موسم الحج 2020 وفيروس كورونا: “لا عمل ولا رواتب” إثر قيود غير مسبوقة للحد من تفشي الوباء
[ad_1]
جلس سجاد مالك حزينا، ووضع رأسه بين يديه، إذ كان مكتب حجز سيارات الأجرة الذي يديره في مكة المكرمة فارغا.
وقال بأسى: “لا يوجد عمل، ولا راتب، ولا شيء”.
“عادة خلال هذين الشهرين، أو حتى قبل الحج بثلاثة أشهر، أكسب أنا والسائقون ما يكفي من المال للعيش بقية العام. ولكن الآن لا شيء”.
أخذ سائق يُدعى سمير الرحمن، وهو جزء من العاملين في القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية، يرسل تحديثات عن حالة المكتب من الطرق حول برج ساعة مكة الشهير. ولكن جموع الحجيج غابت، بعدما كانوا يصطفون عادة في هذه الشوارع، مرتدين ملابس بيضاء، مع مظلات تقي الحر الشديد.
وأصبحت ناقلات الركاب اليوم خالية، وبدت المدينة أشبه بـ”مدينة أشباح”.
يرسل سائقو سجاد له فيديوهات لطيور الحمام تملأ الطرق بدلاً من الحجاج.
ويقول سجاد: “لا يوجد لدى السائقين الذين يعملون معي أي طعام. وينام كل أربعة أو خمسة منهم في غرف مصممة لشخصين”.
سألته إذا كان يتلقى أي مساعدة حكومية. وقال: “لا، لا مساعدة، لا شيء. لدي مدخرات ونحن ننفقها. لكن لدي الكثير من الموظفين – أكثر من 50 شخصا يعملون معي – وهم يعانون”.
وأضاف: “اتصل بي أحد أصدقائي أمس قائلاً: ‘من فضلك أحتاج إلى بعض العمل ولا يهمني كم تريد أن تدفع لي’. صدقوني، الناس يبكون “.
انتشار واسع للوباء
هناك قيود صارمة على الحج هذا العام، فقد شهدت المملكة العربية السعودية انتشارا واسعا لفيروس كورونا على أراضيها.
وأعلنت السلطات عن خفض أعداد الحجيج بنسبة كبيرة، بعدما كان يأتي عادة قرابة مليوني شخص من مختلف أنحاء العالم.
وسيسمح للذين يعيشون في البلاد فقط بأداء فريضة الحج – وسيظل العدد في حدود 1000 شخص فقط.
ولن يكون الحجاج قادرين على الشرب بحرية من بئر زمزم، إذ سيتوجب عليهم تعبئة المياه في زجاجات فردية. وعندما يتعلق الأمر برجم الجمرات، فإنه يجب تعقيمها أولا.
تداعيات في دول أخرى
وبعيداً عن أراضي المملكة نفسها، كان يصحب تدفق الحجاج عادة عمليات استيراد واسعة للماشية من بلدان مثل كينيا – التي يمتلك العديد من مزارعيها الآن فائض من قطعان الماشية غير المباعة.
ويقول باتريك كيماني من جمعية منتجي الثروة الحيوانية في كينيا: “قطاع الثروة الحيوانية الفرعي في كينيا كبير. إنه الدعامة الأساسية لمعظم الأسر في البلاد وطريقة حياة لمعظم المزارعين، خاصة خلال فترة الحج”.
وفي المتوسط، يصدّر أعضاؤه 5 آلاف رأس من الماشية إلى المملكة العربية السعودية في موسم الحج.
وقال: “يقوم المزارعون الآن بتخزين اللحوم في البرادات وببيع القسم الآخر منها في الأسواق المحلية”.
وأضاف: “نحن قلقون من أن اللحوم هذه قد تفسد أسعار الماشية المحلية لأن كل تلك المنتجات الإضافية يمكن بيعها في السوق بسعر مخفض للتخلص منها سريعاً”.
ويتسبب وقف موسم الحج هذا العام بمعاناة للعديد من شركات السياحة.
فقد أرسلت باكستان، مثلا، العام الماضي أكبر عدد من الحجاج الأجانب إلى السعودية. ولكن في كراتشي اليوم، يقول شاهزاد تاج إن شركته التي تعمل على تنظيم رحلات الحج والعمرة على وشك الانهيار.
وقال: “في الأساس، العمل صفر. حتى الأنشطة الأخرى المتعلقة بالسفر توقفت. لم نكن، بصراحة، مستعدين تماماً لهذا”.
وأضاف: “كان علينا تقليص عدد موظفينا إلى الحد الأدنى. لقد أجبرنا الآن على بيع أصولنا وسياراتنا وبعض ممتلكاتنا من أجل تجاوز هذه المرحلة على الأقل. أنا أساعد البعض من أفراد فريقي بأموال للأمور الطارئة، ولكن هذا هو كل ما يمكنني أن أقدمه الآن”.
وتضع القيود هذا العام فجوة مالية كبيرة في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
“الأسوأ قد مضى”
ويقول مازن السديري وهو رئيس البحوث في شركة الراجحي المالية للخدمات المالية بالرياض: “على الرغم من أنّ معظم تكلفة الحكومة السعودية لاستضافة الحج سيتم توفيرها هذا العام، إلا أن مكة والمدينة ستخسران حوالي 9 – 12 مليار دولار”.
ويؤكد السديري أن الحكومة تدخلت للمساعدة. ويضيف: “ربما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعاني، لكن البنك المركزي السعودي يحاول دعم هذا القطاع، لإعفائهم، من خلال تأجيل قروضهم لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى”.
وقال: “نعتقد أننا نواجه الآن فترة تعافي – نعتقد أن الأسوأ قد مضى”.
ويأتي أكثر من 80٪ من الدخل القومي للمملكة العربية السعودية من النفط، ولكن الأسعار تراجعت، مما أجبر البلاد على تنويع مصادر دخلها. ومع ذلك، لم تمض الأمور على ما يرام، وفقاً لألكسندر بيرجيسي من مجموعة موديز لتقييم المخاطر السيادية.
وقال: “أعلنت الحكومة في مارس/آذار 2020 أنها ستؤجل تحصيل الرسوم الحكومية المختلفة، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة، لمدة ثلاثة أشهر. [لكن] هذا لن يجنب الركود في القطاع غير النفطي في اقتصاد البلاد – ونعتقد أنه سيواجه انكماشاَ بنسبة 4٪”.
وفي مكة، وعلى الرغم من شاشة الحجز الفارغة أمامه، لا يرغب سجاد مالك في العودة إلى وطنه باكستان.
وكانت المملكة العربية السعودية بمثابة آخر فرصة اقتصادية لمواطنين في بلدان مجاورة يسعون لكسب ما يكفي.
ويقول: “لقد سمح لي العمل في السعودية لأكثر من ثماني سنوات بإعالة أطفالي وعائلتي في الوطن. نحصل على إعانات طبية مجانية وفي موسم الحج، تكون هناك أرباح كبيرة”.
وأضاف: “العمال يعانون الآن. لكن هذا البلد لا يزال رقم واحد بالنسبة لي والحمد لله”.
[ad_2]
Source link