مظاهرات السويداء: سوريون يحتجون ضد “نار الغلاء” وقسوة العقوبات الأمريكية
[ad_1]
ناقشت صحف عربية تطورات الأوضاع في سوريا مع اقتراب دخول قانون “قيصر” الأمريكي حيز التنفيذ لفرض عقوبات على النظام السوري، وانطلاق المظاهرات في بعض المدن ضد تردي الأوضاع المعيشية.
رأى محللون أن قانون “قيصر” الذي شرّعه الكونغرس يهدف إلى “تشديد الحصار” على سوريا وضرب اقتصادها. وحذر آخرون من تنامي الاحتجاجات مع انحدار قيمة الليرة السورية وسوء الأوضاع الاقتصادية التي قد تشهد مزيدا من التدهور بعد تطبيق قانون “قيصر”.
وأفادت تقارير بخروج مظاهرات محدودة في مدينة السويداء جنوبي سوريا، وفي بلدات أخرى مجاورة، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
“عدوان سافر على الشعب السوري”
في صحيفة البناء اللبنانية، قال بشارة مرهج إن قانون “قيصر” ليس جديداً، وإنما هو “حلقة جديدة في سلسلة القرارات الأمريكية الجائرة بحق سوريا والمنطقة. وإذا كان هذا القانون سيوضع موضع التطبيق خلال أيام فلا يجوز بأي حال من الأحوال التقليل من شأنه أو التعامل معه إعلامياً وسياسيا فحسب، ذلك أن هذا القانون هو عدوان سافر على الشعب السوري ودولته واقتصاده، ويستهدف في ما يستهدف إخراج سوريا من دائرة المقاومة وفكّ تحالفها مع أصدقائها وتشديد الحصار عليها وحرمانها من الحاجات الأساسية”.
وبالمثل، توقع ناصر زيدان في صحيفة الخليج الإماراتية أن تكون نتائج العقوبات “قاسية على سوريا، بحيث إنها قد تؤدي إلى اختناق معيشي واقتصادي أكثر من الوضع القائم حالياً، وستوقِف عملية إعادة الإعمار التي كانت تتهيأ للانخراط فيها الشركات الروسية والإيرانية على وجه التحديد، وستُربِك القطاع المصرفي اللبناني أكثر مما هو مُربك حالياً، لأنه كان المتنفس الوحيد للقطاع النقدي في سوريا”.
وأضاف الكاتب: “من المؤكد أن القانون الذي حمل اسم الضابط السوري المنشق، والذي نقل 55 ألف صورة من المعتقلات السورية عام 2015؛ سيترك آثاراً واسعة على الأوضاع المعقدة في سوريا، كما سيكون له انعكاسات على العلاقات الروسية-الأمريكية، لأنه يفرض عقوبات مشدَّدة على عدد كبير من المسؤولين السوريين، وعلى الشركات الأجنبية -بما فيها الشركات الروسية- التي تتعامل مع الحكومة السورية في مختلف المجالات”.
وفي سياق متصل، قال عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية: “المنتصرون في ميادين القتال الرئيسية في الحرب السورية: ‘الأسد وحلفاؤه’، تنتظرهم، من دون استعداد، معارك أشد قسوة وخطورة، عنوانها هذه المرة: ‘سياسة العقوبات القصوى’ الأمريكية…وليس مستبعَداً والحالة كهذه، أن يعود الشعب السوري إلى الساحات والميادين بكثافة، متشجعاً بما يجري من حوله في لبنان والعراق، وتحت الشعار الذي رُفع في السويداء: ‘بدنا نعيش’، مستهدفاً النظام والنصرة وقسد، وكل مَن هو في موقع المسؤولية عن لقمة عيشه التي يطاردها عبثا، لكأنه يُطارد ‘خيط دخان'”.
أما صحيفة العربي الجديد اللندنية فرأت في احتجاجات السويداء “بوادر انفجار اجتماعي جديد”، وقالت: “بينما خرج المتظاهرون في السويداء، للتنديد بالأحوال التي تمرّ بها البلاد بسبب سوء إدارة النظام للبلاد وتحكمه بها، إلا أنهم رفعوا شعارات الثورة الأولى، المطالبة بإسقاط النظام ورئيسه بشار الأسد، وهتفوا كذلك للمحافظات والمدن السورية الثائرة ضدّ النظام، لإظهار تبعية الحراك إلى الثورة السورية وتجنيبه توصيف ثورة الجياع”.
على نفس المنوال، كتب راشد عيسى في القدس العربي اللندنية: “تظاهرات السويداء جزء أصيل من ثورة السوريين، من يؤمن بهذه الثورة يعرف جيداً أنها ستظل تتجدد وتبني على شرارة 2011 ربما إلى المئتي عام المقبلة. السويداء ‘تنطق’، والسوريون يبحثون عن إشارات إضافية تدل على أن الثورة، التي ماتت في مكان هي ذاتها التي تولد فيها، في السويداء، من جديد”.
مظاهرات السويداء: لماذا كسر أهل المحافظة حاجز الصمت؟
“الترويع” بلقمة العيش
من ناحية أخرى، وجه كتاب سوريون في الصحف السورية المؤيدة للحكومة انتقادات للسياسة الأمريكية تجاه سوريا.
تركي صقر في صحيفة تشرين السورية كتب يقول: “لا عجب أن نرى الاستهداف يصوب في هذه المرحلة على ‘سحق’ مقومات الحياة لدى المواطن من خلال ترويعه بلقمة عيشه وقوته اليومي في محاولة لأن يأخذوا بالضغط المعيشي والتضييق الحياتي ما عجزوا عنه بالمواجهات المباشرة وعمليات القتل والتدمير الممنهجة وسبيلهم إلى هذا فرض أقصى أنواع الإجراءات الاقتصادية العدوانية التي تمس الحياة اليومية للمواطن، ولعل تطبيق ما يسمى ‘قانون قيصر’ الأمريكي القائم على مزاعم كاذبة أسطع دليل على ما نقول”.
وفي صحيفة الثورة السورية، قال يونس خلف: “ثمة إجماع حتى من الحكومة نفسها بأن الأسعار وصلت إلى مستوى أكبر من التحمّل والصبر على البلوى. وفي الوقت نفسه هناك دائماً وعود بالمحاسبة والمعالجة وليس التحمل فقط، المواطن يدرك الظروف الصعبة لكن من حقه على الحكومة أن تفعل أي شيء لتنقذه من دائرة اليأس، حق المواطن على الحكومة أن تفعل أي شيء يسهم في رفع قدراته الشرائية لمواجهة أسعار ترتفع في كل لحظة وليس كل يوم .. والأخطر من ذلك استحالة ضبطها”.
ودعا خلف الحكومة لبذل مزيد من الجهود، قائلا: “أما أن تكون الظروف الصعبة وتداعياتها شماعة هذا الفلتان في الاحتياجات الأساسية لمعيشة المواطن وهذا الانهيار في قدرة المواطن على الاستمرار في الحياة وأن يكون الرد ‘ماذا يمكن أن تفعل الحكومة؟’، فنقول: لأنكم حكومة يجب أن تعرفوا أكثر من الجميع لماذا وكيف تكون مواجهة الغلاء، ومتى وكيف يجب أن تكون المعالجة؟”.
[ad_2]
Source link