أخبار عاجلة

نوخذة الكويت عيسى بشارة في ذمة الله | جريدة الأنباء


غيَّب الموت امس نوخذة الكويت عيسى بشارة بعد رحلة مليئة بالعطاء كان خلالها احد امهر نواخذة السفر الذي صال وجال البحار من كراتشي الى بومباي وزنجبار ومقديشو ومسقط ودبي.

هذا، وبعث سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى أحد رجالات البلاد النوخذة عيسى يعقوب بشارة ضمنها خالص تعازي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وتعازي سموه، مستذكرا سموه رعاه الله مناقب الفقيد وما قدمه من إسهامات في خدمة وطنه، مشيرا إلى ما تكبده الفقيد من عناء البحر ومجابهة مخاطره في فترات الضنك التي عاشها أهل الوطن الأوفياء، سائلا سموه، المولى تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته الكريمة جميل الصبر وحسن العزاء.

كما بعث رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ببرقية تعزية إلى أسرة المغفور له بإذن الله النوخذة عيسى بشارة أعرب فيها عن خالص العزاء وصادق المواساة بوفاة الفقيد الذي يعد أحد رجال الرعيل الأول ممن ركبوا البحر والذين اسهموا في بناء وخدمة الكويت.

كما بعث سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد ببرقية تعزية مماثلة.

البداية

بدأ النوخذة عيسى بشارة، رحمه الله، تدريبه على السفر وقيادة السفن الشراعية برفقة والده يعقوب بشارة في العام 1930، ثم اصبح بعد ذلك معلما ونوخذة لكثير من السفن اهمها البوم «سردال» والبوم «نايف» والبوم «فتح الخير» المشهور، وواصل سفراته حتى بلغت السادسة والعشرين سفرة وعبرة عام 1953، وان كانت هذه ليست الاخيرة، لأنه واصل سفرات اخرى غبر مسجلة حتى عام 1957، فكان من اواخر النواخذة الذين تركوا السفر وقيادة السفن.

وكان مركز البحوث والدراسات الكويتية قد اصدر ضمن مشروع احياء التراث البحري في الكويت 13 روزنامة لاشهر نواخذة السفر الشراعي في الكويت، وكان من ضمنها روزنامة النوخذة عيسى يعقوب بشارة، رحمه الله، والذي اتى كسجل منظم ودقيق لسفرات النوخذة الراحل، مليئا بالاحداث والتفاصيل لليوميات والوقائع التي عايشها الراحل خلال سفراته.

وعن نشأته، قال بشارة، رحمه الله، في احد احاديثه الصحافية: ولدت عام 1919 في بيت الوالد الواقع في فريج غنيم، ودرست في مدرسة الملا عبدالعزيز قاسم حمادة، ثم اكملت دراستي في المدرسة المباركية، ودرست ايضا في المدرسة الاحمدية، وان مديرها آنذاك الاستاذ عبدالملك الصالح، وركبت البحر وعمري 9 سنوات مع والدي النوخذة يعقوب بشارة لأتعلم منه خفايا ومبادئ البحار واصول الملاحة، وفي عام 1936 ركبت السفينة بوظيفة معلم مع النوخذة حسن اللنقاوي في بوم المرحوم احمد الخرافي، وفي عام 1937 ركبت البحر مع النوخذة عبدالله العثمان كمعلم، وفي سنة 1938 اصبحت نوخذة في بوم الخرافي الى سنة 1940، وبعدها ركبت في بوم يوسف المرزوق مع محمد ثنيان الغانم في بوم فتح الخير الى سنة 1954، وفي اواخر هذه السنة تم بيع بوم فتح الخير وبعدها بفترة قصيرة قمت بشراء بوم لحسابي الخاص، وسافرت فيه لمدة ثلاث سنوات ثم تركت البحر. وعن تجهيزات السفرالتي كان يقوم بها، قال رحمه الله: نعمل على تجهيز عدة السفر كالمأكل والملبس والمشرب، ثم تبدأ عملية اعداد وتجهيز السفينة عن طريق طلائها بالشونة والصل لمنع ألواحها من التآكل، بسبب وجودها في الماء لفترة طويلة، وعند ابحار السفينة يقوم المجدمي وهو رئيس البحارة بتوزيع البحارة على اعمالهم، مثل البيوار واعمراني واللايح وكذلك السكونية وقائد السكان، ويكون العمل بنظام النوبات وفي الليل تكون الجلسات والاحاديث المفيدة مع بعض القصص مع شرب الشاي والقهوة.

وعن البلاد التي سافر اليها وكان نوخذة سفر، قال رحمه الله: سافرت الى اغلب مدن الهند من كراتشي وكاتيوار وخور بندارون وبومباي وكاروار منجرور وكالكوت وافريقيا والصومال وممباسا وزنجبار وعدن وغيرها من المدن.

وعن الفترة الزمنية التي كانت تستغرقها الرحلة الى كراتشي، قال رحمه الله في احد لقاءاته الصحافية: حسب حالة الطقس، فإذا كان الهواء قويا «تارس» تكون الحركة سريعة للسفينة التي تعتمد على الشراع، وكانت تستغرق من 10 الى 12 يوما، وفي حال انخفاض سرعة الهواء، فإن الرحلة تستغرق من 15 الى 20 يوما، واغلب رحلاتنا لا تتوقف فقط عند الهند ونعود الى الكويت، وذلك لعبورنا عدة مدن من البصرة لتحميل التمر، ثم الى كراتشي وكاتيوار، ثم الى بومباي لتحميل الكبريل و«الفوميط»، ثم نتجه لبيعه في افريقيا بممباسا او زنجبار، وهناك نقوم بشراء احشاب الجندل، ثم نتجه الى الكويت، وتستغرق هذه الرحلة بحدود عشرة اشهر، اما المواني التي تتوقف فيها السفن الكويتية فقد ذكر النوخذة عيسى رحمه الله: اذا سارت السفن باتجاه الهند، فإنها تتوقف لدى موانئ كراتشي وكاتيوار وبومباي وقوة ونيبار، اما اذا اتجهت السفن الى سواحل جنوب الجزيرة العربية والساحل الشرقي لقارة افريقيا فإن السفن تتوقف لدى موانئ عدة وبربرة ومقديشو وزنجبار، وعند عودة السفن الى الكويت فإنها تتوقف في موانئ الخليج، خصوصا مسقط ودبي الى ان تصل الى الكويت.

اما انواع رحلات السفر قديما فكانت تقسم بحسب الراحل، رحمه الله، الى عدة رحلات، منها رحلة الهرفي وهي باكورة رحلات السفر، حيث تنتقل السفن الكويتية الى البصرة لتحمل معها التمر الهرفي، وبعدها تنتقل السفن الكويتية من البصرة الى كراتشي وبومباي وغيرها من الموانئ، وهذه الرحلة تكون «المطراش» الاول، اما الرحلة الثانية او المطراش الثاني فهو عبرة عن الموسم الاصلي للسفر، حيث تنتقل السفن الكويتية الكبيرة الى البصرة وتحمل معها نوعين من التمور يطلق عليها الزهدي وتتجه الى كاتيوار وخورميان وبراوه ثم الى بومباي والنيبار وعادة ما يكون في شهر سبتمبر.

وبهذه المناسبة الحزينة تتقدم «الأنباء» بأحر التعازي وأصدق المواساة الى أهل الراحل، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

(إنا لله وإنا إليه راجعون).





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى