أخبار عاجلة

الحظر الكلي



تحدثنا في مقال سابق عن الحظر الكلي القابل للتمديد وقلنا أن مضاره أكثر من فائدته خاصة في ما تبقى من شهر رمضان المبارك وقبل عيد الفطر السعيد بأسبوعين تقريباً .
والآن نعود ونقول متمنين ألا يطبق الحظر الكلي وتكفون لا تتسرعون ولا تستمعون من القيل والقال بالمطالبة بالحظر الكلي لأنه سوف يشل الحركة تماماً في الكويت طوال الليل والنهار وخاصة أن هناك جهات يجب أن تزاول عملها في الفترة الصباحية على الأقل وهي ليس لها علاقة بالمخالطة إطلاقاً لأن العاملين فيها لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة مثل محلات الحلاقة ومحلات بيع النخي والباجيلا والخبازين ومحلات الخياطة لأن هناك حسب ما نمى إلى علمي أن (الدشاديش) مكدسة بالمئات في محلات الخياطة ستكون جاهزة قبل عيد الفطر السعيد لتسليمها لأصحابها والحظر الكلي سيمنعهم من الذهاب إلى محلات الخياط (وكلمة اعتراضية للعلم أنا ليس عندي محل للخياطة لدشاديش الرجال) .
وكذلك بنزين السيارات والبنشر وتغيير الزيت ولا قدر الله للسيارات عند تعرضها للصدام اشلون يصلحون سياراتهم ومحلات أخرى يجب أن تكون مفتوحة ولو لعدد ساعات محدودة ومثل ما قال لي أحد الأصدقاء أن لديه بنت ولدت قبل ثلاثة أشهر ومحتاجة الآن لشراء ملابس تناسب عمرها واشلون تشترى لها الملابس في الحظر الكلي هذا على سبيل المثال .
وقد يقول قائل فكنا من سوالفك إحنا وين وأنت وين الناس تتحدث عن وباء فيروس الكورونا وأنت تتحدث عن ملابس الأطفال والنخي والباجيلا والخبز بكلام احتفظ به لنفسك وأقول حاضر آسف وخلونا من كل ذلك حتى لا يتضايق أحد من حديثنا بأمور بعيدة عن فيروس الكورونا ولنتحدث عن تأثير الحظر الكلي على الأهالي والعائلات بقطع صلة الرحم بينهم لا يشوفونهم وفقط يسمعون أصواتهم بالهاتف الذكي وصورهم بالآيفون ولذلك لا يستطيعون أن يخرجوا من بيوتهم وشققهم مع أن هناك في الحظر الكلي لو طبق الآلاف من الذين يوصلون طلبات الأكل إلى البيوت والشقق وأي مكان في مناطق الكويت إلى جانب الآلاف من الذين عندهم تصاريح السماح لهم بالخروج في الحظر الكلي وكذلك الإعلام ستشل حركته بتوزيع مجلاته التي تصدر يومياً ولو أن هنا الموزعين الذين يحملون تصاريح السماح لهم بالتجول ونحن نطل من نوافذ بيوتنا وشققنا نرى المسموح لهم بالتجول ونحن محبوسون ومحكورون في بيوتنا وشققنا لا نرى إلا الشمس والغبار وسيارات المسموح لهم بالتجول تمر أمام منازلنا وشققنا ونسمع أصوات الطائرات في السماء تنقل المسافرين إلى بلدانهم متمنين أن تزول هذه الغمة لنكون من المسافرين في هذه الطائرات إلى مختلف بلدان العالم .
إنكم يا سادة المسؤولين لا تعطوا أهمية للمطالبين بالحظر الكلي وراعوا شعور الناس وحكرتهم وضيقة الخلق والكثيرون مسموح لهم بعدم تطبيق الحظر الكلي عليهم لو طبق هذا القرار ومع أن بعض الظن إثم ونحن لن نظن بل نقول ربما تستغل الواسطات بالتصاريح للذين يسمح لهم بالخروج في الحظر الكلي لأسباب قد تكون غير هامة بأن تمنح لهم التصاريح ولكن عندنا كل شيء يجوز والواسطات تجوز رغم أنها مخالفة للقوانين ولكن يمكن تجاوزها بأعذار واهية لا يجب أن يؤخذ بها .
قبل الختام :
نحن والحمد لله الإصابات في وباء فيروس الكورونا قليلة بالنسبة لبلدان العالم والشفاء اليومي للمصابين بهذا الوباء يومياً نستبشر به لذلك لا نحتاج للحظر الكلي وخلونا مثل دول العالم المصابين بعشرات الآلاف ومع ذلك هم لم يطبقوا الحظر الكلي لأن القرارات عندهم موحدة ولا يسمعون إلى الإعلام والتواصل الاجتماعي والتويتر ولكن لديهم وزارات الصحة يعبرون عنها لأنهم هم القريبون من وباء فيروس الكورونا يعرفون ماذا سينتج الحجز المنزلي والحظر الكلي بحيث لا تؤثر على الحياة المعيشية عندهم والحركة الضرورية التي تسير العمل عندهم وماشية من أحسن ما يكون .
ونحن ليش ما نصير مثلهم وشاغلين أنفسنا بالحظر الكلي ومحاسبة فلان وعلان والتهديد والوعيد والذي ليس وقته الآن وانتقادات المسؤولين جزاهم الله كل خير وخلوكم مع الأبطال الشجعان رجالًا ونساء كل في موقعه في الصفوف الأمامية أمام المرضى والمساندين لهم وباقي الوزارات الله يخليكم .
لحظة من فضلكم :
قبل أن ألقي القلم من يدي لأختم كتابة هذا المقال عن الحظر الكلي للنشر في “الوطن الالكتروني” قرأت عن تأكيد مصدر حكومي رفيع للإعلام المحلي أن تطبيق الحظر الكلي على طاولة مجلس الوزراء إلى آخر هذا الكلام والذي أتمنى أن يكون هذا الكلام غير صحيح وأنه مجرد شائعة من الشائعات التي نسمعها في هذه الأيام ومجرد خبر إعلامي تعودنا عليه مثل أي خبر نسمعه ونقرأ عنه قبل تأكيده رسمياً وأنه من ضمن الشائعات التي يجب ألا نعطيها أية أهمية.
مضيفاً في الخبر أن التجهيزات الأمنية في كامل استعداداتها حال تطبيق الحظر الكلي والذي سيساهم في الحد من انتشار وباء فيروس الكورونا وإنهاء الأزمة الراهنة.
ونحن نقول هنا بل أنا أقول عن نفسي ولا أشرك الآخرين معي مع أن الكثيرين لا يحبذون الحظر الكلي .
أقول لكم بكل أمانة وصدق وأنتم تعرفون أكثر مني أن التجهيزات الأمنية من وزارة الداخلية ووزارة الدفاع وكذلك الحرس الوطني ووزارة الصحة والإدارة العامة للإطفاء وجمعية الهلال الأحمر الكويتية والمتطوعين من الشباب والشابات كانوا ولا يزالون جاهزين طوال الليل والنهار منذ أن بدأ انتشار هذا الوباء لم يهدأ لهم بال ويشكرون على مجهوداتهم الوطنية بالحس الوطني بما في ذلك الذين في الصفوف الأمامية في المحاجر والمستشفيات يعملون ليلاً ونهاراً بدون ملل أو كلل آملين أن يختفي هذا الوباء .
إن الحظر الكلي لن يغير شيئًا في الأمر إذا ما طبق لتخفيف انتشار وباء فيروس الكورونا وكذلك منع المخالطة في أي مكان .
وأما ما تقولونه عن الحظر الكلي أنه سيساهم في الحد من انتشار هذا الوباء فهذا الكلام مردود عليه لأن انتشار هذا الوباء والحمد لله بدأ يخف يوماً بعد يوم والإحصائيات الرسمية عندكم تقول ذلك ولذلك لا تربطوا بين الحجز المنزلي الآن والحظر الكلي لمدة أسابيع وربما يطول لمدة أشهر ولتكن قراراتكم الرسمية مبنية على الواقع الحي بإحصائياتكم الرسمية عن هذا الوباء وليس إرضاء لفلان وعلان وغيرهم وكلها شو إعلامي للبروز لا أقل ولا أكثر ولا تلتفتوا إلى أقوالهم وخلوكم مع قراراتكم الرسمية باستمرار الحجز الجزئي والتخفيف منه بقدر المستطاع .
وأخيراً وليس آخرًا لا تعطوا بالاً وأهمية للذين حاطين دوبهم وانتقاداتهم باختلاق الأعذار الواهية ليقولوا أي شيء عن الحكومة الكويتية ممثلة بسمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء الأفاضل الذين يعملون بجد واجتهاد ليلاً ونهاراً لخدمة هذا الوطن وأنتم جالسون في بيوتكم تتمتعون بالراحة والاستقرار .
فالحكومة الكويتية منكم وإليكم مواطنين مثلكم ومن رحم هذا الوطن وجدناهم كل في موقعه منذ بدء انتشار هذا الوباء وهم في اجتماعات مستمرة حتى بعد منتصف الليل وأنتم جالسون في بيوتكم تفكرون اشلون ننتقدهم ونتصيد الأخطاء لهم مع أنهم لم يخطئوا بشيء وإنما أحاديثكم للشو الإعلامي في مختلف صوره .
وأنا أعرف أن كلامي هذا قد لا يعجب البعض ولكن قول الحق يجب أن يقال لمن يستحق أن نقول عنه الحق ولا خير فينا إن لم نقوله احتراماً وتقديراً لحكومتنا الرشيدة.
وسلامتكم

بدر عبد الله المديرس
al-modaires@hotmail.com





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى