أخبار عاجلة

علماء الشرع الاستهزاء والسخرية من | جريدة الأنباء


  • الشريكة: الذي يسخر ويستهزئ من «كورونا» إنما يستخفّ بأقدار الله
  • السنين: الابتلاءات من أقدار الله التي يجب ألا تواجه بالسخرية والاستهزاء
  • العليمي: على كل مسلم الابتعاد عن النكت والاستخفاف وإدراك عظم المصيبة
  • العصيمي: أمر يدل على بلادة القلب وقسوته وعلى صاحبه أن يبادر بالتوبة والندم
  • الشطي: الإسلام حذر وشنع السخرية والاستخفاف إذا نزل البلاء على العباد

لا يليق أن تكون أخلاق الناس عند الابتلاء بالأمراض السخرية والاستهزاء، وعلى الانسان بدلا من أن يسخر أو يهزأ أن يطيع ويتبع إجراءات السلامة حفاظا على نفسه التي دعت الشريعة الى حفظها وعدم تعريضها للهلاك، وأما مقابلة هذا الابتلاء بالسخرية والاستهزاء يدخل المسلم في قوله تعالى: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) فما حكم الاستهزاء والسخرية من وباء كورونا؟

يقول د.عبدالله الشريكة: للأسف بعض الناس في هذه الايام التي تمر علينا ونحن في بلاء عظيم لا شك تخرج منهم تصرفات لا تليق أبدا بالمسلم بأن يستهزئ بهذه الامراض وهذه الوباءات ويسخر منها، فهؤلاء أوقاتهم كلها هزل، وليسوا على قدر كبير من تحمل المسؤولية.

وأكد أن الذي يستهزئ أو يسخر بهذه الامراض وهذه الوباءات إنما يسخر ويستهزئ من أقدار الله.

وأضاف: نقول انتبه أيها الانسان، لقد أرسل الله عز وجل هذه الابتلاءات وأرسل لك هذه الامراض وهذه الاختبارات إنما تمحيص من الله لك، كما قال عز وجل (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين) أي ينقيهم ويخلصهم من الذنوب (ويمحق الكافرين) أي فإنهم اذا بغوا وبطروا فيكون ذلك سبب هلاكم ومحقهم وفنائهم.

وأكد د.الشريكة أن هذه الابتلاءات إنما هي إظهار لمعادن الرجال، وقال: لا تستهزئ أخي الكريم. يقول الفضيل بن عياض «الناس ماداموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا الى حقائقهم، فصار المؤمن الى إيمانه، وصار المنافق الى نفاقه»، لذلك نقول أيها المستهزئ احذر من عذاب الله عز وجل وقد حذرك في قوله تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) وبهذا ينبغي عليك أن تقول كما قال أهل الايمان اذا أصابتهم مصيبة (إنا لله وإنا إليه راجعون)، والله لا يكشف عنا الضر إلا بالتوكل عليه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)، وفي قوله تعالى (ومن يتق على الله يجعل له من أمره يسرا) إنما عليك أن تتوكل على الله تعالى، أما السخرية بهذه الأمراض والاستهزاء بها قد تصاب بما أصيب به هؤلاء فتكون نادما على ما فعلت، نسأل الله لنا ولكم العافية.أقدار الله

ويضيف الشيخ عبدالوهاب السنين مؤكدا أن هذا الفعل محرم لأن كورونا أو سائر الأمراض والابتلاءات هي من أقدار الله عز وجل وأقدار الله تعالى لا تواجه بالسخرية والاستهزاء، ومثل هذا بلا شك من استدعاء البلاء، ويدل أيضا على بلادة القلب وقسوته، وعدم الخوف مما أنزله الله، كما في قوله سبحانه (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)، قال ابن كثير: قال قتادة ان الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون.

ولفت الشيخ السنين الى أن الذي يواجه هذه الأقدار بالسخرية والاستهزاء فلا شك أنها لم تؤثر في قلبه ولم تحدث في نفسه تخويفا، فعليه أن يتقي الله تعالى وأن يكف لسانه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب»، وهذا يوجب الحذر أن يحفظ الانسان لسانه فلا يتكلم بما لا ينبغي، والواجب على الانسان عند الابتلاءات أن يواجهوها بالتوبة والندم ومراجعة النفس والخوف من الله والدعاء والذكر والتوبة.

استخفاف وقلة تفكير

وقال د.راشد العليمي: في البداية لابد لنا أن نعرف أن ما قدره الله سبحانه وتعالى لربما من أمور نراها خيرا أو نراها بلاء وشرا علينا، فينبغي ألا نتعامل معها إلا بما علمنا الله سبحانه بأمر واضح ودلالة على ذلك الرضا بما قدره الله ثم الصبر على هذا الامر ثم البشارة على ما سيعقب هذا الصبر عند الله جل جلاله، أما أن يأتي إنسان ويتعامل مع ما يراه أمامه بسخرية أو استهزاء أو لربما بنكت ينشرها بين الناس على هذا الأمر، فهذا ليس فيه دلالة على الرضا بقدر الله له وليس فيه دلالة على حسن التعامل مع هذا الأمر. والنبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا بقوله: «عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد الا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»، فالقضية ان الانسان يتعامل مع هذه الأمور وفق ما ورد به النص النبوي، ففي حال الأمور التي تسره لا يأتي ببطر ولا بصراخ، بل يشكر الله عليه ويثني عليه بما هو أهله، وان جاءه أمر يضره أو يسوؤه يصبر ويحمد الله عليه ولا يجزع أو يتسخط أو يتعامل معه بالطرائف والنكت أو لربما بسخرية على هذا الامر، ومن ذلك تلك الجائحة التي أصابت العالم بأسره، حيث نسمع أن هناك من يموت، وهناك من هو في العناية المركزة، وهناك من يدفن ولا يصلى عليه الا من أناس عددهم قليل جدا، ولربما لا يغسل ويحزن الانسان أن هناك من لا يستطيع أن يشاركه في التعزية في المقبرة، فهل هذا الأمر يستدعي السخرية أم يستدعي ان الانسان يسأل الله أن يسلمه من هذا البلاء. فالعاقل ودلالة التعقل من يعرف كيف يتعامل مع هذه الجائحات والمصائب والمكدرات في أمر يقربه الى الله ويفرج عنه، فيلزم الدعاء ويبتعد عن السخرية والاستهزاء، ويلزم الاستغفار ويبتعد عن تلك النكت التي تدل على استخفاف وقلة تفكير، ووعي وإدراك عظم هذه المصيبة وحجمها.

التوبة

من جانبه، يؤكد د.محمد ضاوي العصيمي أن هذا الفعل محرم لأن كورونا أو سائر الأمراض والابتلاءات هي من أقدار الله عز وجل، وأقدار الله لا تواجه بالسخرية والاستهزاء، ففي الحديث الصحيح: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله عز وجل اذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط»، أما أن يواجه الانسان أقدار الله بالسخرية فهذا من استدعاء البلاء ويدل على بلادة القلب وقسوته. والواجب على الانسان أن يواجه ذلك بالندم والتوبة وأن يلجأ الى الله سبحانه ويتضرع له وأن يكثر من الذكر والدعاء والصدقة وغيرها من أفعال الخير ويبادر بالاستغفار والندم.

حذر الإسلام من السخرية

ويقول د.محمد الشطي: الابتلاء سنة ماضية وطبيعة لازمة لكل مخلوق في هذه الدنيا، والانسان بخاصة، قال تعالى: (لقد خلقنا الانسان في كبد) وقوله (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) كما أن الابتلاءات تصيب المؤمن والكافر والفاجر، ولكن الفرق في طريقة النظرة لهذه الابتلاءات، فالمؤمن ينظر لها نظرة أخرى فهو يصبر عليها ويحتسب الأجر وينتظر الثواب من ربه اذا هو صبر واحتسب، وعلى المسلم أن يوطن نفسه ان كل مصيبة تأتيه هي من عند الله تعالى وانها بقضائه وقدره، وأن الله تعالى لم يقدرها عليه ليهلكه بها ولا يعذبه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره ورضاه وشكواه اليه وابتهاله ودعاءه.

وأكد د.الشطي أن الشارع الحكيم نهى عن الاستهزاء والسخرية من جائحة فيروس كورونا، فلا يليق بالمسلم الحق بأي حال من الأحوال أن يسخر أو يستهزئ عند نزول البلاء والامراض، بل ينبغي على المسلم أن يلتزم بالاجراءات الوقائية التي تدعو لها المنظمات الصحية والتزام الارشادات الاحترازية عند التعامل مع هذه الجائحة.

وتساءل د.الشطي: لماذا يسخر البعض ويستهزئ من هذا الوباء؟ لقد حذر الاسلام وشنع على أصحابه من السخرية اذا نزل البلاء على العباد (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا)، فالغاية من ارسال هذا الوباء هو التذكير بهذه الآيات وأخذ العبرة والعظة، ومن هذه الاهداف صدق العودة الى التضرع والدعاء والخشوع وتأمل هذه الآيات. وقال إن من يسخر من هذا الوباء ويؤلف له النكت الساخرة أقول له:

اتق الله وخذ منها العظة والعبرة لئلا يدركك العذاب والواجب على العاقل بدل أن يسخر أو يهزأ أن يحترم إجراءات السلامة ويتبع الاحترازات الوقائية حفاظا على نفسه والآخرين من الهلاك التي هي من أعظم الكليات الخمس التي دعت الشريعة الى حفظها وعدم تعريضها للهلاك، وعلى أصحاب النكت الساخرة أن يعودوا الى الله عز وجل بالتوبة والانابة، وأما مقابلة هذا الوباء بالسخرية والاستهزاء فهذا ممن قسا قلبه وزين له الشيطان عمله.

اقرا ايضا

 





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى