ملك اسبانيا السابق كارلوس تلقى عشرات ملايين الدولارات من السعودية والمغرب والبحرين
[ad_1]
أثار ظهور مزاعم كبيرة بالفساد وغسيل الأموال بحق ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الشكوك بشأن مستقبل الملكية في ظل حكم ابنه الملك فيليبي.
وفيما بدا أن خوان كارلوس سيدخل التاريخ كزعيم قاد إسبانيا بمهارة من الديكتاتورية إلى الديمقراطية بعد وفاة الديكتاتور الجنرال فرانكو عام 1975، أفضت الأنشطة المالية الخاصة بالرجل البالغ من العمر 82 عاما إلى فتح تحقيقين قضائيين في سويسرا وإسبانيا.
لماذا وقع فيليبي في نفس الشرك؟
بعد تخلي خوان كارلوس عن العرش إثر شائعات بشأن حياته الخاصة عام 2014، حاول الملك فيليبي أن يصنع لنفسه صورة متقشفة تناقض الصورة المترفة المرتبطة بأبيه، في بلد لا تحظى فيه الملكية بشعبية كبيرة.
غير أن اسم فيليبي ارتبط هو الآخر بنمط الحياة المترفة بفضل ملايين والده في الخارج، مما أدى إلى تصاعد مطالبات بالإصلاح وزيادة المحاسبة. ويتعرض الملك الآن لضغوط لكي ينأى بنفسه عن أبيه.
تعقب أثر الأموال الملكية
في عام 2018 وبعدما تناقلت وسائل الإعلام شائعات بشأن ثروة خوان كارلوس الغامضة، فتح مدعي سويسري تحقيقاً استجوب خلاله محامي الملك السابق في سويسرا ومستشاره المالي وآخرين على صلة به، من بينهم عشيقته السابقة كورينا تسو زاين-فيتغينشتاين.
ويركز تحقيق المدعي إيف بيرتوسا على هدية تلقاها خوان كارلوس من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله عام 2008 بقيمة 100 مليون دولار (80 مليون جنيه إسترليني) وما إذا كانت على صلة بإبرام عقد بقيمة 6.7 مليار يورو لإنشاء خط سكك حديدية فائق السرعة بين المدينة ومكة من قبل تحالف شركات إسبانية بعد ذلك بثلاث سنوات.
واكتشف بيرتوسا وجود مؤسستين بالخارج على صلة بحسابات بنكية سويسرية، الأولى هي مؤسسة لوكوم ومقرها بنما، والتي تأسست لتلقي منحة العاهل السعودي بقيمة 100 مليون دولار. وقد تمت تصفيتها عام 2012 وتحويل قيمة المنحة بالكامل تقريباً لصالح تسو زاين-فيتغينشتاين وهي سيدة أعمال ألمانية المولد.
وتحتفظ تسو زاين-فيتغينشتاين بعقد موقع من خوان كارلوس يفيد بأن التحويل المالي كان “منحة لا ترد” وليس غسيل أموال، غير أنها تقول كذلك إنها دفعت الأموال التي تم تحويلها إليها من مؤسسة لوكوم لشراء شقتين تستخدمهما هي وخوان كارلوس في منتجع فيلارز السويسري.
أما المؤسسة الثانية فهي زاغاتكا المسجلة في ليشتنشتاين والمستفيد الرئيسي منها ألفارو دي أورلينانز وهو ابن عم غير مباشر للملك. وقد قام المدعي السويسري باستجواب دي اورلينانز بشأن تلقي حساب المؤسسة البنكي عدة ملايين من صفقات تجارية بالخارج، وبشأن انفاق زاغاتكا أكثر من خمسة ملايين يورو على رحلات طيران خاصة لصالح خوان كارلوس.
التحقيق مع الملك الإسباني السابق بتهم فساد مرتبطة بالسعودية
ويقول دي أورليانز إنه ساعد الملك بدافع الإحساس بـ” شرف العائلة” وإن ملايين زاغاتكا تخصه بالكامل.
وفي يونيو /حزيران أعلن الادعاء في المحكمة العليا الإسبانية بدء أول تحقيق بشأن خوان كارلوس في بلده، لتحديد ما إذا كان الملك السابق يجب أن يواجه اتهامات بشأن الأموال السعودية.
ويتمتع الملك السابق بالحصانة من المساءلة بشأن أي تصرفات قبل تنازله عن العرش عام 2014.
متى ساءت الأمور بالنسبة لخوان كارلوس؟
تكررت التلميحات والشائعات خلال فترة حكم خوان كارلوس بشأن حياته الباذخة والمزاعم حول علاقاته العاطفية خارج إطار الزواج وصلاته بصفقات تدور حولها شبهات فساد غير أن وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية غضت النظر عنها إلى حد كبير، حتى إبريل/ نيسان 2012 حين وقع حادث خلال ممارسة الملك آنذاك لإحدى هواياته وهي الصيد.
لم يكن الملك في رحلة صيد للخنازير البرية أو الغزلان في بلاده وإنما للأفيال في بوتسوانيا، في وقت وصلت فيه معدلات البطالة في إسبانيا إلى 24 في المئة خلال أسوأ موجة ركود منذ تولى خوان كارلوس قيادة البلاد نحو الديمقراطية.
العائلة المالكة الإسبانية في موقف محرج
وما لبث أن كُشف الغطاء عن هذه الرحلة السرية حين تعرض خوان كارلوس لكسر في الفخذ ونقل إلى إسبانيا. وجاءت حادثة الصيد بعد فترة وجيزة من فضيحة أخرى حين تورط زوج ابنته إيناكي اوردانغارين في قضية فساد أودت به إلى السجن عام 2018.
حينها انقلبت وسائل الإعلام والتي كانت مهادنة له في السابق على خوان كارلوس. وعلى الفور تم إبلاغ المواطنين الإسبان بأن ملكهم كان في بوتسوانا مع عشيقته تسو زاين-فيتغينشتاين في رحلة تكفل بها قطب سعودي.
وأدت سلسلة من المشكلات الصحية والشائعات المتواصلة بشأن حياته الخاصة إلى اتخاذه قراراً بالتنازل عن العرش لصالح ابنه فيليبي في يونيو/حزيران 2014. لكن الأسوأ كان بانتظار “الملك الفخري” الجديد.
تسجيلات تكشف عن مفاجآت صادمة
في عام 2018 نشرت صحيفة إل سبانيول الإلكترونية سلسلة مقالات بنيت على محادثات مسجلة بين تسو زاين-فيتغينشاين وخوسيه فيلاريخو وهو محقق شرطة سابق مسجون حاليا. ولم تكن عشيقة خوان كارلوس السابقة على علم بأن فيلاريخو اعتاد على تسجيل محادثاته مع ذوي الثروة والنفوذ.
وخلال حديثها معه في منزلها بلندن عام 2015 أشارت تسو زاين-فيتغينشاين إلى ما وصفتها بجهود خوان كارلوس الخرقاء في غسيل الأموال. وتحدثت عن أنها تفاجأت حين قيل لها أنها تلقت هدية عقارية من العاهل المغربي بقيمة 3 ملايين يورو قبل أن يُطلب منها نقل ملكيتها إلى خوان كارلوس.
بيع سيارتي فيراري اهدتهما دولة الامارات للملك الاسباني السابق بالمزاد
وبحسب التسجيل قالت تسو زاين-فيتغينشاين بصوت يكاد يكون مسموعا “يقولون إنها لا تريد رد الممتلكات، لكنني إن فعلت سأواجه تهمة غسيل الأموال وأودع السجن”. وبعد ذلك زعمت أن جهاز الاستخبارات الإسبانية شن حملة ترهيب منظمة لإجبارها على التعاون معه.
وقالت تسو زاين-فيتغينشاين “ليس لدى الملك أي فكرة عما هو قانوني وما هو غير ذلك”.
أدت التسجيلات مباشرةً إلى فتح تحقيقين في جنيف والمحكمة الوطنية في إسبانيا. وتولت المحكمة العليا في إسبانيا التحقيق لكونها الجهة القضائية الوحيدة المخولة بمساءلة ملك سابق.
الملكية تتعرض لمزيد من الضرر
رغم أن عجلة الإجراءات القضائية تدور ببطء وقد لا تؤدي بخوان كارلوس إلى قفص الاتهام على الإطلاق، فإن وسائل الإعلام فتحت أبوابها على مصراعيها فيما يتعلق بنمط الحياة المترف للملك السابق. وكشفت صحيفة إل باييس الإسبانية –والتي كانت داعماً تقليدياً قوياً لخوان كارلوس- عن قيام الملك السابق في عام 2010 بزيارة مدير ثروته بمنزله في سويسرا حاملا حقيبة تحوي مبلغ 1.9 مليون دولار قال إنه هدية من ملك البحرين.
ولعل أكثر ما ألحق ضرراً بالملكية في إسبانيا كمؤسسة هو ما كُشف عنه في مارس/ آذار الماضي حول وجود اسم فيليبي كمستفيد بالوراثة من مؤسستي لوكوم وزاغاتكا، الأمر الذي دفع الملك الحالي لإعلان رفضه لأي تركة اقتصادية ربما يكون خوان كارلوس قد أوصى بها له.
وفي بيان عن العائلة المالكة في إسبانيا، أُعلن أن خوان كارلوس لن يحصل بعد ذلك على مخصصاته السنوية من الميزانية الرسمية للدولة والتي تقدر ب200 ألف يورو. ولم يظهر خوان كارلوس علناً منذ ذلك الحين.
ما الذي قد يحدث فيما بعد؟
لا يتمتع المك السابق بأي حصانة في سويسرا بغض النظر عن تاريخ ارتكاب أي جرائم محتملة، وبالتالي يبقى الأمر مرهوناً بالمدعي بيرتوسا ما إذا كان سيوجه إليه اتهامات.
وفيما يخص تحقيق المحكمة العليا في إسبانيا، يعتقد أغلب الخبراء أن الاتهامات لن تطال الملك السابق لأن أغلب الجرائم المحتملة وقعت قبل تخليه عن العرش.
كما صوت الكونغرس الإسباني ضد طلب من أقلية تضم أحزاب اليسار وأحزابا إقليمية لعقد جلسة تحقيق حول أصول ثروات خوان كارلوس بالخارج.
ولكن ما هو مستقبل الملك فيليبي في بلد تشير استطلاعات الرأي إلى انقسامه بين فريقين متساويين بشأن بقاء النظام الملكي؟
بعد ثلاثة أيام من إعلان رفضه لثروة أبيه، ظهر فيليبي في التلفزيون مخاطباً الشعب الإسباني بعد فرض إجراءات الإغلاق بسبب وباء كورونا، ولم يشر إلى أي من الفضائح، فيما خرجت أقلية من المواطنين في الشرفات تقرع الطناجر احتجاجاً على تصرفات العائلة المالكة.
ما الذي ينبغي أن يفعله فيليبي؟
على مدى الأسابيع الأخيرة، رفضت العائلة المالكة التعليق على أي من التفاصيل التي تم الكشف عنها والتي صارت تشير إليها بوصفها ” الحياة الخاصة” لخوان كارلوس.
لكن التقارير التي تحدثت عن نقل ملايين اليوروهات إلى مقر إقامة العائلة المالكة في قصر زارزويلا من قبل خوان كارلوس ومعاونيه، وظهور تسجيل جديد لتسو زاين- فيتغينشتاين تقول فيه إن الملك السابق كان يدفع نفقات عائلته ” نقدا ” ، كل هذا لا يضع مجالا للملك فيليبي لأن ينأى بنفسه عن خطايا أبيه.
ويرى البعض أن فيليبي بحاجة إلى أن يتخذ خطوات أوسع باتجاه القطيعة مع الماضي. رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أقر مؤخراً بأن الاتهامات بحق خوان كارلوس “مزعجة”، وقال إنه يؤيد تعديل مبدأ الحصانة المطلقة لرأس الدولة.
ويقول خوسيه أنطونيو زارزاليخوس المؤيد البارز للملكية ورئيس التحرير السابق لصحيفة إيه بي سي الملكية إن الملك فيليبي بحاجة إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لتأمين مستقبله على العرش، بما في ذلك “الإبعاد الفعلي” لخوان كارلوس من قصر زارزويلا. ويضيف ” على فيليبي أن يقدم توضيحاً كاملاً للمجتمع الإسباني وأن يدرس الكشف عن الدخل مثلما يفعل الساسة المنتخبون”.
[ad_2]
Source link