أشجار الكويت تموت يابسة! | جريدة الأنباء
[ad_1]
- حرارة الصيف تؤثر على دورة حياة النباتات وتداعيات «كورونا» أضرت بها
- عدم مواكبة التطور التكنولوجي يؤثر سلباً على جودة الزراعة التجميلية
دارين العلي
في بلد ترصد حكومته أموالا طائلة لدعم التشجير وزيادة مساحة الرقعة الخضراء لما لذلك من اهمية بيئية وصحية وانعكاسات إيجابية على المنظر الجمالي والحياة بشكل عام، يبدو من الغريب جدا المشهد الذي بات يتكرر في جميع شوارع الكويت ومدنها حتى غدا ظاهرة خطيرة ألا وهي جفاف النباتات التجميلية وتحديدا الاشجار، فمن ممشى مشرف وحتى مخارج الجسور نصف الدائرية على الدائري السادس مرورا بشارع الخليج العربي والطرق الرئيسية جميعا وصولا الى مداخل المدن وشوارع المناطق، أشجار جافة تموت يباسا ترفع غصونها العارية نحو السماء وكأنها تطلق صرخة استغاثة، ولكن هل من مجيب؟
لا بد هنا من الاشارة الى أننا مقبلون على موسم الخريف وما يرافقه من تغيرات في البيئة النباتية، كما ان حرارة الصيف تلعب دورا في التأثير على حياة هذه النباتات وأيضا التداعيات التي احدثها تفشي فيروس كورونا هذا العام والذي شل الحركة في البلاد لمدة طويلة، الا ان جميع هذه العوامل ليست كافية لتبرير الحالة المأساوية لهذه الاشجار التي تتم زراعتها وفق برامج واستراتيجيات ومشاريع تتكلف أموالا طائلة ولا بد وان يتم خلالها الأخذ بعين الاعتبار المناخ السائد وطرق الصيانة والري وبرامج الرعاية الخاصة حتى لا تضيع هذه الأموال هباء، وتتحول الى ما يشوه المنظر العام بدلا من تجميله.
ومن الجدير بالذكر أيضا ان الاهتمام بمشاريع الزراعة التجميلية في الكويت بدأ منذ بداية السبعينيات وكانت من الدول الخليجية السباقة في هذا المجال، حتى باتت تحتفل سنويا بيوم التخضير في شهر اكتوبر من كل عام، ومنذ الثمانينيات قامت الكويت بابتعاث الطلبة الى أفضل الجامعات العالمية لدراسة علوم الزراعة التجميلية وهندستها من أحل تجميل البلاد وتحسين بيئة المعيشة فيها.
وفي حين يرى البعض ان عدم القدرة على تحسين وتطوير هذا القطاع يعود لأسباب فنية يتقدمها الاعتماد على الوسائل القديمة وعدم مواكبة التطور التكنولوجي في هذا المجال ما يؤثر سلبا على جودة واستمرارية الزراعة التجميلية، يرى البعض الآخر ان الأمر يعود لأسباب بشرية بسبب هجرة المهندسين الزراعيين الأكفاء لعدم حصولهم على مميزات تشجيعية وبالتالي استبدالهم بيد عاملة غير متخصصة.
«الأنباء» تضع هذا الأمر أمام المعنيين املا في ايجاد حلول عملية تعيد الحياة الى هذه الاشجار وتعيد للكويت ريادتها في الزراعات التجميلية بين دول المنطقة.
مصادر لـ «الأنباء»: الزراعات التجميلية لا تدخل ضمن عمل «البيئة»
أكدت مصادر في الهيئة العامة للبيئة ان الزراعات التجميلية لا تدخل ضمن نطاق عمل الهيئة وان هناك جهات اخرى معنية بالدولة متخصصة في هذا الشأن، لافتة الى اهمية هذه الزراعات في تحسين البيئة وتلطيف الاجواء المناخية بالاضافة الى قدرتها على المحافظة على الشكل الجمالي للمدن.
وذكرت المصادر ان القانون البيئي الجديد لم يلحظ ضمن مواده هذه الزراعات ولم يضع اي عقوبات او مخالفات حولها مشيرة إلى ان أمرا كهذا يعتبر مسؤولية وطنية واجتماعية في آن معا.
مناخ الكويت حار جداً والأشجار لا تستطيع الصمود
خريبط: التوجه للزراعة التجميلية المنخفضة التكاليف
أكد الخبير البيئي د.علي خريبط ان هناك نباتات واشجارا لا تتحمل المعطيات الطبيعية التي تتميز بها البلاد فمناخ الكويت الصيفي صحراوي حار جدا وجاف وطويل، ومتوسط درجة الحرارة 45 درجة مئوية في الظل ويمكن أن تصل إلى 51 أو 60 و65 درجة تحت اشعة الشمس وبدون ظل وفي وقت الذروة ما بين الساعة 12و 2 ظهرا وبالتالي لا تستطيع هذه الاشجار الصمود فتجف وتسقط، كما ان اوراق العديد من الاشجار تبدأ بالسقوط في فصل الخريف وفق الدورة الطبيعية للسنة.
وقال خريبط ان موضوع الزراعة التجميلية في المدن والمناطق والشوارع والتي تكلف صيانتها وزراعتها مبالغ كبيرة سنويا على الدولة في ظل وضع اقتصادي مقلق محليا واقليميا وعالميا، وجلب عمالة كبيرة لصيانتها وعملها، لذلك من المهم التوجه الى الزراعة التجميلية المنخفضة التكاليف والصيانة، لان هذا النوع من الزراعة مهم في عمل حاجر وحزام اخضر جمالي بين منطقة وأخرى، ويقلل من الحرارة في موقعها، والمنطقة التي حولها.
وشدد على ضرورة تشجيع الزراعة التجميلية من قبل الافراد في المناطق الفضاء غير المستخدمة وبشكل تطوعي وبنباتات لا تحتاج صيانة مستمرة ولا رياً للماء بشكل كبير ويتم ذلك تحت ارشاد وتوجيه من الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية والهيئة العامة للبيئة.
[ad_2]
Source link