أخبار عربية

يوفال نوا هراري: الموت مجرد “خطأ تقني” يمكن علاجه مستقبلاً


يشير هراري إلى مساعٍ حثيثة تُضخ دونها المليارات ل"تفريغ" محتويات وعي الإنسان على الإنترنت

Image caption

يشير هراري إلى مساعٍ حثيثة تُضخ دونها المليارات ل”تفريغ” محتويات وعي الإنسان على الإنترنت

ذاع صيت المؤرخ الإسرائيلي، يوفال نوا هراري، في السنوات الأخيرة ولا سيما عندما أوصى أمثال بيل غيتس وباراك أوباما بقراءة أول وأشهر كتبه “سابينز” أو “العاقل” والذي ترجم إلى العربية في الآونة الأخيرة ليُصبح متاحاً في بعض الأسواق.

ومع أن المقاطعة العربية الثقافية الرسمية لإسرائيل لا تزال سارية، فضلاً عن المقاطعة الذاتية للمنتجات الإسرائيلية – الثقافية وغير الثقافية – في صفوف المواطنين العرب والتي لا تزال هي الأخرى واضحة، إلا أن هراري أفاد في لقاء مع بي بي سي عربي بكون الكتاب استقبل استقبالاً حسناً وكثيفاً من القراء العرب، وإن كان أقر بأن محاولاته للنشر في الدول العربية باءت بالفشل على مدار ثماني سنوات كاملة، ما اضطره للنشر في الهند.

“أمازون” تحظر على الشرطة استخدام تقنيتها للتعرف على ملامح الوجه

شركة إسرائيلية لبرمجيات التجسس تزعم أن بإمكانها المساعدة في مكافحة فيروس كورونا

لهراري انتقادات موجهة للحكومات الإسرائيلية في بعض مواقفها وسياساتها، وقد هاجم في اللقاء الضم المزمع لأراضي الضفة الغربية المحتلة معتبراً أن من شأن خطوات أحادية الجانب كتلك إحالة المنطقة بل والعالم إلى “غابة”.

ويعتبر هراري أن الجنس البشري في وضع أفضل من الأوقات السابقة من حيث القدرة على مواجهة وباء ككورونا، فعلمياً نحن مؤهلون أكثر من وقت الإنفلونزا الاسبانية أو الموت الأسود، لكنه يشير إلى أن النفس البشرية لا تزال كما هي فهذا شيء لم يتطور بمرور الوقت، وينوه إلى حوادث الاستهداف العنصري التي تعرض لها أبناء بعض الجنسيات التي ظهر في بلدانها المرض أولاً، وكيف أنها متسقة مع جانب “الخوف من الاخر” الذي كان ويظل جزءً من تكوين النفس البشرية.

Image caption

يعتبر هراري أن الجنس البشري في وضع أفضل من الأوقات السابقة من حيث القدرة على مواجهة وباء ككورونا

ومن الأفكار اللافتة لهراري عن مستقبل الجنس البشري ما طرحه في كتابه الثاني “هومو ديوس” أو الانسان الإله عندما يتحدث هراري عن أمنية الإنسان الأبدية، الخلود، وأنها ستصبح في المتناول ذات يوم بسبب العلم.

قراءة في الموقف العدمي: هل نريد النيزك حقاً؟

هل يكون البشر من الكائنات التي ستنجو من التغير المناخي؟

يستعرض هراري قناعة باتت راسخة عند كثير من العلماء بأن الموت مجرد “خطأ تقني” يمكن علاجه مستقبلاً. ويشير إلى مساعٍ حثيثة تُضخ دونها المليارات من جيوب أثرياء و شركات كبرى كغوغل ل”تفريغ” محتويات وعي الإنسان على الإنترنت بحيث تنفصل عن الجسد البالي وتتحرر من أغلال الفيزياء، وبحيث لا يعني فناء الجسد ضياع العقل. هذه الفكرة بالطبع تستثني تماماً من المعادلة مسألة الروح التي يؤمن بها أتباع الديانات المختلفة.

يختتم هراري كتابه “الإنسان-الإله” بسؤال: “ما مستقبل المجتمعات والسياسة والحياة اليومية حينما تتمكن الخوارزميات غير الواعية ولكن فائقة الذكاء من فهمنا أكثر من فهمنا نحن لأنفسنا؟” وفي الواقع فإنه طرح في خلال اللقاء سؤالاً، أو لنسمه إنذاراً، مشابهاً عندما تحدث عن كورونا، وكيف أن الحكومات الآن تراقبنا عن طيب خاطر منا، لأننا طواعية نوافق على موافاتها بتحركاتنا لكي تبلغنا هي إن كنا عرضة لالتقاط فيروس كورونا المخيف.

قال لي هراري في المقابلة إن هذا استخدام إيجابي، لكن الخطوة التالية ستكون مراقبتنا داخلياً، فحص درجة حرارتنا ونبض قلوبنا وضغط دمنا، وهو ما سيؤهل الحكومات لمعرفة مشاعرنا ومواقفنا الفكرية وانتماءاتنا السياسية والدينية بشكل أدق من فهمنا نحن لكل ذلك عن ذواتنا.

يبدو واضحاً من حديثه أنه يعتبر أن الإنسان ما هو إلا نتاج لتركيبته البيولوجية، فمشاعر الغضب أو الفرح أو القلق أو الخوف كلها إشارات قابلة للقياس. فماذا عن الحب؟

لمن لا يعلم فهراري مثليٌّ جنسيا ومتزوج وسعيد في زيجته. فهل الحب أيضا مجرد بيولوجيا خالية من المشاعر النبيلة أو الرومانسية؟

أطرح عليه السؤال وأدعوكم للمشاهدة للتعرف على الإجابة. وهذا هو رابط اللقاء:



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى