أخبار عربية

“حراس الليل” في تركيا، لماذا يحملون السلاح؟


حراس الليل في تركيا

مصدر الصورة
Reuters

Image caption

“حراس الليل” أثاروا الكثير من الجدل في تركيا

بقميص بني فاتح اللون وبنطال داكن يتجول “حراس الليل”، أو مَن يعرفون بحراس الأحياء هنا في تركيا.

يحمل أفراد هذه المجموعات مسدسات وأجهزة إرسال وعصي وأصفاد، كتلك التي يحملها رجال الشرطة، بحسب صور بثتها وزارة الداخلية، لدى الإعلان عن صلاحيات أوسع باتت بيد هذا الجهاز.

وقد أقر البرلمان التركي مشروعية مهمة الجهاز الأمنية لمساندة جهاز الشرطة المحلي، في ضبط الأمن في المدن الكبرى، ولكن بصلاحيات واسعة من بينها الحق في حمل السلاح واستخدامه في حالات الضرورة وتفتيش المارة وإيقاف السيارات وطلب التدقيق في أوراق الهوية.

كما يمكن لـ”حراس الليل” تسيير دوريات ومتابعة أي شبهات تتعلق باستخدام بعض الأماكن بصورة غير شرعية للعب القمار أو ممارسة الرذيلة أو الاتجار بالمخدرات، والتدخل في حال وقوع مشاجرات أو عنف ضد النساء والأطفال، ولكن بعد إبلاغ جهات الشرطة وطلب الدعم منها.

لكن الموافقة على منح “حراس الليل” هذه الصلاحيات أثار حفيظة أحزاب المعارضة التركية، التي تخشى أن يضعف ذلك هيبة الدولة وسيادة القانون ويساعد على تشكيل قوة عسكرية مسلحة تابعة للحزب الحاكم في البلاد، كما قال إنجين ألتاي، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب التركية المعارضة.

وحذر ألتاي من أن الغاية هي “إنشاء جيش ووضعه تحت سيطرة القصر”، في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، متهما الحكومة باستحداث قوة “غير مؤهلة” غالبيتها من مؤيدي الحزب الحاكم.

واتهم حزب الشعوب الديمقراطي، المؤيد للأكراد، الحزب الحاكم بمحاولة إضعاف دولة القانون وزيادة الضغط على المجتمع للبقاء في السلطة.

وفي المقابل، دافع جاهد اوزكان، النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، عن خطوة تسليح “حراس الأحياء”، قائلا إن البلاد تواجه مخاطر داخلية وخارجية، تتمثل بالمنظمات التي وصفها بـ”الارهابية” وعلى رأسها حزب العمال الكردستاني وجماعة غولين.

واتهم جماعات كردية مسلحة بالسعي لإضعاف المؤسسة الشرطية الرسمية، منتقدا نواب أحزاب المعارضة الذين يشككون في أهداف إنشاء هذا الجهاز.

ووصل الجدل في البرلمان حد العراك بالأيدي قبل أيام، احتجاجا على التعديلات، التي طرحها نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، من أجل منح مزيد من الصلاحيات لـ”حراس الليل”.

أزمة حقيقية

ولا تعد الاستعانة بهذه المجموعة بالأمر الجديد، لكنها عادت بقوة في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز – يوليو من عام 2016، حين تأثرت أجهزة الدولة الأمنية كثيرا بسبب موجة الاعتقالات الكبيرة.

فقد طالت الاعتقالات مختلف أجهزة الدولة الشرطية والعسكرية، وألقي القبض على كثيرين بتهم تتعلق بالتورط في محاولة الانقلاب، والانتماء لجماعة محظورة في تركيا هي “منظمة خدمة”، التي يقودها رجل الدين المعارض فتح الله غولين.

ويظهر شريط فيديو نشر على الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية التركية على موقع يوتيوب، شبانا يتلقون محاضرات وتدريبات عسكرية، وأخرى تتعلق بالتعامل مع المشتبه بهم. كما تظهر بدايات تأسيس تلك القوة عندما كانت ترافق قوات الشرطة لتعلم كيفية التعامل مع المشكلات.

ويقر مراقبون بوجود أزمة حقيقية تتعلق بملاحقة كل صغيرة وكبيرة في البلاد، لكنهم لا يخفون توجسهم من طبيعة ودور هذه القوة التي يزيد عددها عن 28 ألف شخص.

ويقول أكرم ديمير (44 عاما)، إن سيارته تعرضت للاعتداء وتكسير زجاجها الجانبي وسرقة محتوياتها وجهاز تسجيلها، لثلاث مرات خلال هذا العام، وإنه توجه للشرطة في كل مرة ولم يجدوا حلا للمشكلة.

ويرى أن نشر قوات من “حراس الليل” قد يشكل حلا لذلك.

لكن صورا يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أحد حراس الليل وهو يقوم بإطلاق النار في الهواء في ساعات منتصف الليل، في حي باجلير السكني بإسطنبول، أثناء محاولته فض عراك في المنطقة، ما أثار حالة من الذعر في صفوف السكان.

كما تظهر صور أخرى أفراد من “حراس الليل” وهم يقومون باعتقال أحد الأشخاص رغم وجود قوات الشرطة في المكان.

لكن مقطع فيديو، نشر قبل شهر فقط، أثار مخاوف شريحة كبيرة من المتابعين، وهو يظهر أحد حراس الأحياء وهو يطلب أوراق الهوية من شخص في وضح النهار، وعندما رُفض طلبه، قام برش الغاز في وجه الرجل وضربه بهراوة وأطلاق النار على ساقه، في حي بإسطنبول.

وعبّر سياسيون وكتّاب عن قلقهم تجاه هذا القانون. وطرحت الكاتبة صدف كاباش عدداً من التساؤلات حول أسباب إنشاء قوة أمنية من مواطنين يعملون بالليل، قائلة: “أصبح الحراس هم الشرطة الآن… دعنا نسأل بوضوح لماذا تحتاج الحكومة إلى كثير من أفراد الشرطة؟… من سوف تحميه سلطة الحماية (المسلحة) الممنوحة للحراس؟ هل الأمن الحقيقي قائم في البلاد على السلاح أم الأمان والسلام؟”



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى