أخبار عاجلة

في ذاكرة الظل شر مطلق ماله حل | جريدة الأنباء


ياسر العيلة

«إن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك واصعد» على الرغم من ان هذا المثل «وضيع» وضد المنطق والطبيعة الإنسانية للوالدين، إلا انه محور أحداث مسلسل «في ذاكرة الظل» الذي يعرض حاليا وينافس باقي الأعمال الرمضانية لهذا العام.

المسلسل عبارة عن دراما اجتماعية تحمل العديد من القضايا الشائكة، وتشهد أحداثه صراعا بين الأجيال، وكانت بدايته مع خروج وليد (يعقوب عبدالله) من السجن بعد أن قضى فيه 10 سنوات، وكان ضحية أفعال أبيه عبدالهادي (داود حسين) وتتم الاستعانة بـ«الفلاش باك» لنتعرف على سبب دخول «وليد» السجن، حيث يتضح لنا انه هو ابن «عبدالهادي» الذي تزوج من سهيلة (عبير الجندي) وأنجب منها 3 أبناء هم: «وليد» وإبراهيم (محمد صفر) وطيبة (فرح المهدي)، وكشفت لنا الحلقات ان «عبدالهادي» متزوج ايضا من امرأة ثرية «غرور» طمعا في ثروتها وأنجب منها ولدين هما زياد (احمد ايراج) وسليمان (عبدالله عبدالرضا)، ولكن زوجته الثرية كانت تشك فيه، وأنه تزوجها من أجل مالها، وقد سمعها وهي تقول لسند (شايع الشايع) الذي يعمل معها في الشركة انها لا تأمن له، وبالفعل يتم عمل كمين لـ «عبدالهادي» للقبض عليه متلبسا ولكن لسوء الحظ «يطيح فيها» ابنه «وليد» ويسجن من دون ان يتحرك «عبدالهادي» لإنقاذه. وهذا الموقف كان سبب حقد «وليد» على والده، وأصر منذ خروجه من السجن على البحث عنه والانتقام منه، لكنه علم ان والده ترك امه واخواته لا يعلمن عنه شيئا.

عانى «وليد» من معاملة أخيه «ابراهيم» وأخته «طيبة» له، واتهماه بأنه السبب في إلحاق العار بهما نتيجة دخوله السجن، لكن العلاقة تحسنت بعد ان اكتشفا انه مظلوم، وتختفي أوراق مهمة من الشركة يبحث عنها «عبدالهادي» دون جدوى ويتهم «سند» ويقوم بفصله، ويتدخل «زياد» لحل هذه المشكلة، ويتزوج من منيرة (تقى) ابنة سند إنقاذا للموقف، ويضطر «عبدالهادي» لمباركة هذا الزواج، ويخبر «ابراهيم» شقيقه «وليد» بأنه رأى والدهما من خلال مشاهدة صورته أثناء إصلاحه لستلايت في منزل «عبدالهادي»، حيث يعمل «ابراهيم» فني ستلايت، ويخطط للحصول على اموال من والده بعد ان هدده هاتفيا بأنه يعرف الكثير عن أسراره الدفينة. يجن جنون «عبدالهادي» لمعرفة هوية هذا المتصل ويواجه «وليد» والده لكنه يتنكر له.

في الجانب الآخر، تكشف لنا الأحداث ان هناك علاقة حب بين «زياد» وندا (رانيا شهاب) ولكن شقيقه «سليمان» الشاب متعدد العلاقات العاطفية يكتشف ان «زياد» على علاقة بـ «ندا» ويخبره بحقيقتها بأنها تلعب عليه من اجل الفلوس، وتقوم «ندا» بتهديدهما وفضحهما.

ومن الخطوط الدرامية الأخرى بالمسلسل خط وداد (شيماء علي) شقيقة «عبدالهادي» الرافضة للزواج والتي طول أحداث المسلسل وهي تستمع لأغنية لأحد المطربين، لنعرف فيما بعد انه حبيبها القديم والذي جسد دوره «فيصل المزعل»، في المقابل لم يجد «وليد» الدعم من أي احد منذ خروجه من السجن سوى من صديقه القديم حسن «علي العلي» الذي ساعده في الحصول على وظيفة كاتب في مستوصف واشترى له سيارة مستعملة وهاتفا.

أحداث المسلسل كثيرة ومتلاحقة ونعتقد أن الحلقات المقبلة ستشهد الكثير من المفاجآت.

بالنسبة لأداء الممثلين، فالنجم داود حسين قدم في هذا العمل الشر المطلق، وكأن ابوحسين كان ينتظر هذا الدور، صحيح قدم لمحات شريرة في عمله الماضي «موضي قطعة من ذهب» لكن هذا العام يجسد الشر كما يقول الكتاب، سجن ابنه، وسرق أموال زوجته، بخلاف قسوة قلبه بعد ان هجر زوجته الأولى وأولاده الثلاثة، مما اضطر الزوجة (عبير الجندي) ان تعمل خياطة.

أما الفنان يعقوب عبدالله فيؤدي شخصية «وليد»، وبنضج تمثيلي كبير وبدأ هذا النضج بوضوح منذ مسلسل «موضي قطعة من ذهب» وأيضا دوره في مسلسل «أنا عندي نص» ليواصل التقدم في «في ذاكرة الظل»، فيعقوب تفوق على نفسه في هذا العمل وكان ندا بند امام داود حسين وقدم الشخصية بإحساس عال، حيث شاهدنا الانكسار في عينيه وهو يشتكي من معاملة اخوانه له.

وبالنسبة للفنانة عبير الجندي، فقدمت شخصية «سهيلة» الزوجة المكسورة الفقيرة بأسلوب السهل الممتنع، وإن كان يؤخذ عليها كثرة البكاء في حلقات المسلسل، لكنها قدمت دورها بشكل عفوي، وبالنسبة للفنان أحمد إيراج فقدم شخصية «زياد» بإحساس جميل وهو الشاب الخائف والمتردد بشكل مستفز.

وقدم الفنان محمد صفر شخصية «ابراهيم» بتمكن، مواصلا نجاحه في اختياراته بداية من مسلسل «الخطايا العشر» ومسلسل «والدي العزيز»، حيث ثار صفر على ذاته واشتغل على نفسه وعلى أدواته جيدا.

ومن الوجوه اللافتة في العمل الفنان والمخرج علي العلي ويجسد شخصية «حسن» التي قدمها بأداء طبيعي وعفوي بدون اي افتعال، وأتوقع ان الحلقات المقبلة ستشهد تواجدا أكثر له.

ومن نجوم العمل القادمين بقوة الفنان عبدالله عبدالرضا الذي قدم شخصية «سليمان»، فبالرغم من ان هذه هي التجربة الثانية او الثالثة له في مجال الدراما وآخر عمل شاهدته له كان مسلسل «ماذا لو؟» لكنه في هذا العمل قدم شخصية الولد الشقي خفيف الدم بشكل طبيعي وتلقائي، وواضح انه اشتغل على نفسه وعلى مظهره، فشاهدناه بجسم متناسق وقدم مشاهد جميلة سواء مع عمته شيماء علي او مع شقيقه «زياد».

وبالنسبة لمخرج العمل، محمد كاظم في تجربته الأولى فهي جيدة وبداية مبشرة لمولد مخرج قادم، وإن كنت ارى انه كان بحاجة للتدخل لضبط اداء وانفعالات الفنانين في بعض مشاهد العمل، ومسلسل «في ذاكرة الظل» للكاتبة المتميزة مريم نصير التي قدمت نصا شيقا وثريا بأحداثه.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى