أخبار عاجلة

كسرة ظهر مسلسل عاطفي وبوليسي مشحون | جريدة الأنباء

[ad_1]

  • الثلاثي الكوميدي السدحان والعونان والبناي يطلّون بوجوه جديدة .. وشيلاء سبت تسجل نضوج نجمة
  • محمد الحداد يرسم خطاً مهماً لنجوميته وهنادي الكندري تتصدى باقتدار لدور معقّد

محمد بسام الحسيني

«كسرة ظهر».. مسلسل حافل بالمفارقات والتشويق بإيقاع وربط متقنين للأحداث ومبني على قصة غريبة بقدر ما هي إنسانية وصادمة، ما يكسر حاجز الملل لدى المشاهد الذي يميل للأعمال التي لا تكون نهايتها بالضرورة سهلة التوقع، بل تحتمل سيناريوهات عدة.

يؤخذ على المسلسل الطابع الميلودرامي لأحداث أساسية فيه: مقتل «رائد» (عبدالله المسلّم) على يد «صقر» (فهد البناي) بعد دفعه إياه على قارعة الطريق ليسقط ويموت في الحلقة السادسة، ثم قرار «سالم» (عبدالله السدحان ـ أبو صقر) الرضوخ لطلب غريمه «نايف» (محمد العجيمي ـ أبو القتيل «رائد») ان يتحول الى طرّار (متسول) لعدة أشهر كشرط للعفو عن ابنه فهو شرط ينطوي على شيء من المبالغة وإن كان مثيرا، والأمر نفسه على قبول رياض (أحمد العوضي) مساعدة صقر عبر دواء أو «كيميكال مجهول» لمجرد توصية صديق بذلك.

القصة والأحداث

القصة فيها العديد من الخطوط الجديدة غير المستهلكة دراميا، وتتمحور حول صراع رجلين: «سالم» و«نايف» اللذين ـ وبحسب رواية الأول ـ كانا صديقين أيام الشباب حتى صارح «سالم» صديقه بحبه لامرأة ليغدر الأخير به ويتزوجها. على مدى سنوات يدخل الطرفان في تنافس تجاري أيضا، وبينما نتابع صراعهما على ترؤس إحدى الشركات، يعيد الزمن نفسه بدخول ابنيهما «صقر» و«رائد» في تنافس على قلب فتاة، يُعجب «صقر» بزميلة له «أسيل» (شيلاء سبت) فيتنبه «رائد» لذلك، ورغبة منه بإغاظة «صقر» يحاول هو التودد إليها، وفي ظل المشاحنات المستمرة بينهما يتطور أحد المواقف إلى شجار يبدؤه «رائد» وينتهي بموته إثر ضربه ودفعه من قبل «صقر» الذي يدخل السجن، ويصبح نقطة ضعف لوالده بيد غريمه، وهنا نواجه المفاجأة الميلودرامية الثانية: يشترط «نايف» للعفو عن ابن «سالم» ان يتحول الأخير الى «طرّار»!

في موازاة ذلك، نجد مسارا آخر للقصة بطله «طارق» (محمد الحداد) الضابط المهني والوطني الذي يطارد عصابة اتجار بالبشر تستغل ستار العمالة المنزلية لنشر «طرّارات» يوزعن الممنوعات، وبينهن نتعرف على «شمس» (هنادي الكندري) وصديقتها «هدية» (كفاح الرجيب)، لنكتشف قصة مثيرة أخرى تخص «شمس» التي تربي أبناء شقيقتها وتتكفل بأمها الضريرة، وتبحث عن حقيقة موت أختها وضحة (أميرة محمد) التي رحلت في ظروف غامضة.

تهرب «شمس» من رغبة ابن عمها الملحّة بالزواج بها وملاحقته، لتكون محط أنظار تنافس داخل العصابة التي تورطت في أعمالها بحثا عن لغز موت أختها.

النشاط العصابي في العمل يعطيه زخما، فنتابع المطاردات خاصة في الحلقات الأولى بين «طارق» و«الزعيم» أو «الجني» (أحمد العونان) الذي يزعجه تهديد الضابط الجديد والمتحمس للعمل والذي يعطي صورة نموذجية عن الولاء والوفاء للمهنة رغم مخاطرها في الكثير من حواراته مع زوجته وأسرته.

التمثيل

يتسم العمل باختيار مجموعة متناغمة فيما بينها، متناسبة في أداء كل من الممثلين لدوره مع ملاحظة مهمة وهي نجاح الرهان على أداء فنانين عرفوا بالكوميديا لأدوار تراجيدية وتحديدا السدحان والبناي ومعهما زعيم العصابة أحمد العونان. النجم السعودي عبدالله السدحان خلع عباءة الكوميديا ليقدم لنا شخصية بغاية الجدية ـ وإن كان من وقت إلى آخر يُمرّر بعض الومضات الطريفة ـ كما يفعل مثلا عندما تداهمه زوجته وهو يتدرب على دور المتسوّل فيدعي أنه يقوم بتمارين رياضية. ويستغل السدحان صوته ذا النبرة المميزة وإتقانه إلقاء الحوار ليعطي هيبة خاصة لشخصية «بوصقر».

وهو ليس الوحيد في العمل الذي يتقن لعبة الصوت، فالممثل محمد الحداد الذي يقدم دورا بمنتهى الإقناع والنجاح يستغل أيضا هذه النقطة، ويؤدي دورا قويا بمساحة مهمة، ومن أجمل الأدوار هذا الموسم، يحافظ محمد على ضبط النفس ويؤدي الدور باتزان وتحكم وبالقدر المضبوط الذي يتطلبه من الانفعالات، لذا فهو يظهر بهذه التلقائية التي تؤهله لأدوار كبيرة جدا مستقبلا مع تطور الدراما الخليجية وتقنياتها.

نجمة المسلسل هي الممثلة هنادي الكندري في دور «شمس»، الشخصية المُركبة التي تتطلب جهدا داخليا وخارجيا كبيرا لتظهيرها، فهي تعيش حالة كفاح لمساندة أسرتها وحزن على رحيل أختها التي تركت برعايتها ولدين وشجاعة للبحث عن مصيرها، إضافة لكونها عرضة للملاحقة والاضطهاد والهروب من ابن عمها، وضحية صدمة عاطفية، حيث رفضت عائلة رياض اقترانه بها بسبب الفوارق الاجتماعية، كل هذا المزيج من المشاعر تدمجه هنادي وتؤديه بمستوى ثابت واختيار موفق للدور الذي تخرج به عن النمطية.

نتوقف أيضا عند الثنائي «صقر» (محمد البناي) و«أسيل» (شيلاء سبت)، البناي بدوره ألقى بالكوميديا جانبا لنراه بشخصية العاشق والخائف والمضطرب نفسياً بعد الجريمة، أما شيلاء فتُظهر نضوجا في التمثيل مقارنة بما قدمته في الأعوام الماضية، وإذا واصلت هذا الجهد على مستويي التكنيك والإحساس اللذين تظهرهما فهي أيضا على طريق النجومية في المهنة.

الإخراج

يُمتعنا المخرج أحمد المقلة بتكوين بصري جمالي وعناية بكل مشهد تقريبا، حتى المشاهد التقليدية وبينها اجتماعات العمل أو العزاء أو غيرهما يحرص على تقديمهما بتأطير مميز وتحريك ديناميكي للكاميرا، وتزداد أهمية الحركة في مشاهد المطاردة أو العنف، كما يتفنن في المشاهد الخارجية وهو يعزز وتيرة التشويق التي تتطلبها القصة.

النص

النص، وهو من تأليف الكاتب عبدالله السعد، جيد عموما، رغم ما أشرنا إليه من جنوحه إلى الميلودراما، لكنه نجح في التميز هذا الموسم في ظل استمرار سطوة الأعمال التراثية وفقر غالبية الأعمال الاجتماعية الأخرى للقصة والفكرة المشوقة والهادفة والجديدة، إضافة الى طرحه قضية الاتجار بالبشر والاستغلالات العصابية للعناصر الأضعف في المجتمع بأعمال إجرامية وهي من قضايا الساعة، وهو ما أعطاه بعداً تشويقيا إضافيا ساهم في إنجازه بالصورة الناجحة التي يظهر فيها.

اقرا ايضا



[ad_2]

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى