أخبار عاجلة

صناعة الموسيقى الحلقة الأضعف في زمن | جريدة الأنباء


  • عبدالله القعود: لو طرحت أفضل الأغاني وأقوى الألبومات فلن تكون لها أصداء لأن الناس «مالها خلق»
  • حمد الخضر: الناس لديها حالة تشبع من الأغاني
  • ربيع الصيداوي: غياب البصمة الغنائية من تبعات «كورونا»

تحقيق – سماح جمال

شكّلت 2020 حالة استثنائية في العديد من المجالات ومنها المجال الفني وتحديدا صناعة الموسيقى التي بدت الحلقة الأضعف في زمن الجائحة، فمع اختفاء الحفلات وتأجيل مواعيد طرح الكثير من الألبومات والأغنيات نظرا للحالة التي عاشها العالم، وحتى ما طرح منذ بداية الازمة لم يأخذ حقه من المتابعة والتفاعل الذي تستحقه، «الأنباء» استطلعت آراء صناع الفن وما قدم من أعمال في فترة الجائحة وهل ستبقى في الذاكرة؟ ولماذا تعيش الأعمال الموسيقية المرتبطة بفترات الحروب في الذاكرة إلى يومنا هذا؟

«دقت طبول الحرب»

في البداية، تحدثت «الأنباء» مع الملحن القدير عبدالله القعود فقال: الجائحة التي يعيشها العالم اليوم ليست حربا أو غزوا حتى تكون الأغنية لها دور مهم، فتاريخيا الموسيقى والأغنيات ارتبطت بالحروب ولهذا انتشرت عبارة «دقت طبول الحرب»، ولكن المرض لا توجد له أغان، ونحتاج الدعاء أكثر من الأغاني، خاصة أننا شعوب ايمانية، وعندها قدمت أغنية «كفو كفو» التي غناها الفنان نبيل شعيل وقدمناها كرسالة شكر وعرفان للصفوف الأولى، وأنشودة دينية مع الشيخ مشاري العفاسي «لعله خير».

وتابع قائلا: شخصيا أرى أن الأغنية في هذه المرحلة تعتبر ثانوية وليست أساسية، وإذا تمعنا في الأوضاع الجارية في العالم فسنجد أن معظم البيوت مرت بمراحل صعبة وعانوا من المرض سواء هم أو أحد أفراد أسرتهم، والمزاج العام للجمهور غير متجه إلى الأغاني، فحتى لو طرحت أفضل الأغاني وأقوى الألبومات فلن يكون لها تفاعل أو أصداء مع الجمهور لأن الناس «مالها خلق».

وتابع قائلا: صحيح أن «الأزمات تصنع الفن ولكن في مثل هذه الأزمة قد يكون مستقبلا مسلسل أو فيلم يتحدث عن هذه المرحلة التي مررنا فيها ولكن ليست الأغاني».

وعارض القعود أن يطرح الفنانون ألبوماتهم الغنائية في هذه الفترة الحالية وأنه مع تحسن الأوضاع سيبدأ الفنانون بطرح أغنيات وألبومات مع عيد الأضحى المبارك.

وتحدث القعود عن الحال التي كانت مخيمة على الفنانين عموما وسط هذه الجائحة، فقال: عندما سجلنا أغنية «كفو كفو» للفنان نبيل شعيل فانها سجلت في منزله ولم يذهب إلى الاستوديو.

واضاف ان أجواء من الخوف كانت مسيطرة على الجميع، وبحكم الإجراءات الاحترازية كساعات الحظر فإنها كانت مربكة للجميع، وهذه الأجواء من الصعب أن نعمل فيها ونقدم أغنيات.

وتابع قائلا: وشخصيا عندي مجموعة من الأغاني لعدد من الفنانين، ولكنها كلها مؤجلة في الفترة الحالية، وحتى الأفكار التي ظهرت في البداية والتي قدمتها بعض المراكز الثقافية كانت جيدة ولكنها غير مؤثرة لأن الناس «مو مركزة» بهذه الأمور.

وعن رأيه في انتشار حفلات الاونلاين التي شارك فيها أغلب المطربين في العالم، قال: ما قدمه كل هؤلاء الفنانين هي أعمالهم القديمة والسابقة ولم يكن فيها طرح لأغنيات أو ألبومات جديدة، فهذه التقنية الجديدة تم توظيفها بصورة جيدة، ولكنها بدأت بعدما بدأت الأمور تتحسن والمزاج العام يتحسن.

وأكد القعود أن 2020 موسيقيا من المبكر تقييمها، وقال: من الظلم تقييمها حاليا وعلينا الانتظار خاصة أنه مع عيد الأضحى المبارك سيتم طرح عدد من الأغاني والألبومات، فما مر على العالم ليس بالأمر الهين ونحتاج لوقت طويل حتى نستطيع تقييمه.

وأضاف : وحاليا عندما اعمل على ألحان جديدة استطيع أن ألاحظ الاختلاف الذي طرأ علي من ناحية رؤيتي الفنية وتوجهي، فهذه الفترة منحتنا الفرصة حتى نتأمل أكثر الأحداث المحيطة بنا ونكتشف أنفسنا أكثر.

الروح المعنوية

من جانبه، قال الموزع ربيع الصيداوي: غياب البصمة الغنائية من التبعات التي سببتها جائحة كورونا في العالم، لكننا قدمنا أغنيات تساعد على رفع الروح المعنوية للناس، لكن عندما نتحدث عن مرض وتحديدا «فيروس» فإنه شكل ربكة في العالم كله.

وتابع قائلا: ولهذا كنا نرى الأغاني والموسيقات في وقت الحروب كالتي قدمها بيتهوفن عن الحرب العالمية الثانية تحدثت عما يمر به العالم ولا تخص شعبا أو دولة بعينها، وهذا لا ينطبق على الجائحة مع العلم أننا في بداية الازمة قمنا بمؤازرة الصفوف الأمامية وقدمنا أعمالا نشكرهم فيه، وفي النهاية، هذا دور الفن في الأزمات وهذا ما نستطيع تقديمه، فنحن نقدم طاقة ايجابية للناس ونقدم لهم التوعية بطريقة بسيطة.

واعتبر الصيداوي أن الأعمال التي تقدم في مثل هذه الأزمات تنتهي بنهاية الازمة، ومع نهاية الجائحة فان الناس لا تريد أن تتذكرها، وتابع قائلا: ولكن شخصيا اعتقد أن أغنية «مشتاقين» التي قدمتها مع الفنان بشار الشطي ستعيش أكثر لأنها طرحت في وقت وعبرت عن حالة اشتياق الجميع للعودة لحياتهم الطبيعية.

كما أشاد الصيداوي بالعمل الموسيقي الذي قدمه مركز جابر الأحمد الثقافي «حب هذه الأرض» بطريقة عبرت عن التباعد الاجتماعي، مؤكدا أن هذا هو الوجه والدور الحقيقي للفن، وكانت مماثلة للكثير من الأعمال التي قدمتها الفرق الأوركسترا في روسيا وغيرها حول العالم.

«في ظل الجائحة أثرها إيجابي» هكذا قيم الصيداوي انتشار Lives الحفلات، واستطرد قائلا: وشكلت متنفسا للترفيه والترويح عن الناس وكانت تجربة مهمة للفنانين الشباب خصوصا ليتواصلوا مع الجمهور، كما أنها أوجدت نوعا جديدا من الحفلات والفعاليات التي قد تكون موجودة ولكن استمرارها فيما بعد الجائحة سيكون سلبيا.

الكل «موسوس»

من ناحيته، قال الملحن حمد الخضر: الوضع والازمة التي اجتاحت العالم وأثرت على نفسياتهم، والتواصل أصبح غير موجود باستمرار بحكم أن الناس خائفة والكل «موسوس» ولهذا فان الناس لم تلتف حول الأغاني، ومع ذلك هناك بعض الفنانين طرحوا أغنياتهم أو ألبوماتهم ومن بينهم الفنان نبيل شعيل الذي ظلم ألبومه.

وتابع الخضر: وهذا لا يعنى أن مجال الموسيقى والأغنيات هو الحلقة الأضعف في مجال الترفيه، ولكن هناك حالة من التشبع من الأغاني، ولهذا فان اغلب الناس تتجه إذا ارادت أن تسمع أغنيات إلى الأعمال القديمة وليست الجديدة.

واستحسن الخضر انتشار ظاهرة حفلات الاونلاين، وقال: فكرة جميلة وجانب ترفيهي مهم وهي بمنزلة جلسة غنائية تلفزيونية ولكن على مواقع التواصل الاجتماعي.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى