أخبار عاجلة

الكون في كفة كفة رابحة في ميزان | جريدة الأنباء


  • الفضالة ملأت «شمور» بكل المشاعر وقدمتها بسلاسة وعمق
  • بوشهري ومرام وبهمن والطليحي ودهراب وعباس نجوم فوق العادة
  • فهد وإيمان وفيّ وملك وجنى.. السهل الممتنع
  • شهد سلمان اكتشاف.. والدوحان والهواري كفّتا النجاح

ياسر العيلة

من الأعمال التي كان متوقعا لها ان تحظى بنسب مشاهدة عالية خلال عرضها في شهر رمضان الجاري مسلسل «الكون في كفة»، من إنتاج المجموعة الفنية للمنتج والفنان باسم عبدالأمير.

العمل الذي كتبه الموهوب علي الدوحان هو عمل اجتماعي «لايت كوميدي» يحمل العديد من الجوانب الإنسانية، ويتناول مجموعة من الشخصيات المشاركة فيه، حيث لكل واحد منهم كونه الخاص.

أحداث المسلسل بدأت بتعريف المشاهديــــــن بشخصيات العمل من خلال «ملك» الطفلة المميزة ملك أبوزيد التي قامت بدور الراوي، حيث تحدثت عن أفراد عائلتها المقيمين في بيت واحد، والبداية كانت مع شخصية عمتها شمور (إلهام الفضالة)، وهي امرأة معتدة بنفسها لها عالمها الخاص، متسلطة وديكتاتورة مع الجميع وخاصة مع اخوانها الشباب الأربعة من أمها والذين اضطرتهم ظروف الحياة الصعبة لأن يعيشوا مع «شمور» أختهم الثرية في منزلها الكبير، ويعود ثراء «شمور» وامتلاكها أموالا وعقارات لأبيها الذي انفصل عن امها وسافر الى لندن وتدور حوله الشبهات في عمليات نصب قام بها.

«شمور»

نعود لـ «شمور» التي تمارس سطوتها وجبروتها على اخوانها وزوجاتهم واللاتي تعاملهن بشكل قاس حتى يخافونها، فما كان منهن إلا ان كرهنها وتمنين الخلاص منها وطردها من المنزل، ولكنها تقف لهن بالمرصاد، وتعرف كل ما يتم تخطيطه لها من خلال الكاميرات التي وضعتها في كل أرجاء المنزل. تتعرض «شمور» لحادث سير يغير مجرى حياتها، حيث تصدم شابا فقيرا بسيارتها، عيسى (عبدالله بهمن)، وخوفا من السجن تعرض عليه اي تعويض مادي، ولكن عندما تعلم امه «شهد سلمان» انها ثرية تطلب من ابنها الزواج منها فتوافق «شمور» بالرغم من رفضها الدائم لفكرة الزواج والارتباط، ووسط هذه الأحداث يعود والد «شمور» الى الكويت ومعه ابنته فلة (جنى الفيلكاوي)، حيث يخبرها ان لها أختا اسمها «شمور» ويتركها ويسافر، فتذهب «فلة» الى «شمور» التي ترفض وجودها بشدة وتعاملها معاملة سيئة لتدخل «شمور» في صراع جديد بعيدا عن صراعها مع زوجات أشقائها وتتوالى الأحداث التي تحمل الكثير من الإثارة والتشويق.

العمل بشكل عام لطيف وإيقاعه سريع، وواضح فيه تمكن الكاتب علي الدوحان من الإمساك جيدا بالخطوط الدرامية، حيث أعطى كل شخصية حقها الكامل من أصغر ممثل الى اكبر ممثل، بالإضافة الى ان علاقة الحب والتعاون التي جمعت نجوم العمل وقت التصوير انعكست على الشاشة لدى المشاهدين.

يضم العمل بالتأكيد نجوما كبارا وشبابا لكل منهم جمهوره الخاص، ويأتي على رأس هؤلاء النجمة الكبيرة إلهام الفضالة التي لم تخذل جمهورها كعادتها دائما، حيث قدمت واحدا من اجمل أدوارها، وهذا ليس بجديد على هذه الفنانة التي أثق في قدراتها وموهبتها، ففي كل مشهد لها تعطي ثقلا للدور الذي تقدمه،وقد استطاعت إلهام ان تجعل شخصية «شمور» مليئة بكل المشاعر ويصل إحساسها للجمهور، خصوصا عندما تتبدل مشاعرها وتنتقل من الكوميدي الى لتراجيدي «الشر» في كل مشهد بمنتهى السلاسة والعمق وكأنها تعزف سيمفونية على قلوب جمهورها.

استطاعت «شمور» ان تخطف الأنظار إليها من الحلقة الأولى بسبب تعاملها مع أشقائها الرجال وإذلالهم ومنّها عليهم، بالإضافة الى المشهد الرائع عندما «طقت» نور (ليالي دهراب) زوجة اخيها فهد (فهد باسم).

«يعقوب»

وبالنسبة لنجوم العمل فيقدم محمود بوشهري واحدا من اجمل أدواره في دور لم نعتده منه منذ زمن، حيث يجسد شخصية «يعقوب» شقيق «شمور» الذي يعاني من مرض MS (تصلب الأعصاب) والضغط العصبي الذي يتعرض له نتيجة هذا المرض الذي يحاول ان يخفيه عن الجميع، وتفوق على نفسه في المشهد الذي يتعرض فيه لحالة «تبول لا إرادي» نتيجة هذا المرض، وعبر عن حالته النفسية ومعاناته في مشهد عبقري عندما جلس تحت «دش الحمام» والماء يتساقط عليه وتمتزج قطرات الماء مع دموعه، وبسبب هذا المرض تنجب زوجته الحامل لولوة (مرام البلوشي) طفلا «منغوليا»، وبالنسبة لمرام فتقدم دورا جديدا عليها لتثبت من جديد انها فنانة متمردة على «الكادر»ن ومتمردة على الأدوار النمطية من خلال تقديمها لكاركتر جديد، فهي استطاعت ان تبكي المشاهدين وتضحكهم.

ومن نجوم العمل الذين لفتوا الأنظار إليهم بأدائه العفوي السلس النجم عبدالله الطليحي الذي يجسد شخصية «حسين» مدرس التربية البدنية وهو أحد أشقاء «شمور» الذي يعيش معها في المنزل مع زوجته حور (ايمان الحسيني) ومتزوج سرا من مها (فيّ الشرقاوي) التي تملك صالونا نسائيا وتكبره في العمر، وهي صديقة «شمور» لكنها تخفي عنها وعن الجميع زواجها منه، وحور (ايمان الحسيني) قدمت شخصية الزوجة المسالمة المظلومة التي تحب زوجها وإن كانت تشك فيه دائما نتيجة تصرفاته الغامضة، و«حور» هي الوحيدة من بين زوجات أشقاء «شمور» التي لم تدخل معها في أي صراع معها.

جسدت إيمان الحسيني دورها بشكل جيد جدا، «وإن كنت أهمس في أذنها بأن تخرج من هذا الإطار من الأدوار لأنها تملك القدرة على ذلك». أما الأخ الثالث لـ «شمور» فهد الذي يجسده الفنان فهد باسم، فقدم شخصية الكذاب والنصاب الذي لا يفكر إلا بمصلحته فقط، وكيف يستفيد من الآخرين، ويعيش في بيت «شمور» مع زوجته نور (ليالي دهراب) التي تعتبر ملح العمل، وأنا شخصيا توقعت لها ذلك من بعد مشاهدتي لها في مسلسل «جمان»، ليالي دهراب تقدم شخصية «حور» بتلقائية وخفة دم وكأنها تملك سنوات طويلة من الخبرة في مجال التمثيل، ومشاهدها مع «شمور» رائعة، حيث نشاهد مباراة ممتعة من الأداء الجميل بينهما.

أما الأخ الرابع لـ «شمور» فهو الفنان الشاب ناصر عباس الذي احسن المؤلف علي الدوحان اختياره له لتجسيد شخصية «عزيز»، فالشخصية مناسبة تماما لناصر عباس خصوصا انها تعتمد على رشاقة الأداء وخفة الدم، وهو الشاب الطامح للشهرة والنجومية من خلال سعيه ليكون مطربا، ويقدمها بشكل جميل، وكثير من المشاهدين وخاصة من ابناء جيله ينتظرون مشاهده بفارغ الصبر.

ومن نجوم العمل النجمة القديرة طيف التي تجسد دور «أم شمور» وإخوانها الأربعة، وتقدم طيف دورها ببساطة وعفوية وجمعت في أدائها بين الطيبة والشر، الطيبة في تعاملها مع ابنائها، والشر والتسلط مع زوجاتهن.

ولا يمكن ان أنهي كلامي دون ان أتطرق للأداء الرائع للنجم عبدالله بهمن الذي يجسد شخصية «عيسى» الذي يتعرض لحادث سير تسببت فيه «شمور» ويعرض عليها الزواج حتى تنتشله من حالة الفقر التي يعيشها ويسدد الديون المتراكمة عليه، بهمن كشف من خلال العمل عن تمتعه بخفة دم كبيرة و(قطات) تعالت معها ضحكات المشاهدين وشكل مع الفنانة شهد سلمان، التي تجسد دور امه، ثنائيا رائعا، فالفنانة شهد اكتشاف بالنسبة لي، حضور طاغ وممتع وتعاملت مع الدور بعمق وليس بالمساحة وكانت لافتة جدا.

عمل مميز

أما مخرج العمل سائد الهواري فيقدم عملا مميزا كعادته، تحكم كبير في حركة الكاميرا طبقا لحاجة المشهد سواء حركة سريعة او بسيطة او وضع ثابت، وأجاد الهواري التنقل بين المشاهد بخفة ورشاقة وإيقاع سريع لم نشعر معه بالملل، وان كان يؤخذ عليه عدم تدخله في بعض المشاهد وتوجيه الممثلين بشكل افضل، مثل المشهد الذي جمع بين «فهد» و«نور» في غرفتهما، عندما صارحت «نور» زوجها بأنها حامل، حيث تعامل فهد مع الخبر بهدوء غير طبيعي، وكان المشهد بحاجة لإحساس اكثر ويؤخذ عليه ايضا اعتماده هو والمؤلف علي الدوحان على ان تقوم طفلة صغيرة بتحليل العلاقات الاجتماعية لشخصيات العمل وهي الفنانة الصغيرة ملك ابوزيد التي كما ذكرت تقدم دورا جديدا بشكل جميل يثبت انها فنانة موهوبة وينتظرها مستقبل كبير هي والفنانة الصغيرة ايضا جنى الفيلكــــاوي التي تقدم مشاهد رائعة أمام إلهام الفضالة.

اقرا ايضا





Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى