سيرة حاجي علي عبدالله لاري وأبنائه | جريدة الأنباء
[ad_1]
شافعي سلامة
الكويت لؤلؤة الخليج، هي جوهرة متميزة متفردة صاغتها سواعد رجال ونساء تعاقبوا على أرضها المباركة، فعملوا بجد واجتهاد وتفان وإخلاص لتبقى بصماتهم خالدة تحكي لمحات من تاريخ الكويت الدافئ، تضرب أمثلة لكل باحث عن ضوء يستنير به ويستدل في طريق استكمال نهضة هذا البلد الطيب وازدهاره وتقدمه، وهو ما لا يتحقق إلا بمجتمع متماسك يجتمع على حب الوطن والرغبة الحثيثة في الإنجاز وتحقيق أعلى درجات النجاح.
لقد تميزت الكويت منذ بداياتها بأنها موطن للأمن والأمان وهو ما شجع الكثيرين على الانتقال والهجرة إليها من مختلف البقاع المجاورة فرادى وجماعات لينصهروا فوق أرضها ويندمجوا في بوتقتها ليكونوا فسيفساء مجتمعية جميلة تتطلع إليها العيون من حولها إعجابا وتقديرا.
ولما كانت الإضاءة على مسيرة الشخصيات المميزة في نشأة الكويت ونموها وتطورها تسهم في وضع القدوات والنماذج التي ينبغي أن تحتذى أمام ناظري شباب اليوم، فقد جاء الكتاب الثري «سيرة حاجي علي عبدالله لاري وأبنائه» ليلقي الضوء على مسيرة الشخصية طيبة الأثر باقية السيرة العطرة الحاج حاجي علي عبدالله لاري، رحمه الله، الذي كان من أشهر تجار العيش (الأرز) والسكر والمواد الغذائية في الكويت منذ مرحلة ما قبل الدستور وحتى أواخر الستينيات من القرن العشرين.
ويوضح الكتاب الموثق بالمستندات والصور التاريخية الذي أشرف عليه نجله النائب السابق أحمد لاري وجمعه وأعده حسن جاسم أشكناني كيف كوّن الراحل لنفسه صيتا طيبا بين أهله وأصحابه طوال حياته، حيث خصص من وقته وجهده وماله لخدمة الكويت وأهلها، وكذلك المحتاجين والفقراء، فضلا عن خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، فقد كان مجلسه يجمع مجموعة متنوعة وطيبة من رجالات الكويت وأبنائها، كما نالت شخصيته المرموقة ثقة أعيان الكويت، فشاركوه العمل والتجارة والوقت والمال، كما كسب حب الفقراء والمحتاجين وأهل الخير، فكانت يده المعطاءة ممدودة لهم.
ويمثل الكتاب، الذي تدعم ما به من معلومات أكثر من 400 مادة أرشيفية تتنوع بين الوثائق الرسمية والسجلات التجارية والمراسلات والصور العائلية، رصدا تاريخيا لمسيرة الشخصية العصامية الحاج علي لاري، رحمه الله، التي تجاوزت سبعة عقود قضيت بين التجارة وعمل الخير والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي أسهمت بوضع لبنة ناصعة في بناء الكويت، وكذلك مسيرة أبنائه محمد، رحمه الله، وعلي وأحمد، استنادا إلى المواد الأرشيفية التي لاتزال محفوظة حتى الآن في أرشيف العائلة، وذلك لتكون هذه المسيرة نموذجا للعلاقات الودودة والدافئة والقوية بين أبناء هذا الوطن الطيب وتوادهم وتراحمهم وتكاتفهم في الشدائد قبل الرخاء، وحتى يستفيد أبناء اليوم من تراث الآباء والأجداد. كما تثبت هذه السيرة أيضا اندماج أبناء المجتمع في لحمة واحدة مهما اختلفت وتعددت الأصول والمشارب.
كما يتتبع الكتاب الذي يندرج ضمن سلسلة كتب السيرة الذاتية سيرة الأبناء، جيلا بعد جيل، وأنشطتهم وأدوارهم الوطنية ويزدان كذلك بصور تحفظ صفحات مهمة من تاريخ الكويت، كما تطلعنا على عدد من المراسلات والمكاتبات والعقود، فضلا عن صور ثمينة عن خرائط منازل الحاج حاجي علي لاري الصادرة عن قسم المساحة.
وتبدو هذه الوثائق والصور النادرة كالدرر على صفحات الكتاب، كما أنها توضح السرد التاريخي وتعززه، فعندما يتحدث الكتاب عن الزواج يورد وثائق أصلية لعقد القران وصورة لخزانة الملابس (الكبت) وسرير الأطفال (الكاركة) والسجلات العقارية وجوازات السفر، وبذلك يتم توثيق الموضوع بشكل متكامل بالمعلومات والصور التاريخية.
فصول الكتاب
يتألف الكتاب من أربعة فصول يحكي كل منها عن شخصية منفصلة. في الفصل الأول نتعرف على نشأة حاجي علي عبدالله لاري والحياة الزوجية ومنزل فريج العاقول بالحي الشرقي في الكويت، وبداية العمل في السوق والمكتب القائم في شارع المناخ، حيث بدأ نشاطه التجاري منذ عام 1939 في سوق المناخ «وكان محط تقدير واحترام في السوق من الجميع».
كما يتعرض الفصل إلى لجنة الجناسي وذكريات سوق التجار، قبل أن يتطرق إلى المواقف الوطنية والعروبية التي كان منها دعم الثورة الجزائرية إبان فترة التحرر الوطني في القرن الماضي، وكذلك دعم القضية المصرية إبان العدوان الثلاثي عليها، وذلك من أجل نصرة الشعوب المظلومة ودعمها في جميع النواحي ماديا وميدانيا، واهتمامه بتوحيد الصف العربي والإسلامي، على المستوى المحلي في المجتمع الكويتي، وعلى المستوى الإقليمي.
ثم يذكر الفصل الأول سنة التثمين وانعكاسها على منطقة بنيد القار، والدور الذي ساهم به في بناء مسجد بهشت وصولا إلى الوفاة، ثم ينتهي بملحق لعرض مقتنيات ووثائق الحاج حاجي لاري.
مسيرة الأبناء
أما في الفصل الثاني، فيتحدث الكتاب عن محمد حاجي علي عبدالله لاري، ويتطرق إلى نشأته ودراسته وممارسته التجارة منذ الصغر حيث انخرط في العمل التجاري في دكان والده في نهاية الخمسينيات قبل أن يتطور العمل التجاري في ذهنه ويفكر في تجارة بيع واستيراد البطانيات (الكنابل) في أواخر الستينيات ثم توسعه في أعماله التجارية.
كما يتطرق الفصل الثاني إلى المنزل الذي عاش فيه بالمقوع الشرقي خلف سينما الحمرا وسينما الفردوس، حتى الوصول إلى تاريخ وفاته في فبراير 2005، ليختتم بملحق لعرض مقتنيات ووثائق الحاج محمد حاجي لاري.
أما الفصل الثالث فتم تخصيصه لشخصية علي حاجي علي عبدالله لاري حيث تناول مولده بداية الخمسينيات ثم نشأته في منطقة شرق ودراسته وصولا إلى المعهد التجاري والتخصص بدراسة البرمجة وتخرجه في أول دفعة في المعهد. كما يتناول الفصل لقاء علي لاري مع الإمام الخميني وذلك ضمن وفد كويتي من الوجهاء سافر إلى طهران لتقديم التهاني بعد أسبوعين من قيام الثورة الإسلامية في إيران. وتطرق لأزمة المناخ وكيف خسر الحاج علي الكثير في تجارة الأسهم وتضرر منها قبل أن يتوقف عن العمل في التجارة مع وفاة والده في العام 1983، ثم عمله موظفا حكوميا في إدارة التشغيل بوزارة التخطيط منذ عام 1994 حتى تقاعد في العام 2000، قبل أن ينتهي بملحق لعرض مقتنيات ووثائق الحاج علي حاجي لاري.
أحمد لاري
تم تخصيص الفصل الرابع من الكتاب للحديث عن النائب السابق أحمد حاجي علي لاري، ومسيرته في المجالس البلدية والنيابية ومشاركته في المجتمع المدني وأهم الإنجازات التي حققها كونه عضوا بالتكتل الشعبي النيابي.
كما يتطرق الفصل إلى زيارته مع العائلة للقدس في العام 1966 قبل احتلالها من العدو الصهيوني وصلاته في مسجد قبة الصخرة، وأمنيات إمام المسجد الأقصى له ولأخيه علي. كما يتناول الفصل دور أحمد لاري في الجمعية الثقافية، وفي الأخير ينتهي بملحق خاص بالمقتنيات والوثائق التي يمتلكها.
كذلك ألحق بالكتاب كتيبا يتضمن شجرة عائلة عبدالله لاري (جد حاجي علي لاري) وحاجي علي عبدالله لاري.
أصل لقب لاري.. ومن قام بتغييره
يذكر الكتاب أن اسم عائلة الحاج حاجي لاري هو بالأصل عبدالله لوري، وترجع أصولهم إلى عوائل التراكمة التي تسكن مناطق جنوب غرب إيران، ولكن عندما بدأت الحكومة الكويتية إصدار الجناسي كان أحد أعضاء لجنة الجنسية بمنطقة الشرق الموجودة بالقرب من فريج العوضي هو الحاج مكي جمعة، وهو من قام بتغيير الاسم الأخير للحاج من لوري إلى لاري.
[ad_2]
Source link