أخبار عربية

الإغلاق العام وفيروس كورونا: كيف تستغل وقت فراغك لتساعد العالم؟

[ad_1]

الجهود الفردية للمتطوعين في المشروعات التي تستعين بالمصادر الخارجية، تساعد الباحثين في تحليل كميات كبيرة من المعلومات في وقت أقل

مصدر الصورة
Alamy

Image caption

الجهود الفردية للمتطوعين في المشروعات التي تستعين بالمصادر الخارجية، تساعد الباحثين في تحليل كميات كبيرة من المعلومات في وقت أقل

واظب الرهبان في دير بلمونت بمقاطعة هيرتفوردشاير على مدى نحو نصف قرن على تسجيل قراءات مقياس المطر في الأراضي المحيطة بالدير، وكانوا يدونون في سجلاتهم كمية الأمطار التي تسقط كل شهر بدقة.

لكن في عام 1948، اضطر الرهبان للتوقف حتى يصلح رئيس الدير ثقبا في قمع مقياس المطر أحدثه عيار ناري.

ورغم أن وجود هذا الثقب لا يزال لغزا، إلا أن هذه القصة ليست إلا واحدة من القصص التي كشف النقاب عنها فريق من 16,000 متطوع كانوا يشاركون في مشروع “رينفول ريسكيو” لتحويل السجلات المكتوبة بخط اليد عن الطقس البريطاني إلى ملفات رقمية. وتحوي المستندات الورقية التي تحتفظ بها هيئة الأرصاد الجوية البريطانية 3.5 مليون معلومة وتعود إلى عام 1820.

ويقول إيد هاوكينز، عالم الطقس بجامعة ريدينغ الذي أشرف على المشروع: “أدركنا أن المتطوعين كان لديهم وقت فراغ طويل أتاح لهم الفرصة لاستكمال المشروع في 16 يوما فقط، في حين كنا نتوقع أن يستغرق 16 أسبوعا”. وستستخدم هذه البيانات في تحسين دقة تنبؤات الطقس مستقبلا.

وقد زادت مشاركة المواطنين والهواة في البحوث العلمية التي يتعذر على العلماء المتخصصين إجراؤها بمفردهم. وقد وجه مشروع “رينفول ريسكيو” الدعوة للجمهور لمساعدة الباحثين عبر منصة “زونيفيرس”، التي تستضيف عشرات المشروعات في موضوعات شتى.

ورغم أن معظم هذه المشروعات لها أهداف علمية، إلا أن الكثير منها يتيح للناس إفادة العالم.

فقد دعا أحد المشروعات المتطوعين للمساعدة في البحث عبر صور الأقمار الاصطناعية عن منازل ريفية في أفريقيا لتوصيلها بشبكة الكهرباء. في حين دعا آخر بقيادة باحثين من جامعة نوتنغهام بالمملكة المتحدة، للمشاركة في البحث عن علامات العبودية الحديثة في جنوب آسيا بتعقب مصانع الطوب.

وثمة مشروعات أخرى تدعو الجمهور للمساعدة في تتبع انتشار الأنواع الدخيلة في المحيطات من صور مأخوذة تحت الماء، أو تمييز الزلازل عن الهزات الأرضية الخفيفة بالاستماع إلى الموجات الزلزالية.

ويقول هاوكينز: “يتيح موقع ’زونيفيرس‘ للمتطوعين كتابة بيانات على الكمبيوتر أو عد البطاريق أو المشاركة في تصنيف الحيوانات بمتابعة الصور المتلقطة في محمية سرينغيتي في تنزانيا، فهناك طائفة من الأنشطة المتنوعة التي تناسب اهتمامات جميع المتطوعين”.

إذ تفسح المشروعات من هذا النوع للمتطوعين مجالا لمحاربة الظلم وتعقب المخالفين والمجرمين وتغيير العالم إلى الأفضل دون أن يبرحوا منازلهم.

جماعات البحث من المنزل

يقول أدريان كورن، مدير مؤسسة “تريس لابس” الكندية للبحث عن المفقودين، إن عدد المتطوعين زاد منذ تفشي وباء كورونا. وتنظم شركة “تريس لابس” التي لا تهدف للربح منافسات يشارك فيها قراصنة إنترنت لجمع أكبر قدر من المعلومات التي تساعد في العثور على المفقودين.

ويبحث هؤلاء المتطوعون عن المعلومات الأمنية من المصادر المتاحة على الإنترنت، أو ما يسمى بالاستخبارات مفتوحة المصدر. وفي أبريل/نيسان الماضي، فحص 550 مشاركا تفاصيل 15 حالة، وتوصلوا إلى 8,000 دليل جديد.

ويقول كورن إن الشركة لا تعتمد على أساليب القرصنة غير القانونية، بل يجمع المشاركون المعلومات من المصادر المتاحة للجمهور عبر الإنترنت وترسل الشركة المعلومات إلى المسؤولين عن إنفاذ القانون.

وفي عام 2019، فحص أحد المشاركين مقاطع الفيديو على يوتيوب بتمعن واكتشف مقطعا للشخص المفقود يستقل سيارة لم يلحظها المحققون. وتمكنت الشرطة من التعرف على رقم لوحة السيارة، وقادهم البحث إلى عنوان وجدوا فيه الشخص المفقود حيا.

ويشارك أكثر من 7,000 متطوع في منتدى شركة “تريس لابس”، ويطرحون أفكارا جديدة ويعرضون مهارات ويعملون معا للتوصل إلى أدلة جديدة عن المفقودين.

شخصيات منسية

طلب معهد تاريخ العلوم في فيلاديلفيا من الجمهور المساعدة في التعريف بالعالمات اللائي يظهرن في الصور إلى جانب زملائهن الذكور في الصور القديمة دون التنويه بأسمائهن أو إنجازاتهن.

ويركز هذا المشروع على إسهامات النساء في العلوم التي أغفلها التاريخ. وتقول ريبيكا أورتنبرغ، محررة مواقع التواصل الاجتماعي بمعهد تاريخ العلوم، إن النساء بالطبع شاركن في المجال العلمي بطرق مختلفة لسنوات طويلة. وترى أنه بإضافة أسماء ومعلومات إلى صور هؤلاء العالمات سيجري تصحيح السجلات التاريخية.

مصدر الصورة
Alamy

Image caption

قد يلعب المحققون الهواة عبر الإنترنت دورا مهما في العثور على المفقودين، رغم أنهم قد يخفقون أحيانا

وتساهم جيس ويد، المحررة بموقع “ويكيبيديا”، الذي يعد أشهر المشاريع التي تعتمد على إسهامات الجمهور، في إعادة كتابة التاريخ. وأضافت ويد سيّر أكثر من ألف عالمة إلى الموقع. وتقول إنه من الرائع أن تدوّن شيئا على الموقع ليقرأه مئات الآلاف من الأشخاص.

ومن بين كل خمسة سير أو أكثر على موقع ويكيبيديا توجد سيرة واحدة لامرأة. وبإمكان أي شخص المساهمة في إعادة التوازن بين الرجال والنساء، بإضافة صفحات جديدة أو مراجعة الصفحات أو إصلاح الوصلات أو ترجمة مقالات من الإنجليزية إلى لغات أخرى.

المحققون الهواة

ولمن يرغب في تولي مهام أكثر صعوبة، فبإمكانه أن يصبح محققا متطوعا للمساعدة في تنفيذ القانون. إذ دشنت الشرطة الأوروبية “يوروبول” في عام 2017 مشروع “مواجهة إيذاء الأطفال- بالتعرف على الأدلة”. ويطلب المشروع من الجمهور المساعدة في التعرف على الأدلة التي عثر عليها في الصور الإباحية للأطفال، مثل قطع من الملابس أو المواقع الجغرافية.

ويشارك كارلوس غونزالز (الذي استخدم اسما مستعارا)، في هذا المشروع منذ عام تقريبا، إذ يدقق النظر في الصور لتبادل الأفكار والمقترحات والاكتشافات. ويقول إن هذا المشروع استهواه لشغفه بتطبيق “غوغل إيرث”، ولأنه دقيق الملاحظة ويحب الأبحاث، فضلا عن أنه يعمل مهندسا.

وتُحرر الصور قبل أن يفحصها المتطوعون لحذف المحتوى المسيء للطفل أو وجوه الأشخاص. وتضمنت إحدى الصور على سبيل المثال، التي صنفت ضمن الصور الملتقطة في إحدى الدول التي تتحدث الروسية، مشهدا لمبنى من الطوب الأحمر وشجيرة تبدو من نافذة سيارة.

واستشف المحققون عبر الإنترنت أن هذا المبنى هو محطة تسخين المياه لتدفئة المنازل إبان الحقبة السوفيتية. واستعانوا بظل الشجرة لحساب زاوية سقوط أشعة الشمس التي كانت 57 درجة، ومن ثم استثنوا سانت بترسبرغ، التي لا تزيد فيها زاوية سقوط الشمس عن 54 درجة.

وبعد البحث في صور الأقمار الاصطناعية وصور محطات تسخين المياه في موسكو عبر محرك البحث الروسي “ياندكس”، توصل الفريق إلى مصدر الصورة في طريق غير ممهد بمنطقة سيفرني شمالي موسكو.

ويقول غونزالز إن هذه المهمة ليست سهلة، إذ يبحث عن الأدلة ويحاول أن يتجاهل مضمون الصورة. وقد يصادف أحيانا تفاصيل قاسية مثل ظل الطفل المستغل جنسيا، لكنه يحاول دائما التركيز على جمع المعلومات.

الاعتراف بالفضل

قدم المحققون المتطوعون إسهامات كبيرة في الكوارث الكبرى. ففي عام 2014، شارك الكثيرون في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة بعد اختفائها وهي في طريقها إلى الصين.

وفحص المتطوعون في مشروع منصة “تومنود” التي تمتلكها شركة “ديجيتال غلوب”، صور الأقمار الاصطناعية التي تغطي أكثر من مليون كيلومتر بحثا عن حطام السفينة أو آثار زيت في المحيط.

ودعا أحد مشاريع منصة تومنود الجمهور للمساعدة في تقييم الضرر الناتج عن زلزال نيبال عام 2015 بالاستعانة بالصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية التابعة لشركة “ماكسار”.

وتعتمد كل هذه المشروعات على استعداد مجموعة من الغرباء وحماسهم للعمل نحو تحقيق هدف مشترك، رغم أنهم لا يحصلون في الغالب على مكافأة ملموسة نظير جهودهم، التي تتطلب الكثير من الصبر والتركيز. وكثيرا ما يدرك المشاركون أن إسهاماتهم لن يعرف أحد عنها شيئا.

وأشاد هاوكينز في أوراقه البحثية بجهود المتطوعين بشكل عام لكنه يقول: “كنت أود أن أذكر عدد المتطوعين عند كتابة البحث، لكن الدورية رفضت ذلك”.

وبشكل عام، فإن مراقبة تغير المناخ أو محاربة الجريمة أو حل لغز وجود أثر طلق ناري في مقياس مطر، كلها طرق رائعة لشغل وقت الفراغ.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على BBC Future

[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى