أخبار عربية

سد النهضة: هل ملء إثيوبيا له دون اتفاق إعلان حرب؟


مجلس الأمن الدولي. صورة أرشيفية

مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

مجلس الأمن الدولي. صورة أرشيفية

ناقشت صحف عربية مستجدات أزمة سد النهضة الإثيوبي، بعد أن دعت مصر مجلس الأمن الدولي إلى التدخل، من أجل استئناف المحادثات حول السد، الذي تشيده إثيوبيا على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان.

ووصف كتّاب الموقف الإثيوبي بـ “التعنت”، بينما تناول آخرون ما تبقى لدى مصر من خيارات بحسب وجهات نظرهم.

وتساءلت صحف عما إذا كان استمرار إثيوبيا على نهجها بمثابة “إعلان حرب”.

“استفزاز غير محسوب العواقب”

يقول جبريل العبيدي في “الشرق الأوسط” اللندنية: “إعلان إثيوبيا استعدادها لملء السد بشكل أحادي يفاقم الأزمة ويدفعها في طريق مسدود، خصوصاً في ظل التعنت بشأن الاستمرار في بناء السد وملئه، من دون التشاور مع دول حوض النيل كما تنص الاتفاقيات”.

ويضيف: “والمماطلة وترحيل الأزمة من اجتماع لآخر ومن مكان لغيره، الهدف منها كسب الوقت لاستكمال البناء وملء الخزان، ووضع مصر والسودان في حكم الأمر الواقع وفرضه، وهذا السلوك مهدد للأمن الإقليمي”.

ويرى الكاتب أن “ما تقوم به السلطات الإثيوبية يعد استفزازا،ً غير محسوب العواقب والمخاطر، فهناك لعب بالماء والأمن المائي”، مضيفاً أن “بينما كانت الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) قد توصلت الشهر الماضي إلى اتفاق مبدئي، على أن عملية ملء السد ينبغي أن تتم على مراحل في أثناء موسم الأمطار، ولكن إثيوبيا نكثت الاتفاق، خصوصاً أن السعة التخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب، وهي مساوية تقريباً لحصتي مصر والسودان السنوية من مياه النيل”.

ويقول حمدي كامل في “أخبار اليوم” المصرية إن “سياسة النفس الطويل فضحت التعنت الإثيوبي، في أزمة سد النهضة”.

ويضيف أن “إثيوبيا رفضت مناقشة الجوانب القانونية، وإبرام إتفاقية ملزمة وفق القانون الدولي، وتمسكت بقواعد إرشادية يمكن لها تعديلها بشكل منفرد”.

“هل ملء السد إعلان حرب؟”

ويحذر أحمد موسى في “الأهرام” المصرية من أنه “فى حالة استمرار هذا التعنت الإثيوبي، ربما ستكون لمصر خطوات سياسية أخرى بوضع العالم أمام مسؤولياته، أما التوصل لاتفاق فيجب أن ترعاه الأمم المتحدة، حتى يصبح حاكماً وملزماً على مر الأجيال القادمة”.

ويضيف: “مصر تتمسك بحقها الكامل فى مياه النيل، وأن تكون هناك ثقة ومنافع مشتركة بين الدول، وهذا ما حرصت عليه القيادة السياسية، فى التعامل مع ملف سد إثيوبيا، فالحقوق والالتزامات واضحة ولا تقبل التنصل منها فى أى زمن.. النيل هو حياة للمصريين”.

مصدر الصورة
AFP

Image caption

أعلنت إثيوبيا عزمها البدء في ملء السد في يوليو/ تموز المقبل، بغض النظر عن التوصل لاتفاق مع مصر

وتري صحيفة “الأيام” اليمنية أن المفاوضات “تتصدع”، وتقول: “بعدما أعلنت الدول الثلاث إحالة الملف إلى رؤساء الحكومات، بعد فشل المفاوضات الوزارية الثلاثة، يتصاعد الجدل في مصر حول ضرورة التحرك، في خطوات بديلة عن مسلك التفاوض الذي أهدر 9 سنوات من دون الوصول إلى اتفاق”.

وتتساءل الجريدة: “هل ملء السد من دون اتفاق يمثل إعلان حرب؟”

ونقلت الجريدة عن أستاذ العلوم السياسية في معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، أيمن شبانة، قوله إن تنفيذ إثيوبيا قرارها ببدء ملء السد في يوليو المقبل، بغض النظر عن الوصول إلى اتفاق مع مصر والسودان، يمثل إعلان حرب من وجهة نظر القاهرة”.

وترى نجاة الحاج في “أخبار اليوم” السودانية أن “الصورة قاتمة”، وتتساءل: ” في قضية سد النهضة.. ما بعد الاحالة لرؤساء الوزراء هل تتوقف إثيوبيا عن التعنت؟”

ونقلت الكاتبة عن أحمد المفتي، خبير المياه والقانون، قوله إن على مصر والسودان تحديد موقفهم في أسرع وقت، حيث إن “موقف إثيوبيا حالياً هو أن يكون الاتفاق غير ملزم، و أن تعدل قواعد الملء والتشغيل كما تشاء ومن وقت لآخر، وأن يقتصر الاتفاق علي قواعد الملء والتشغيل، ولا يتضمن أنصبة مائية ( الأمن المائي) أو أمان السد، أو تعويضات عن الأضرار، أو وقف الملء إلي حين التوقيع علي الاتفاق النهائي، وأن تكون آلية حل الخلافات غير ملزمة، و رفضت إحالة الملف لرؤساء الوزراء”.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى