أخبار عاجلة

صاحب المقام الفكرة أكبر من العمل | جريدة الأنباء

[ad_1]

متابعة – سماح جمال

عرضت إحدى المنصات الإلكترونية فيلم «صاحب المقام» الذي اختار صناعه هذه الطريقة لعرضه في «زمن الكورونا» نظرا لقلة الإقبال على صالات السينما التي باتت تخضع اليوم إلى الكثير من التعليمات والإجراءات الاحترازية، ومع غياب دور العرض وعدم عملها في الكثير من الدول، لتكون بذلك سابقة لفيلم بهذا الحجم يعرض عبر المنصات.

وبعيدا عن كيفية عرضه والدخول في تفاصيل «صاحب المقام»، فهو من تأليف الكاتب إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل وبطولة يسرا، أسر ياسين، أمينة خليل، فإن القصة قائمة على فكرة فلسفية دينية عميقة وحساسة وهي «صلة الإنسان بربه» من خلال قصة يحيى «أسر ياسين» الشخصية المحورية لشاب ثري وناجح وتبدو حياته مثالية وحلما للكثيرين الى حين يقرر هدم «مقام ديني» لإقامة مشروع سكني، وهنا تبدأ «العقدة الدرامية» للقصة في التشكل ونرى حياته تنقلب على صعيد أعماله ومن ثم حياته الشخصية مع دخول زوجته «أمينة خليل» في غيبوبة عجز الأطباء عن إيجاد تفسير علمي لها فنراه يبدأ في محاولة تقديم مساعدة لأشخاص لا تربطه بهم علاقة أو صلة سابقة، وتتوالى الأحداث بالفيلم وصولا إلى نهايته.

وما افتقده الفيلم هو الحبكة الدرامية والمشاعر التي تقربه من المشاهد في معظم الأحداث التي جاءت باردة كأنها قراءة نص!

ويمكن وصف الفيلم بأن فكرته كانت أكبر بكثير مما شاهدناه!

فهل يعقل أنه في أحد أهم مشاهد الفيلم والتي يفترض بها أن يكون البطل بها في ذروة مشاعره وقمة احساسه لا يستطيع البكاء وتوضع له دموع اصطناعية؟ وليس هذا فحسب بل تظهر مصطنعة للمشاهد ولا يستطيع المخرج اطفاء نوع من الواقعية عليها.

«صاحب المقام» كان زاخرا بالفنانين الذين ظهروا بمشاهد لم تتجاوز مدتها دقائق معدودة وعلى رأسهم الفنانة يسرا التي تصدرت صورتها الملصق الإعلاني للفيلم لكن دورها البسيط لا يتجاوز حدود ضيفة شرف، لكن هل هذا الكم من الفنانين الذين لا يختلف على موهبتهم وحضورهم كان محاولة للهروب من ضعف الفيلم على أصعدة أخرى؟

فكاتب الفيلم صاحب الباع والموهبة والتاريخ والتجارب السينمائية والتلفزيونية السابقة تدور أعماله في فلك فلسفي وعمق في طرح الفكرة، غالبا لا يتماشى مع الصورة التي تظهر على الشاشة، وهذا ما حدث مع «صاحب المقام» الذي ترتكز فكرته على الجانب الروحاني والعلاقة بين العبد وربه، كانت تحتاج لعناية أكثر في تناولها كونها تمس كل إنسان بغض النظر عن انتمائه الديني أو طريقة المباشرة في طرحها هنا سواء أكانت في مصلحة الفيلم أم لا؟

قد يكون مخرج الفيلم هنا افتقرت رؤيته في بعض جوانبها إلى بعض التفاصيل في العمل، وتفاصيل الممثل وربطه بالفكرة وروح الشخصية التي يقدمها بدلا من الاعتماد على الممثل وموهبته دون توجيهها، لذا وجدنا الفنانين يقدمون شخصياتهم وليس شخوص القصة، كأنهم يصورون اللقطات عبر حساباتهم الشخصية، فالفنانة يسرا قدمت الشخصية المثالية المحبة الطيبة والمساعدة للغير كأنها يسرا التي نراها في أغلب أعمالها! آسر ياسين الشاب الوسيم الواثق من نفسه الثري.. فأين الجديد؟

أمينة خليلة دور لم تكتمل أو تتشكل ملامحه حتى في إطار العمل.. خالية من الانفعالات البديهية بالموهبة والنجومية التي تمتلكها بل لعل التعابير وردود الفعل التي ظهرت عليها خلال استضافتها في أحد برامج المقالب بالموسم الرمضاني الماضي كانت أكبر مما أظهرته في فيلم «صاحب المقام»!

«صاحب المقام» تجربة سينمائية لم ترتق الى قدر التوقعات والانتظار لكنها محاولة ربما تكون بحاجة الى مراجعة من صناعها، فربما تكون إنتاجاتهم القادمة أكثر اكتمالا.



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى