شغـف سايكودراما كلاسيكية بحوارات | جريدة الأنباء
[ad_1]
محمد بسام الحسيني
تقول أسطورة بغماليون إنه عشق التمثال الذي صنعه ثم بعد أن تحول إلى امرأة فائقة الجمال من لحم ودم وجد أنه في الحقيقة ليس مغرما بها وإنما متيم بفنه وتمثاله.
وما تعيشه «دانة» (هدى حسين) في مسلسل «شغف» عقدة بغماليونية تتملكها وتتحكم في حياتها ونفسيتها وأعصابها ولاحقا بالتأكيد في مصيرها.
الشخصيات والأحداث
يقع «نواف» (حسين المنصور) في حب «دانة» منذ الصغر، لكنها تخذله بزواجها من أستاذها الجامعي والفنان الموهوب «طارق» متسببة بالألم للرجل الذي يعشقها، وعندما تزوج «نواف» لاحقاً أسمى ابنته «دانة» على اسمها ورغما عن زوجته التي تعرف بقصة حبه..
ينتظر «نواف» عشرين عاما لتعطيه «دانة الكبرى» فرصة أخرى، وعندما تسنح هذه الفرصة ويظن أنه وصل أخيرا إلى قلب محبوبته، يظهر الشاب المغمور فيصل (عبدالله بوشهري) وهو فنان غير مثقف وذو تعليم متوسط ومع ذلك يملك موهبة عظيمة في الرسم، ليقلب الأمور مجددا ويعيد دانة إلى حالتها، حيث تجد نفسها منغمسة بعلاقة تشبه ارتباطها الأول وسط مشاكل فيصل العائلية، وليؤثر هو بدوره على حياة كل المحيطين بها ومنهم اختها التي تقع ايضا في حبه، فضلا عن تولع جارته «مرام» (هدى حمدان) الفاشينستا به.
فيصل الذي يصغر دانة بأعوام كثيرة يعيش في بيئة متوسطة مع أب ظالم يورط ابنته شوق (ريم أرحمة) بزواج من صديقه الكهل مقابل زواجه هو بابنة الاخير في عملية تبادل رغم إرادتي الفتاتين!
في المقلب الآخر تحيط بدانة صديقتها الصحافية امتثال التي تتولى الترويج للوحاتها وتربطها علاقة مثيرة بالأخ الأصغر لدانة راشد (عبدالله الطراروة) والذي نظن أنها تُغرم به رغم فارق السن، لتتفرع من ذلك مفاجآت أخرى، وقلب راشد مثل فيصل موضع تنافس من عدة فتيات.
بين النص والإخراج
بعد «عطر الروح» و«إقبال» تعود الفنانة هدى حسين لأداء شخصية «نفسية» جديدة مع نفس كاتب «عطر الروح» علاء حمزة الذي يقدم نصا تطغى عليه مثالية تنبثق من القصة وتمتد إلى الحوارات مبتعدة عن الواقعية المحكية في حياة الناس العاديين حتى الفنانين والمبدعين منهم، فنجد سيلا من الصياغات الحوارية الشاعرية والفلسفية والوعظية المبررة أحيانا والغليظة على السمع في مواقع اخرى.. رغم أن فكرة المسلسل جميلة والسيناريو جيد، لكن الحوارات مثالية أكثر من اللازم.
جمالية الفكرة ووجود الرسم في محور العمل عاملان استفاد منهما المخرج محمد القفاص، وهو بالمناسبة ايضا مخرج «عطر الروح»، ليقدم صورة جميلة سواء في المرسم أو المشاهد الخارجية، لكنه بالمقابل يعود إلينا بنفس أسلوبه في تصوير المشاهد الداخلية عبر اختيار مواقع واسعة وعالية السقوف لتبدأ الكاميرا بأخذ اللقطات البعيدة (والطويلة زمنيا) في الوقت الذي تدور فيه الحوارات حتى العادي منها، أو كذلك اللقطات العلوية التي عادة ما تُوظف في نقل حالات نفسية لها مبرراتها الدرامية، لكن القفاص يعتمدها كبصمة وأسلوب خاصين به على ما يبدو، حيث يكثف هذا النوع من اللقطات رغم أنها غير مريحة للعين عند الإكثار وتبعد المشاهد عن الحدث رغم جودة الصورة في المجمل.
تمثيلياً، العمل جيد وإن غاب الجديد إلا في دور «امتثال» زهرة عرفات وعلاقتها الغامضة بـ «راشد» رغم فارق العمر وعدم التناسب استطاعت زهرة أن تقنعنا كما اقتنعت ابنتها في البداية بأنها منجذبة عاطفيا نحوه، لنكتشف لاحقا أنها ترى فيه ابنها الذي قضى بالإدمان وبعد تورطه مع نفس الفتاة المدمنة التي تحوم حول راشد. هذا الخط مميز ويستحق التنويه.
الثلاثي هدى حسين وحسين المنصور وعبدالله بوشهري يقدمون ظهورا جيدا وإن كنا نتوق لمشاهدة انغماس اكبر في الرسم والمواقف الخاصة به بين الثنائي دانة وفيصل، إضافة لعمل أكبر على الشكل منهما كونهما رسامين.
عبدالله الطراروة يطل مجددا بدور المدمن الذي منحه «شعلة الأنباء» عام 2018 ويؤديه بإقناع وتلقائية، أما ريم ارحمة فهي رغم موهبتها ونجاحها فيما يُسند لها من أدوار لم تلق الى الآن الدور «الجديد» الذي تستحقه ويخرجها من الإطار الذي يضعها المنتجون فيه كفتاة معنفة ومضطهدة.
«شغف» سايكودراما كلاسيكية مختلفة بأحداثها عن باقي اعمال الموسم وتستحق المشاهدة، لكن كانت تحتاج المزيد من الإثارة والخطوط والإقلال من المثالية في الحوارات.
اقرا ايضا
[ad_2]
Source link