أخبار عربية

فيروس كورونا: كيف قدّم لاجئ فلسطيني في لندن وجبات غذائية مجانية لأفراد الأطقم الطبية في زمن الإغلاق؟


أسامة قاشو

Image caption

أسامة قاشو، لاجئ فلسطيني ومخرج أفلام يبلغ من العمر ٣٨ عامًا وصاحب مطعم في لندن.

“نحن في حالة حرب. إنها معركة ضد عدو غير مرئي. يجب أن تكون أولويتنا هي الناس الموجودون على الخط الأمامي، كما في القتال يحتاج الجنود على الخط الأمامي إلى الأسلحة اللازمة”.

هكذا يتحدث أسامة قاشو، لاجئ فلسطيني ومخرج أفلام يبلغ من العمر ٣٨ عامًا وصاحب مطعم في لندن.

إنه اليوم الثامن عشر من الإغلاق، والشوارع فارغة.

تبدو لندن كمدينة أشباح. لا يوجد زبائن في مطعم أسامة اللبناني-الفلسطيني. “عادة في هذا الوقت من اليوم، يكون المكان مليئا بالأشخاص. الآن لا يوجد أحد”.

في الواقع، جميع المدارس والمحال التجارية والمطاعم مغلقة. أمرت الحكومة الجميع بالبقاء في منازلهم، ولا تسمح للناس بالمغادرة أكثر من مرة واحدة في اليوم لممارسة التمارين الرياضية في حديقتهم أو بالقرب من منازلهم. الاستثناءات الوحيدة هي لمن يدخلون ضمن قطاعات الأعمال الأساسية، مثل العاملين في الرعاية الصحية، والاجتماعية، والنقل، وتوزيع الأغذية.

هذا الأمر لم يضعف من عزيمة أسامة. في اليوم الذي أعلن فيه عن الإغلاق وطُلب إلى العمال البقاء في منازلهم، اتصل أسامة بعماله لعقد اجتماع وتخييرهم بين أمرين: البقاء في المنزل وقضاء الوقت دون فعل شيء، أو العودة إلى العمل للطهي وتقديم طعام مجاني للعاملين على الخطوط الأمامية، دون مقابل.

فيروس كورونا: قصص درامية لمرضى تغلبوا على المرض القاتل

عادوا جميعا للعمل، مؤمنين أن لديهم مهمة

كان الشعور بالأزمة منتشرًا في جميع أنحاء المدينة، وعدد المصابين يرتفع ارتفاعا حادا يوميا والمستشفيات مليئة بمرضى فيروس كورونا. كانت الفرق الطبية والأطباء والممرضات وموظفو الدعم يتعرضون لضغوط متزايدة، إذ عملوا لساعات أطول وأطول، ووجدوا صعوبة في ترك الأجنحة لتناول طعام الغداء أو شراء الطعام بعد انتهاء فترة المناوبة بسبب إغلاق المتاجر.

وبدأ فريق أسامة العمل مدفوعًا بروح الخدمة المجتمعية، إذ كان ينتج ٢٥٠ وجبة من الدجاج والأرز كل يوم ويوزعها على المستشفيات، مع توفير جزء خاص للعاملين في الليل.

وبالنسبة لأسامة، يستغرق التأقلم مع ظروف الحرب بضع ثوانٍ: “عشنا في أوضاع مماثلة في فلسطين ولبنان لفترة طويلة، ولدينا خبرة في الحرب. نحن نعلم معنى أن تكون حبيسا في منزلك، أو في الملجأ، حيث الوصول إلى الطعام ليس أمرا سهلا”.

لكن تجربة الصراع ليست وحدها، بل يجد أسامة أن عادات الضيافة العربية جزء من التجربة أيضا: “نريد أن نشارك ثقافتنا في اللطف والكرم التي تنبع من فترات التقشف والحرب. لا نريد أن يمر الناس هنا بما مررنا به في بلادنا”.

ولم يأت أسامة إلى المملكة المتحدة طوعا: “لقد حاولت جاهدًا ألا أصبح لاجئًا ولكن في النهاية كان عليّ أن أتقدم بطلب لجوء”. ربما من السهل الافتراض أن شخصا مر بهذه التجارب سيصل إلى المملكة المتحدة مهزومًا ومكتئبًا، لكن ليس أسامة. “نحن كبشر يجب علينا التكيف. كفلسطينيين، علينا أن ننقل رسالتنا. كعرب ومسلمين، يجب أن نكون صادقين مع أصولنا بنسبة مئة في المئة”.

وكان الإغلاق، بالنسبة لأسامة وفريقه، فرصة للمساهمة في مساعدة المدينة التي توفر له المأوى، ولإثبات أن الثروة الشخصية يجب قياسها من خلال أفعال المرء وليس ممتلكاته.

لمعت عينا أسامة وارتسمت على وجهه ابتسامة كبيرة وهو يقتبس عن غاندي القول: “هناك ما يكفي للحاجة ولكن ليس كافيًا للجشع”. وهو قول يناسب رجلا لديه خبرة دنيوية كبيرة مثله.



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى