بنس في مناظرته مع نائبة بايدن ترامب | جريدة الأنباء

خلافاً للمناظرة الأولى بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن التي سادتها الفوضى والشتائم المتبادلة ومقاطعة الواحد للآخر مراراً وتكراراً، بدت المناظرة الوحيدة بين نائب الرئيس مايك بنس والسيناتورة كامالا هاريس التي اختارها بايدن لمنصب نائبة الرئيس أكثر تحضّراً وهدوءاً واحتراماً.

وعلى الرّغم من أنّ نائب الرئيس الجمهوري والسيناتورة الديموقراطية قاطعا بعضهما البعض أحياناً أثناء المناظرة، إلا أنّهما تبادلا مراراً عبارات الشكر والاحترام وكان الواحد منهما منصتاً للآخر في معظم الوقت.

وقال بنس مخاطباً هاريس “أود أن أهنّئك، كما فعلت عبر الهاتف، على ترشيحك التاريخي”.

وأضاف: “أحترم واقع أن جو بايدن كرّس 47 عاماً من حياته لخدمة الدولة. أحترم أيضاً مسيرتك المهنية في الوظيفة العامة”.وردّت عليه هاريس بالقول “شكراً”.
وتناولت المناظرة جملة من القضايا الراهنة، منها: الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا والرعاية الصحية وقضايا العنصرية وعنف الشرطة والقضايا البيئية والسياسة الخارجية الأميركية التي تركزت أسئلتها خاصة حول التعاطي مع البرنامج النووي الإيراني والنزاع التجاري مع الصين والتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016، وطريقة تعامل ادارة ترامب مع حلفاء الولايات المتحدة في اوروبا وحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقد اثنى ترامب اثناء المناظرة على أداء نائبه، وقال عبر حسابه على “تويتر” : “بنس يبلي بلاء حسناً في المناظرة مع هاريس التي ترتكب اخطاء بالجملة”، ووصف هاريس بأنها “ماكينة” من الأخطاء.

وحظيت هذه المناظرة بأهمية استثنائية، لأن بايدن يبلغ من العمر 77 عاما، ما يعني ان هذه المناظرة كانت فرصة كي تثبت هاريس القدرة على تولي صلاحيات الرئاسة في حال عدم قدرة بايدن لسبب ما على مواصلة مهامه في حال فوزه بالرئاسة.

وقبيل المناظرة توقعت آخر الاستطلاعات فوز بايدن، إذ أشارت شبكة “سي إن إن” الاخبارية إلى أنه يتفوق على ترامب بنسبة 57% مقابل 41 % في أوساط الناخبين المحتملين.

واستهلت السيناتورة هاريس مناظرتها مع بنس، والتي استضافتها مدينة سولت لايك سيتي، بالتنديد بالطريقة التي تعاملت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب مع أزمة كوفيد-19، معتبرة إياها “أضخم فشل” في التاريخ الأميركي.
وقالت السيناتورة عن ولاية كاليفورنيا وأول امرأة سوداء تترشّح لهذا المنصب إنّ “الأميركيين كانوا شهوداً على أضخم فشل لأي إدارة رئاسية في تاريخ بلدنا”.

واضافت انّها لن تتناول أي لقاح مضادّ للفيروس إذا ما أوصى بذلك ترامب، واشارت الى انه “إذا قال لنا الأطباء أنّه يتعيّن علينا تناوله فسأكون الأولى التي ستقف في الطابور لتناوله، أما إذا قال لنا ترامب أنّ علينا تناوله فلن أتناوله”.

وأكدت هاريس أن ترامب وبنس “لا يزالان ليس لديهما خطة” للتعامل مع ازمة جائحة فيروس كورونا المستجد، معتبرة أنهما “فقدا حقهما في إعادة الانتخاب”.
لكنّ نائب الرئيس الاميركي رد على ذلك باتّهام هاريس بـ”تقويض ثقة” الأميركيين بلقاح محتمل ضدّ فيروس كورونا المستجدّ.
وقال بنس مخاطباً السيناتورة الديمقراطية “حقيقة انّك تواصلين تقويض ثقة الجمهور في لقاح، إذا ما أُنتج لقاح أثناء إدارة ترامب هو أمر غير معقول.

واعتبر بنس أن اضافة قانون “أوباما كير” كانت كارثة بالنسبة للشعب الأميركي.

من جهة اخرى، شددت السيناتورة هاريس خلال المناظرة على أن “بايدن سيعمل على توحيد الأميركيين وينهي الانقسامات”، مطالبة بإدخال إصلاحات على نظام العدالة الجنائية.

وقالت إن “ترامب يحاول إلغاء قانون الرعاية الصحية عبر المحاكم”، مشيرة إلى أن الرئيس المقبل هو من يجب عليه تعيين قاضية في المحكمة العليا، ومؤكدة أن بايدن لن يرفع الضرائب في حال فوزه.

وفي قضايا السياسة الخارجية، قالت هاريس إن ترامب خدع اصدقاءنا واحتضن الديكتاتوريين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدة أن جو بايدن في حال فوزه بالانتخابات “سوف يحاسب روسيا على أي عمل يضر ببلادنا أو قواتنا وهو ما لم يفعله ترامب وبنس”.

ونوهت إلى أن اغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني ترتب عليه شن هجمات على قواتنا في العراق وجنودنا هناك عانوا كثيراً.

وبخصوص الاتفاق النووي الايراني، قالت هاريس إن انسحاب ترامب من الاتفاق جعل الولايات المتحدة أقل أمناً لأن الايرانيين على ما يبدو استغلوا ذلك في تطوير ترسانتهم النووية.

في المقابل، قال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ان الرئيس ترامب عزز امن الولايات المتحدة وقضى على سيطرة تنظيم “داعش” في سورية والعراق حيث كان يسيطر على مساحات واسعة ويريد تأسيس “دولة الخلافة”، كما تم التخلص من زعيم “داعش” أبو بكرالبغدادي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني دون اصابة اي جندي اميركي.

وتابع :”الرئيس ترامب عمل على تدمير داعش وقتل البغدادي كما أوفى بوعده بنقل سفارة واشنطن إلى القدس”.

وأكد بنس كذلك أن الصين ومنظمة الصحة تلاعبتا بالشعب الأميركي، وأن بكين تتحمل المسؤولية عن فيروس كورونا.

وقال بنس: سنفوز أنا والرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية” الرئيس ترامب يحظى بالثقة بين عامة الاميركيين”.

ورفض نائب الرئيس الاميركي الرد خلال المناظرة على سؤال بشأن الانتقال السلمي للسلطة واكتفى بالقول ان ترامب سيعاد انتخابه لأربع سنوات اخرى.

وفي محور آخر بالمناظرة قالت كامالا هاريس إن للشعب الحق في معرفة من يدين له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمال.

وأضافت: “نعلم أن دونالد ترامب مدين بمبلغ 400 مليون دولار”، في إشارة إلى ما تم الكشف عنه مؤخرا بشأن شؤون الرئيس المالية.

وتابعت: “سيكون من الجيد حقا معرفة من يدين له رئيس الولايات المتحدة – القائد العام – بالمال ، لأن الشعب الأمريكي له الحق في معرفة ما الذي يؤثر على قرار الرئيس”، متهمة ترامب بـ “التستر على كل شيء”.