أخبار عاجلة

السيسي للمصريين الإصلاح أمام عيني | جريدة الأنباء


  • هل من المنطقي أن من يريد بناء مسجد لله يسرق أرضه؟ أو يقيمه على أرض بالمخالفة للقانون؟

خديجة حمودة وأ.ش.أ

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أنه طالما ظل رئيسا للبلاد فسيعمل بكل عزم وتصميم ودون تهاون على مواجهة كل الصعوبات والتجاوزات لبناء دولة عصرية حديثة، مشددا على «أن الدولة لن تغيب عن مواجهة التجاوزات والتحديات بعد اليوم».

وقال الرئيس السيسي ـ خلال مراسم افتتاح عدد من المشروعات القومية امس بمحافظة الإسكندرية ـ «إن غياب الدولة خلال الـ 50 أو الـ 60 عاما السابقة جعلنا نتخلف عن ركب التطور، وأنا طالما موجود في هذا المكان فلن أسمح بأن تغيب الدولة ولا استطيع أن أعيش على هذا الوضع ولا أقبل به والمواطنون كذلك لن يقبلوا بهذا الوضع».

ووجه الرئيس السيسي حديثه للمواطنين قائلا «لو أردتم عدم استمراري فهذا لا يسبب لي أي مشكلة.. ولكن أنا طالما في هذا المنصب فالإصلاح أمام عيني وسأتمسك به وأنفذه بما يرضي الله».

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الدولة قامت خلال الـ 7 سنوات الماضية بصرف نحو 350 مليار جنيه على تطوير محافظة القاهرة، لافتا إلى أن هذا المبلغ لو تم صرفه خلال 6 سنوات بالعاصمة الإدارية الجديدة فإنه كان سيغطي جزءا كبيرا جدا من المرافق، وسنبني 500 ألف وحدة سكنية بنظم حديثة جدا.

وتابع الرئيس السيسي: كان يمكننا أيضا بناء (مدينة الإسكندرية الجديدة) بمنطقة سيدي كرير بطول 20 كلم على البحر وعمق 10 كلم، لكننا لم نفعل ذلك وغابت الدولة، ولا يمكن أن تغيب مرة أخرى فلو حدث وأجلنا هذه المشروعات فسنتخلف 100 سنة.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن القنوات الفضائية المعادية لمصر تشكك دائما في الجهود والمشروعات القومية التي تنفذها الدولة، وتسعى إلى تخريب وتدمير الوطن «لكننا نبني ونعمر».

وقال «إن القنوات الفضائية المسيئة ـ التي تعمل من الخارج ـ تسعى دائما إلى التشكيك فيما نفعله وتزعم بأننا نهدم المساجد.. لكن أنا أقول لهم: أنتم تقومون بتخريب وتدمير الشعوب.. لكن نحن نبني ونعمر».

وأضاف الرئيس السيسي أن محافظة البحيرة بها 77 مسجدا مخالفا على حرم ترعة المحمودية، وتساءل: هل من المنطقي أن من يريد بناء مسجد لله أن يسرق أرضه؟ أو يقيمه على أرض بالمخالفة للقانون؟ ومع ذلك سنعيد بناءها من جديد.

وطلب الرئيس السيسي من محافظ البحيرة هشام آمنة، الانتهاء من تنفيذ محور المحمودية خلال عامين من الإسكندرية حتى عمق الدلتا بطول 72 كيلومترا، لافتا إلى أن الهدف من كل المشروعات التي يتم تنفيذها مصلحة المواطنين في المقام الأول.

وقال: عندما بدأنا في تنفيذ مشروع محور المحمودية كان أغلب أهالي المنطقة وتجار وكالة (الحضرة لسوق الجملة) يرفضون المشروع، معتبرين أنه سيؤثر على أرزاقهم، لكن بعد بدء تنفيذ المشروع تلقيت من أهالي المنطقة رسالة شكر وتقدير، وأعربوا عن رغبتهم في تنظيم وقفة للتعبير عن رضاهم لما يتم تنفيذه من مشروعات تعود عليهم بالنفع.

وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن عملية التعدي والبناء غير المخطط تحد خطير جدا تواجهه الدولة المصرية.

وقال إن هناك مشكلتين رئيسيتين هما مشكلة التعدي والبناء غير المخطط، مشيرا إلى أن حجم التعدي في عام 2014 كان 12% من حجم المباني التي كانت موجودة في 2014، ووصل فى عام 2020 إلى 37.5%، والتي قد تكون زادت عما كنا عليه في 2014 ليست أقل من 10 أو 15%، لأن هذا الكلام محل نقاش وجدل كبير.

وأضاف أن كثيرا من المواطنين متألم من موضوع إجراءات الدولة لضبط هذا الموضوع «مخالفات البناء سواء كان البناء على الأراضي الزراعية أو البناء من دون ترخيص»، لافتا إلى أن الاستمرار فى هذه المخالفات يدمر الدولة المصرية.

وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من التقليل من خطورة موضوع التعدي على الأراضي الزراعية والبناء غير المخطط، معتبرا أن هذا الأمر لا يقل خطورة عن أزمة سد النهضة لأن موضوع المياه واضح للجميع، أما أزمة التعدي على الأراضي الزراعية تكمن خطورتها في استمرارها بهذا الشكل.

وأشار السيسي إلى حديث رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي بأن مياه الشرب النقية وصلت إلى 99% من سكان الريف، معربا عن أمله بأن تصل هذه النسبة إلى 100% لكن تحول عقبات دون ذلك.

ووجه الرئيس السيسي حديثه للمواطنين قائلا: إن الأرض الزراعية التي تدمرونها لتسكنوا، فأين ستعملون الآن؟ مشددا على أنه ينبه منذ سنوات من خطورة التعدي على الأراضي الزراعية.

ولفت إلى أنه يرى الأمر على حقيقته من خلال التقارير التي تصله، فضلا عن مشاهدته الشخصية من خلال جولاته، معربا عن استغرابه من بعض المواطنين الذين يعمدون إلى بناء سور على أجزاء من الأراضي الزراعية ويتوهمون بأنهم امتلكوا أرضا للبناء.

وأوضح الرئيس السيسي أن الأرض الزراعية القائمة على نظم الري الحديث تكون استثماراتها وعائداتها أكبر بكثير من أرض البناء، مشيدا بأهمية دور وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بضرورة توعية المواطنين من خلال تنفيذ برامج طمأنة تؤكد أنه من الممكن أن تكون لدينا أرباح ومكاسب أكبر من خلال الأرض الزراعية.

أما بخصوص المدن الجديدة فأكد أنه لم يتم تنفيذ هذه المدن على الأراضي الزراعية بل في ظهير صحراوي، قائلا: ننفذ أيضا مدنا جديدة في أماكن أخرى.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن موضوع الأراضي الزراعية والاعتداء عليها ومخالفات البناء لم يتم اتخاذ إجراءات حادة في هذا الملف دون إنذار بل تم منح مهلة 6 أشهر للتصالح.

صورة مصر الحضارية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية صيانة المشروعات القومية التي تقوم بها الدولة، للحفاظ عليها وعلى رونقها وجمالها لتعكس الصورة الحضارية للدولة المصرية.

وقال الرئيس السيسي ـ في مداخلة خلال كلمة وزير البترول والثروة المعدنية م.طارق الملا ضمن مراسم افتتاح عدد من المشروعات القومية بمحافظة الإسكندرية ـ إن المشروعات الجديدة يتم تنفيذها بشكل حضاري، فلا بد من مراعاة أعمال الصيانة التي تحافظ على شكل المشروع ليبقى لائقا بما يعكس صورة الدولة المصرية.

أدخلنا علوماً جديدة بجامعاتنا لمواكبة الثورة التكنولوجية الراهنة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة ربط التعليم بسوق العمل، داعيا طلاب الجامعات إلى دراسة العلوم الجديدة التي تم إدخالها في الجامعات بما يؤهلهم لمواكبة الثورة التكنولوجية العلمية الراهنة.

وقال الرئيس السيسي: نحن أدخلنا عددا من العلوم الجديدة في الجامعات والتي يحتاجها سوق العمل، موجها وسائل الإعلام والمعنيين بشؤون التعليم بضرورة شرح فائدة هذه العلوم للطلاب وعائلاتهم وكيف أنها تساعدهم على الحصول على فرصة العمل بشكل سريع بعد التخرج.

وأشار إلى أنه «كان هناك عدد كبير من الأسر توفد أبناءها للتعليم في الخارج بهذه العلوم، ولكن حرصا منا على مستقبل أبنائنا وتوفيرا للنفقات، عملنا على إدخال هذه العلوم والمناهج في الجامعات بما يؤهل أبناءنا لمواجهة التحديات التكنولوجية الحالية».

وقال الرئيس السيسي «كان لدينا طلاب في مصر يقدمون على الدراسة في جامعات تصل تكلفتها السنوية لأكثر من 30 ألف دولار، وفي النهاية يحصلون على الشهادة دون تأهيل لتحديات سوق العمل»، مشيرا أن فكرة إدخال هذه العلوم الجديدة في جامعاتنا ليست فكرة مالية وإنما فكرة تعليمية.

700 ألف مخالفة

جدد الرئيس تحذيره من خطورة التعدي على الأرض الزراعية، معتبرا أن هذا الملف ليس مسؤولية الرئيس فقط ولا الحكومة وحدها، بل مسؤولية تقع على عاتق الجميع في الحفاظ على الوطن.

وأضاف أن استمرار هذه الأزمة ليست في مصلحة البلاد أو الأجيال القادمة، موجها رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي بسرعة التحرك مع المواطنين لإنهاء هذا الملف، مشيرا إلى أنه تم تسجيل أكثر من 700 ألف مخالفة، وهذا الرقم مخيف لأنه يتعلق بملايين من المواطنين الذين تأثروا بهذه المخالفات.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن هذه الأزمة ملف شائك، مستغربا من المطالبات بعدم تدخله وحديثة في هذا الأمر وترك الملف برمته للإعلام، مشددا على أنه يتحدث في كل ما يمس مصر ومستقبلها، مجددا تأكيده على أنه لن يبيع الوهم للمواطنين تحت اعتبارات السياسة والحفاظ على الشعبية.

وقال السيسي إنه تم اتخاذ إجراءات صعبة في ملف الإصلاح الاقتصادي وبفضل تلك الإجراءات اجتزنا أزمة كبيرة كنا نعاني منها، وسنستمر على هذا النهج في اتخاذ كل الإجراءات الهادفة للصالح العام حتى لو قوبلت بعدم رضا، مطالبا الجميع بمساعدته من أجل إقامة دولة حديثة وعصرية.

وطالب الرئيس وسائل الإعلام بضرورة تناول أزمة التعدي على الأراضي الزراعية بصورة أعمق وبيان مدى تأثير هذه الأزمة على أمن مصر ومستقبلها.

مؤشرات الدين العام مرتفعة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مؤشرات الدين العام أو الخارجي للدولة وإن كانت مرتفعة، لكن جهود الدولة في ضبط هذا الدين وزيادة حجم الناتج القومي سيجعل الدين في الحدود الآمنة.

وقال «أمامنا خياران الأول أن نقوم بمشروعات تنمية والثاني ألا نقوم بأي مشروعات، ولو لم يتم عمل تنمية فستتراجع الدولة وشعبها سيعاني وسيكون الرقم المطلوب بعد ذلك في تمويل المشروعات أكبر بكثير من التكلفة الحالية»، متسائلا «ما البدائل الأخرى أمامنا، إما نقوم بالاقتراض بأرقام ميسرة إلى حد كبير أو نترك الأمور تتفاقم».

وأكد الرئيس السيسي أن الدولة لا يمكنها التوقف عن تمويل المشروعات بالاقتراض، لكن بشرط أن تقوم الحكومة بضبط هذا الدين الخارجي وجعله داخل الحدود الآمنة، فضلا عن زيادة حجم الناتج القومي.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى