الترخيص لأهل الخبرة لاستهلال رمضان | جريدة الأنباء
[ad_1]
- د.محمد الشريف: الحل باعتماد الحساب الفلكي في إمكان رؤية الهلال لا في ولادته فإنه قد يولد ولا يرى أو يولد نهاراً
- د.ناظم المسباح: على الجهات المختصة الترخيص للمختصين برؤية الهلال وللمواطنين الذين لديهم المعرفة بتتبعه وقت الحظر
- د.أحمد الكردي: إذا ثبتت رؤية الهلال في بلد من بلدان العالم الإسلامي يجوز الصوم وفقاً لذلك ويؤخذ برؤية أي مسلم صادق
أسامة أبوالسعود
أيام قلائل تفصلنا عن حلول شهر رمضان المبارك، ما يطرح تساؤلا كبيرا عن كيفية استطلاع المسلمين هلال شهر رمضان في زمن الـ «كورونا»، وما يتخلله من حظر تفرضه بعض الدول العربية والإسلامية ومنها الكويت لمنع انتشار الوباء سواء كان حظرا كليا أو جزئيا أو مناطقيا.
فبعد أن كان الجميع ينتظر لحظة اجتماع هيئة الرؤية والعارفين بتتبع منزلة القمر ليدلوا بدلوهم عشية الشهر الفضيل ويعلنوا عن حلوله، بات الحظر يقف عائقا أمامهم، فهل سيتم الاعتماد فقط على احتساب دخول الشهر المبارك وفقا للحسابات الفلكية دون الرؤية بالعين المجردة؟ وهل يتعارض الاعتماد على الحسابات الفلكية في دخول الشهر مع قول النبي ﷺ: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما»؟ «الأنباء» استطلعت آراء العلماء المختصين حول دخول شهر رمضان المبارك وقت الحظر وهل تسمح الجهات المختصة كوزارتي العدل والداخلية لبعض المواطنين بتحري رؤية الهلال المبارك؟ وعادت بالعديد من الآراء، فإلى التفاصيل:
في البداية اكد عميد كلية الشريعة السابق د.محمد الشريف ان تحديد بداية الشهور الهلالية له أهمية كبيرة بالنسبة للمسلم، حيث يتوقف على ذلك الكثير من العبادات، من ذلك الصيام، وصلاة العيد، وزكاة الفطر، والزكاة، والحج، والنذور، والكفارات، وغير ذلك كثير.
ولفت الى أن فقهاءنا وعلماءنا قد اهتموا اهتماما كبيرا ببيان منازل القمر، وكيفية تحديد الشهور، والأصل في معرفة دخول الشهر رؤية الهلال، حيث اختلف الفقهاء في الحساب الفلكي.
وأوضح الشريف ان رؤية الهلال تكون بالعين، وقد حث الشارع على تحري رؤية الهلال، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته»، لافتا على أن الحنفية والشافعية تقولان أن التماس رؤية الهلال واجب كفائي، بينما ذهب الحنابلة إلى استحبابه، والقول الأول هو الموافق للقواعد الشرعية العامة. وأشار الى انه يثبت دخول أي شهر برؤية هلاله، أو بإكمال عدة الشهر الذي قبله ثلاثين يوما مشيرا إلى قول العلماء «معنى ذلك لا تستقبلوا رمضان بصيام على نية الاحتياط لرمضان»، مشددا على ان جمهور العلماء اشترط رؤية عدلين لإثبات دخول أي شهر من الشهور بالجملة، واختلفوا في بعض التفصيلات.
وعن الحساب الفلكي قال الشريف إنه وقد وقع الخوض في إثبات الأهلة بالحساب الفلكي منذ أواخر القرن الهجري الأول، فقد أشار إليها أحد التابعين وبحثت بعد ذلك من لدن فقهائنا السابقين بالقدر الذي تستحقه، وكان من أسباب بحثها وجود لفظة مشكلة في حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف الشراح في المراد منها، واستدل بها القائلون بالحساب على ما ذهبوا إليه الحسابات الفلكية.
وأضاف قائلا «يتضح ذلك من إيراد الحديث بلفظه، واتباعه بتفسير الذين استدلوا به على جواز اعتماد الحساب في إثبات الهلال»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر رمضان: «لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له».
وقال إن الحديث قد علق بداية صيام رمضان والشروع في الإفطار برؤية الهلال، وأمر عند تعذرها في حالة الغيم بالتقدير، فقال صلى الله عليه وسلم: «فإن غم عليكم فاقدروا له»، وقد اختلف في المراد من هذه العبارة، فقد فهم بعض علمائنا من هذا الحديث القول بتقدير الهلال بالحساب الفلكي ونسب إلى مطرف بن عبدالله بن الشخير من التابعين وأبي العباس بن سريج من الشافعية وابن قتيبة من المحدثين، ونقل ابن رشد عن مطرف قوله: يعتبر الهلال إذا غم بالنجوم ومنازل القمر وطريق الحساب، قال: وروي مثل ذلك عن الشافعي في رواية، والمعروف له المشهور عنه أنه لا يصام إلا برؤية فاشية أو شهادة عادلة كالذي عليه الجمهور، وعن مطرف أيضا أن العارف بالحساب يعمل به في نفسه.
وأضاف «أما ابن سريج فاعتبر قوله صلى الله عليه وسلم: (فاقدروا له): خطابا لمن خصه الله بعلم الحساب، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (فأكملوا العدة) خطابا للعامة.
وتابع «وبين ابن الصلاح ما قصده ابن سريج من المعرفة بالحساب فقال: «معرفة منازل القمر هي معرفة سير الأهلة، وأما معرفة الحساب فأمر دقيق يختص بمعرفة الآحاد، فمعرفة منازل القمر تدرك بأمر محسوس يدركه من يراقب النجوم، وهذا هو الذي أراده ابن سريج، وقال به في حق العارف بها فيما يخصه».
وأردف قائلا «وعن بعض الحنفية قول: لا بأس بالاعتماد على قول المنجمين».
وتابع: وقال القشيري: «إذا دل الحساب على أن الهلال قد طلع من الأفق على وجه يرى لولا وجود المانع كالغيم مثلا، فهذا يقتضي الوجوب لوجود السبب الشرعي، وليس حقيقة الرؤية مشروطة في اللزوم، فإن الاتفاق على أن المحبوس في المطمورة إذا علم بإتمام العدة أو بالاجتهاد أن اليوم من رمضان وجب عليه الصوم».
وبين أبو الوليد الباجي حكم صيام من اعتمد الحساب فقال: «فإن فعل ذلك أحد فالذي عندي أنه لا يعتد بما صام منه على الحساب ويرجع إلى الرؤية وإكمال العدد، إن اقتضى ذلك قضاء شيء من صومه قضاه».
وأضاف الشريف أن القرافي ذكر قولا آخر للمالكية بجواز اعتماد الحساب في إثبات الأهلية، بينما نقل القليوبي عن العبادي قوله: إذا دل الحساب القطعي على عدم رؤية الهلال لم يقبل قول العدول برؤيته، وترد شهادتهم.
ثم قال القليوبي: وهو ظاهر جلي، ولا يجوز الصوم حينئذ ومخالفة ذلك معاندة ومكابرة. وذكر قول الإمام السبكي الكبير، والذي لا يخالفه الآخرون، لأنه من تعارض القطعي -وهو الحساب- مع الظني -وهو الرؤية-، ومن المعلوم أنه إذا تعارض الظني مع القطعي قدم القطعي.
اختلاف مطالع الهلال
أما عن اختلاف مطالع الهلال فلفت إلى أنه أمر واقع بين البلاد البعيدة كاختلاف مطالع الشمس، لكن التساؤل هل يعتبر ذلك في بدء صيام المسلمين وتوقيت عيدي الفطر والأضحى وسائر الشهور فتختلف بينهم بدءا ونهاية أم لا يعتبر بذلك، ويتوحد المسلمون في صومهم وفي عيدهم؟ وأوضح أن الجمهور ذهب إلى أنه لا عبرة باختلاف المطالع، وهناك من قال باعتبارها، خاصة بين الأقطار البعيدة، فقد قال الحنفية في هذه الحالة: إنه لكل بلد رؤيتهم، وأوجبوا على الأمصار القريبة اتباع بعضها بعضا، وأن المعتمد الراجح عند الحنفية أن لا اعتبار باختلاف المطالع فإذا ثبت الهلال في مصر لزم سائر الناس فيلزم أهل المشرق برؤية أهل المغرب في ظاهر المذهب، بينما قالت المالكية بوجوب الصوم على جميع أقطار المسلمين إذا رُئي الهلال في أحدها، وقيد بعضهم هذا التعميم فاستثنى البلاد البعيدة كثيرا كالأندلس وخراسان.
وذكر أن القرافي بيّن اختلاف مطالع الهلال علميا، وذكر سببا من أسبابه مكتفيا به عن البقية المذكورة في علم الهيئة، وهو أن البلاد المشرقية إذا كان الهلال فيها في الشعاع وبقيت الشمس تتحرك مع القمر إلى الجهة الغربية فما تصل الشمس إلى أفق المغرب إلا وقد خرج الهلال عن الشعاع فيراه أهل المغرب ولا يراه أهل المشرق.
واستنتج من هذا البيان ومن اتفاق علماء المسلمين جميعهم على اختلاف أوقات الصلاة ومراعاة ذلك في الميراث رأى أن وجوب الصوم على جميع الأقاليم برؤية الهلال بقطر منها بعيد عن القواعد، والأدلة لم تقتض ذلك.
لكل بلد رؤيتهم وتحدث الشريف عن عمل الشافعية باختلاف المطالع حيث قالوا: «إن لكل بلد رؤيتهم وإن رؤية الهلال ببلد لا يثبت بها حكمه لما بعد عنهم»، كما صرح بذلك النووي، مشيرا إلى أن الحنابلة قالوا بعدم اعتبار اختلاف المطالع، وألزموا جميع البلاد إذا رُئي الهلال في بلد.
وأوضح أن القائلون بعدم اعتبار اختلاف المطالع استدلوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته»، فقد أوجب هذا الحديث الصوم بمطلق الرؤية لجميع المسلمين دون تقييدها بمكان، واعتبروا ما ورد في حديث ابن عباس من اجتهاده، وليس نقلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بولادة الشهر وإثبات دخوله، وختم بالقول «وفي رأيي القاصر أن حل هذه الاختلافات يكون باعتماد الحساب الفلكي في إثبات دخول الأشهر وخروجها، ويكون ذلك باعتماد قول الفلكيين في إمكان رؤية الهلال أو عدم إمكانه، لا في ولادته، فإنه قد يولد ولا يرى، أو يولد نهارا فلا يعتبر إلى آخر القضايا التي فصلها فقهاؤنا الأجلة، والله أعلم»
العين المجردة
من جهته، قال الخبير في الموسوعة الفقهية وعضو لجنة الفتوى بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية د.احمد الكردي ان الأصل الشرعي هو رؤية هلال شهر رمضان بالعين المجردة مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته»، ولفت إلى أنه اذا ثبت رؤية الهلال في بلد من بلدان العالم الاسلامي فيجوز الصوم وفقا لذلك في كل بلد إسلامي، فإذا رأى الهلال أي مسلم صادق أمين على وجه الأرض يؤخذ برؤيته ويصوم المسلمون وفقا لذلك.
وأشار الكردي الى أن ولادة الهلال وفقا للحسابات الفلكية هو أمر عظيم وعلينا كذلك الاعتماد على الأمناء المختصين في الفلك لرؤية ولادة الهلال وبداية دخول الشهر المبارك.
وشدد على ضرورة ان تنتدب الكويت بعض المختصين لرؤية الهلال والاعتماد على رؤيتهم وأيضا إذا ظهر في دول الجوار أو أي دولة من دول العالم الإسلامي.
رخص للمختصين والمواطنين وقت الحظر
ومن جهته، قال الداعية د.ناظم المسباح ان الجهات المختصة كوزارتي العدل والاوقاف عليها ان ترخص للمختصين برؤية الهلال وقت الحظر وكذلك للمواطنين الذين لديهم القدرة والمعرفة بتتبع الهلال عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته».
وتابع المسباح قائلا ان المراصد الموجودة لها دور مهم، وهو ما تأخذ به دول إسلامية مهمة مثل مصر وباكستان وتركيا والتي تعتمد الحسابات الفلكية لأنه اصبح دقيقا جدا.
وشدد على انه يمكن الأخذ بما عند الدول المجاورة سواء فلكيا او برؤية الهلال بالعين المجردة وخاصة دول الخليج لأننا على نفس الخطوط تقريبا وبنفس المنطقة الجغرافية.
الخروج للرؤية سيكون بترخيص ومراعاة التباعد
الداعية أحمد حسين: لجنة الاستهلال لدينا برئاسة الشيخ صادق بوعباس ومحمد الصايغ ورأيهما معتبر
قال رجل الدين الشيخ احمد حسين ان المذهب الجعفري لا يختلف عن المذاهب الإسلامية الأخرى في دخول هلال شهر رمضان المبارك مشيرا الى ان الاختلاف بين المذاهب في مسالة دخول الشهر وولادة الهلال والأخذ بالرؤية العينية المجردة او الحسابات الفلكية.
وأوضح أنه اذا تسنى للناس الخروج ولو بتصريح خاص يجب أن يكونوا متباعدين بعد تعيين احداثيات مكان رؤية الهلال فهذا هو المطلوب شرعا.
وأشار إلى أن أصحاب الرأي الآخر بقولون بالاعتماد على الحسابات الفلكية اذا أورثت الاطمئنان والعلم بوجود الهلال، مؤكدا «أن الخلاف موجود في كل المذاهب الاسلامية، وكل يعمل برأيه وكلهم مأجور وعلى صواب ان شاء الله».
وعن خروج بعض أبناء المذهب الشيعي لاستطلاع الهلال قال الشيخ احمد حسين «لدينا لجنة الاستهلال وهي برئاسة سماحة الشيخ صادق بوعباس والفلكي محمد علي الصايغ وهما معنيين دائما بتتبع رؤية الهلال، وهم من المجموعة المختصين والمعتبرين الذين يؤخذ برأيهم».
[ad_2]
Source link