أخبار عاجلة

المنصات التعليمية ضرورة حتمية لا | جريدة الأنباء


  • دخول الطلبة إلى المنصات التعليمية سيكون عبر الرقم المدني
  • التواجيه الفنية تكثّف جهودها لإنجاز دروس المرحلة الثانوية
  • ثقافة المجتمع ما زالت محدودة في التعامل مع «التعليم عن بُعد»

عبدالعزيز الفضلي

أكد عدد من التربويين على ضرورة تفعيل المنصات التعليمية واستغلال فترة العطلة الاضطرارية فيما هو مفيد لأبنائنا الطلبة، مشيرين الى أنها جزء مهم من منظومة التعليم الحديث في كل دول العالم.

وشددوا في تصريحات لـ «الأنباء» على ضرورة تعاون الطلبة وأولياء أمورهم في هذا الجانب لإنجاح العمل بهذه المنصات، خاصة ان جميع المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية أكدت اعتماد هذا النوع من التعليم الالكتروني حتى لا يتوقف التعلم ويفقد الطلاب فرصة تطوير معارفهم خصوصا مع غياب الرؤية حول هذا الوباء ومدة بقائه وما سيخلفه من آثار جانبية وصحية واجتماعية واقتصادية، مشيرين إلى أن ثقافة المجتمع ما زالت محدودة مع هذا النوع من التعليم، فليس من المعقول خلال مدة شهر يطلب من الطلبة متابعة تلك الدروس والاستفادة الكبيرة منها، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، أكدت الموجه الفني العام لمادة العلوم بوزارة التربية منى الانصاري ان المنصة التعليمية لها فائدة كبيرة للطالب وهي أمر اختياري وليس إلزاميا، مشيرة الى ضرورة تعاون أولياء الأمور معنا في هذا الجانب وتشجيع ابنائهم على دخول هذه المنصات التعليمية المهمة جدا.

وأوضحت الأنصاري ان المنصة التعليمية لم يتم الانتهاء منها، لافتة الى أنها تنقسم الى نوعين، الاول فني وهو الذي تقوم به التواجيه الفنية حاليا وتكثف جهودها لإنجازه من خلال تصوير شروحات الدروس للمرحلة الثانوية لجميع التخصصات في المواد الأساسية، والأسبوع المقبل سيتم تصوير الدروس لبقية المراحل التعليمية، موضحة ان الجزء الثاني من المنصة مصادر التعلم المتنوعة والتي أيضا يقوم على إعدادها التواجيه الفنية بمشاركة معلمين ورؤساء أقسام يعملون بكل إخلاص طواعية.

وذكرت ان المصادر عبارة عن توزيع للمنهج وخاصة الذي يتم تدريسه في حال استكمال استعادة الفصل الدراسي الثاني وهو الفصل المعدل والذي يتضمن 6 أسابيع ويشمل بنوك أسئلة وأوراق عمل وفلاشات ومقاطع فيديو تتعلق بالدرس نفسه، مشيرة الى ان ذلك يحتاج الى وقت حتى يكون جاهزا للطالب، لافتة إلى ان دخول الطالب سيكون بشكل منظم وعن طريق إدخال الرقم المدني، مبنية ان ذلك يتضح عند دخول الطالب الذي سيجد جميع مصادر التعليم متوافرة وكأنه يرى المعلم أمامه، مشددة على ضرورة ان يكون لأولياء الأمور دور في ذلك من خلال تشجيع ابنائهم على الدخول في المنظومة التعليمية الجديدة والتي ستنعكس إيجابيا عليهم، معربة عن بالغ شكرها لوزير التربية ووزير التعليم العالي د.سعود الحربي وجميع القيادات التربوية على دعمها للتواجيه الفنية لكي تقوم بدورها التعليمي بالشكل المطلوب.

التعليم الحديث

من جانبه، قال الباحث التربوي د.محمد الشريكة ان منصات التعليم جزء مهم من منظومة التعليم الحديث، مشيرا الى ان الكويت كانت سباقة في طرح فكرة إنشاء منصة تعليمية خاصة تخدم وزارة التربية والتي طرحت كجزء من مشاريع استراتيجية تطوير التعليم ٢٠٠٥ و٢٠٢٥ والتي أكدت اهمية وضرورة مواكبة ثورة تكنولوجيا المعلومات.

وأضاف الشريكة ان انشاء منصة تعليمية متخصصة جزء محوري من استراتيجية التعليم الالكتروني المعتمدة منذ ٢٠٠٨ وكذلك الاستراتيجية الوطنية لاستخدام تكنولوجيا المعلومات في العملية التعليمية، ومن دون شك فوجودها يتيح للطلاب والمعلمين توفير المواد التعليمية والأنشطة المعززة وتكون قناة للتواصل فيما بين أطراف العملية التعليمية، والوزارة طرحت هذا المشروع منذ زمن ولكن تعثرت هذه المنصة بسبب ضعف القدرات الفنية وتفرد القرار وغياب روح التعاون بين القطاعات المختلفة، واليوم وبعد هذه الجائحة التي دفعت معظم دول العالم لاعتماد التعليم عن بعد أثناء الطوارئ كبديل عن التعليم التقليدي تتجلى أهمية تلك المنصات.

وتابع: الطلبة بحاجة لهذه المنصة خاصة انهم يحتاجون للتعليم عن بعد اثناء الطوارئ ومن ضمن أدواته المنصة الالكترونية، مشيرا الى ان جميع المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية اكدت ضرورة اعتماد هذا النوع من التعليم حتى لا يفقد الطلاب فرصة تطوير معارفهم خصوصا مع غياب الرؤية حول هذا الوباء وما سيخلفه من آثار جانبية.

وذكر أن التعليم عن بعد اثناء الطوارئ ليست مسألة قابلة للنقاش وهو المتاح حاليا والبديل فاقد تعليمي لا يمكن تعويضه، موضحا انه لا يعقل ان تعتمد جميع الدول الخليجية التعليم عن بعد اثناء الطوارئ وتبقى الكويت الوحيدة بلا تعليم وليس من المنطق ان نناقش متطلبات هذا النوع من التعليم وكأننا في ظروف مثالية بينما نحن في حالة طوارئ تتطلب منا سرعة القرار وضمان استمرار التعليم، خاصة ان هناك دولا كثيرة وجامعات عريقة تحولت لـــهذا الـــنوع من التعليم، ومن يرفضه يــ-رتكب جناية بحق الكويت وأبنائها.

وتابع: كل دول العالم أكدت استمرار التعليم لتجنب الفشل والعجز أمام هذه الجائحة التي بلا شك ستغير ملامح العالم وستغير شكل التعليم للابد، مؤكدا أن أبناءنا ليس استثناء عن الآخرين فهم يتفاعلون مع التكنولوجيا بشكل يومي وهي جزء أساسي من حياتهم ويتعلمون بشكل فردي وما نطالب به هو تعليم عن بعد اثناء الطوارئ بشكل منظم وتحت رعاية حكومية.

المدارس الخاصة

بدوره، أكد موجه عام اللغة الفرنسية بوزارة التربية أنور الكندري ان المنصة التعليمية لها دور كبير في إكساب الطلبة دروسا خاصة في هذا الوقت، مشيرا الى ان نجاحها يعتمد على مدى تعاون ولي الأمر والطالب سواء في شهر رمضان او غيره.

وبين الكندري ان خير دليل على ذلك المدارس الخاصة، حيث أثبتت نجاح المنصات التعليمية عن بعد خلال أزمة فيروس كورونا، متمنيا أن يحفظ الله الكويت وكل من يعيش على أرضها من كل سوء.

استفادة متفاوتة

من جانبه، قال موجه اللغة العربية أحمد الرشيدي انه من الطبيعي أن يكون هناك مستفيدون من المنصات التعليمية ويتفاوت ذلك بتفاوت إلمام المتعلمين باستخدامات الحاسوب، لافتا الى أن الفائدة ستتحقق من عمل هذه المنصات ولو لم تكن فائدة تامة لقصر فترة الممارسة في الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد إلا أنها موجودة، ولا يخفى على احد أن التعلم من خلال هذه المنصات في شهر الصوم قد يراه البعض غير مناسب الا انه لا بأس به، مشددا على ضرورة ان يكون هناك تعاون وتجاوب من الطلبة وأولياء أمورهم.

جهود كبيرة

أما الباحثة التربوية أبرار السهيل، فأكدت ان هناك العديد من أنواع المنصات التعليمية الإلكترونية ومنها ما هو تفاعلي ومنها ما هو للعرض فقط، وحسبما هو واضح لنا فإن وزارة التربية تعمل على توفير المنصة التعليمية الخاصة في «يوتيوب»، والتي تتلخص بتسجيل دروس علمية لكل المجالات وتحميلها على قناة تربوية ومن ثم يدخل الطالب بالرقم الخاص به للقناة وللدرس في الوقت الذي يناسبه دون أي تفاعل كما هو الحال في المنصات التعليمية الأخرى، مشيرة الى أن تسجيل هذه الدروس من خلال المعلمين والمعلمات وبإشراف دقيق من التواجيه الفنية جهود كبيرة يستحقون الشكر عليها خاصة في الوقت الذي نعيشه للصعوبات المتعددة.

وأضافت السهيل ان هذه المنصة التعليمية لم تختلف كثيرا عما قبل حيث كانت القناة التربوية موجودة وشملت جميع الدروس لمختلف المراحل، والعقود السابقة كان هناك التلفزيون التعليمي والذي يعرض من خلاله أيضا شرح الدروس من خلال المعلمين والمعلمات، لافتة الى أن الاختلاف الوحيد هو أنه في هذا الوقت يستطيع الطالب الدخول على تلك الشروحات التعليمية من خلال قناة «يوتيوب» بالأجهزة الذكية.

وأشارت الى أن هذه الطريقة لن تكون فعالة للمراحل الابتدائية والمتوسطة وحتى الثانوية ولم يتفاعل معها إلا شريحة قليلة جدا، لأن ثقافة المجتمع مازالت محدودة مع هذا النوع من التعليم، فليس من المعقول خلال شهر ان يطلب من الطلبة مشاهدة تلك الدروس والاهتمام الكبير بها، خاصة أن هذه الطريقة لم تكن مجدية في السابق وعلى إثرها أغلقت القناة التربوية، مشددة على ضرورة توعية أهلنا وأبنائنا للاستفادة من تلك المنصة التعليمية قدر الإمكان لتخفيف العبء عليهم وعلينا كأولياء أمور في حال عودة الدراسة بعد زوال هذا الوباء بإذن الله، ونكرر شكرنا لوزارة التربية ولكل من ساهم في إنشاء هذه المنصة التعليمية لخدمة الطلبة.





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى