أخبار عربية

جورج فلويد: لماذا يجثو المتظاهرون ضد العنصرية 8 دقائق و46 ثانية؟ وما حكاية “القبضة السوداء”؟


انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة صور لمتظاهرين ورياضيين وسياسيين وشرطيين جاثين على ركبة واحدة.

مصدر الصورة
Gety

كما تظهر أحدث المقاطع المصورة مجموعات من الأشخاص جاثين في صمت لمدة 8 دقائق و46 ثانية.

هذه المدة الزمنية هي التي قضاها الأمريكي الأسود “جورج فلويد” يصارع الموت اختناقًا ورقبته تحت ركبة الضابط “ديريك شوفين”.

شوفين جثا بركبته على رقبة فلويد عند توقيفه لمدة 8 دقائق و46 ثانية كما أظهرت مقاطع صورتها كاميرات مراقبة وهواتف شهود عيان جمعتها صحيفة “ذي نيويورك تايمز” لتظهر ما حدث لفلويد في الدقائق الأخيرة من عمره.

وآخر الكلمات التي قالها: “لا أستطيع التنفس”.

مقتل فلويد أثار موجات احتجاج عنيفة في الولايات المتحدة رافقتها تظاهرات تضامنية حول العالم، تندد بالعنصرية ضد السود وبالعنف البوليسي أينما وجد.

في كل هذه التظاهرات تردد شعارات معروفة أبرزها “حياة السود مهمة” و”يداي مرفوعتان لا تطلق النار” وغيرها.

ويؤدي المتظاهرون والمتضامنون علامات وحركات صامتة قد يكون وقعها وانتشارها في بعض الأحيان أقوى من الشعارات المرددة.

أبرزها الآن الجثو على ركبة واحدة.

وفي الصور المتداولة للجاثين تضامنا، صور لسياسيين مثل “جو بايدن” مرشح الديمقراطيين للانتخابات الرئاسية القادمة أمام ترامب.

وكذلك صور لأفراد شرطة في أمريكا وخارجها.

وقوبلت صور السياسيين والشرطة بإشادات بقدر ما لقيت من اتهامات لأصحابها بالمراوغة واستغلال الغضب العام لمصالح سياسية أو شخصية.

“الجثو على ركبة واحدة”

لكن حركة الجثو هذه ليست جديدة ولم تولد مع مقتل جورج فلويد.

ارتبطت هذه الحركة باسم لاعب كرة القدم الأمريكية “كولن كابرنِك” الذي جثا على ركبته، بدل الوقوف، خلال النشيد الرسمي الأمريكي في بداية مباراة فريقه في آب/ أغسطس عام 2016 وشاركه في هذه الحركة زميله في الفريق “إيريك ريد”.

مصدر الصورة
Getty Images

كانت هذه الحركة تعبيرًا من “كابرنك” وزميله على الاحتجاج ضد عنف الشرطة في التعامل مع الموقوفين خاصة السود منهم والذي أدى إلى الموت في حالات كثيرة.

وجاءت هذه الحركة وقتها في خضم الزخم الذي اكتسبته حملة “حياة السود مهمة”.

كما فتحت أبوابا للجدل والاتهامات المتبادلة حتى تحولت إلى حركة احتجاج ضد الرئيس دونالد ترامب، الذي تهكم على “كابرنك” ودعا إلى طرده من الرابطة المحترفة لكرة القدم الأمريكية، والذي قال إن ما فعله فيه عدم احترام للعلم الأمريكي وللبلد.

وطال تهكم ترامب وقتها الرابطة المحترفة لكرة القدم الأمريكية وكذلك شركة الملابس الرياضية “نايكي” التي أمضت عقدا مع “كابرنك”.

ودافع ترامب في هذه التغريدة عن حملة المقاطعة التي تعرضت لها الشركة.

وفي خضم الأحداث التي تبعت مقتل “فلويد” اختناقا تحت ركبة الضابط عاد اسم “كوبرنك” وتجددت المواقف من الحركة التي يعتقد أنها السبب الرئيسي وراء عدم انضمامه إلى أي فريق منذ عام 2017.

“القبضة السوداء”

قبل حركة وضع الجثو، كانت الحركة الأشهر في الاحتجاج على العنصرية ضد السود هي “رفع قبضة اليد”.

هذه الحركة تعتبر أيقونة لنضال السود من أجل حقوقهم.

رفع القبضة يرمز في المطلق إلى الوحدة والتضامن والمقاومة منذ استخدمته “منظمة العمال الصناعيين في العالم” في الحرب العالمية الأولى.

لكن “القبضة السوداء” تحديدًا تشير إلى مقاومة السود للقمع والعنصرية.

ارتبطت “القبضة السوداء”، والتي تعرف أيضا بـ”تحية حركة القوة السوداء”، بالصورة الأيقونة للعداءين الأمريكيين “تومي سميث” و”جون كارلوس” وهما يرفعان قبضتيهما في قفازين أسودين أثناء وقوفهما على منصة الفائزين في سباق 200 متر في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في المكسيك 1968، عندما فازا بالمركزين الأول والثاني.

مصدر الصورة
Getty Images

ورفع العداءان “القبضة السوداء” على أنغام النشيد الرسمي الأمريكي، رفضا للعنصرية ضد السود ودعمًا لمتظاهري الحقوق المدنية، الذين كثفوا حراكهم بعد اغتيال المناضل الحقوقي الأسود “مارتن لوثر كينغ” قبل أشهر من أولمبياد المكسيك.

وصعد “سميث” و”كارلوس” على منصة التتويج وهما يرتديان جوارب سوداء دون أحذية تعبيرا عن الفقر الذي يعانيه السود في أمريكا وقتها.

ويظهر في الصورة الشهيرة العداء الأسترالي الأبيض الذي فاز بالمركز الثالث “بيتر نورمان” واقفا على المنصة.

لم يرفع “نورمان” قبضته لكنه كان على علم بخطة “سميث” و”كارلوس” ويقال إنه قال لهما “سأقف معكما”، ووضع “نورمان” الذي بات يلقب “بالرجل المنسي” لقلة ذكره في الحديث عن الصورة، شارة فيها دعم لحقوق الإنسان.

وقد عوقب العداءان الأمريكيان بطردهما من اللجنة الأولمبية الأمريكية.

كما عوقب الأسترالي “نورمان” لدعمهما.

وبعد الحادثة علق “سميث” قائلا: “نحن سود، وفخورون بأننا سود. ستفهم “أمريكا السوداء” يوما ما ما فعلناه هذه الليلة”.

الفصل بين الرياضة والسياسية

تلقى صور رياضيين جاثين تضامنا مع السود في أمريكا هذه الأيام رواجا وإشادة.

وتتنشر على اتساع شهرة اللاعبين أو الفرق التي قامت بها.

كما حدث مع صورة لاعبي فريق “ليفربول” الإنجليزي وفريق “بوروسيا درتموند” الألماني.

لكن تعبير الرياضيين عن مبادئ أو مواقف إنسانية وسياسية في الملاعب كان دائما مثيرا للجدل، منذ قبضة “سميث” و”كارلوس” مرورا بجثو “كابرنك” وصولا إلى صور التضامن مع جورج فلويد.

فبينما بدعم البعض “حق الرياضيين في التعبير” يطالب آخرون “بالفصل بين الرياضة والسياسية”.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى