أخبار عربية

جورج فلويد: هل أزاحت احتجاجات العنصرية الغطاء عن مظالم السود والأقليات؟


مصدر الصورة
Getty Images

Image caption

الاحتجاجات في لندن تحولت في جانب منها إلى العنف

تطرح الاحتجاجات الواسعة، التي تشهدها عدة مدن في العالم، من لندن إلى باريس، إلى مدن ألمانية وغيرها، ضد ما يصفه المحتجون بالعنصرية وعنف الشرطة، العديد من الأسئلة، حول ما إذا كانت تلك الاحتجاجات، التي تحولت في جانب منها إلى العنف، مجرد احتجاجات عابرة،على موت المواطن الأمريكي الأسود، جورج فلويد على يد شرطي أبيض، في مينابوليس بولاية مينسوتا الأمريكية، في 25 آيار/ مايو الماضي، أم أنها تعبير عن غضب مكتوم، وحياة قاسية يعيشها السود، وغيرهم من الأقليات في مجتمعات غربية، بما فيها الولايات المتحدة منذ عقود، وأن ما حدث فقط، كان رفعا للغطاء، وإتاحة الفرصة لهذه المشاعر، للخروج في صورة مدوية.

في معظم المدن

وكان السبت الماضي 13 حزيران / يونيو، قد شهد أوسع الاحتجاجات وأعنفها، إذ تحولت العاصمة البريطانية لندن، بمعظم ميادينها، إلى ساحة مواجهات، بين الشرطة والمحتجين من جانب، وبين أنصار اليمين المتطرف، والمحتجين ضد العنصرية من جانب آخر، وكان اليمين المتطرف في بريطانيا قد دخل على الخط، في سعي منه كما قال، لحماية تماثيل الرموز الوطنية البريطانية، التي نال المحتجون المناهضون للعنصرية منها.

وفي باريس، احتشد الآلاف من المتظاهرين، وسط العاصمة، احتجاجا على العنصرية ومعاملة الشرطة، وأطلقت الشرطة الفرنسية قنبلتي غاز مسيل للدموع لتفريق المحتجين، في حين رفع يمينيون متطرفون من جانبهم، لافتة ضخمة، تندد بما أسموه “العنصرية المناهضة للبيض” من سطح أحد المنازل، ولكن سرعان ما تم تمزيقها إلى قطع، من قبل السكان.

وشهدت أيضا مدينة زيوريخ بسويسرا، تظاهرة ضمت أكثر من عشرة آلاف شخص، للتنديد بالعنصرية، كما شهدت ثلاث مدن بألمانيا، بينها شتوتجارت وهامبورج، احتجاجات مماثلة.

القشة التي قصمت ظهر البعير

ودفعت كثافة الاحتجاجات واتساع نطاقها، وتحولها إلى حالة من العنف في بعض الأحيان، بعضا من المراقبين، إلى القول بأن قضية موت المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد، على يد شرطي أبيض في مايو الماضي، لم تكن سوى القشة التي قصمت ظهر البعير، وأن مايحدث، ليس بمثابة احتجاج تلقائي على الحادث، وإنما هو تعبير عن احساس دفين، بالتمييز والظلم، وجد طريقه للخروج مع توافر الظروف الملائمة .

وفي الحالة البريطانية، تلخص الكاتبة أفوه هيرش، في مقال نشرته بصحيفة الجارديان، القضية في مقارنة بين العنصرية في الولايات المتحدة، والعنصرية في بريطانيا ،على خلفية امتداد الاحتجاجات من المدن الأمريكية إلى شوارع لندن فتقول إن “العنصرية التي قتلت جورج فلويد قد بُنيت في بريطانيا”.

وتقول هيرش “هذه ليست مجرد ‘أشياء فظيعة تحدث في أمريكا’، فالسود يعرفون أننا بحاجة إلى تفكيك النظام نفسه هنا”، أي في المملكة المتحدة، وبرأيها أن “ما يمر به السود في جميع أنحاء العالم هو نظام يعتبر أن أجسادهم مصممة لتكون قابلة للاستهلاك”.

وتمضي قائلة “كان يمكن للحكومة البريطانية أن تناقش كيف ساعدت بريطانيا في اختراع العنصرية المعادية للسود، وكيف تقتفي الولايات المتحدة اليوم أثر إرثها العنصري الذي يعود إلى المستعمرات البريطانية في أمريكا، وكيف صنعت بريطانيا استرقاق السود في منطقة البحر الكاريبي، وبدأت أنظمة الفصل العنصري في جميع أنحاء القارة الأفريقية، باستخدام الاستيلاء على أراضي السود ومواردهم وعمالهم لخوض الحروب العالمية واستخدامها مرة أخرى لإعادة بناء السلام.”

وتعتبر الكاتبة مع مجموعة من المناهضين للعنصرية في العالم، أن مايجب أن يحدث حاليا، هو اقتناص اللحظة المفصلية، من أجل تفكيك الممارسات العنصرية، التي ماتزال موجودة في العديد من المجتمعات الغربية، ليس ضد السود فقط، ولكن ضد العديد من الأقليات، وهي الحالة التي لم تلتفت إليها الحكومات،ولم تسع لمعالجتها على مدى سنوات طويلة.

وبرأي العديد من الناشطين المناهضين للعنصرية في الغرب، فإن مايعانيه السود، وغيرهم من الأقليات سواء في الولايات المتحدة أو عدة بلدان غربية، هو معاناة مزدوجة، يتزاوج فيها التمييز مع حالة من الفقر والتهميش، وهي حالة كما يقول الناشطون تشمل معظم الأحياء التي يقطنها السود والأٌقليات، سواء في المدن الأمريكية، أو في مدن غربية أخرى.

أختطفت من قبل المتشددين

على الجانب الآخر فإن جانبا من السياسيين، اعتبر أن الاحتجاجات المناهضة للعنصرية وسلوك الشرطة، قد انحرفت عن مسارها، وكما أشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فإن الاحتجاجات تم “اختطافها من قبل المتشددين” وأوضح جونسون أن التظاهر حق من حقوق المواطنين، ولكن يجب أن يتمّ بشكل سلمي، دون القيام بمهاجمة الشرطة، مشير إلى أن سلوك “البلطجة” الذي قام به البعض أفسد الطابع السلمي للمظاهرات، ما يمثل “خيانة للقضية التي خرج المتظاهرون للاحتجاج من أجلها”.

من جانبها دعت كيت مالثوس، وزيرة مكافحة الجريمة والشرطة والعدل البريطانية، الاثنين الماضي إلى محاكمة المسؤولين، عن إسقاط النصب التذكاري البرونزي، لتاجر الرقيق (إدوارد كولستون) في مدينة بريستول، وقد قوبل إسقاط المحتجين للتمثال، وكذلك قيام مجموعات منهم، بالكتابة على الجدران، وتشويه تمثال للزعيم البريطاني (ونستون تشرشل) في العاصمة لندن، بحالة من الانتقاد، في أوساط سياسيين ومواطنين بريطانيين، رأو أن تصرفات المحتجين جنحت للعنف، وأنها تقوم بتخريب ممتلكات عامة.

برأيكم

هل أزاحت الاحتجاجات ضد العنصرية الغطاء عن مظالم السود والأقليات؟

كيف ترون ما يقوله البعض أن ما تشهده مدن غربية ليس مجرد احتجاجات عابرة على موت جورج فلويد؟

ما مدى مسؤولية القيادات السياسية والحكومات الغربية عن تفاقم قضية العنصرية؟

هل تؤيدون ما قام به المحتجون من تحطيم للتماثيل وإضرار بممتلكات عامة.

وكيف تقيمون ما قاله رئيس الوزراء البريطاني من أن الاحتجاجات اختطفت من قبل المتشددين؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 15 حزيران/يونيو من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى