التطبيع: هل يمكن اعتبار اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل “خيانة مجانية”؟
[ad_1]
لا تزال صحف عربية تتناول اتفاق التطبيع الإسرائيلي مع الإمارات والبحرين المقرر توقيعه اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن المنتظر أن يحضر مراسم التوقيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرا خارجية الإمارات والبحرين.
“صفحة جديدة”
يقول فهد إبراهيم الدغيثر، في مقال بعنوان “السلام ضرورة وليس خيارا” نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية: “المستقبل يحمل بعض الأمل نحو التعايش والتنمية والتنافس الخلاق وتجنب الحرب والمواجهات العسكرية. توجه من شأنه عزل الأنظمة والمنظمات المارقة الداعمة للعنف والانتفاع من حالات العداء في منطقتنا”.
ويضيف: “المملكة العربية السعودية بالطبع ليست ضد التوجه للسلام ولديها خطط تنموية هائلة للمستقبل يتطلب نجاحها توفر بيئة من الاستقرار وتبادل المنافع مع كل دول العالم. من هنا يحق للمملكة سياديا أن تقرر ما تراه مناسبا وهاما لمصالحها العليا وفي الوقت الذي تختاره دون أي اعتبار لضجيج المزايدين هنا وهناك”.
ويؤكد الكاتب أن “الدول العربية التي وقعت مع إسرائيل سابقا أو لاحقا لم ولن تتوقف عن مطالباتها السابقة الداعمة للقضية الفلسطينية بمعنى أن العلاقة مع إسرائيل والتطبيع معها لا تعني بالضرورة التنازل عن الحقوق”.
ويقول علي شاهين الجزاف، في صحيفة “الوطن” البحرينية: “قرار السلام مع إسرائيل سيجعل من طاولة المفاوضات تتم بشكل مباشر دون وسطاء مزيفين أو مزايدين على القضية الفلسطينية، وأظن أن الشعب الفلسطيني الشريف يثق في مثل هذه الخطوات أكثر من ثقته بأبناء جلدتهم، لذلك نجد أن المشاريع الخيرية الخليجية الموجهة بشكل مباشر للشعب الفلسطيني ومنها مشاريع إماراتية وبحرينية كثيرة وناجحة”.
ويضيف عبدالمنعم إبراهيم، في صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية: “بشكل عام، يمكن القول إن هناك تطبيعا فلسطينيا – إسرائيليا منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وهناك الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية يذهبون إلى المدن الإسرائيلية للعمل هناك في المزارع والحقول الإسرائيلية”.
ويقول الكاتب: “فلماذا تحتج السلطة الفلسطينية وبعض الأصوات حين تُقدِم كل من الإمارات والبحرين على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، حين وجدت قيادة كلا البلدين (الإمارات والبحرين) أن المصلحة الوطنية تقتضي إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل؟”
وتحت عنوان “صفحة جديدة”، تقول الاتحاد الإماراتية في افتتاحيتها “الشرق الأوسط على موعد اليوم مع بداية جديدة لسلام مختلف، يخترق الجدار المسدود، ويفتح نافذة للمستقبل، ويمنح أملا لشعوب المنطقة، بأن الحوار قادر على التغيير”.
وتضيف الصحيفة: “إنها مرحلة جديدة في الشرق الأوسط قادرة على إحداث السلام والاستقرار والأمن والتعامل مع تحديات المستقبل. فرصة لبناء السلام بين الشعوب، القادر وحده على طي صفحة الكراهية والعداء، وفتح صفحة جديدة لأجيال وأجيال قادمة”.
“خيانة مجانية”
وأعرب عدد من الكتّاب عن رفضهم لهذه الخطوة، من بينهم يحيى دعبوش، في صحيفة “رأي اليوم” اللندنية قائلا: “لا غرابه ولا استغراب أن نجد مارثون عربي نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، والأغرب من ذلك ان التطبيع ظهر علنا بعدما كان سرا لسنوات، وعلى هذا الأساس كان لا بد أن يكون هناك كبش فداء، أو بصحيح العبارة، عملية قياس النبض القومي لدي الشعوب العربية، عند فتح حبل عقدة المسبحة اليهودية فهرولت الإمارات نحو التطبيع العلني”.
ويضيف: “حيث شكل تطبيعها عبارة عن بث تجريبي لرد فعل الشارع العربي، حيث لم تجد أمامها غير التنديد وإقامة المسيرات الاحتجاجية، وإصدار البيانات التي لا تُغني من خوف، ولا تسمن من جوع”.
كما يقول محمد صالح المسفر، في صحيفة “الشرق” القطرية: “انهيار في الجبهة العربية الخلفية لصالح الكيان الصهيوني في فلسطين، إذ قامت دولة الإمارات بفتح ثغرة واسعة في الخليج لصالح إسرائيل، وذلك بتوقيع ما سمي بمعاهدة السلام بين طرفين ليس بينهما حرب، وأمعنوا في التسمية بالقول معاهدة السلام مقابل السلام والسلام مقابل الاقتصاد، وهكذا”.
ويضيف الكاتب: “العرب والمسلمون عامة ينتظرون قرار سلطة محمود عباس في هذا الشأن، وإلا لن تقوم للشعب الفلسطيني قائمة بعد اليوم، والجاني هو السلطة الفلسطينية في رام الله، ولا أستثني جريمة الملوك والأمراء الصغار”.
ويقول بيروت حمود، في مقال بعنوان “خيانة مجانية” نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية: ” يمضي آل زايد وآل خليفة في تنفيذ مهمّة أمريكية – إسرائيلية فحواها استنقاذ ترامب انتخابيا وتخليص نتنياهو سياسيا، وفي الصورة الأعمّ تكريس التطبيع أمرا واقعا وقدرا لا مناص منه لتقدّم شعوب المنطقة وازدهارها”.
ويضيف حمود: “في المحصّلة، ثمّة اتجاه واضح تسلكه بعض دول الخليج منذ زمن في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو منعزل عن القضية الفلسطينية أو سياقات حلّها، كما أنه لا يعكس بالضرورة مواقف شعوب تلك الدول والتي لم يسألها حكّامها عن رأيها أصلاً. صحيح أن نتنياهو قد يكون في واشنطن اليوم لإتمام مهمّة تاريخية كما قال، غير أن المهمّة التي تستحيل عليه تأديتها هي جعل التطبيع سلوكاً عادياً بالنسبة إلى شعوب هذه المنطقة”.
[ad_2]
Source link