاس خلالها فاعلية اللقاح على نطاق واسع على عشرات الآلاف من المتطوعين المنتشرين في عدة قارات.
ومن بينها لقاح شركة «موديرنا» الأميركية، والتحالف الألماني ـ الأميركي «بيونتك/فايزر»، والعديد من المختبرات الصينية ومشروع أوروبي بقيادة جامعة أكسفورد (بالتعاون مع أسترازينيكا) ولقاح «سبتوتنيك ـ في» الذي طوره معهد «غاماليا» الروسي بمشاركة وزارة الدفاع.
ومازالت اللقاحات التجريبية الأخرى في المرحلة الأولى، وهي مرحلة تقييم سلامة المنتج، أو المرحلة الثانية، حيث تستكشف فاعليته.
بالإضافة إلى التجارب التي بدأت بالفعل، أحصت منظمة الصحة العالمية 151 مشروع لقاح مرشحة في مرحلة التطوير قبل السريري.
ما التقنيات المستخدمة؟
هناك طرق مختلفة، إما على أساس فئات اللقاحات التي ثبتت فاعليتها أو باستخدام تقنيات أكثر ابتكارا.
وتعمل بعض فرق البحث على تطوير أنواع تقليدية من اللقاحات التي تستخدم ڤيروسا «ميتا»: هذه هي فئة اللقاحات «المعطلة» (مثل لقاحات شركتي سينوفاك وسينوفارم الصينيتين)، وهناك أيضا ما يسمى بلقاحات «الوحدة الفرعية» التي تعتمد على البروتينات (المستضدات) التي تحفز على إحداث استجابة مناعية من دون وجود الڤيروس نفسه.
وتعد اللقاحات الأخرى، المعروفة باسم لقاحات «الناقل الڤيروسي»، أكثر ابتكارا لأنها تستخدم ڤيروسا آخر يتم تحويله وتكييفه لمحاربة «كوفيد ـ 19»، هذه هي التقنية التي اختارتها جامعة أكسفورد والروس، والتي تستخدم ڤيروسات غدية (عائلة من الڤيروسات الشائعة جدا).
أخيرا، تعتمد المشاريع المبتكرة الأخرى على لقاحات تحتوي على جزء من الحمض النووي للڤيروس، وهي منتجات تجريبية تستخدم قطعا من المواد الجينية المعدلة. هذه هي الحال بالنسبة للقاحات التي تطورها «موديرنا» و«بيونتك/ فايزر»
وقال دانيال فلوريه نائب رئيس اللجنة الفنية للقاح في الهيئة الفرنسية العليا للصحة لوكالة «فرانس برس»: «كلما زاد عدد اللقاحات المرشحة والتقنيات المستخدمة، زادت احتمالية حصولنا على لقاح فعال يتحمله الجسم».
ما النتائج؟
في الوقت الحالي نشرت النتائج الأولية فقط المتعلقة بالمرحلتين الأولى والثانية في مجلات علمية. وآخرها ما نشر في 4 سبتمبر في مجلة ذا لانست عن اللقاح الروسي.
ونشرت مقالات خلال الصيف عن لقاحات جامعة أكسفورد أو الصينية كانسينو أو موديرنا.
وتعتبر هذه النتائج بشكل عام مشجعة وتظهر أن اللقاحات المعنية تثير استجابة مناعية جيدة. ومع ذلك، فمن المبكر جدا استخلاص أي استنتاجات.
ولمعرفة النتيجة «من الضروري إنهاء المرحلة الثالثة من التجارب وألا نبني التحليل على نتائج وسيطة، وكذلك على مسائل التحمل والفاعلية»، كما قال عالم المناعة آلان فيشر لـ «فرانس برس».
وهذا صحيح تماما إذ هناك الكثير من الأمور المجهولة حول آليات المناعة ضد «كوفيد ـ 19»، مع بدء الإبلاغ عن عدد قليل من حالات الإصابة للمرة الثانية.
دائماً أسرع؟
في جميع أنحاء العالم، سرعت الإجراءات بطرق غير مسبوقة. وتدور معركة عن بعد بين الصين والولايات المتحدة وروسيا. ففي أوائل أغسطس، أعلن الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين أن بلاده طورت أول لقاح ضد «كوفيد ـ 19» حتى قبل نشر النتائج الأولية وقبل بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وكان الرئيس دونالد ترامب يأمل في الموافقة على لقاح قبل الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر وحددا موعدا انقضى أمس للاعلان عن لقاح.
لكن في أوائل أكتوبر، حددت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (اف دي إي) معايير مدة التجارب التي جعلت من غير المرجح التوصل إلى نتيجة في الأسابيع المقبلة. واستقبل الخبراء الأمر بسرور بعد أن ظنوا أن إدارة الغذاء والدواء ستستسلم لضغوط الرئيس ترامب.
من الناحية الاقتصادية، بدأت الدول والمؤسسات الكبرى في جمع التبرعات الدولية. ويسمح هذا للشركات بإعداد العملية الصناعية لتصنيع لقاحها في حين مازالت تعمل على تطويره، وهما تكونان عادة مرحلتين منفصلتين.
وتوضح وكالة الأدوية الأوروبية على موقعها الإلكتروني «ما يختلف في اللقاحات ضد «كوفيد ـ 19» هو أن مدة التطوير والموافقة المحتملة أسرع بكثير بسبب حالة الطوارئ الصحية العامة» في العالم.
السرعة مقابل السلامة؟
وتقول وكالة الأدوية الأوروبية إن «متطلبات سلامة لقاحات كوفيد ـ 19 هي نفسها بالنسبة لأي لقاح آخر ولن يتم تخفيضها بسبب الوباء».
ويؤكد دانيال فلوريه أن السير بسرعة كبيرة في التجارب السريرية «يمكن أن يطرح مشكلة» من حيث السلامة.
ويقول إن «الكل يريد أن يكون اللقاح متاحا في ظروف جيدة في أسرع وقت ممكن، لكن يجب ألا نخلط بين السرعة والتسرع: يجب أن نمنح أنفسنا الوقت لإجراء تحليل كامل وصارم وشفاف».
فقد علقت تجربتان في المرحلة الثالثة لأسباب تتعلق بالسلامة. وفي بداية شهر سبتمبر، علقت تجربة «أكسفورد/ أسترازينيكا» بسبب إصابة أحد المشاركين بالمرض دون مبرر واضح. ثم استؤنفت بعد أيام قليلة في المملكة المتحدة ودول أخرى، ولكن ليس في الولايات المتحدة.
وأعلنت مجموعة «جونسون آند جونسون» الإثنين بدورها تعليق تجربتها «بسبب مرض غير مبرر» لدى أحد المشاركين.
في كلتا الحالتين، علقت التجربة لمعرفة ما إذا كان المرض على صلة باللقاح أو بأي شيء آخر. ولهذا السبب لا ينبغي النظر إلى وقف التجربة على أنه خبر سيء، بل على العكس فهو أمر مطمئن، بحسب الخبراء.
وقال البروفيسور ستيفن إيفانز من مدرسة لندن للصحة وطب المناطق الحارة، كما نقل عنه مركز «ساينس ميديا سنتر» «هذا يدل على أن عملية مراقبة سلامة المشاركين تسير على نحو جيد، ويدعو للثقة».
وللتوفيق بين السرعة والسلامة، أنشأت وكالة الأدوية الأوروبية إجراء معجلا يسمح لها بفحص بيانات سلامة وفاعلية اللقاحات عند نشرها، حتى قبل تقديم طلب رسمي بالسماح بتداولها من قبل الشركة المصنعة.
وخضع مشروعان من مشاريع اللقاحات لهذه «المراجعة المستمرة» منذ أوائل أكتوبر، وهما مشروع «أكسفورد/ أسترازينيكا» و«بيونتك/ فايزر»، وتأمل «موديرنا» أن تصبح الثالثة قريبا.
متى سنحصل على لقاح؟
تقول الوكالة الأوروبية للأدوية إنه «من غير المعروف ما إذا كانت ستتم الموافقة على لقاحات مضادة لـ «كوفيد ـ 19» والمدة التي سيستغرقها ذلك، لأنه من الصعب التنبؤ بجدول زمني».
لكن بعض شركات الأدوية التي لديها مصلحة اقتصادية في قول ذلك، تؤكد أن الأمر ممكن قبل نهاية عام 2020.
وعلق عالم الأوبئة أرنو فونتانيه، عضو المجلس العلمي الذي يوجه الحكومة الفرنسية، على قناة «أل سي إي»: «أعتقد أننا هنا، نعم، نسير بسرعة كبيرة جدا.. هناك الموافقات القانونية والإنتاج وكل هذا يجب أن يتبع. لذلك في النصف الثاني من عام 2021، بالنسبة لي، في أحسن الأحوال».
في بداية سبتمبر، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنها لا تتوقع حملة تلقيح عامة ضد «كوفيد ـ 19» قبل منتصف عام 2021.
وأضاف دانيال فلوريه «إذا وصلنا إلى هذه النقطة، فستكون بالفعل معجزة رائعة»، في حين يستغرق الأمر عادة عدة سنوات.
وفي أسوأ السيناريوهات، قد لا نتمكن مطلقا من تطوير لقاح.
هل هناك لقاح ضد الريبة؟
حتى لو أعطت الأبحاث نتيجة بعد مدة قصيرة أو طويلة، فسيظل السؤال المطروح هو: هل سيقبل الناس بأخذ اللقاح في ظل ازدياد عدم الثقة؟
أفادت دراسة نشرتها مجلة رويال سوساييتي اوبن ساينس البريطانية بأن جزءا لا يستهان به من سكان بعض البلدان يؤمن بنظريات المؤامرة تجاه «كوفيد ـ 19» وهذا يزيد عدم الثقة إزاء مسألة اللقاحات.
فعلى سبيل المثال، يؤمن 22% من المكسيكيين الذين شملتهم الدراسة بالادعاء الكاذب بأن الوباء «جزء من خطة لفرض التطعيم على المستوى العالمي».
وقال ساندر فان در لندن، الباحث في علم النفس المجتمعي من جامعة كامبريدج وأحد معدي الدراسة «يجب على الحكومات وشركات التكنولوجيا البحث عن طرق لتحسين الثقافة الإعلامية الرقمية بين السكان. وإلا فإن تطوير لقاح قد لا يكون كافيا».
[ad_2]
Source link